| رواية اسى الهجران | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الخميس أكتوبر 20, 2011 9:36 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات البهجة كل البهجة اليوم بارت باكينام ويوسف هذا البارت كان سابقا بارتين ولكني دمجتهما معا
اقترب كثيرا كثيرا حفل زواج شباب آل مشعل أليس كذلك؟؟
قراءة ممتعة مقدما . . لا حول ولاقوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء الثاني والستون
القاهرة حفل طاهر عزت
باكينام أعلنت موافقتها كأنها تعلن حكم إعدامها كانت مثل المغيبة لم يخطر لها لافي أحلامها ولافي كوابيسها أنها تعود لمقابلة جو ويكون عكس ماعرفته وتخطب له وكل هذا خلال نصف ساعة كأنها مشاهد مجزوءة من فيلم سيء الإخراج لا تنكر أنها تحب يوسف بل هي مغرمة به فهو الرجل الوحيد الذي استطاع تسلق أسوارها وغرس رايات انتصاره على صفحة قلبها ولكنها ترفض الزواج به فزواج بهذه الطريقة وبكل هذه التعقيدات التي بينهما هو زواج فاشل منذ بدايته ومعركة خاسرة قبل أن ترفع أسلحتها
لم تعرف كيف تتصرف فقررت أن تساير يوسف حتى تنتهي من هذه المهزلة أمام أعين مئات البشر حتى تختلي بروحها وتصفي تفكيرها
كان يوسف الوقح مستعدا لكل شيء والده أعلن الخطبة وهاهو يمسك بيدها ليلبسها دبلة ألماسية ثمينة يتمدد اسمه في ثناياها كانت أناملها باردة متصلبة تشعر أنها في عالم آخر كأنها نائمة ووتحلم بكابوس مريع لا تستطيع التدخل لتغيير مساراته وصداعها يتزايد
همس يوسف لها ببرود: ممكن تلبسيني دبلتي لو سمحتي شكلنا بئى بايخ أوي
باكينام تبتسم أمام الناس و تهمس له: انته اللي جبته لنفسك
لكنها وجدت نفسها مجبرة على على إلباسه دبلته الفضية في بنصر يده اليمنى وفرق شاسع بين أناملها الثلجية الشفافة الباردة التي تسكن الآن في يده السمراء الدافئة كالفرق تماما بين مشاعر كل منهما
فكرة مجنونة تخطر ببال يوسف.. فهو لم يحتمل ضغط مشاعره وملمس يدها في يده.. وحتى هذه اللمسة لا تجوز له شرعا بينما هو يتمزق لهفة لاحتضان كفيها وغمرها بقبلاته حتى وإن كانت هي رافضة..لا يهمه رفضها
لذا همس لها وكأنه يتحدث في موضوع اعتيادي: شيخ الأزهر موجود هنا.. إيه رايك نخليه يكتب كتابنا بالمرة؟؟
باكينام برعب صرف: أنته أكيد مجنون..
(كنت أقول أن الخطبة فسخها هين ولكن هذا يريد تقييدي بعقد قران)
يوسف لم يمهلها.. فهو رأى فعلا أنها تبدو كالتائهة وهي فعلا كانت تشعر بصداع أليم واضطراب شديد في عوطفها وتفكيرها لذا قرر أن ينتهز فرصة عدم التوزان الذي تشعر به ويربطها به
يوسف توجه لطه.. وباكينام يزداد قوة صداعها ورؤيتها أصبحت غائمة مازالت غير مستوعبة وعشرات التهاني تنهال عليها
والدها اقترب منها سألها بقلق: باكي حبيبي مش شايفة إنكم مستعجلين على كتب الكتاب خلوها خطوبة بالأول تتعرفوا على بعض كويس
يوسف الذي كان يتحرك كالعنكبوت هو من أجاب: احنا خلاص اتعرفنا على بعضينا في واشنطن وعاوزين يكون بيننا رابط شرعي عشان نتعرف على بعض أكتر ونئدر نخرج مع بعضينا بدون احراج
ثم مال وهمس على أذن باكينام بخبث: أو يمكن فيه رابط شرعي خلاص
باكينام انتفضت بعنف وهي تقول كأنها تسحب الكلمات من حنجرتها سحبا: زي ماتشوف يابابا
طاهر تقدم وهو يضع يده على كتف طه ويقول بنبرة رجل الأعمال الذي يحسب لكل شيء حسابه: هتكون فرصة ما تتعوضش شيخ الأزهر يكتب كتابهم دلوئتي والشهود يكونوا الدكتور نظيف والدكتور سرور رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب مادام كلهم موجودين... ويمكن مستحيل يجتمعوا تاني
***********************
الأحساء
حوار مشعل وراكان
مشعل كان مصدوما: أنت ياراكان تبي موضي؟؟
راكان بشبح ابتسامة: ليه ما أترس عينك؟؟
مشعل بابتسامة حقيقية: إلا تترسها وتبطها بعد.. بس ماخطر ببالي
ثم أكمل بعمق: أنا توقعت إنك تخطبها قبل حمد لكن بعدها.. السنين مرت وأنت ماتزوجت ورافض فكرة الزواج توقعت إنك خلاص ماعاد تبي تتزوج
راكان بهدوء: كل شيء في وقته حلو
مشعل يشعر بسعادة حقيقية صديقه وتوأم روحه يتزوج شقيقته الأقرب لروحه: أنا موافق بس بشرط.. تزوجون قبل أرجع واشنطن
ارتبك راكان داخليا.. موضي نفسها تريد التأجيل قدر ما تستطيع وهو غير مستعد بعد نفسيا.. ومع ذلك أجاب بهدوء: يمكن موضي ماترضى
مشعل يبتسم: خل كل شيء علي..
***********************
القاهرة انتهى حفل طاهر عزت ومعه عقد قران باكينام ويوسف والربع ساعة المقررة أصبحت عدة ساعات باكينام على وشك الانهيار مازالت عاجزة عن التصديق ما كل هذا؟!! كانت ستحضر لربع ساعة مجاملة لوالديها تلقي التحية وتعود لجدتيها فإذا الربع ساعة تتحول لكابوس من أسوأ كوابيس حياتها وينتهي الكابوس بزواجها من يوسف
تبقى عدد محدود من الضيوف باكينام تهمس لوالدتها بالانجليزية: ماما أنا ذاهبة
سوزان بحنان: انتظري 5 دقائق فقط وسنذهب كلنا
يوسف كعادته الرديئة التي برزت مؤخرا كان من تدخل: اسمحي لي سيدتي أنا سأوصلها
سوزان تبتسم: لا تستأذني فهي أصبحت زوجتك
انتفضت باكينام بعنف زوجته.. زوجته.. زوجته (أنا أصبحت زوجته أي كابوس مرعب هذا؟! متى سأصحو من هذا الكابوس وأجد أني كنت أحلم حلما طويلا مريعا)
يوسف يمسك بيد باكينام ودفء يده يقنعها أنها لا تحلم: يالله حبيبي عشان أوصلك
باكينام تود أن تنتزع يدها من يده وأن تصفعه وتعضه وتخلع حذائها وتحدث بكعبه ثقوب عميقة في رأسه العنيد المجنون لم تشعر في حياتها كلها بالقهر كما تشعر الآن هذا اليوسف الخبيث أجبرها على تنفيذ كل مايريد وقادها كما تُقاد الشاه للمسلخ لا تحتمل وجوده ولا حتى دقيقة إضافية همست له: يوسف اعتئني عشان ربنا..أنا مش طايئاك سيبني امشي
يوسف يهمس: وأنا كمان ياحبيبتي مش طايئك.. امشي أوصلك
باكينام بتعب: عربيتي معايا مش محتاجة حد يوصلني
يوسف بهدوء: هاتي مفاتيح عربيتك.. هاخلي فتحي يسوئها ورانا وبعدين هأرجعه
باكينام مرهقة حقا: يوسف أنته ما بتهمدش.. حرام عليك بائول لك مش طايئاك.. يارب أموت عشان أرتاح
مزق يوسف دعائها على نفسها بالموت (لهذه الدرجة تكرهني!!!) لم يرد عليها تناول كفها وهو يعتصرها في كفه وخرج بها خارج القاعة وهو يجرها حتى وصل سيارته: اركبي
باكينام ركبت ماعاد بها أدنى طاقة للصراخ.. مستنزفة تماما من هذه الليلة المارثونية وهاهي في سيارته الفخمة تجوب بهما شوارع القاهرة التي لا تهدأ حتى في وقت متأخر كهذا
مسافة طويلة تفصل بين فندق الفورسينز وبيتها في المعادي لم يسألها عن مكان بيتها فهو يحفظه ووقف أمامه عدة مرات الأيام الماضية عله يلمحها ولكنها لم تكن تخرج مطلقا
أكثر من عشر دقائق من الصمت مرت كلاهما غارق في تفكيره الخاص
يداه على مقود السيارة ويداها ترتاحان على فخذيها مد يده لكفها الأقرب له تناوله باكينام ارتعشت بعنف هناك أمسك يدها أمام الناس ومن أجل المظاهر فماذا يريد الآن؟؟
رفع يدها إلى شفتيه وطبع على ظاهرها قبلة عميقة باكينام انتزعت يدها وهي تحتضنها وترتعش: ما اعتقدش أنه من لوازم تربيتي الحركات اللي مالهاش داعي دي
لم يرد عليها مسكون بالنشوة (إذا كان لملمس كفها هذا التأثير على روحي فكيف بملمس خدها أو شفتيها؟!!)
تسربل الجو بينهما بالصمت لدقائق أخرى همس بصوت عميق: تحبي نوئف شوية في كورنيش المعادي قبل ماأرجعك البيت؟؟
باكينام انفجرت انفجرت تماما كل كبت الساعات الماضية -الذي يوزاي سنوات- تدفق كحمم بركانية: أنته تكون فاكر نفسك خطيبي وإلا جوزي بجد نمشي عالكورنيش ونئزئز لب ووكل واحد يتغزل في التاني اصحا يادلوعة ماما أنا بأكرهك باكرهك.. ومهزلة الجواز دي زي ماورطتني فيها تخلصني منها.. أنا عمري ماشفتش واحد حقير وندل زيك أنا بأكرهك باكرهك ولاخر يوم في عمري هأكرهك
يوسف همس وابتسامة ملولة تتلاعب على شفتيه: خلصتي شتيمة؟؟
باكينام بغضب: لا ما خلصتش ومش هأخلص لحد ما تطلئني
يوسف ببرود: يبئى أجليها ليوم تاني لأنو خلاص أدي بيتكم وأنا ماليش خلئ أسمعك
باكينام بغضب كاسح: لا هتسمعني وغصبا عنك هتسمعني مش كل حاجة على كيفك
يوسف بحزم: باكي انزلي.. ئبل ما أنزلك سحب من العربية
باكينام تشتعل.. نزلت وهي تغلق الباب بعنف ثم لفت من ناحيته لتقول له بهمس غاضب: أتمنى يكون عندك شوية كرامة وماتورنيش وشك تاني وتبعت لي ورئة الطلاء خلاص أنته عملت اللي أنت عاوزه ورديت لي الألم وزيادة..وزليتني وهنتني وكده خالصين.. وده أخر كلام بيننا
كانت باكينام تتكلم بكل جدية وكان رد يوسف عليها أن حرك سيارته وتركها تصرخ في الشارع أمام باب بيتها
(كم هي غبية غبية ولذيذة "ئال خالصين ئال؟؟" "إحنا لسه هنبتدي؟!" مغرورة وسخيفة وتافهة ولكنها تثير جنوني لم تفعل بي امرأة هذا مطلقا لطالما كانت المرأة مخلوقا فاقدا للأهلية في عرفي حتى عرفتها قلبت موازيني قلبتها تماما!!)
*********************
قبل الفجر الكثير من القلوب عاجزة عن النوم هذه الليلة
مريم جاءها والدها وأخبرها بخطبة سعد لها وطلب منها أن تفكر وتأخذ وقتها في التفكير بعد أن أشاد في سعد كثيرا وزكاه كما يفرض عليه الحق ولكنه في داخله كان يشعر بحزن عميق شفاف بالكاد احتمل فكرة ذهاب العنود لبيت آخر فكيف بمريم شمعة بيتهم؟!!
وهاهي مريم تفكر.. للمرة الثانية تفكر أو ربما المرة الألف!!!
هيا عاجزة عن النوم لم تستطع البقاء في غرفتها مع رائحة مشعل العميقة التي تغمر المكان لذا قررت أن تستغل أيام غياب مشعل بالنوم عند جدتها منها أن تتلهى عن غيابه ومن ناحية أخرى تستمتع بقرب جدتها وأحاديثها
وهاهي مازالت ساهرة وهي تنظر بحنان متعاظم لجدتها المستغرقة في النوم وتدعو الله بعمق أن يحفظ مشعل ويعيده لها سالما تشعر أن مشعلا هو كل ما تبقى لها في الحياة نعم هي سعيدة بعودتها لأهلها واحتضانهم لها ولكنها تشعر أنها لا تنتمي لأي شيء إلا لمشعل لــمشــعـــل فقط
مشعل كان نائما وقتها استعداد لنهوضه المبكر لصلاة الفجر وإكمال رحلتهما لكن رفيق سفره جافاه النوم
راكان مستنزف من التفكير لم يخطر له مطلقا أنه قد يتزوج موضي وبعد كل هذا الوقت الأمر كما لو أنك كنت عطشانا طوال عمرك ستموت من أجل قطرة ماء وحينما أصابك الجفاف وأصبحت على شفير الهاوية وماعادت كل مياه العالم لتنقذ روحك الذاوية أحضروا الماء أمامك وأجبروك على ازدراده ورغم أن الماء يبقى نعمة لا مثيل لها ولكنها نعمة ماعادت لتنفعك بشيء ولا تستثير رغبتك فيها
وهذا هو حاله تماما مع موضي هاهو يُجبر على ازدرادها ورغم أنه يراها نعمة حقيقية ولكنها نعمة هو في غنى تام عنها وماعاد راغبا بها!!!
موضي ساهرة دامعة.. روحها تبكي قبل عينيها محطمة ممزقة مشتتة ومُهانة تكره نفسها وتكره الظروف التي دفعتها لعرض نفسها على راكان بهذه الطريقة المزرية راكان ذاته وحتى قبل أن تتزوج حمد لم تفكر به يوما كزوج ولم تحمل له أي مشاعر خاصة رغم أن المنطق الرومانسي قد يفترض شيئا من هذا
فراكان بشخصيته الواثقة الناجحة ومزاياه العديدة كان يبدو لها شيئا أشبه بأسطورة ولا أحد يتزوج الأساطير وخصوصا أنها عرفت بزواجه بعد زواجه بأشهر فقط كانت حينها في الثامنة عشرة السن الذي قد تبدأ الفتاة فيه بالتفكير في شخص قد يكون هو نصفها الآخر معرفة موضي بزواج راكان وأسبابه وظروفه عززت صورته الأسطورية في خيالها وأبعدته عن إطار تفكيرها الرومانسي وفعليا هي لم تفكر مطلقا بأي رجل محدد فهي كانت متفوقة في الدراسة وفي الجامعة كان تخصصها الصعب يستنزف تفكيرها وبعد تخرجها بأشهر تزوجت حمد وطوال هذه السنوات كلها ظلت تحتفظ بسر راكان في أعمق بئر في روحها شعرت أن احتفاظها بسره هو أقل شيء قد يقدم لمن هو في عظمة راكان وشهامته ونخوته وهاهي خطوط حياتها تتقاطع مع خطوط حياته رغم أنها رافضة لهذا التقاطع ورافضة لاقتراب أي رجل من حدودها الممتهنة المدمرة تريد أن تحتفظ بما بقي من روحها الذاوية لنفسها وتريد أن تعيش مابقي من حياتها لنفسها وتريد أن تحتفظ بجسدها لنفسها ولكنها مجبرة على تقديم التنازلات من أجلها.. من أجل المخلوقة الأعز والأغلى كما اعتادت أن تتنازل طوال عمرها من أجل غيرها في هذا التنازل ستخسر أشياء كثيرة ولكنها على الأقل واثقة أنها مع راكان ستحتفظ بما تبقى من كرامة روحها وجسدها
باكينام بعد أن تركها يوسف تصرخ في الشارع دخلت إلى البيت وهي تتسحب لم تكن تريد أن ترى جدتيها في هذا الوقت بالذات وهي مستثارة وتشعر برغبة حادة في البكاء والاختلاء بنفسها دخلت غرفتها وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح فهي تعلم أن والدتها ووالدها على وصول وبالتأكيد سيمران بها لتهنئتها على حظها العظيم الذي بعث لها بهذا المغرور المعتوه أستاذ الجامعة المجنون ابن الذوات وأخر شيء تريده هو أن يهنئها أحد يعزونها ربما!! لِـمَ عاد لحياتها بهذه الطريقة وبهذه الصورة المبالغ في تراجديتيها؟؟ كان يعرف مكانها طوال الوقت ويعرف من هي لماذا لم يطلب مقابلتها كما قد يفعل كل الناس الطبيعين يصفون مابينهما ثم يطلبها للزواج كانت حينها ستكون أسعد مخلوقات الله ولكنها الآن وبما فعله هذه الليلة تشعر أنها المخلوق الأكثر تعاسة على وجه الأرض فهي كانت تراه شيئا عظيما ومشاعرها نحوه كانت استثنائية تماما ولكنه بما فعله الليلة كسر شيئا ثمينا في روحها سلبها حقا مقدسا حق اتخاذ القرار فهو من اتخذ كل القرارات ونحاها جانبا وكم كان هذا قاسيا على من هي مثلها معتادة على الاستقلال واتخاذ قراراتها بنفسها شعرت أنه بالغ في إهانتها والعبث بها والحط من شأنها (يبدو أن أنّا صفية كانت محقة عربي همجي.. يراني بضاعة تُشترى أين كان عقلي حين نحيت قناعاتي وسمحت لقلبي أن يتعلق به حتى بعد أن عرفت أنه مصري ولكن لم تنتهِ اللعبة بعد يا يوسف وأنت لم تعرفني بعد فأنا سليلة عناد أصيل)
يوسف في شقته الخاصة في منطقة الزمالك فهو استقل بسكنه منذ سنوات فحياة والديه المليئة بالمجاملات والكثير من العزائم والضيوف لم تكن تناسب رتم حياته الهادئ فهو اعتاد على القراءة والبحث لذا منذ بدأ بالعمل كأستاذ علم اجتماع في جامعة القاهرة استقل بسكنه بحجة أنه يريد أن يكون قريبا من مكان عمله وخصوصا أن قصر والده الجديد بناه في منطقة السادس من أكتوبر البعيدة قليلا عن قلب القاهرة رغم أنه بات يفكر أن يعود للسكن معهما مجددا بعد تخرجه المقرر بعد عدة أشهر فشقيقته الصغرى ستتزوج بعد أشهر ولا يستطيع ترك والديه وحيدين في بيت ضخم ليس معهما سوى الخدم وخصوصا أنه هو ذاته سيتزوج
تتسع ابتسامته وهو يتذكر هذا الأمر من يصدق؟؟ هو ذاته مازال عاجزا عن التصديق ينظر ليده اليسرى.. يدير دبلته عدة مرات فهذه الدبلة لم تستقر في يمناه إلا أقل من ساعة لتنتقل بعدها ليسراه في أقصر فترة خطوبة في التاريخ يشعر بخدر لذيذ وهو يتذكر ملمس يديها لا يصدق أن مخططه نجح وضع كل الاحتمالات في ذهنه حتى يحكم سيطرته على الوضع
فهو عرف ابنة من تكون منذ أيام واشنطن فهو يعرف والدها جيدا ورأه عدة مرات في بريطانيا في السفارة.. وفي القاهرة عند والده شعر بتسلية غامرة وهو يراها تظنه مكسيكيا وهذا الظن جعلها تتحدث أمامه بالعربية تتحدث مع صديقتها في أشياء خاصة دون حرج لأنها تظنه لا يفهمها بل وتتغزل به أحيانا يبتسم وهو يتذكر وحقيقة :كان يريد إخبارها بالحقيقة ولكنه كان يريد إخبارها خارج إطار المقهى لتراه بحقيقته وتتعرف عليه ولكنها كانت ترفض مقابلته وهي تضع بينهما حدودا رسمها غرورها وتكبرها كان يكره فيها هذا الغرور.. كما كره الغرور طوال حياته لذا يريد أن يكسر فيها هذا الغرور
تتسع ابتسامته وهو يتذكر أحداث هذه الليلة التي سارت بشكل أفضل مما خطط له فمخططه كان يشمل الخطبة فقط فجاءت فكرة عقد القرآن كمكافاة حقيقية له وسارت بشكل رائع ولا حتى أجمل أحلامه
أما لِـمَ فعل كل هذا؟؟ لِـمَ لم يطلبها للزواج بشكل طبيعي؟؟ لسبب وحيد أنه يجهل مشاعرها لذا خشي أن ترفضه.. وقرر أن يضعها أمام المدفع حتى لا تجد لها منفذا للهروب من براثنه وفعلا لم تجد لها منفذاً
************************
اليوم التالي
القاهرة بعد صلاة الظهر
باكينام صلت الظهر ومازالت في غرفتها تغلق عليها الباب فهي متأكدة أن جدتيها عرفتا بخبر عقد قرانها وهي غير مستعدة لمواجهتهما ولمواجهة أنّا صفية بالذات تكره أن تسمع تقريع جدتها لها والأسوا من التقريع أنها كانت محقة (فهأنا أتزوج من عربي متخلف مهما درس وتعلم يبقى متخلفا يريد إعادتي لعصور العبودية والجواري بل أعادني وهو يجبرني عليه كأني جارية له أنا باكينام الرشيدي التي لم يُفرض علي يوما شيئا حتى والدي نفسه لم يجبرني يوما على شيء يأتي هذا اليوسف الحقير ليفعل بي مايشاء أتمنى أن يكون راجع تفكيره اليوم وقرر أن يطلقني)
باكينام بعد فترة قررت أن تنزل فهي ليست ضعيفة لتهرب من المواجهة وهي لابد ستواجه جدتيها فلماذا تأجل هذه المواجهة؟!! وخصوصا أنها وعدت الاثنتين أن تأخذهما للأهرامات ثم يتغدين سويا في المينا هاوس لتتذكر جدتها فيكتوريا ذكرياتها مع جدها وليام ارتدت ملابسها ونزلت وحجابها في يدها فداخل المنزل لا يوجد خدم رجال سمعت أصواتا وهي تنزل الدرج تنهدت وتسلحت بقوتها ورسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول: نهاركم نادي
لتتفاجأ بمن وقف لاستقبالها غامرا المكان بحضوره المختلف وفي عينيه تلمع نظرة مختلفة
#أنفاس_قطر# . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 9:40 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الورد والفل والياسمين والاختلاف
هناك أسئلة متفرقة وأنا أنسى وأتوه وليس القصد إهمالها
- القنص بالصقور نعم مختلف عن القنص بالأسلحة وعلى العموم القنص بالأسلحة ممنوع أمنيا
- تخصصي ليس أدب ولا تاريخ رغم غرامي في المجالين تخصصي تخصص علمي دراسة الأدب والتاريخ قد تقتلهما في روح عاشقهما لذا بقيت عاشقة لهما من خلال الغوص فيهما بعيدا عن قيود الدراسة
- الكرايم هي الذبائح لكنها كلمة يستخدمها الرجال أكثر ولها معنى مهذب فيه احترام للطرف الآخر . . استلموا بارت طويل اسميه أنا البارت الأخير في مرحلة ماقبل التغيير أما ماهو المقصود بالتغيير؟؟ انتظروا لتعرفوا المقصود . . قراءة ممتعة مقدما . . لا حول ولا قوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء الثالث والستون
القاهرة بيت طه الرشيدي
كان يوسف يجلس مع الجدتين واستطاع بكل براعة السيطرة على انتباههما والفوز بإعجابهما كل ما احتاجه مجرد بضع شحنات من الإشادة بالإيرلنديين والأتراك وبوبي ساندز (ثائر إيرلندي شهير) من ناحية والسلطان عبدالحميد من ناحية أخرى.. وثقافته الشاسعة أتاحت له أن يتحدث مع كل واحدة منهما في خصائص تاريخ شعبها بالتأكيد لاحظ بذكائه أن فيكتوريا أكثر تقبلا له لذا زاد جرعة تمجيد الأتراك وأيام حكم العثمانيين ليستولي على إعجاب العجوز الأخرى
ومضى له مايوازي الساعة وهو مع العجوزين فهو صلى الظهر في المسجد المجاور لبيتهم ثم قدم مباشرة لم يجد طه وسوزان وعرضت عليه فيكتوريا أن تنادي باكينام لكنه رفض وقال إنه اليوم قادم للتعرف على أروع سيدتين في العالم جدتا باكينام اللتان حدثته كثيرا عنهما (بالتأكيد هو لم يقصر مطلقا خلال الساعة الماضية في إقناع العجوزين بعمق علاقته بباكينام)
وهو في حديثه معهما أقتحمهم صوت مرح: صباحكم نادي
وقف يوسف من باب الذوق للترحيب بها ليصدم بإحدى أجمل صدمات حياته شلال ذهبي متموج ينحدر إلى أسفل كتفيها بقليل بالتأكيد هو توقع أن من لها هذه البشرة البيضاء والعيون الموغلة إخضرارا أن شعرها لابد سيكون فاتحا ولكن اكتمال الصورة على الطبيعة كان موجعا لقلب عاشق مثله وهذا اللون المشع كسلاسل ذهبية كان مبهرا لعينيه
باكينام ارتبكت بعنف تناولت حجابها وارتدته على رأسها كيفما اتفق لتبقى خصلها تتناثر من الأمام والخلف
صفية كانت أول من تحدث: تعالي بت باكينام واد يوسف من زمان هينا.. تعالئ اقعد جنبه
(يا ســــــلام أدي اللي كان نائصني إزا أنّا شكلها راضية عليه أوي يبقئ فيكي هتبوس في إيديه دلوئتي)
باكينام اقتربت.. قبلت جدتيها ثم توجهت للجلوس بجوار فيكي الأبعد مكانا عن يوسف
لكن صفية نهرتها بحزم: بت باكي تعالي سلمي على جوزك واقعد جنبه أنتي مش سامعاني أول مرة؟؟
باكينام قامت لتنفيذ أوامر صفية..فهي تعرفها جيدا.. وهي لا مانع لديها من زجر باكينام أمام الناس كطفلة صغيرة إذا لم تنفذ أوامرها.. كعادة الأتراك الأجلاف الذين قد يبدون في كثير من الأحيان جاهلين في أصول اللياقة وأخر ما تريده باكينام أن يتشمت فيها هذا اليوسف
اقتربت منه.. مالت عليه بالكاد ألصقت خدها بخده إقناعا لجدتها أنها سلمت عليه ولكن هذه الحركة كانت كافية لصعق يوسف وشد أوتار قلبه المشدودة أصلا أولا رائحة عطرها الخفيف الناعم ثم ملمس خدها الزبدي على خده الحشن وهي تهمس بصوت مسموع واحترام مصطنع: إزيك يوسف؟؟ ثم تجلس جواره
يوسف ذائب وخده يشتعل ولكنه رد بهدوء: كويس.. انتي ازيك؟؟
مالت على أذنه: زفت ولله الحمد على كل حال.. والفضل طبعا ليكم
كان رد يوسف عليها أن سحب حجابها من فوق رأسها أمام جدتيها وهو يقول بصوت عالي: مش حرام عليها يا أنّا حرماني أني أشوف شعرها وأنا جوزها
صفية بابتسامة: إيفيت واد يوسف إيفيت
وأعاد من باب اللياقة نفس الجملة لفيكتوريا بالانجليزية التي كان ردها عليه هزة رأس مهذبة
بينما باكينام كانت تشتعل منه ومن جرأته همست له من قرب: يوسف اديني حجابي
يوسف همس لها: لا
العجوزان حينما رأيا أنهما بدأ بالتهامس قررا الخروج ولم ينتبه الزوجان اللدودان لمغادرتهما
حرب متبادلة من النظرات دارت رحاها بين الطرفين باكينام همست بغيظ: ممكن أعرف أنت جاي ليه؟؟ ومن أمتى وحضرتك مشرفنا بالزيارة؟؟
يوسف ابتسم ابتسامة شاسعة: أولا أنا جاي أزور مراتي.. سانيا أنا بئى لي ساعة هنا.. ستاتك التركية والإيرلندية زي العسل وأنا كنت بأئول أنتي طعمه كده لديه دا أنتو عندكم مركز طعامة عالمي
قالها وهو يمد يده ليقرص خدها.. باكينام انتبهت أن جدتيها غادرتا لذا أشاحت بوجهها قبل أن يلمسه ونهضت وهي تقول بحدة: ما تلمسينيش
يوسف ابتسم بسخرية: ماعنديش جرب.. أكيد أنتي عندك جرب وخايفة عليا
باكينام بغيظ: يخرب بيت سئالتك.. دمك بيلطش ثم أكملت ببرود: وأمتى هتطلئني؟؟
يوسف يضحك باصطناع مقصود: حلوة النكتة دي
باكينام بجدية: أنا بأتكلم جد
يوسف يبتسم ببرود: شكلها هتبئى نكتة بايخة والنكت البايخة الأحسن أنو الواحد يخليها لنفسه
باكينام تقف: لحد ما تفكر بموضوع الطلاء ما تشرفنيش بالزيارة ودلوئتي اتفضل من غير مطرود لأني خارجة أنا وأنَّا وفيكي
يوسف يقف: وأنا خارج معاكم لأني خلاص اتفئت معاهم إني أكون دليلهم السياحي وحدة خواجايه زيك إيه هيعرفها في مصر زيي
أخر ماتريده باكينام أن يتدخل هذا البارد بينها وبين جدتيها المقربتين من روحها وأن يكسبهما لصفه أي سحر خبيث مارسه على جدتيها العنيدتين الحذرتين الفطنتين حتى يكسبهما؟!! فلطالما حذرتاها الاثنتان من سرعة الوثوق بالناس فكيف يثقان هما به سريعا هل كونه أصبح زوجها جعلهما ترتاحان له فابنتهما لن ترضى إلا بمن هو أهل للثقة هل هكذا فكرتا؟؟!! لكن هي لا تريده معها ولا قريبا منها فهي باتت تشعر أن حضوره يلغي حضورها ولشد ماتكره هذا الاحساس!!
وفعلا كان يوسف هو من ذهب بالثلاث إلى الأهرامات ثم للغداء والجدتان مبهورتان بحديثه وسعة إطلاعه وهو يرواح ببراعة وسرعة في حديثه بين العربية والانجليزية وباكينام شعرت بالحرج من إصراره على الدفع في كل شيء بل تجرأ على نهرها حين حاولت الدفع وهو يهمس لها بغضب: أوعي تعيديها.. أنتي مع راجل مش مع حيطه
انتهت رحلتهما قبل المغرب بقليل وعاد بهما يوسف لبيت الرشيدي الجدتان نزلتا باكينام كانت تريد النزول ولكن يوسف أمسك ذراعها وهو يقول: استني شويه عاوز أكلمك
باكينام بغضب بعد نزول جدتيها: أنا مش ئلت لك ما تلمسينيش
يوسف ببرود: أنتي كلك بتاعتي.. ومافيش حد يتحاسب على لمس أملاكه
باكينام ببرود مشابه: سيبنا من كلام المجانين ده.. عاوز إيه؟؟
يوسف بثقة: أنا هأرجع الساعة 10 عشان نخرج نتعشى سوا
كان رد باكينام عليه أن نزلت وأغلقت الباب خلفها ثم همست وهي تبتعد: أعتقد أنو ردي وصلك
****************************
بعد مرور أربعة أيام
ليلة عودة مشعل وراكان من القنص التي تقرر اختصار يوم منها لهطول أمطار الخير تبقى ثلاثة أيام فقط على حفل زفاف أبناء آل مشعل وبناتهم
عدة أحداث حدثت خلال الأيام الماضية أبرزها أن مريم وافقت أخيرا على سعد سعد كان يريد عقد القرآن فورا ولكن مريم رفضت أن يعقد قرانها وراكان غائب
الوضع الأكثر تأزما هو جبهة القاهرة بين باكينام ويوسف باكينام أصبحت أعصابها مشدودة دائما فهو أصبح يتدخل في حياتها كثيرا الشيء الذي هي لا تحتمله أبدا ربما لو كانت متقبلة وجوده وموافقة على هذا الزواج كان من الممكن أن تحاول تقبل تدخلاته التي هي بوجهة النظر الطبيعية طبيعية جدا فهو زوجها ومن حقه أن يستفسر أين ذهبت بل وأن يطالبها أن تستأذنه قبل خروجها وأن يفرض وجوده عليها أصبحت تستغرب كيف أنها مر عليها وقت كانت معجبة فيه بهذا الطاغية المتحكم المملل بل ومغرمة به أصبحت أمنيتها في الحياة أن تجد لها وسيلة للتخلص منه وغشاوة متينة باتت تغطي عينيها وتحاصر مشاعرها التي ماعادت تفهمها هل هي تحبه؟؟ أم تكرهه؟؟ لا تدري.. لا تدري لا تدري.. ما تعرفه أنها لا تريده.. لا تريده لا تـــريــــــــده
يوسف نفذ مايريد أصبحت باكينام له وبدأ في مخططه لترويضها فهذه الفتاة القوية الشخصية التي ما اعتادت أن تستأذن أو أن تشارك أحدا في اتخاذ قرارتها تحتاج إلى من يعيد تقويمها وهاهو يتسلى لأبعد حد بمحاولات التقويم هذه يستمتع بنوبات غضبها وجنونها اللذيذة يكاد يجن ولعا حين يرى عينيها تشعان بنار خضراء مثيرة تأسره هذه الفتاة وتثيره وتصيبه بالجنون بات يستغل كل وقت فراغه في مرافقتها هي وجدتيها يعلم أن جدتيها هما من تستمتعان بوجوده أما هي فتود قذفه لأبعد مجرة تفكير جديد بدأ يستولي على يوسف التعجيل بالزواج فهو ماعاد يحتمل مطلقا ضغط قربها على مشاعره يريد أن يعودا معا إلى واشنطن زوجين فعليين يعلم أن إقناع أهلها ليس بمشكلة ولكن هي المشكلة كل المـــــشــــكــــلـــة!!
هيا قضت الأيام الأربعة الماضية بين بيتها وبيت عمها محمد توطدت علاقتها ببنات عميها وأكثر وقتها تقضيه مع جدتها في أحاديث طويلة ممتعة بدت تتعرف على عادات جدتها وأدويتها وتستلم هي وموضي المهمة شيئا فشيئا من مشاعل مشاعل التي كانت قلقة جدا على جدتها لذا حرصت أن تكتب كل شيء يخص جدتها في ورقة ونسختها وأعطت نسخة لهيا وأخرى لموضي وتركت نسخا على مكتبها في غرفتها كانت مشاعل خلال الفترة الأخيرة لا تهدأ لا تبدو كعروس عرسها بعد أيام بل أم مسافرة تريد التأكد أن كل شيء سيكون على مايرام خلفها والحقيقة أنها كانت تحاول أن تنسى أنها عروس وتتناسى ما ينتظرها قضت الأيام الماضية في إعادة ترتيب البيت كاملا قلبت جميع أطقم البيت ونظفتها أعادت تنظيف كل غرف البيت وترتيب الملابس وخصوصا غرفتا سلطان وريم وملابسهما المطابخ أخرجت كل مافيها ونظفتها من جديد أشغال شاقة تماما فلا يأتي الليل إلا وهي منهارة من التعب وتريد الإلقاء بجسدها المتعب على السرير للنوم عاجزة حتى عن مجرد التفكير الذي هي تهرب منه كان كل من أم مشعل ولطيفة وموضي وهيا يطاردنها طوال اليوم وهن يحاولن إجلاسها ولكنها كانت ترفض وتقول أنها تتسلى في العمل عن التوتر الذي يصيب أي عروس ولكن لطيفة على كل حال لم تكن تتركها مطلقا تهرب من مخططاتها لها وللعنود فلم تسمح لها أن تفوت موعدا واحدا مع طبيبة البشرة أو جلسات العناية وخبيرة التجميل فإذا كانت هذه المجنونة لا تعرف مصلحتها فلن تتركها لجنونها وفي ذات الوقت لطيفة وموضي كانتا تحاولان دفع شحنات إيجابية في عروق مشاعل من ناحية ناصر يحاولان أن يكسرا حدة خجلها ويجعلانها أكثر تقبلا للزواج ولكن حالة مشاعل كانت مستعصية على الحل خجل وخوف متراكم يحتاج لقنبلة ما لنسفه لأن محاولة التفكيك التدريجي التي كانت شقيقتاها ومعهما مريم يمارسنه عليها طيلة الأشهر الماضية لم يؤدِ لفائدة
لطيفة هي المخلوق الأسعد لأول مرة تكون بهذه السعادة تدفق مشاعر مشعل ناحيتها أكثر من مرضي لمشاعرها وأنوثتها ومشعل على الجبهة الأخرى كان أكثر سعادة بهذا الصفاء بينهما أخيرا
راكان ومشعل استمتعا في رحلة القنص كثيرا مع طيريهما (لطّام) و(كسّاب) بالتأكيد مشعل لاحظ أن راكان مهموم حاول أن يجره للحديث ولكن راكان كان مصرا أنه بخير مشعل لم يلح عليه.. فهو يعرف راكان ككف يده ولطالما كان مغلقا على أسراره وإذا لم يرد أن يتحدث فيستحيل أن يجبره شيء أو أحد على البوح
مشعل قضى الأيام الماضية في غزل لذيذ عبر الهاتف مع زوجته.. فهو كان يقضي كثيرا من الوقت كل ليلة قبل أن ينام يهاتفها... يخبرها بكل شيء فعله وهي بالمثل وهما يكتشفان مجاهل جديدة وعميقة من مشاعرهما
بينما راكان غارق في أفكاره وفيما ينتظره في الدوحة بعد أيام قليلة حين تنهي موضي عدتها ويجد نفسه مجبرا على تنفيذ وعدها له يشعر أنه في دوامة حقيقية كان في غنى عنها لِـمَ كُتب عليه أن تكون كل زواجاته بهذه الطريقة الموجعة؟!! أن يفقد حقه في الاختيار الطبيعي وأن يعيش مشاعره كما يحس هو بها حين كان يريد موضي بجنون ومتشبع بحبها اُجبر أن يتزوج سواها وأن يتركها تذهب لسواه وحين فقط الرغبة في كل النساء وعلى رأسهن موضي يُجبر على الزواج منها.. كم هي معقدة هذه الحياة!!! كم هي معقدة؟!!
موضي تجاوزت صدمتها بما حدث وأعادت لبس أقنعة مرحها ببراعة فأهلها يحتاجونها هذه الفترة كثيرا فزواج أشقائها وابناء عمها اقترب وهناك الكثير لتجهيزه موضي تقضي الكثير من الوقت مع هيا خرجا كثيرا للتسوق وفي عشاء بيت عمها محمد كادت هيا تموت ضحكا وموضي تعرفها على كل الموجودات بطريقة مرحة وهاهي موضي تقضي نهارها في مرح وصخب ولكن ما أن يأتي الليل حتى تحضر الهواجس والألم لذا قررت أن تنام مع هيا في غرفة جدتها تتسامران وكل منهما تُنسي الأخرى الغائبين في رحلة القنص
**************************
يوم الثلاثاء مساء
بيت فارس بن سعود
أم فارس كانت ترتب جناح فارس الجديد زواجه اقترب وهي تفرغ توترها في أي شيء جأتها الخادمة وأخبرتها أن شقيقها سعد ينتظرها بالأسفل
نزلت له وقف حين رأها تنزل قبل رأسها ثم جلس قال لها باحترام حنون: عادش زعلانة؟؟
أم فارس بعتب: يعني كن رضاي وإلا زعلي يهمك ماكني بأختك الكبيرة اللي مالك غيرها
سعد بهدوء: يا أم فارس جعلني الأول أول ماكلمت محمد جيت وقلت لش على طول قبل حتى ما يردون علي وش اللي مزعلش علي جعلني فدا خشمك؟؟
أم فارس بذات نبرة العتب: كان المفروض تشورني قبل الخطبة قد لي سنين أحن على راسك أبي أخطب لك ثم تروح تخطب من وراي
سعد وقف وجلس جوارها وهو يحتضنها من كتفها ويقبل رأسها مرة أخرى: خلاص مالش إلا الرضا أنا محقوق لش.. وش اللي يرضيش؟؟
أم فارس بخفوت: لا فات الفوت ما ينفع الصوت
سعد بتأثر: أفا.. ليه تقولين كذا ياوضحى؟؟
أم فارس بحزن شفاف: من غير قصور في بنت محمد بس أنا كنت أبي لك الأحسن
(وبنت محمد هي الأحسن) صوت واثق قوي يقاطعهما
سعد يبتسم: إيه يا سنايد خالك.. تعال عاوني على أمك
أم فارس بنبرة متعبة: لا تساعدون علي عشانكم بتصيرون عدايل الولد وخاله مريم من غير قصور فيها وأنا أشهد أنه مافيه مثلها لكن سعد ألف من هي تمناه أصغر وأزين وصحيحة بصر
فارس اقترب وقبل ورأس خاله وجلس وهو يقول بنبرة هي خليط من الاحترام البالغ والحنان المصفى والقوة المتأصلة نبرة خاصة به لأمه: يمه مريم مايعيبها إنها ماتشوف والعمى عمى البصيرة مهوب عمى البصر
سعد بابتسامة: صح لسانك
أم فارس بهدوء: خلاص ياسعد المهم أنك مقتنع وراغبها أنت اللي بتعاشرها مهوب غيرك ثم أردفت باستفسار: زين ومتى الملكة؟؟
سعد بهدوء: ننتظر راكان بيجي الليلة.. يمكن أتملك قدام عرس فارس والعرس عقب شهرين ..ثلاثة ..في الصيف.. اللي تشوفينه أنتي والعرب
***********************
القاهرة بعد صلاة العشاء
طه الرشيدي في مكتبه ويوسف عنده وباكينام خرجت مع جدتيها لزيارة خان الخليلي والحسين ولن تعودا حتى وقت متأخر استغربت أن يوسف لم يقفز ليصر على مرافقتهن كعادته لم تعلم أن يوسف هذه الليلة قرر المحاربة على جبهة أخرى
طه بهدوء: أنا عاوز أعرف يا ابني أنته متسربع على إيه؟؟
يوسف بهدوء أعمق فيه خبث شاسع: خليك منطقي ياعمي وفكر بمنطقية أنا وباكينام هنرجع واشنطن بعد 3 أسابيع.. شهر بالكثير لو مددنا شوية واحنا الاتنين موجودين في نفس المكان ومتجوزين لكن محكوم علينا إنه كل واحد في مكان
ثم صمت يوسف بطريقة مدروسة
والفكرة وصلت كاملة لطه الرشيدي وأرعبته منطق الطبيعة يقول النار بجانب البترول حريق لابد منه
طه الرشيدي بهدوء واثق: خلاص نعمل الفرح يوم سفركم بالزبط احجز الأوتيل والتزاكر في نفس اليوم
يوسف تجاوز العقبة الأولى بقيت العقبة الأكبر (باكينام)
يوسف بهدوء: بس أنا خايف باكي ما توافئش
طه بهدوء مشابه: يعني وافئت على خطوبة وكتب كتاب بالسرعة دي مش هتوافئ على الفرح؟؟ خلاص سيب الموضوع عليا أنت إبدا في الحجوزات وسيب باكي عليا
ابتسم يوسف إبتسامة انتصار وهو يعيد ظهره للخلف ونظره يسرح للبعيد
*************************
الساعة 10 مساء مشعل وراكان يصلان
الاثنان ذهبا للمجلس أولا سلما على والديهما والشباب المتواجدين وأنزلا طيريهما في المقلط الداخلي ثم توجه كل منهما لبيته
وهاهو راكان يصل سلم على والدته في الأسفل ثم صعد لمريم أولا
طرقات خفيفة على الباب، مريم بابتهاج عميق شفاف: ادخل راكان
راكان وجد مريم والعنود سويا: ماشاء الله العرايس كلهم مجتمعين
يحتضن الاثنتان والعنود تقول بمرح: شفت أختك ماهان عليها أنا بروحي عروس تبي تنافسني
راكان يبتسم: يحق لها ثم أكمل بمرح هادئ: وتراني واجهت سعد في المجلس كنه شايفني نازل من السماء... أقول وش فيه الأخ مشتاق لي كذا أثركم رابطين الملكة فيني
مريم صمتت بخجل
وراكان يكمل: تراني قلت له لو يبي الملكة بكرة براحته فهو ماصدق شاور إبي والملكة بكرة إن شاء الله عقب صلاة العصر
ومشعل أيضا توجه لبيتهم سلم على والدته وجدته ومشاعل اللاتي كن في الأسفل سأل عن موضي قالوا له أنها مع هيا بالأعلى وقد تكون بغرفتها
مر بغرفة موضي طرق الباب
استقبلته موضي بفرح غامر بعد السلامات هتفت له بمرح: لا عاد تعودها مرتك سيلت الدوحة من دموعها غير مسموح لك بتاتا .حلوة بتاتا صح.. المهم غير مسموح لك بتاتا بروحات القنص ذي.. خلصنا... خل القنص للبزارين أنت دكتور.. دكتور ويقنص.. متى صارت ذي؟؟
مشعل بخبث: يعني أنتي عقب منتي مخلية راكان يقنص؟؟
موضي كحت بحرج وهي تقول: وش دخلي في راكان؟؟ (على أساس أنها لا تعرف بموضوع الخطبة التي هي بدأتها)
مشعل بهدوء: راكان يسأل أنتي بتوافقين عليه إذا خلصتي عدتش بعد كم يوم؟؟
موضي صمتت
مشعل يبتسم: أدري إن راكان ما ينرد عشان كذا أنا أبيكم تزوجون قبل أرجع واشنطن
موضي برعب حقيقي: لا مشعل تكفى ماعليه.. الملكة تصير قبل رجعتك لواشنطن والعرس خليه بعدين.. أنا ماني بمستعدة نفسيا له أرجوك مشعل تكفى
مشعل يحتضنها بحنان: خلاص خلاص بدون تكفى ذي.. تدرين عظامي ما تشلني على وحدة منكم بعد تكفى ذي ما استحملها اللي تبينه يا نبض قلبي
***************************
غرفة مشعل وهيا
هيا منذ علمت بوصول مشعل وهي مرتبكة لا تعرف لماذا؟؟ سعيدة مشتاقة ومتوترة استلمتها موضي بتعليقاتها طويلا وهاهي الآن تعود لغرفتها التي هجرتها طيلة الأيام الماضية لا تستطيع الجلوس أو الاستقرار في مكان كأنها تقف على صفيح ساخن في انتظارها لمشعل والدقائق تمر كأنها ساعات لا تنقضي
كانت قد اشترت الكثير من الملابس خلال الايام الماضية غصبا عنها وفرضا من موضي التي تتمتع فعلا بذوق رفيع في الملابس وهاهي تختار شيئا جديدا لتلبسه تريد أن يحس مشعل بالاختلاف فهي قصرت كثيرا في حقه وحق له أن تعوضه قررت أن ترتدي تنورة قصيرة مع توب يُعلق في العنق وشعرها الذي يعشقه يسترسل أمواج ليل على ظهرها ويصل حتى أطراف تنورتها
وهاهو الباب يفتح ومشعل يدخل وقف للحظات ينظر لها بشوق وحنين وحنان جارفين... وإعجاب إعجاب موجع (أميرتي أربعة أيام مضت على روحي المثقلة شوقا كأربعة قرون الآن أعلم يقينا لِمَ لم أتزوج قبلا؟؟ كنت أنتظركِ وطوال عمري كنت أفعل صلبت نفسي على أبواب الوجع والانتظار انتظارا لشيء مجهول استوطن روحي كان أنتِ!!! يا أميرة روحي وارتشافات عروقي اقتربي مني أروي هذا الصدر الضامئ والعروق اليابسة التي أجدبت شوقا لعينيكِ ودفء أنفاسكِ)
همس بابتسامة: ياحي ذا الشوف 4 أيام ماشفت غير راكان ولطّام وكسّاب انقرفت من الثلاثة
هيا كانت تقف انفعالها يهزها وعيناها ضارعتان لكل تفصيل في وجهه الأثير الذي استنزفها شوقها له ( أحقا أتيت؟!! وها أنت تقف أمامي ليتك تعلم كيف مضت كل دقيقة بعيدا عنك وكأن روحي تصفد في الأغلال وكل دقيقة تمضي تضيق أغلالي علي آه يا مشعل عشت حياتي كلها خائفة جزعة تقتلني الوحشة ويسمم روحي خوف الوحدة أدعيت القوة.. وانا أرى في كل زاوية شبحا يستعد للانقضاض علي حتى أتيت أنت كالسحر مسحت خوفي بجوارك لا أخشى شيئا.. في أحضانك عرفت معنى الأمان الذي ماعرفته يوما لا تتركني يوما عِدني ألا تتركني مهما حدث!!!)
رمت بنفسها على صدره وهي تقول بتأثر عميق: خلاص ماعاد فيه روحة مكان إلا رجلي على رجلك
مشعل احتضنها بشدة وهو يهمس في أذنها بعمق: اشتقت لش ياقلبي والله العظيم اشتقت لش فوق ما تخيلين
هيا تدفن رأسها في صدره أكثر وبدأت دموعها تسيل: أوعدني إنك ما تخليني يوم.. أوعدني
مشعل يحتضنها أكثر: حبيبتي الله يهداش أنا وين رحت.. كلها يومين ورجعت
هيا تشهق: أنت فاهم قصدي.. ما أقصد سفرة يومين وترجع أقصد ما تسمح لشيء يبعدك عني مشعل أنا عقب ما لقيتك ما لي حياة من غيرك
مشعل يرفع وجهها المبلل بالدموع ويمسحه بكفيه ويطبع قبلاته على عينيها وهو يقول لها برجولة عميقة: أوعدش عمري ما أخليش ولاعمرش تحاتين شيء وأنتي معي
#أنفاس_قطر# .. تتشرف عائلة آل مشعل بدعوة متابعات "أسى الهجرن" لحضور حفل زفاف نجليها ناصر و فارس على كريمتيها مشاعل و العنود في الجزء الرابع والستين من "أسى الهجران" الذي سينزل غدا صباحا إن شاء الله وبحضوركن تكتمل لنا الأفراح والسرور والحبور
الداعي أسرة آل مشعل . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 9:49 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الأفراح والمناسبات السعيدة عسى الكل متزهب بس؟؟ التسريحات والشعر والميكب كله توب وكل وحدة تمسك بطاقة دعوتها وحياكم استلموا وتراهم أساسا كانوا بارتين وحتى أمس بارتين لو ما انتبهتوا للطول وبكرة بارتين إن شاء الله بس أنا لأني قررت أدمج البارتات عشان ما ألخبط في الترقيم فخلاص كل يوم بيكون بارت واحد حتى لو هو أول كان 3 بارتات
يالله فتحنا باب القاعة وبنات آل مشعل صفوا في استقبالكم . . قراءة ممتعة مقدما . . لا حول ولا قوة إلا بالله . .
هذا الجزء جزء الفرح وليلة الزفاف إهديه إهداء خاص جدا لعروس حقيقية هي أروع من كل حلم وأقرب وأعذب صديقتي الغائبة الحاضرة الغالية العروس الجميلة
ضجة الصمت
أرجوكن رجاء خاص: دعواتكن لها أن يوفقها الله في حياتها المستقبلية ويبعد عنها كل شر . . أسى الهجران/ الجزء الرابع والستون
مضت الأيام سريعة على البعض وبطيئة على البعض الأخر أصبحنا في يوم الجمعة يوم الزواج
ملكة مريم تمت على خير قبل يومين.. وأصبحت رسميا حرم سعد بن فيصل
باكينام لم تعرف بعد أن موعد زواجها تقرر ووالدها جاءته سفرة مفاجئة للأمم المتحدة في نيويورك لذا لم يخبرها بعد.. ووالدتها غير قادرة على مواجهتها وحيدة لذا تنتظر عودة طه ليكون هو من يخبرها
راكان ألمح لعمه أنه يريد موضي إذا أنهت عدتها وأنه يريد الملكة فورا ولكن الزواج نفسه ليس قريبا بعد أن أنقذه مشعل بإخباره أن موضي لا تريد الزواج قريبا عبدالله بقدر استغرابه بقدر سعادته لم يخطر بباله أن راكان الذي ترك موضي تتزوج غيره وهي بنت يعود ليتزوجها بعد أن أصبحت مطلقة أم مشعل ارتاحت نفسيا وبعمق.. وراكان في رأيها خير من يعوض موضي فهي تراه رجلا حقيقيا وأفضل من حمد بألف مرة
العرسان الأربعة تختلف مشاعرهم بين اللهفة والشوق والخوف والترقب
***********************
بعد صلاة الجمعة
سعد ومشعل خارجان من الصلاة سويا وكل واحد منهما معه ابناه توجها لمجلس آل مشعل فالغداء عندهم
ما أن جلسا حتى أخرج سعد من جيبه وصل إيداع وإعطاه لمشعل مشعل نظر للوصل وهمس بهدوء: واجد يا سعد ماهان تبارك.. وحن نشتري رجّال
سعد يبتسم: وبنت محمد مهيب أقل من غيرها قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس
ثم تلفت حوله وهو يرى الكثير من الرجال ولكنه لا يرى شباب آل مشعل: وين الشباب اليوم؟؟
ابتسم مشعل وهو يضع في جيبه وصل مهر مريم الذي تم إيداعه أمس في حسابها ليعطيه لمريم ويقول: خبرك حركات الشباب كل واحد منهم في جناحه في الفندق خلوني اليوم أنا والشيبان
سعد يضحك: قال خلوني أنا والشيبان.. يعني إنك أنت شباب يا اخي أنت بروحك شيبة قاضي
مشعل يبتسم: راضي بشيباتي وخلينا الشباب لك يا العريس الجديد
**********************
بيت جابر بن حمد حدود الساعة الواحدة ظهرا
معالي تدخل كالأعصار لغرفة شقيقتيها وتصرخ بصوت عالي: هيه كوبي وبيست ترا الكوافيرة كلمتني تقول ربع ساعة وواصلة خلصوني
عالية كانت تلف جسدها بروب الحمام ومازالت منشفتها على شعرها: أنا تسبحت خلاص، وعلياء في الحمام شوي وتخلص
معالي بتأفف: أنتو الوحدة منكم إذا شافت الحمام كنها شايفة أمها عقب غربة ماعاد تخلصت ما ألوم جلدكم صوفر من كثر السبوح
عالية تفك منشفتها وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تبتسم: شيء من حلالش يالكويحة أصلا مهوب ذابحش إلا ذا اللون اللي بعيد عن شواربش وحلوة صوفر ذي.. مصطلحات أمي هيا ماخليتي منها شيء
معالي تقفز وتشد شعر عالية للاسفل: قال اللون قال لون مرضان اللهم ياكافي.. الموضة الحين السمار طال عمرش
علياء خرجت من الحمام بروبها ومنشفتها المطابقة لروب ومنشفة لعالية لتشتبك معهم فورا في الحوار: أنتي منتي بعاتقتنا من معلقة مدح السمار اليومية ذي؟؟
معالي تضحك: وش أسوي باقعد أمدح روحي لين أعرس ادعو لي كود عجوز عمياء ماتشوف الليلة تخطبني لولدها ردي الحظ
(إخسي واقطعي يابنت جابر أنا كم مرة قايلة لش لاعاد أسمع طاري العرس عندش ياقليلة الحيا)
معالي تتصنع الإرتباك والخجل: أوبس مامي أنتي ماتدخلين إلا في الوقت الغلط
نورة تقترب وتقرص إذن معالي: أنتي متى بتعرفين السنع؟؟ توش أم 17 وفي المدرسة وبتفلجين على العرس
معالي تدعك أذنها وتضحك ثم تحتضن أمها: أضمن مستقبلي ماماتي بناتش البيضان ذولا ماينخاف عليهم بس أنا اللي شكلي بأعنس فوق رأسش أنتي وجويبر
نورة مهما ادعت الغضب في داخلها لكنها لا تقدر على معالي عادت لتقرص أذنها وهي تقول بابتسامة: أجل حطي في بالش و اللي مايحلف به زور إنه مافيه عرس لين تخلصون كلكم جامعة وياويلكم كلكم لو ماجبتوا نسبة السنة الجاية تدخلكم الجامعة
معالي تضحك: زين فرضا فرضا مامي ماجبت نسبة
أمها تضحك وترد عليها بخبث شفاف: عادي خلش تعيدين السنة لين تجيبين نسبة والعرس يتأجل مهوب طاير
معالي تضحك: لا خلاص أوعدش من أول مرة أجيب نسبة هذي فيها عرس عرس كل سنة تاخير بتأخير زواجي الميمون
نورة تبتسم: خلصوني أنتو هذرتكم المره على وصول وأنا أبي أروح الصالة بدري أبيكم كلكم عقب صلاة المغرب خالصين
***********************
جبهتا العروستين
العروسان وشقيقاتهما وأمهاتهما في القاعة من بعد صلاة الظهر تقرر أن العروسين لن تجلسا أمام الضيفات وإنما ستكونان في الغرف الداخلية من القاعة ومن تريد السلام عليهن تستطيع الدخول لهن
بالنسبة لمشاعل هي من رفضت لأنها تخجل من المشي أمام كل هذه الأعين
وبالنسبة للعنود مريم هي من رفضت والعنود وافقتها دون نقاش ورفض مريم كان من الوجهة الدينية لأن عرض العروس ليس من الدين في شيء ومن ناحية أخرى مريم تخشى كثيرا على أختها من العين فهي تعرف أن أختها جميلة وسمعت ذلك كثيرا وللعروس أي عروس في تلك الليلة ألق مختلف فكيف من هي في جمال ابنتها وشقيقتها الصغرى؟!!
أما هيا فقد قررت البقاء مع جدتها حتى تحضرها وتأتي معها لذا البنات حجزن لها كوافيرة تأتيها في البيت وبعد صلاة المغرب مباشرة تحضر جدتها وتأتي بها للقاعة
غرفة مشاعل في القاعة مشاعل توترها قفز للذروة وهاهي تكثر من قراءة آيات القرآن الكريم لتطمن قلبها الجازع بدقاته التي تصاعدت بشكل مرعب موضي لا تفارقها مطلقا وتقرأ عليها بدورها
موضي الواقفة تهمس لمشاعل الجالسة استعداد لعمل شعرها وهي تضع يدها على كتفها: حبيبتي اذكري الله ترا السالفة سهالات وناصر والله العظيم يجنن ومافيه مثله لا تخربين على نفسش أحلى ليلة في عمرش بذا الخوف اللي ماله داعي
مشاعل تمسك بيد موضي وتنقلها لقلبها الذي تتقافز دقاته بجنون وهي تقول بصوت مختنق: خايفة يا موضي خايفة.. غصبا عني.. أحاول أهدأ بس ماني بقادرة خايفة
موضي تحتضن مشاعل بحنان وهي تهمس بداخلها: يا الله يا كريم أنزل السكينة على قلبها واشرح صدرها لناصر
العنود وضعها أفضل بكثير وضع عروس اعتيادية بتوترها وخوفها حتى موقفها الأخير مع فارس حاولت تناسيه وهي تقرر أن تبدأ صفحة جديدة في كل شيء مريم جوارها قرأت وتقرأ الكثير من القرآن
لطيفة لا تهدأ تتنقل بين ترتيب الصالة ووصول الطلبيات وغرفتي العروسين أحضرت ابنتيها معها وأبنائها مع والدهما تتذكر شيئا.. تلتقط هاتفها وتتصل: هلا حبيبي تغديتو؟؟
مشعل كان في البيت ليرتاح قليلا ليذهب هو أبنائه لمكان حفل الزواج بعد صلاة العصر يبتسم وهو يعدل المخدة تحت رأسه: تغدينا
لطيفة باهتمام واستعجال: وحمودي وعبودي تغدوا زين؟؟
مشعل مازال يبتسم: صاروا رياجيل لو ما تغدوا إذا جاعوا بيأكلون
لطيفة باستجداء: حرام عليك مشعل هذولاء الواحد لو ماقعد فوق رووسهم ماياكلون..
مشعل يضحك: والله العظيم تغدوا.. شيء ثاني؟؟
لطيفة باستعجالها وهي تتأكد من ترتيب أحد الطاولات: إيه ملابس العيال طلعتها لهم.. معلقة على الدولاب من برا تأكد إنهم بيلبسون الثياب اللي أنا طلعتها مهوب شيء غيرها
مشعل برقة: حاضر عمتي... شيء ثاني؟؟
لطيفة تبتسم: وش عندك على شيء ثاني.. لا.. مع السلامة
مشعل بابتسامة: زين أنا عندي شيء ثاني
لطيفة باستفسار: ويش؟؟
مشعل بعمق: أحبش.. ولا تتأخرين الليلة ياقلبي أبي أشوف غزالتي شكلها أشلون ترا على 12 بأجي أجيبش
*************************
بعد المغرب اقترب الموعد.. اقترب كثيرا
الشباب أصبحوا كلهم متواجدين في مكان الحفل مشعل وراكان مع فارس وناصر منذ الصباح ووصلوا هم وإياهم بعد أن صلوا المغرب
عمالقة آل مشعل كلهم يجتمعون
فارس وناصر في الصدر مذهلان متألقان مفعمان برجولة خاصة وأناقة مبهرة في بشتيهما السوداوين حضورهما مختلف وألقهما كاسح عن يمينهم ويسارهم محمد وعبدالله وبالجوار جابر أبو حمد وسعد ابن عمهم ومشعل ومشعل وراكان
مشعل بن محمد يميل على أذن راكان ومشعل بن عبدالله وهو يقول بابتسامة: أما الشيبان اليوم يبون يكسرون على المعاريس وهو ينافسونهم بذا البشوت السود تقول معاريس
مشعل بن عبدالله بمرح: والله المفروض لبسنا بشوت وصفينا جنبهم خصوصا أنا مسكين مالبست بشت.. كان لازم أجرب روحي في البشت
الحوار المرح مستمر بين المشعلين الحوار الذي تباعد عنه راكان وهو يفكر بنفسه هل يأتي يوما ويجد نفسه مقيدا بمظاهر كهذه بشت ومعازيم والأهم الأهـــــــــــم مقيدا بموضي!!!
حسن صديق ناصر يصل يسلم على الجميع حتى يصل ناصر ليسلم عليه سلاما خاصا حماسيا على طريقة الفرسان
ناصر بامتنان: والله ما أنسى لك جيتك
حسن بمرح: ما أبيك ما تنساها.. أبيك تردها لي عقب ما أرجع من الأردن كل ليلة تسهر معي يا العريس
ناصر يضحك: مهوب كنك مسختها وهذا طلب تعجيزي
حسن بمودة: والله كان ودي أقعد بس أنت عارف إنه السباق بكرة أنا راجع من الأردن عشان عرسك والحين طالع المطار
ناصر بمودة أكبر: تكفى سلم لي على شباب الفريق كلهم وترا ما نبي نشوف وجيهكم إلا بمركز من المراكز الثلاثة الأولى لو ما جبتوه اقعدوا هناك أحسن
حسن يضحك ويسلم مرة ثانية: الله كريم.. ويالله دعواتك لنا
فارس جالس بهدوءه المعتاد راسما ابتسامته الثقيلة يمزقه التوتر انتظارا لرؤية قصة غرامه اللا متناهي ناصر يميل عليه: هيه يالمعرس.. وش علومك؟؟
فارس بهدوء: وش علومه؟؟ شوفة عينك
ناصر يبتسم: ترا أختي شوفتها تسر القلب.. مافيه داعي تجيك حالة اكتئاب
فارس يبتسم ويرد عليه بخبث: وأختي شوفتها تسر القلب وأظنك شفت على الطبيعة
ناصر (بعيارة): يا لبا الطاري.. من عقب ذيك الشوفة ماعاد أمسيت الليل
فارس يبتسم: ياكثر هياطك بس
************************
قاعة الحريم
اكتمل عقد الحاضرات وأميرات آل مشعل جميعهن غاية في التآلق فالليلة يزففن أربعة من أبنائهن مناسبة خاصة تستلزم ألقا وأناقة خاصين
وهاهن يطفن بين الضيفات في القاعة يرحبن بهن وأحيانا يعدن للاطمئنان على وضع العروسين
العروسان كل واحدة منهما في غرفتها المقررة لها مع كوشة ناعمة تتناسب مع طلة كل منهما وبالفعل كانت طلة كل واحدة تتناسب مع شخصيتها
مشاعل شعرها الحريري القصير رُفع كاملا في شينيون كلاسيكي طرحتها دانتيل خفيف وُضعت على رأسها بطريقة الشيلة الكلاسيكية الفستان كان بسيطا وراقيا جدا خليط من الساتان الحريري والدانتيل المتداخلين بدون أي شك أو تطريز
العنود لم ترتدِ طرحة أساسا وشعرها المدرج الذي يصل لمنتصف ظهرها ينسدل في خصلات لولبية تختلف أطوالها وتتوزع فيه زهرات بيضاء صغيرة ذات الزهرات تتوزع على الفستان الفخم المبهر في نفاصيله
مضى الوقت واقترب وقت حضور العريسين الغرف التي فيها العروسان لها مداخل على خارج القاعة لا تمر على الحضور فتقرر أن ناصر يحضر أولا ليأخذ مشاعل ثم يليه فارس ليأخذ العنود
مشعل اتصل بشقيقته موضي وأخبرها أنه سيحضر الآن مع ناصر لأخذ مشاعل موضي لبست عباءتها ونقابها واقتربت من مشاعل وأخبرتها أن ناصر سيحضر مشاعل بدأت ترتعش بشكل عنيف واضح موضي اقتربت واحتضنتها وهي تقرأ عليها وهي تقول لها: تكفين مشاعل لا تفضحينا في ناصر والله ناصر مافيه مثله أنتي هدي أعصابش بس مشعل جاي معه.. وأنتي عارفة مشعل بيمتغث لو شافش كذا
مشعل الكلمة السحرية لشقيقاته حاولت مشاعل التماسك من أجل مشعل ومن أجل مشعل فقط
المتواجدات في الانتظار موضي ولطيفة وأمهات مشعل وأم حمد ومريم أحضرتها سائقتها وأجلستها على كرسي قريب من الباب حتى تسلم على ناصر ثم تعيدها للعنود أم مشعل بن عبدالله غاية في التوتر وحزن شفاف يغزو روحها وهي تراقب لمعة الدموع في عيني ابنتها وارتجاف يديها كانت تكثر من الدعاء لها ودقات قلبها تتعالى وكأنها تتضامن مع دقات قلب ابنتها التي يكاد قلبها يتوقف من قوة تصارع العروق وتعالي النبضات
ناصر دخل قبل أن يرى شيئا عرف مريم عند المدخل تجلس بعباءتها وغطاها وقف عندها وهو يحتضنها ويقبل رأسها ومريم تهمس له بحنان: مبروك ياقلبي.. جمع الله بينكما في خير
ثم نزلت له أمهات مشعل وقبل رأس كل واحدة منهما وهو يشعر بشوق كاسح لإنهاء هذه السلامات حتى يراها حينها استطاع أن يرفع عينيه أن ينظر لملاكه الذي طال اشتياقه له بدت له أكثر عذوبة ورقة من أن تكون حقيقة كانت أشبه ما تكون بحلم شفاف نسمة عابرة شيء خيالي يستعصي على خيال البشر الإحاطة به (آه ياقلبي وش ذا العذوبة كلها أحسها بتذوب من رقتها)
مشعل كان يمشي جواره وهو يلقي التحية على مريم وأم مشعل
صعدا سويا موضي أوقفت مشاعل ونزلت مشاعل شعرت أنه سيغمى عليها وهي ترى الجسد الفارع الطول يطل عليها من علو وعيناها المنخفضتان تركزان في طرف البشت الأسود شعرت به قريبا جدا فرائحة عطره الرجولي الفاخر اخترقتها تماما توترت بشدة (أ يعقل أنه يشم عطري الآن؟!) وبالفعل كان ناصر منذ اقترب منها وهو يشم رائحة عطرها المسكر الذي اكتسب من عذوبتها سحرا خاصا اقترب أكثر ليطبع على جبينها الناعم قبلته الدافئة ومشاعل شعرت أنها تكاد تذوب وتنتهي لم تتوقع شيئا من هذا ولا أنه اقترب لهذه الدرجة لأنها لم ترفع عينيها إطلاقا ناصر بعد أن قبل جبينها وقف جوارها ليتيح لمشعل السلام عليها مشعل قبل رأس شقيقته وهو يهمس لها بحنان: مبروك يالغالية.. ما أوصيش في ناصر ثم ألتفت لناصر وهو يقول بعمق: وما أوصيك في مشاعل
ناصر بعمق مشابه: في عيوني ثم أمسك بيدها ليجلسها ويجلس جوارها ملاصقا لها على المقعد الطويل يدها باردة وصغيرة وناعمة وترتعش.. ترتعش بشدة مشاعل تدعو ربها بعمق أن يفلت يدها التي تسكن الآن في يده الكبيرة وأن يبتعد قليلا فملاصقة جسده لها بهذه الطريقة أوقفت عقلها عن التفكير من شدة الخجل ولكن ناصر لم يحقق أيا من أمانيها فلا هو ابتعد.. ولا هو أفلت يدها التي يمسكها الآن بحنان وبقوة وهو يتأمل بإعجاب شفاف خطوط الحناء الناعمة فيها (أخاف يدها الهشة تنكسر في يدي بس بعد ماني بفاكها وش هالسحر اللي فيش؟!! وقفتي تفكيري وأشعلتي مشاعري)
(أرجوك.. حرام عليك بيغمى علي فكني بعد عني شوي والله العظيم بيغمى علي وقلبي بيوقف)
بعد دقائق ..مشعل همس لناصر: يالله نمشي
ناصر شعر بارتعاشة يدها أكثر في يده مال عليها وهمس لها من قرب: ليش ترتعشين كذا؟؟ مشاعل لا تخافين من شيء
مشعل أشار لشقيقتيه لإحضار عباءة مشاعل لطيفة كانت تلبسها في الوقت الذي همست له موضي: بأروح معها
مشعل همس لموضي: مافيه داعي أنا بأوصلهم للأوتيل وبعدين أنتي رايحة اليوم الصبح ورتبتي أغراضها هناك لا تحاتينها
خرجا سويا وركبا السيارة مشعل يقود بهما وناصر جلس معها في الخلف مشاعل وضعت يديها متشابكتين في حضنها حتى لا تسمح له بإمساكها ناصر تفهم خجلها وتركها براحتها والسيارة تخرج من الصالة باتجاه الفندق
**********************
الثنائي الآخر فارس والعنود
بعد أن خرج ناصر اتصل مشعل براكان ليحضر فارس لطيفة ومريم وأم فارس وأمهات مشعل وأم حمد هم من يتواجد مع العنود الآن
مريم اقتربت من العنود حصنتها مطولا بالأذكار والأدعية
ثم نزلت.. حاولت العنود التمسك بها ودقات قلبها تتزايد همست لها مريم بمرح شفاف: لا تصيرين جبانة فارس مايعض..
وصل فارس مع راكان سلم على والدته أولا وسلم على كل الموجودات وهو يتلافى النظر إلى من يلتهمه شوقه لها شعر لأول مرة في حياته بضغط توتر هائل معشوقته أمامه من مزقت قلبه هياما أمامه من أهانته أمامه من شكت فيه أمامه كل المتناقضات وسعير المترادفات أمامه
سلم على والدته وأمهات مشعل وشقيقته لطيفة وأطال وهو يسلم عليهم
وراكان يهمس له بمرح: يا أخي أنت مستغرب من هلك وعجايزك توك شايفهم اليوم وشرايك نطلع القاعة ونخليك تلف على عجايز الجماعة كلهم تسلم عليهم عجوز عجوز خلّصنا مرتك واقفة تنتظرك
وبالفعل كانت العنود واقفة من قبل دخوله أوقفتها لطيفة.. ونزلت.. وتركتها وحدها لتستحوذ على البهاء الأبدي رفع فارس عينيه إليها وهو يتقدم بثقة ناحيتها
مــوجـعـة مــوجـــــعـــة مـــــــــــوجـــــــعـــــة لم يجد وصفا أفضل للشعور الذي اجتاحه غير الوجع كانت إطلالتها موجعة وجمالها موجعا وتأثيرها سلبا وإيجابا على روحه موجعا وقف للحظات أمامها ضائعا في بحر ملامحها (أ يعقل أنها أصبحت لي وأخيرا لي أ أستطيع مد يدي لشفتيها وألمسهما؟! معانقة أهداب عينيها؟! مصافحة زهر خديها؟! أريد أن أتاكد أنها أمامي وكل هذا الحسن والجمال والروعة لي أنا أنا وحدي)
راكان اقترب من شقيقته الصغيرة احتضنها بحنان: مبروك عنودتي ألف مبروك
العنود همست بصوت خافت: الله يبارك فيك بالكاد سمعها راكان ولكن همساتها وصلت للقلب المتيم لاول مرة يسمع صوتها الذي عذبه من هذا القرب وكم بدا له صوتها مع صورتها عذابا لا يحتمل
العنود لم تستطع رفع عينيها خجلا ولكنها شعرت أن فارس أطال في وقفته أمامها راكان همس له: اقعد يا ابن الحلال
فارس وقف جوارها وكان على وشك أن يجلس دون أن يمسك بيدها أو يجلسها لطيفة اقتربت من ناحيته وهمست: فارس الله يهداك أمسك يدها وقعدها
فارس لم يفكر أن يقبل رأسها كالعادة الشائعة رغم أن شقيقاته أخبرنه بذلك سابقا شعر أن اقترابه من حدود وجهها شيء خاص به هو وإياها لا يريد لأحد أن يشهده شيء خاص جدا.. لهما وحدهما
وإذا كان يشعر أن إمساك يدها فوق احتماله فكيف بتقبيلها؟؟ ولكن مسك كفها أهون الأمرين لذا تناول يدها وليته ما فعل فهو شعر كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا ضرب يده مع إحساسه بسكون أناملها الناعمة الدافئة المرتعشة بين أنامله ولكن أي من انفعالاته لم يظهر على وجهه وهو يجلسها ثم يفلت يدها
والدته كانت شديدة التأثر وهي تدمع من الفرح وتكثر من الدعوات له
كان ينظر للأمام بثقته الطبيعية لكن داخله كان يهتز بعنف وهو غير قادر على التركيز في أي شيء كيف يركز وأقطاب التشتيت في العالم كله تجلس جواره؟!!
العنود كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف تعلم أنه لم يبدُ رومانسيا ولكن لأنها تعرفه فهي لم تتوقع أبدا أن يكون رومانسيا وتحمد الله أنه لم يكن كذلك فارتباكها يكفيها وهي تتفهم جيدا ثقله ورزانته وتشكر الله عليهما
بعد دقائق راكان همس له: يالله قوم نمشي
فارس وقف وهذه المرة لم ينسَ أن يمد يده لها ويوقفها هذه المرة كانت يدها أكثر ارتعاشا وفي أعماق روحه أكثر تأثيرا (خائفة حبيبتي؟! ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري حمل كل مخاوفكِ عنكِ ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟! ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي حتى أبعد عنكِ كل خوف)
لطيفة ألبستها عباءتها وساعدتها حتى أوصلتها للسيارة لضخافة فستانها ثم عادت لتنطلق السيارة بهم
**********************
كل ثنائي وصل لفندقه وكل شقيق أوصل أخته أطمئن عليها ثم تركها مع الرجل الذي يُفترض أن تكمل معه بقية حياتها
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 9:55 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح استمرار الأفراح والليالي الملاح
جزء يوم أمس أثار قضية أحببت التطرق لها جلوس العروس في الكوشة والزفة ودخول العريس على عروسه أمام النساء أولا الجلوس على الكوشة فيه مشايخ حللوه بشرط عدم المبالغة وعدم دخول الزوج على النساء الأجنبيات وفيه مشايخ رفضوه مطلقا منهم ابن جبرين:
هذه الزفة من محدثات الأمور، وكل محدثة بدعة، فالأصل في النساء عمومًا وفي العروس خصوصًا الاستحياء والاحتشام، والتزيين للزوج خاصة، والتستر عن غيره، فبروزها أمام الحضور، وجلوسها على الكوشة المرتفعة المزينة بالورود دليل رعونتها وعدم خفارتها، وإنما على أهلها سترها وحجبها حتى تدخل على زوجها وهي مصونة محفوظة عن الأنظار، حتى لا تكون محل احتقار وازدراء وتصغير لشأنها.
لذا كان التوفيق لمن أراد (والله أعلم إن كان توفيقا أو تلفيقا!!) وهو شيء أصبح ساري جدا عندنا في عايلتنا والناس اللي نعرفهم الزفة مطلقا غير معترف بها ومشيها قدام الناس والعروس ما تجلس قدام الناس مباشرة لكن في مكان داخل واللي يحب يدخل يسلم عليها يتفضل يعني ليس كما فهم البعض إنه مايشوفها الا خواتها اللي تحب من المعازيم تسلم.. تدخل تسلم وتطلع
الشيء الثالث: دخول العريس على النساء هذا لا نقاش فيه أنه من المحاذير الشرعية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله.. وبعد لا يجوز للعريس أن يدخل على عروسه بحضور النساء الأجنبيات، وخاصة أن النساء في الفرح يكنّ متزينات ومتبرجات. ودخول الزوج في مثل هذه الحالات، وإن تعارف كثير من الناس على ذلك، فهذا من العادات المخالفة للقواعد الشرعية. والله أعلم.
وبصراحة شبابنا الله يكملهم بعقلهم مستحيل حد منهم يدخل الحريم الرجّال الصدق مرجلته ماتسمح له يستعرض نفسه قدام الحريم وهذرتهم: شوفوه هو أحلى.. هي أحلى الله الغني عن هرج الحريم
أعرف الحين ممكن البعض يقول في بعد الغياب كان فيه زفات في بعد الغياب بصراحة أنا كنت أتكلم عن عادات عامة لكن في أسى الهجران أنا أتكلم عن خصوصية عاداتنا وعن قناعاتي وفي هذا جواب عن سؤال قديم سؤلت عنه لكني نسيت أجاوب أرجو من السائلة تسامحني كثرة المشاغل تدوخ المخ وأنا عن نفسي عمري مارحت لعرس عشان انتقد ليش سوت كذا وكذا أنا احترم جدا قناعات كل الناس وطريقتهم في التعبير عن فرحهم حتى لو خالفت قناعاتي.. ولا أقول إن الزفة حرام ولا الكوشة حرام لأنه فيه مشايخ حللوها بشرط تجنب المحاذير الشرعية من المبالغة والغناء ودخول الرجال لكن أقول هذه قناعات طولت عليكم.. سامحوني . .
شرفتونا البارحة في عرس آل مشعل وعسى انبسطتوا؟؟ . واستلموا مابعد حفلة الزواج . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . . أسى الهجران/الجزء الخامس والستون
الدوحة فندق الانتركونتنتال جناح ناصر ومشاعل
وصلا منذ دقائق اطمئن مشعل عليهما ثم غادرهما
مازالت مشاعل غير مستوعبة كيف وصلت هنا دون أن تنهار ومازالت تقف وعيناها في الأرض وقلبها يكاد يتمزق من ضغط دقاته تشعر بوجل وخوف وخجل غير طبيعي تتمنى أن تنشق الأرض تبتلعها وأن يتوقف هذا الموجود معها عن مراقبتها بهذه الصورة المتفحصة مازالت حتى الآن لم تر ناصر.. فهي لم ترفع عينيها له مطلقا
انتزعها من أفكارها صوت عميق هامس قريب: تدرين إنش أحلى من كل أحلامي..مبروك ياقلبي
(متى صرت قلبك يا النصاب؟)
أكمل همسه: حبيبتي.. توضي خلينا نصلي ركعتين
(وحبيبتي بعد؟! وش عنده ذا) تريد أن تتكلم ولكنها عاجزة.. فكل الكلمات تحجرت في بلعومها ولكنها تحتاج فعلا أن تصلي وتصلي طويلا أيضا لتطمئن الصلاة روحها الجازعة
تركته وتوجهت للدولاب.. تعلم أن موضي أعدت لها كل شيء تناولت روبها ومنشفتها وبيجامتها فشقيقاتها كن يعلمن أنها يستحيل أن تلبس قميصا في ليلتها الأولى لذا أعدت لها موضي بيجامة حريرية بيضاء مطرزة علقتها مشاعل في الحمام وهي تحشر نفسها وثوبها في الحمام
طوال حركتها في الغرفة وناصر يراقبها باستمتاع وهو ينظر لها بإعجاب عميق يشعر أن حرارته ترتفع وكل ما تفعله يبدو رقيقا وعذبا ومثيرا وخطرا.. خطرا جدا.. وخصوصا أنها تتحرك بتلقائية متوترة بدت أكثر خطرا (الله يعيني على خجلها بس!!)
مشاعل أطالت في الحمام وهو لم يسمع صوت الماء يُفتح كان يريد أن يصلي قيامه لكنه يريد قبلا أن يصليا سويا ركعتين ليبارك الله لهما في حياتهما معا
ناصر طرق عليها الباب وهو يهمس لها برقة: مشاعل حبيبتي تأخرتي نبي نصلي
مشاعل كانت تبكي في الداخل فهي مرتبكة وتكاد تذوب خوفا وخجلا وهذا الثوب اللعين لم تعرف كيف تخلعه فهو لم ينفتح لها
تكررت الطرقات على الباب أخيرا استطاعت أن تهمس له: شوي لو سمحت
كان وجهها قد أصبح خريطة ألوان من تمازج دموعها وزينتها أخذت مناديل مسح الزينة التي تركتها لها موضي في الحمام ومسحت وجهها كاملا بعناية
وختاما وجدت نفسها مضطرة لطلب مساعدته فهي تريد أن تصلي ولولا الصلاة لكانت بقيت في الحمام حتى الصباح
فتحت الباب قفز ناصر الذي كان جالسا على الأريكة فور سماعه لفتح الباب مشاعل بخجل مر ودموعها مازالت تسيل: ممكن تساعدني لو سمحت
************************
الدوحة فندق الريتز جناح فارس والعنود
راكان أوصل فارس والعنود لجناحهما ثم انسحب
مازال الاثنان واقفان يلفهما توتر عميق
في حالة ناصر ومشاعل نجد مشاعر عريس طبيعي عند ناصر وخجل غير طبيعي عند مشاعل
في حالة فارس والعنود نجد مشاعر عروس طبيعية عند العنود ومشاعر عشق متجاوز للحدود لكنها مغلفة بكبرياء غير طبيعي عند فارس
العنود خلعت عباءتها كمحاولة لتبديد توترها وهاهي مازالت تقف بخجل وعباءتها بيدها وعيناها في الأرض
فارس ينظر لها ومضى وقت طويل وهو ينظر لها ويشعر أنه لو ظل ينظر إليها طوال عمره فلن يشبع أو يرتوي أو يمل يتأملها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها (يا آلهي.. يا ألهي أي مخلوقة أنتي؟؟ أي روعة أنتِ؟؟ أي معجزة أنتِ؟؟ ماذا فعلتِ وتفعلين بي كفى كفى ارحمي قلبي الذي تطعنينه بأهداب عينيك الذائبتين خجلا وتعصرينه بين ملتقى شفتيكِ المرتعشتين توترا)
العنود تعبت وهي تنتظر منه رد فعل بينما هو واقف كتمثال حجري وخجلها يمنعها من الحركة (هذا شفيه كذا يبي يحرجني يعني يضطرني أنا أتكلم أول لمتى وحنا واقفين أنا أبي أصلي)
العنود همست بخفوت معذب: أبي أصلي.. ممكن؟
انتفض فارس بعنف ولكن انتفاضته لم تظهر مطلقا على محياه فلطالما اعتاد على التحكم في انفعالاته
فارس بهدوء وثقة: بنصلي كلنا الحين ركعتين وعقب صلي
************************
جناح ناصر ومشاعل
ناصر اقترب منها بدت له كطفلة خائفة مذعورة بوجهها المحمر الصافي الخالي من المساحيق ودموعها التي تسيل بغزارة شعر بحنان غامر ناحيتها سألها بحنان: وش فيش؟؟
مشاعل بخجل عميق من بين دموعها المنهمرة بصمت: ماعرفت افتح الفستان.. ممكن تساعدني
ناصر ابتسم (والله ربي يحبني) أجابها بابتسامة: لفي
مشاعل أعطته ظهرها ناصر بدأ يفتح السحاب ببطء شديد وكأنه يريد إطالة المهمة قدر يستطيع وهو يفتح كان يمرر أصبعه بطريقة مقصودة على سلسلة ظهرها مشاعل كادت تجن وهي تشعر أن إعصارا صاعقا ضرب سلسلة ظهرها همست بخجل واختناق: ناصر بسرعة لو سمحت
ناصر يبتسم: خلاص خلصت
مشاعل لم تصدق أنه انتهى قفزت للحمام وهي تبكي بشكل أشد وتناشد الله في أعماقها (يا ربي الطف فيني ياربي الطف فيني شكله مهوب عاتقني الليلة وش ذا الوقاحة اللي عنده ياربي ارحمني ارحمني يارب الطف فيني .. الطف فيني ليتني قعدت في الحمام ولا قلت له يساعدني)
********************
جناح فارس والعنود
العنود دخلت الحمام لتستحم وتستعد للصلاة ووجدت أن لطيفة كانت قد أعدت لها كل شيء في الحمام وفي دواليب الجناح بتنظيم شديد
بينما فارس خرج خارج الجناح شعر أنه بالفعل عاجز عن احتمال ضغط وجودها بهذا القرب العنود خرجت لم تجده ارتدت ثوب الصلاة فوق قميصها انتظرته تأخر بدأت تصلي قيامها دخل وهي تصلي انتظرها حتى انتهت ثم همس لها بهدوء دون أن ينظر ناحيتها: يالله نصلي
صليا سويا حين انتهوا من صلاة الركعتين فارس بدأ يصلي قيامه
والعنود انسحبت وخلعت ثوب الصلاة وعادت للحمام للتأكد من شكلها نشفت شعرها جيدا ثم فردته لم تعرف هل تترك وجهها خاليا من المساحيق أو تضع شيئا خفيفا
لكنها قررت ختاما أن تتركه بدون مساحيق فوجهها اكتفى اليوم من أطنان المساحيق تعطرت بكثافة وعطرت شعرها
ثم نظرت لشكلها النهائي في المرآة وأن شكلها يبدو فعلا أنيقا ومحتشما في رداء نوم أبيض ملكي عليه روبه السميك المطرز بفخامة يتناثر عليه شعرها المدرج المسدل بعذوبة على كتفيها
حين خرجت كان فارس يجلس على الأريكة وقد أرتدى بيجامة سوداء شعرت العنود بالخجل بالكثير من الخجل (هل أبدو بشعة أمامه؟!) ففارس بدا لها وسيما حد الوجع ومذهلا في بيجامته التي انسابت على عضلات جسده البارزة من تحتها بتناسق رائع
بدأ خجلها يتحول لتوتر (عشان كذا ما عبرني أكيد ماشاف فيني شيء يعجبه)
لم يرَ شيء يعجبه؟؟ عن ماذا تتحدثين؟؟ هذا الشاب متيم حتى أقصى عروقه وخلاياه لو كنتي بشعة حتى، فهو يراكِ المخلوق الأروع في كل الكون؟!! فكيف وأنتي تقفين أمامه بحسنكِ الموجع؟!!
ظلت واقفة وفارس يتأملها بعمق يتأمل وجهها الصافي العذب المشبع أنوثة كاسحة وبراءة عذبة لباسها الذي أصفى عليها مزيدا من الأنوثة والبراءة معا كل مافيها موجع.. موجع ويحز في روحه حتى أقصى أعماقه
طالت وقفة العنود.. وانتبه فارس وأخيرا تكلم وهو يقول بهدوء: ليش واقفة؟؟ اقعدي
(تعّب روحه صراحة أخيرا تذكرني)
جلست العنود بعيدا عنه ومقابلا له حرب من النظرات استعرت بينهما العنود تنظر له بخجل نظرات متوترة منقطعة تتراوح بينه وبين حضنها حيث كفيها المتشابكتين وفارس ينظر لها بشكل مباشر وعيناه تلتهمها التهاما وتلتهم كل تفاصيلها
(أوف اشفيه يطالعني كذا لا يكون فيني شيء غلط) العنود توقفت تماما عن رفع عينيها ونظراتها تثبت على يديها وتطريزات روبها
(لا تصدين تكفين ارفعي عينش ولدي صوبي
لاتصد هناك ياعمري دقيقه .......... العمر محسوب بحساب الدقايق في بحر عينك تبينت الحقيقه........... كل موجه تنقل لعيني حقايق الهوى دلتني عيونك طريقه ...........ثم سوت وسط قلبي لك طرايق إلتفت يمي ترى عمري دقيقة..........ليتني احيا في سما عينك دقايق
لا تصدين حتى نظرة عينش تبين تحرميني منها حرام عليش اللي سويتيه وتسوينه فيني)
********************
غرفة ناصر ومشاعل
بعد حوالي نصف ساعة خرجت مشاعل من الحمام بعد أن نشفت شعرها بالمجفف ولبست بيجامتها
بدت لناصر أشبه بدمية حقيقية أشبه ما تكون بلعبة قد يكسرها أقل شيء شعر برغبة عارمة أن يحتضنها.. يستنشق عطر هذا الشعر الطفولي الناعم
لكنه تنهد وهو يقول لنفسه (كل شيء في وقته حلو)
همس لها: يالله نصلي
مشاعل رفعت عينيها له لأول مرة بدا لها وسيما ومهابا حتى في نحافته التي لم تخفِ عضلاته النحافة التي ميزته عن عرض أجساد آل مشعل
أنزلت عينيها بسرعة وهي تقول: بس أجيب سجادتي
أحضرت سجادتها ووقفت خلفه وصليا معا ركعتين ثم صلى كل منهما قيامه
ناصر أنهى صلاته قبلها وهي أطالت كثيرا في الصلاة ناصر كان يبتسم وهو يجلس للكرسي الأقرب لها انتهز الفرصة أنها سلمت بين ركعتين فهمس بمرح شفاف عميق: ترى أكثر القيام 8 ركعات ..والشفع والوتر صاروا 11 شكلش صليتي 30 أو 40 ركعة وترى عادي.. صلي 70، 80 قاعد انتظرش للصبح ماوراي شي ترا لا جمعة شباب ولا تدريب ولا شغل أنتي وبس
مشاعل بخجل: بأوتر بس
صلت مشاعل ركعتها المتبقية ثم قامت لتعيد سجادتها للدولاب لا تعرف لماذا تعيدها كان من الممكن أن تتركها على الكرسي ولكنها تريد أن تبتعد عن مدى وجوده أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟
************************
جناح فارس والعنود
الجلسة طالت كثيرا العنود زاد خجلها كثيرا وهي تراه يراقبها بهذه الطريقة
وفارس العاشق لم يكن أصلا في وعيه فهو كان يحلق في عوالمه الخاصة فهو مازال غير مستوعب أن معشوقته تجلس أمامه بدون حواجز وأنها أصبحت له يتمتع بالنظر إليها كيف يشاء ويستمتع بهمساتها كيف شاء تذكر أنه لم يسمع صوتها تقريبا منذ وصلا وكم هو مشتاق لانسكابه في أذنه
همس بطريقته الواثقة الاعتيادية: العنود تعالي اجلسي جنبي
العنود لم تتحرك (صدق ماعنده ذوق يامرني أجي عنده)
فارس طلب ذلك بعفوية لأنه هو من يجلس على الأريكة بينما هي تجلس على كرسي منفرد
فارس بذات الهدوء: العنود تعودي من أولها إني ما أعيد الطلب مرتين إذا طلبت منش شيء تنفذينه من أول مرة قلت لش تعالي جنبي تقومين تجين جنبي وهذي بتكون أخر مرة أكرر طلب مرتين
العنود شعرت بضيق عميق أسلوبه مستفز وقاس وخالٍ تماما من الذوق ولكنها وجدت نفسها مجبرة للقيام والجلوس جواره فنصائح مريم الكثيرة ترن في رأسها وعصيانه عصيان لربها
العنود جلست على الطرف الآخر من الأريكة وهي تترك مسافة فاصلة بينهما
ولكن قربها كان كافيا لتخترقه رائحتها العذبة لم يكن عطرها فقط بل رائحتها هي.. اختلاط عطرها برائحتها الطبيعية كان ناتجه فتاكا على مشاعره مازال يتجلد.. فتنكيس الرايات السريع ليس من شيم كبرياءه وخصوصا أنه يحاول جاهدا أن يستعيد إهانتها الوقحة لها حتى يقسو عليها قليلا فيجد أن هذه الاهانة تتضاءل ذكراها أمام ذكرى أعظم وأجمل هي العنود ذاتها ولكن كبرياءه .. كبرياءه أين يفرمنه؟؟؟
سألها بهدوء: ناصر قال لي إنش أنتي رفضتي نسافر.. ليش؟؟
العنود تتذكر أنها قالت لناصر السبب.. أيعقل أنه لم يقله لفارس وفارس كان يعلم السبب لكنه يريد فتح حوار ما
العنود بخفوت وعذوبة: امتحاناتي بعد أسبوع وماعندي وقت
أن يسمعها توجه الحوار له مباشرة بصوتها الساحر وطريقتها الآسرة في الكلام كان إحساسا فوق كل خيال روعة وآلما ومتعة
سألها بهدوء: كم ساعة مسجلة؟؟
العنود بذات النبرة الخافتة: 16
فارس : مهوب واجد عليش؟؟
العنود ترفع عينها.. وتكمل بخجل: لا بالعكس أصلا كنت أبي 18 بس ماحصلت إن شاء الله الفصل الجاي أسجل 18 ساعة
فارس بهدوء: أكثر من 14 لا تسجلين.. أنتي الحين مرة متزوجة لبيتش حق
العنود صمتت لا تريد أن تثير معركة منذ ليلتهما الأولى همست برقة: يصير خير
فارس ماعاد يحتمل (ماكل هذه العذوبة!! تبدو الكلمات كما لو كانت تختلط بالعسل والسكر وهي تتدفق من بين شفتيها) يريد أن يلمس وجهها فقط يريد أن يلمس تفاصيل ملامحها يلمس شفتيها النديتين النابضتين بالهمس المعذب هل هما فعلا حقيقة أم خيال؟؟
هذه المرة لم يأمرها أن تقترب بل هو من اقترب منها
العنود توترت وهي تتراجع أكثر للطرف الذي حجزها وهو يقترب أكثر حتى أصبح شديد القرب منها
همس لها بحنان تلقائي: ارفعي وجهش وطالعيني
نبرة الحنان اللذيذة غير المعتادة في صوته أجبرتها على التنفيذ بدون وعي
مد سبابته لوجهها انتفضت بعنف وهو يمرر سبابته على حاجبها خدها شفتيها ذقنها عنقها ثم يضع كفه على خدها بحنان ووله مصفى وهو يقرب وجهه أكثر منها
العنود رأت كيف تلمع عيناه ويزفر أنفاسه بعمق والجو يُشحن بشرارات كهربائية بينهما همست بخجل شفاف وهي تحاول الابتعاد: تكفى فارس خلني لين أتعود عليك
رغم صعوبة الابتعاد على فارس بعد أن أصبح على هذا القرب منها ورائحتها التي أسكرته تماما وهي تخترق أقصى حويصلاته الهوائية لكنه ليس من يفرض نفسه أو يتعامل بهمجية مع نصفه الآخر فعلاقته بها يريدها أن تكون برضاها وتجاوبها
ابتعد وهو يتنحنح وكأن هذه النحنحنة صادرة من أعمق أعماقه: بس إن شاء الله مرحلة التعود ذي ما تطول
صمتت العنود بخجل
استمر الصمت وفارس يعود لتأملها بوله (أي سحرٌ تتسربلين به؟! أي روعة يضمها جنبيكِ؟! متى ترحمين قلبي المتيم؟؟ أو متى أرحم نفسي من جنوني المتكبر آه يا صغيرتي وألف آه)
بقيا على جلستهما المشحونة بالمشاعر العصية على التفسير حتى أذن الفجر وصليا فرضهما
حين أنهيا الصلاة قال فارس بطريقته الواثقة المعتادة في الكلام: زين نبي ننام وإلا ذي بعد تبي لها تعود
(صدق ماعنده أسلوب!!) لكنها ردت بخجل: نام.. تصبح على خير
فارس يتنهد وهو يعرف أنه لم يكن لطيفا رغم أنه يتمنى لو يذوب لها لطفا ويقول بهدوء: العنود مافيه داعي لسوالف الأفلام وواحد منا ينام على الكنبة والثاني على السرير تعالي نامي جنبي.. تراني مخلوق متحضر لو عندش شك في هذا..وأعرف أتحكم بنفسي
العنود نهضت معه لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب معه فهي ثتق به وبكلامه ومادام قال لها شيئا فلن يخلف بكلامه لها تمدد فارس على طرف وتمددت هي الآخر دون أن تخلع روبها
فارس يتنهد بعمق (لو أنها بس تسولف لي ما أبي شيء ثاني صوتها بيصبرني بس الحين شوف وحر جوف)
*************************
جناح ناصر ومشاعل
مشاعل أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟
شعرت مشاعل أنه سيغمى عليها صمتت ناصر فسر صمتها وأنها لم تتحرك أنه نوع من التجاوب معه وتوقع أنهم بالغوا في تصوير خجلها له لذا تجرأ أكثر وهو يقترب من ظهرها ويضع يديه على عضديها ويطبع قبلة على شعرها وناصر بالفعل كان لديه استعداد للتوقف فورا لو أنها طلبت منه ذلك فهو وعدها أن يصبر عليها وليس هو من يخلف وعدا ولكنها لم تطلب بل تصرفت وهي تنخرط في بكاء هستيري ابتعد ناصر عنها وهو يقول بتأثر: مشاعل أنا آسف خلاص ماني مقرب منش والله العظيم لا تخافين حبيبتي
لكنها لم تستمع له وهي تركض للحمام وتغلق على نفسها فيه
ناصر قرر تركها حتى تهدأ مضت أكثر من ساعة وهي لم تخرج طرق عليها الباب لم ترد عليها همس لها بحنان: مشاعل حبيبتي والله العظيم آسف خلاص والله ما أعيدها ولا أقرب منش إلا برضاش هذا أنا حلفت اطلعي مايصير.. بتقضين الليل في الحمام؟؟
لكنها لم ترد عليه
ناصر أصبحت حالته مزرية من القلق والندم عاد لها بعد نصف ساعة وهو يقول بنبرة فيها بعض حدة: لو مارديتي علي بأكسر الباب
مشاعل بصوت باكي ضعيف: تكفى ناصر خلني
(لا حول ولاقوة إلا بالله وش ذا البلشة بأخليها شوي)
وبقيت مشاعل في الحمام وناصر بين باب الحمام يحايلها ويطمئنها ويحلف لها ألا يقترب منها وبين الأريكة التي يجلس عليها حتى أذن الفجر
حينها بدأ ناصر يغضب فعلا وتتحول مشاعره من الشفقة عليها للغضب منها (هذي وش شايفتني؟؟ تحسبني بأغتصبها ذا الخبلة مسكرة على روحها 5 ساعات)
اقترب من الباب وهو يهمس بغضب مكتوم: مشاعل اطلعي أبي أتوضأ وأصلي
مشاعل بخوف: ماني بفاتحة أكيد تبي تضربني الحين
ناصر بغضب شفاف: يابنت الحلال أنا ماأستاهل منش اللي انتي تسوينه فيني حلفت لش ألف مرة ما أسوي لش شيء يعني بأكذب على ربي عشانش اتقي الله مايصير اللي تسوينه اقعدي وين ما تبين.. في الغرفة.. في الصالة لو تبين أخلي لش الجناح كله خليته بس اطلعي
مشاعل بذات الخوف: قلت لك ماني بفاتحة
ناصر خرج من الجناح وتوضأ في حمامات البهو الرئيسي (اللوبي) وصلى الفجر ثم عاد لها يعتقد أنها قد تكون فكرت في كلامه وخرجت لكنه وجدها مازالت تغلق عى نفسها
عاد لها يحايلها بدون فائدة حتى أشرقت الشمس وناصر منهك ويريد النوم اقترب من الباب وهو يقال برجاء عميق: مشاعل الله يهداش الشمس شرقت والله العظيم أنا ما أستاهل منش كذا أنا شاريش ومحترمش وعازش تسوين فيني كذاّّ
مشاعل بخوف صميمي: ماني بفاتحة لين يجي أخي مشعل أبي مشعل
طلبها لمشعل ذبح ناصر ذبحه تماما يفترض أن يكون هو من يحميها فكيف تريد أن تحتمي بغيره ومنه
ناصر بغضب مر: أنتي صاحية؟؟ تبين تفضحين روحش وش يقولون الناس وانتي مقضية ليلة عرسش في الحمام مستحيل اتصل في مشعل خلش في الحمام لين تشبعين
ثم أردف بمرارة: وترا النفس طابت منش هذا مهوب سحا يا بنت عمي هذا عياف ومن عافنا عفناه لو كان غالي
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 10:05 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياصباحات السعادة التي تستحقونها اليوم 18/6.. أكملت أسى الهجران شهرين من العمر
واسمحوا لي أن استغل هذه المناسبة لأقف على أعتاب توأم الروح الغاضبة الأثيرة التي طال غضبها لمن تحب أن تتدلل لأنها تعرف أنها أهل للدلال ابنة خالتي التي تعرفونها جميعكم أقف اليوم لأقول لها مهما يحدث تعلمين أنكِ تنبضين بين الشريان والوريد لا حرمني الله أخوتك وصداقتك وأبقاك لي دفق دمي السائر في عروقي وحفظكِ من كل شر . . الآن استلموا بارت اليوم قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولاقوة إلا بالله ..
أسى الهجران/ الجزء السادس والستون
بيت عبدالله بن مشعل الصالة السفلية الساعة التاسعة والنصف صباحا
موضي تجلس في الأسفل جدتها تتمدد في غرفتها وأمها في المطبخ والجو يعبق به روح تأثر عميقة لغياب مشاعل موضي تعرف أن الاثنتين مفتقدتان لمشاعل بوجع مستشري لذا جدتها ادعت التعب وتمددت وأمها تتلهى في المطبخ عن التفكير
بعد دقائق نزلت هيا سلمت وسألت عن الجميع
موضي بابتسامة: غريبة وش فيش مصبحة بدري عقب سهرة البارحة
هيا تبتسم: مصبحة مثلش هذا أولا ثانيا مشعل جاه اتصال مهم على قولته وطلع وأنا عقب ماطلع ماقدرت أنام
موضي تبتسم: عيني يا عيني على أهل الغرام
هيا ترد بخبث: نشوفش عقب كم يوم أنتي والشيخ راكان
رغم الضيق الذي سببه الموضوع لموضي إلا أنها ضحكت: حووو.. رويترز ما يدس شيء عليش
هيا تبتسم: خله يدس علي عشان أقص رقبته ثم أردفت باهتمام: إلا شبر القاع وينه؟؟ اليوم ماعنده مدرسة وينه
موضي بضيق حقيقي لأنها هي ذاتها متضايقة من اشتياقها لأختها همست بصوت منخفض: سلطان متضايق ومكتئب
هيا بقلق: من جدش أنتي... سليطين متضايق ومكتئب؟؟
موضي بحزن: مشتاق لمشاعل وما يبي يقول.. وكاتم في نفسه
هيا بشفافية: لحق يشتاق.. توها عرسها البارحة
موضي بتأثر: مشاعل أكثر حد فينا ريم وسلطان متعلقين فيه ريم عادي عبرت عن مشاعرها وهذي هي تنحط فوق وأنا ماني بشايلة همها لأني أدري إنها بتبكي وتفضي اللي في رأسها وترتاح بس سلطان وذا العرق الأمحق اللي في رياجيل آل مشعل كاتم في روحه.. شكله يكسر الخاطر جد ودي إنه يبكي عشان يرتاح
هيا بتأثر: وينه ؟؟
موضي: في الصالة الداخلية يلعب بلاي ستيشن وهو في صوب واللعبة في صوب
هيا نهضت وهي تحكم لف جلالها على وجهها وتدخل على سلطان في الصالة الداخلية المفتوحة على الصالة الرئيسية
هيا بمرح مصطنع: هلا والله بشيخهم.. هلا بالشيخ سلطان بن عبدالله
سلطان رد بهدوء وعينه مثبتة على شاشة التلفاز: حياش الله
هيا بذات المرح: أفا وش ذا الحفوة الباردة يا ولد عمي كنها طردة.. أبي ألعب معك.. ممكن؟؟
سلطان بعفوية: مشاعل كانت تلعب معي
أجاب بالشيء الذي يشغل باله
هيا تبتسم: وأنا أعرف ألعب بعد
سلطان صمت
هيا جلست قريبا منه وهي تتمنى لو كان بإمكانها احتضان هذا السلطان الغالي (كم من الكبرياء الكريه في عروقكم حتى الاطفال لم ترحموهم منه)
هيا بعمق: سلطان ترا مهوب معنى إن مشاعل تزوجت إنها خلاص صارت بعيدة عنك البيت جنب البيت بتلاقيها كل شوي ناطة لنا ثم أكملت بمرح: أو أنت كل شوي نط عندها خلاص بنات عمك وحدة تزوجت ووحدة تملكت ماعاد ينخاف عليهم يفتتنون فيك
مازال صامتا
هيا تتمزق بالفعل من أجله.. فهي خير من يشتم رائحة الحزن العميق وتعلم أن قلب هذا الفتى مشبع بحزن شفاف
صمت متوتر حزين يشبع الأجواء
أخيرا تكلم همس بخفوت موجع: البيت ماكن فيه حد حاس كنه قبر من غيرها
جملته مزقت قلب هيا تماما.. تعرف هذا الإحساس .. تعرفه تماما هي من صمتت الآن وهي تحاول مغالبة دمعات تتوق للانهمار لم تعرف ماذا تقول له صمتت حزين هو..حزين بالفعل.. ويبدو أنها فاشلة في المواساة!!!
أكمل بذات الهمس الحزين فهو محتاج للبوح: كانت تعرف لي بدون ما أتكلم وإذا حضنتني شميت فيها ريحة أمي كل يوم كانت تعصب علي: إذا مادرست..إذا ماكلت.. إذا تأخرت... وانا أحب أشوفها وهي معصبة..لأنها ماتعرف تعصب... عمري ماقلت لها آسف..أبي أقول لها آسف.. عمري ماقلت لها إني أحبها...أبي أقول لها إني أحبها اني أحبها واجد واجد.. وإن بيتنا ماله حلا من غيرها
ماعاد يحتمل المزيد.. أكتفى من البوح ويريد أن يبكي.. ويستحيل أن يسمح لأحد برؤيته وقف وترك هيا التي تمزقت حزنا من أجله تركها وصعد لغرفته
*************************
جبهة حزن فراق أخرى
صالة بيت محمد بن مشعل أم مشعل تجلس مع مريم أمام قهوتهما التي لم تمس والجو ثقيل ثقيل حولهما
أم مشعل بلهفة مكسورة: مريم يأمش دقي على العنود نتطمن عليها
مريم بهدوء: يمه تو الناس.. وهذولاء معاريس مايصير نزعجهم
أم مشعل صمتت بعد دقائق صمت همست أم مشعل بحزن: الله يعيني إذا رحتي أنتي بعد
مريم تمزقت من جملة والدتها الموغلة في الحزن ثم همست بتأثر: يمه هذولاء مشاعل وموضي بيجون عندش
أم مشعل بتأثر: شكلي بأقول لراكان يستعجل في العرس أبي لي وحدة تكون معي داخل البيت بأستخف لو أقعد في البيت بروحي
مريم مدت يدها تتحسس حتى وصلت يد والدتها احتضنتها وقبلتها: أنا يمه قاعدة عندش لين عقب عرس راكان.. لا تستعجلينهم موضي توها بتخلص عدة مايصير تغصبونها على طول عرس
***************************
قبل ذلك بحوالي ساعة
حدود الساعة 9 إلا ربع صباحا جناح ناصر ومشاعل
ناصر لم ينم إلا حدود الساعة السابعة ليلة زواجه كانت الليلة الأسوأ في حياته وهاهو هاتفه يرتفع بالرنين ويصحيه من نومه الذي يحتاجه بشدة التقط الهاتف يريد أن يضعه على الصامت ولكنه رأى أن المتصل هو رئيس فريقهم استغرب وذهنه يتحفز.. فالفريق كاملا يتواجد في الأردن حاليا والوقت مبكر للاتصال قالساعة عندهم الآن الثامنة إلا الربع والفريق كلهم ورئيسه اتصلوا به البارحة وهنأووه فما سبب الاتصال يا ترى؟؟!!
التقط الهاتف وهو يرد باحترام: هلا والله
الطرف الآخر بحرج: هلا بك يابو محمد آسفين على الأزعاج
ناصر بذوق: لا إزعاج ولا شي حياك الله أي وقت
رئيس الفريق بحرج أكبر: والله ياناصر ما أدري وش أقول لك مالي وجه
ناصر يقف ومشاعره تتحفز: عسى ماشر؟؟
رئيس الفريق بإرتباك عميق: أدري أنه عرسك البارحة وأنك كنت بتسافر الليلة بس حن محتاجينك
ناصر باستغراب: محتاجيني؟!!
رئيس الفريق: البارحة حسن عقب ماحضر عرسك وهو طالع المطار زلق وانكسرت يده وماقدر يجي.. وأكيد مايقدر يشارك فاحنا نبيك تجي تشارك مكانه في السباق الليلة وبكرة على الليل ترجع تدري ناصر أنت وحسن أحسن فرسان في الفريق أنت أساسا ماكنت مشارك وهذا حسن انكسر.. يعني ماعاد لنا أمل بأي من المراكز الأولى كذا أدري مالي وجه أطلب منك كذا وأنت عريس بس اعتبرها خدمة أخيرة لفريق بلدك.. وهذا تمثيل وطني وأنت كنت تبي تعتزل السباقات.. خل السباق ذا سباقك الأخير
ناصر كان يستمع لرئيس الفريق وعشرات الأفكار تصطخب في ذهنه زواجه... رفض مشاعل له.. حاجة فريقه له الذين هم أصدقاء عمر وليسوا مجرد فريق رياضي..
رد على رئيس الفريق بثقة: خلاص أنا مستعد
رئيس الفريق بسعادة: كنت عارف إنك منت بخاذلني خلاص الطيارة بعد 3 ساعات بيجيك مندوب لين مكانك يأخذ شنطتك وجوازك وبيخلص كل شيء أنت بس تعال قبل الإقلاع بنص ساعة
مشعل باهتمام: والجليلة؟؟
رئيس الفريق: وش دخلها الجليلة؟؟
ناصر باستغراب: أشلون أسابق بدون فرسي؟!!
رئيس الفريق بهدوء واهتمام: ناصر أنت عارف إنه إجراءات شحن الجليلة بتأخذ وقت عدا إنها تبي لها وقت لين تتعود على لجو.. والجو هنا ذا الأيام بارد جدا وصقيع
ناصر باستفسار: زين والحل؟؟
رئيس الفريق: تركب ثيندر.. ثيندر صار له هنا أكثر من أسبوعين وهو كل يوم يتدرب وتعود على الجو
ناصر بهدوء: بس ثيندر حصان عنيف.. وما يتقبل حد إلا حسن
رئيس الفريق: وأنت جوكي محترف.. والسيطرة على ثيندر موب صعبة عليك
ناصر بثقة: خلاص تم... شنطتي وجوازي أصلا جاهزين لسفري الليلة خل المندوب يجيني الحين في الأنتر عشان أسوي شيك آوت.. وأروح أسلم على هلي
ناصر أنهى اتصاله وتفكيره مشغول بمن قضت ليلها في الحمام ولكنه لا يريد رؤيتها يشعر أن رؤيتها جارحة له وبعمق جارحة لكرامته ولرجولته وقرابتها له
اتصل بمشعل بن عبدالله وطلب منه الحضور فورا
بعد نصف ساعة كان مشعل يصل هو والمندوب سويا في ذات الوقت ناصر أعطى المندوب حقيبته وجواز سفره ومشعل في غاية الاستغراب كانوا مازالوا في الممر بعد ذهاب المندوب.. ناصر همس لمشعل القلق من اتصاله: تعال
مشعل دخل وهو يشعر بالحرج ناصر قال لمشعل بهدوء: اجلس مشعل
مشعل جلس وعيناه تجوبان بالجناح بحثا عن شقيقته
ناصر بذات الهدوء: مشعل باسالك سؤال وجاوبني بصراحة
مشعل بقلق: وش ذا المقدمة.. إسال.. أظني إنك عارفني
ناصر بهدوء عميق: مشعل أنتو غاصبين مشاعل علي؟؟
مشعل قفز وهو يقول بحدة: من يقوله؟؟ مهوب بناتنا اللي يغصبون
ناصر: اقعد مشعل
مشعل جلس وناصر يكمل كلامه: اللي باقوله لك أبيه بيننا لأنه ما أدري وش أقول لك.. ماينقال
مشعل تصاعد قلقه وعشرات الأفكار المجنونة تعصف به
وناصر يكمل: مشاعل من البارحة مسكرة على روحها في الحمام
مشعل قفز: وشو؟؟ كان يريد التوجه للحمام.. لكن ناصر أشار له لا
ناصر أخبر مشعل بإضطراره للسفر للاشتراك في سباق التحمل الصحراوي في الأردن ثم قال له: أنا أبيك تأخذ مشاعل.. شوف وشهي تبي.. وش اللي يريحها؟؟ وأنا بأسويه لها إذا رجعت
مشعل بتأثر عميق: أنتظر لازم أخليها تطلع وتعتذر لك..
ناثر برجاء: لا تكفى مشعل.. ماعليه أدري إنها أختك بس أنا متضايق منها وما أبي أشوفها الحين خلني أروح الحين... وإذا رجعت من سفري تفاهمنا
مشعل احتضنه وهو يقول له بأخوية عميقة: تروح وترجع بالسلامة.. وترجع لنا بالكأس والسموحة يا أخيك امسحها في لحيتي مشاعل والله إنها ذهب بس هي تستحي بزيادة
ناصر حمل حقيبته وخرج يريد الذهاب لأهله للسلام عليهم وإخبارهم ثم للتوجه للمطار
مشعل تنهد وهو يتوجه للحمام الوضع حساس ويحتاج لمعالجة متوزانة
طرق الباب عليها لم ترد أعاد الطرق لم ترد همس بقلق: مشاعل افتحي الباب
فُتح الباب فورا.. لتظهر من خلفه مشاعل بوجهها المتورم من كثرة البكاء رمت بنفسها على صدره وهي تنتحب مشعل احتضنها بحنان وهي يربت على ظهرها ويهمس: ليه سويتي كذا مشاعل الله يهداش ناصر ضايقش بشيء؟؟
مشاعل بين شهقاتها: ماضايقني بس أنا ما أبيه أنا ماني بوجه عرس يا مشعل وما استحمل حد يقرب مني والله استحي.. استحي
مشعل ارتاح قليلا بعدما تاكد أن القضية لا تتجاوز خجل مشاعل المعتاد وإن كان خجلها هذه المرة تجاوز الحد
مشعل جذبها وأجلسها على ألاريكة وجلس جوارها واحتضنها وتركها تبكي حتى ارتاحت تماما وصمتت ثم همس لها: مشاعل اسمعيني اللي سويتيه عيب في حقش وحق ناصر وحقنا أنتي ماحد جبرش على ناصر أنتي خذتيه برضاش ولو كنتي فهمتيه بالهداوة إنش ما تبينه يقرب منش ماراح يجبرش على شيء لو أنتي حتى مسكرة على روحش في الغرفة كان عادي بس تسكرين على روحش طول الليل في الحمام كنش تقولين له قعدة الحمام ولا مقابلك تراها قوية عليه.. قوية يا أخيش وناصر مايستاهل تجرحينه بذا الشكل عمري ماشفت ناصر زعلان كذا ناصر أوسع خاطر فينا ومايضيقه إلا شي كايد والله مايستاهل منش كذا ياقلبي وهذا هو سافر وهو زعلان عليش
مشاعل برعب: سافر.. وين؟؟ وليه؟؟
مشعل أخبرها بسفر ناصر توترت وشعرت غصبا عنها بإحساس كاسح بالذنب
مشعل أكمل لها: اسمعيني أنتي قومي الحين تسبحي وأبيش تعدلين وتلبسين مثل أي عروس وبأوديش لبيت ناصر
مشاعل بجزع: لا مشعل تكفى.. أبي أرجع لبيتنا
مشعل بحنان: مايصير ياقلب أخيش تبين الناس ياكلون وجيهنا وبعدين ناصر اللي أنتي مستحية منه مسافر عشان خاطري لو لي خاطر عندش
مشاعل ابتسمت أخيرا وهي تقول بحزن: عشانك أقط روحي في النار خلاص يابو عبدالله عطني نص ساعة أتسبح وأصلي وأجهز على السريع وألم أغراضي
*************************
بيت محمد بن مشعل مشاعل وصلت بيت عمها
مشعل أوصاها أن يبقى الموضوع بينهما فقط وأن تحاول التأقلم مع محيطها الجديد قبل عودة ناصر وأكد لها أنها غير مجبرة على إكمال حياتها مع ناصر إذا كانت رافضة له ولكنها يجب أن تمنحه فرصة أولا فمن هو مثل ناصر يستحق عشرات الفرص فلا تستكثر عليه أن تعطيه فرصة وحيدة وثانيا أن تتمهل قليلا قبل اتخاذ أي قرار
كلام مشعل طمئن روحها القلقة المرتاعة وهاهي مستعدة مبدئيا للمحاولة
نزلت لبيت عمها بخطوات مترددة مريم وأم مشعل استقبلاها بابهتاج كبير قبل قليل مر بهم وناصر وأخبرهما باضطراره للسفر لكنه لم يقل شيئا عن مشاعل لذا سعدا كثيرا برؤيتها
أم مشعل أخذتها لقسمها وأغراض مشاعل رتبتها لطيفة هناك قبل عدة أيام دخلت وهي مرتبكة وتتنهد بعمق تركتها أم مشعل لترتاح وانسحبت غرفتان كل منهما بحمام وصالة شاسعة ملحقة أيضا بحمام ومطبخ متوسط الحجم شعرت بحضور كاسح لناصر في كل مكان فالصالة كان يتوزع بها بطريقة منسقة الكثير من الكؤوس والكثير من الصور لناصر مع فريقه ومع الجليلة
أما ما أرعبها تماما فقميص أبيض مثبت داخل إطار كبير كأطار الصور كان ممزقا وعليه بقع دم وطين وكُتب تحته دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة /الدوحة/ 2006 ومعه ميداليته البرونزية التي حصل عليها في تلك الدورة
انتفض قلب مشاعل وهي تشعر بضيق يكتم على روحها (الله يهداك ناصر.. هذا قميص حد يحتفظ به)
تتذكر جيدا هذه الدورة فاز بسباق التحمل الفردي في تلك الدورة الفارس راشد بن محمد راشد آل مكتوم على فرسه (ماجيك غلين) وبسباقات الفرق فاز الفريق الإماراتي بالذهبية والقطري بالبرونزية وكانت الأجواء أيامها مطيرة والسباق كان يتكون من 120 كيلو على خمس مراحل وانطلق من منطقة سيلين البحرية اجتاز ناصر 3 مراحل وفي المرحلة الرابعة زلقت الجليلة وتعرضت للاصابة وسقط ناصر وأصيب إصابة بالغة في كتفه
لا تعلم لم تتذكر كل هذا ولكنها دعت بعمق أن يحفظه الله في هذا السباق وهي تحاول أن تبعد شعور الضيق غير المفهوم الذي اجتاحها مع رؤيتها للقميص الممزق الملطخ بالدم
*******************
جناح فارس والعنود حدود الساعة 11 صباحا
فارس صحا من النوم أولا كان نور الشمس القوي يغمر الغرفة تماما
التفت جواره حيث تنام هي بسكينة كان وجهها ناحيته (هل أرى شمسا أخرى تشرق جواري صباحكِ سكر يا طعم السكر صباحكِ إشراق يا شمسي كم يبدو هذا الصباح مختلفا إنه الصباح الأجمل في حياتي لأنه ابتدأ برؤية محياكِ أرجوكِ كوني صباحي ومسائي وكل أوقاتي هائم أنا ياصغيرتي.. هائم.. هائم أحبكِ أحبكِ أحبكِ ليتني أستطيع الصراخ بها لأسمع العالم ..كل العالم)
"اسمعها إياها يافارس أولا"
كان فارس ينظر لها بوله عميق كم بدت له صغيرة وناعمة وفاتنة ورؤيتها تمزق الروح بلذة موجعة مضت عدة دقائق وهو يراقبها بتمعن واستمتاع ودقات قلبه تتصاعد بوجيب مزعج
رأى جفنيها يضطربان كأنها على وشك فتحهما فأغلق هو عينيه لا يريدها أن تعلم أنه كان يراقبها كالأبله
العنود فتحت عينيها تلفتت حولها بخجل وهي ترى المكان الجديد عليها ضمت أطراف روبها على جسدها رغم أنه لم ينفتح ثم التفتت للنائم جوارها وحان دور تبادل أدوار المراقبة وإن كان هو تأملها بحب فهاهي تتأمله بإعجاب.. في تضاد عارضه الشديد السواد مع بياض بشرته "والضد يظهر حسنه الضد" العنود أسندت رأسها لكفها وهي تنظر ناحيته تمنت لو تستطيع أن تفعل كما فعل هو بالأمس أن تتحسس وجهه الفاره الوسامة.. المبهر في تفاصيله الرجولية
بل شعرت برغبة عارمة أن تتحسس مكانين بالذات مكاني القطع المثيرين في حاجبه وفي شفته (بيحس فيني لو سويتها؟!! موضي تقول نومه ثقيل)
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 10:12 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة وتقبل الله طاعتكم ووافق بينكم وبين ساعة الإجابة في هذا اليوم الفضيل
أولا: أحب أرحب بكل المنضمات الجدد وكل المعلقات الجدد القافزات من خلف الكواليس لمقاعد الصف الأول وأعيد الترحيب بالمتابعات اليوميات عطر أسى الهجران الأبدي
مشاعل الخجولة.. قضية الأجزاء الماضية جدل طويل ودار فكرة التحرش غير واردة حتى أريح من توقعها فهناك الكثير من الفتيات الخجولات بطبيعتهن والحياء هو زينة المرأة وليس معنى أن كل من تعاني من خجل لابد أن تكون تعرضت لتحرش وكأن الخجل عارض مرضي له أسباب..نقول الحياء إيجابي.. والخجل سلبي حتى الخجل يبقى إيجابيا حتى يتجاوز الحد إلى درجة منع التواصل الطبيعي مع البشر..حينها يصبح مرضا الفكرة التي أردتها استنتجها الكثيرون أن هناك فتاتين كلاهما تشعران بالخجل ولكن طريقة تصرفهما اختلفت...بين المصارحة الحيية المهذبة وبين التصرف المتهور الناتج عن الخوف وهكذا لابد أن تكون القرارات في الحياة تُحسب بدقة من خلال طرح كل الاحتمالات واختيار الاحتمال الأفضل دينيا وعرفيا وأخلاقيا واجتماعيا . . قراءة ممتعة مقدما . . لا حول ولاقوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء السابع والستون
جناح فارس والعنود
العنود تتشجع وتمد يدها لتلمس وجه فارس الذي كانت تظنه نائما لمست أولا القطع في طرف حاجبه اليمين بطرف سبابتها كان غائرا نوعا ما ولكنه منحه طله رجولية موجعة بعمق فارس شعر بثوران مشاعر كاسح منذ أحس بملمس أصبعها الناعم على وجهه لكنه قرر أن يستمر في تمثيل النوم حتى لا يحرجها.. وحتى يرى ما تود فعله انتقالها التالي مباشرة كان للطرف الأيسر من شفته السفلية حيث القطع الثاني حينها
ثار غضبه فعلا
فأكثر شيء يكرهه في حياته والشيء الذي لم يستطع تجاوزه أبدا أن يكون اهتمام الآخرين هو بشكله هي لم تلمس وجهه تعبيرا عن مشاعر كما فعل ولكنها تريد أن تتأكد من مواصفات شكلية لذا اقتصرت على لمس موقعين محددين فقط وهذا الشيء أثار غضبه لأبعد حد
فتح عينيه وهو يصرخ بها: شتسوين؟؟
العنود انتفضت وهي تتراجع للخلف وتهمس بوجل: آسفة .. آسفة
فارس صرخ فيها: إياني وإياش تعيدينها
العنود صمتت وهي تبتلع عبراتها ومرارتها وإحراجها
فارس قصد بجملته والذي يجب إلا تعيده أن يكون اهتمامها هو بشكله بينما العنود فهمت أن الذي يجب إلا تعيده هو الاقتراب منه أو لمسه وهذا الأمر جرحها جرحها بعمق كما لو أنه هو فقط من يحق له لمسها في الوقت الذي يشاء بينما هي لا يحق لها ذلك.. وكأن علاقتهما يجب أن تكون من طرف واحد يكون هو المرسل وتكون هي المستقبلة المستقبلة لكل شيء لمساته.. قسوته.. حدته.. كلامه الجارح أ يريدها أن تتحول لمخلوق بلا مشاعر مهمته فقط أن يكون حاوية لاستقبال جنونه؟!!!
*************************
قبل صلاة الظهر بقليل مشعل يعود للبيت ليتوضأ ويذهب للصلاة
وجد هيا تجلس على جهازها المحمول
سلم وهو يميل عليها ليقبلها ويسألها بحنان: شتسوين؟؟
هيا تحتضن وجهه بكفها وتهمس: أشوف إيميلي صار لي كم يوم ماشفته ثم أردفت: وين رحت من صبح؟؟
ابتسم مشعل وهو يبتعد ليخلع ثوبه ليدخل الحمام: شغل تحريات وإلا غيرة نسوان وإلا مجرد فضول؟؟
هيا تبتسم: اللي هو
مشعل وهو على باب الحمام: رحت أجيب مشاعل استدعوا ناصر يشارك بسباق ضروري في الأردن
مشعل دخل الحمام وهيا مستغربة (يروح يشارك في سباق صباحية عرسه!!!!)
هيا تقلب بريدها الإلكتروني.. تجد رسالة مهمة.. تقرأها باهتمام حين خرج مشعل تقول له باهتمام: حبيبي البعثات طالبيني يقولون فيه أوراق ناقصة يبونها
مشعل بهدوء: خلاص حبيبتي الأسبوع الجاي بأروح لهم وأشوف وش يبون
هيا بهدوء: عادي حبيبي أنا باروح
مشعل باستنكار غاضب لطيف: لا يا قلبي هذاك أول الحين عندش رجّال يتعب لش وأنتي اقعدي مرتاحة
***************************
الدوحة طريق المطار
راكان يقود بناصر المتوجه للمطار
راكان بهدوء: ناصر الله يهداك ماقدرت تعتذر من السباق عرسك البارحة وش تبي الناس يقولون
ناصر بغموض: مهوب قايلين شيء.. السباق لازم أشارك فيه لو مالقوا فارس يكمل الفريق بتلغى مشاركة فريق قطر بالكامل
راكان باستفسار شفاف: ومرتك؟؟
ناصر بذات الغموض: تنتظرني لين أرجع هي مقدرة ظرفي وسامحة لي بنفسها
(أصلا هي ما تبي إلا الفكة مني يا الله يا مشاعل ليه كل ذا؟! تقضين الليل كله في الحمام قرفانة مني وش سويت عشان استحق منش ذا الجفا والكراهية؟!)
راكان يسأله: السباق متى؟؟
ناصر بهدوء: الليلة الساعة 8
راكان بقلق: بذا السرعة أنت مالحقت تتدرب مع الحصان اللي بتركبه وخصوصا أنك أول مرة تركبه
ناصر بتطمين: عادي.. ثندر يعرفني عدل
راكان: ومتى بترجع؟؟
ناصر: السباق بيخلص بكرة على الظهر بأرجع بكرة في الليل إن شاء الله
راكان بهدوء: خلاص بكرة الليل بأنتظرك في المطار
ناصر برجاء أخوي: زين راكان تكفى لازم تزورون حسن حسن في المستشفى يده منكسرة
راكان بنبرة رجولية: أفا عليك بدون ما تقول.. هذا واجب
ناصر يتذكرشيئا: راكان هاك التذاكر وحجز الأوتيل.. أبيك تروح للسفريات تلغيها
راكان باستغراب: وليه ألغيها؟؟ باجله يومين ثلاثة..
ناصر بسكون: أنا ما أدري متى بنقدر نروح.. ألغ الحجز.. وإذا جينا بنسافر مرة ثانية.. سويت حجز ثاني إن شاء الله.. ثم ابتسم ناصر ابتسامة باهتة: أو أخذ الحجز لك أنت وموضي على خير
راكان بهدوء غامض: أنا وموضي إذا رحنا.. رحنا مكان ماحد راح له قبلنا
ناصر بتفكير وهو يتذكر حواره مع راكان عن موضي قبل فترة وجيزة: إلا تعال قل لي يا أبو قلب ميت.. وش غير رأيك ونططك تبيها؟؟ وإلا عشان شفت خلاص إنها بتخلص العدة.. صحصح القلب الميت
راكان بذات الهدوء الغامض: على قولتك
************************
بعد صلاة الظهر جناح فارس والعنود
فارس ذهب للصلاة ولم يعد بعد العنود صلت وهاتفت أمها وشقيقتها وهاهي أمام المرآة تتأنق لا تريده أن يظن أنها تأنقت من أجله بعد صراخه اليوم عليها ولكنها فعليا تفعل جزء من أجل نفسها وإحساسها أنها عروس لابد أن تتأنق من ناحية أخرى تتمنى أن تذهب لأهلها ..وإذا وافق تريد أن تكون جاهزة ومن ناحية ثالثة: لِـمَ لا؟؟ فليراها جميلة ومتأنقة
وهاهي متألقة بل ومتألقة جدا وهي ترتدي تنورة حرير طويلة مشجرة ضيقة وتتسع من أعلى الركبتين مع كعب عالي وتوب (هاي نك) أسود سادة ملتصق بكم طويل مع عدد من السلاسل الفضية النحيفة المختلفة الأطوال وشعرها رفعته بشكل عشوائي وثبتت بعض خصلها الأمامية بمشابك فضية ووضعت القليل من الزينة بشكل محترف
كانت تضع لمساتها الأخيرة على أحمر شفاهها حين دخل اهتزت يدها وكادت تلون ذقنها مع شفتيها
سلّم ردت السلام بهدوء
جلس قريب منها وهاهي انتهت وتريد القيام ولكنها عاجزة عن القيام وهي تعلم أنه يراقبها بتفحص (نفسي بس أفهمه ليش يطالعني كذا؟؟ ليش غامض كذا؟!)
(ولِـمَ أنتِ جميلة هكذا؟! وتتسلقين الروح بهذه الطريقة لتنغرسي في أعمق أعماقها لِـمَ يبدو كل شيء بجواركِ باهتا وكأنكِ احتكرتِ كل ألق العالم؟ ولماذا يؤلمني النظر إليك إلى هذا الحد؟! لم أعلم مطلقا أن مجرد النظر قد يمزق الروح حتى عرفتكِ ها أنتِ تجلسين كملكة متباعدة تحكم ولا تعلم كم هو جائر حكمها وكم هي ظالمة وأنا أحد رعاياكِ ينتظر منك أن تنظري له بعين الرأفة والرحمة انظري إلى انظري إلي)
العنود مازالت تجلس في مكانها وهو في مكانه قرر أخيرا النهوض اقترب منها
ينظر لوجهها في المرآة يعرف أنها ارتبكت من اقترابه أنزلت عينيها وهو يقترب أكثر وضع يديه على كتفيها ارتعشت همس لها: خايفة وإلا بردانة؟؟
العنود بخجل: لا هذي ولا هذي
فارس بعمق: زين ليش ترتعشين؟؟
العنود لم تجبه لكنها سألته بذكاء، بخجل ممزوج بالحزن: وأنت ليش تعطي لنفسك حق حرمتني منه؟؟
فارس باستفسار: أي حق؟؟
العنود بذات النبرة الحجولة الحزينة: ليش حاط يدك على كتوفي؟؟ ليش تلمسني وأنت اليوم مصرخ علي عشان لمست وجهك
فارس صمت وهو يبتعد عنها ويعود للجلوس مكانه ممزق هذا الشاب بين ضغط مشاعره العنيف وعجزه عن التعبير عنه واحتواء هذه الصبية التي فتنته حتى الثمالة
تنهدت العنود (أبو الهول شكله ممكن يصير مشاعر وهذا ولا عمره بيحس)
وقفت العنود وهي تقول له بأدب رقيق: فارس ممكن أروح أشوف أهلي؟؟
فارس بهدوء واثق: خلاص العصر باسوي شيك آوت ونرجع للبيت وأنا قلت لراكان يفتح خلاص الباب اللي بيننا وبين بيت عمي روحي وتعالي على كيفش
***********************
الأردن مدينة البتراء الأثرية التي أصبحت مؤخرا أحد عجائب الدنيا السبع حيث سينطلق سباق التحمل الذي سيكون 120 كيلومترا على أربع مراحل 30 كيلو بين كل مرحلة ومرحلة ينطلق من البتراء ليعود لها
الساعة السابعة مساء تبقى ساعة على السباق وهاهو ناصر يتفحص ثيندر بدقة فارس محترف وهو يلبس جاكيتا ثقيلا فوق لبس الفرسان المعتاد فالجو كان شديد البرودة ولكنه مع بدء السباق لابد أن يخلع الجاكيت
كان المدرب يقف مع ناصر ويجاوب على أسئلته السريعة المحترفة بلغتهما المشتركة
ناصر: أشلون وزنه؟؟ المدرب: ممتاز ناصر: وأكله؟؟ المدرب: المعتاد ناصر باهتمام: ونبضات قلبه؟؟ المدرب: ماتعدت 58 ناصر بارتياح: ممتاز.. والتشغيل؟؟ المدرب: كالعادة.. وكان تمام ناصر: والتفحيم؟؟ المدرب: 10، 30، 60، والأسبوع اللي فات 90 ناصر بذات نبرة الارتياح: ممتاز.. ممتاز جدا...وحوافره؟؟ المدرب: شحمناها خلاص
في سباقات التحمل.. قوة التحمل هي قوة تحمل الجواد لا الفارس لذا في كل مرحلة تقاس نبضات قلب الجواد ويجب ألا تتجاوز 64 نبضة وإلا أُخرج من السباق إلا في مراحل معينة وحسب نتائج المراحل السابقة وقبل السباق لابد من تشحيم حوافره بزيت محترق حتى تحتمل حوافره الركض طوال هذه المسافة وجواد سباقات التحمل يجب أن يكون وزنه متوسطا أي لا يكون هزيلا ولا سمينا ويجب أن يتم فحصه بدقة وأن يتناول طعاما صحيا ممتلئا بالأملاح التي تعوضه عن ما يفقده في السباقات الطويلة وتدريبات سباق التحمل طويلة جدا وتستغرق أشهرا أولها ما يسمى التشغيل وهو عادة 2 كيلومتر متنوعة ركض وحواجز وغيرها ثم تليها التفحيم وهي إزدياد مسافات الركض قبل السباق المقرر
ناصر يربت على عنق ثيندر: ثيندر لا تخذلني أنا وحسن نبي نرجع للدوحة بمركز متقدم
لكن ثيندر تراجع بعنقه وهو يصهل ناصر عاد واحتضن عنقه وهو يقول: أدري إنك مشتاق لحسن وكلها يومين ويرجعونك للدوحة وتشوف حسن
ثيندر اطمئن قليلا وكأن اسم حسن يطمئنه
************************
بيت محمد بن مشعل
بعد صلاة العشاء
عشاء نسائي أسري بمناسبة اجتماع العرائس
العروسان كانتا متألقتين ورائعتين كل واحدة منهما بطريقتها الخاصة
وكل واحدة منهما كان لها أسبابها للتأنق التي ليس من ضمنها إحساسها بالسعادة مشاعل جعلت الزينة قناعا يغطي إحساسها بالحزن العميق وإحساس آخر أعمق بدأ يكتم على روحها القلق على ناصر ولا تعرف لِـمَ هي قلقة هكذا!! (لو كنت عارفة أنه بيسافر كان سمّحت خاطره عشان مايروح وهو زعلان علي ياويلي من عقوبة ربي.. ليه سويت كذا؟؟ لو كنت فهمته بالكلام إني خجولة واستحي أكيد ما كان جبرني على شيء)
العنود أكثر تألقا لأنها ليست حزينة كمشاعل ولكنها بالتأكيد ليست سعيدة فهذا الفارس يبدو لها عصيا على الفهم لا تعرف ماذا يريد أو كيف تتعامل معه جاف جدا في التعامل والأكثر غرابة هو كيف ينظر إليها تشعر بحرج فعلي من نظراته المتفحصة غير المفهومة التي تشعرها بقشعريرة باردة
العروسان كانتا تجلسان متجاورتين كل منهما سارحة في أفكارها فوجئتا بمن يفرقهما ويجلس بينهما: البقية في حياتكم..ويجعلها آخر الآحزان عسى ماشر ليش محزنين؟؟ صدق ماعندكم سالفة...لو أنا اللي ماخذه عيال خالي فويرس المزيون الموت الحمر..وإلا نويصر فارس آل مشعل كان ابتسامتي شاقة من هنا لين ماله مدى..بس صدق يدي الحلق للي بلا ودان
غصبا عنهما ارتسمت ابتسامة على شفتي كل منهما ومعالي تهتف بمرح: وأخيرا ابتسامة.. أحمدك يارب يالله مع أني قطعت ركبكم تقبيص البارحة بس أبي أقبص بعد مرة بس بدون ما تشوفني عمتكم المعقدة تغسل شراعي
ولكن عمتهما كانت في وادٍ آخر فنورة كانت على غير عادتها بها حزن ظاهر تحاول إخفاءه وهي تجلس في زاوية بعيدة لوحدها
هيا قامت وجلست جوارها: يمه وش فيش فديتش؟؟
نورة احتضنت كفها وردت بحنان: مافيني شيء يأمش؟؟
هيا بتفهم: يمه أنتي متضايقة عشان موضي خلاص بتخلص عدتها وتاخذ راكان؟؟
نورة بحزن: يمكن يكون سبب.. بس مهوب هو الأساس
هيا بحنان: قولي لي جعلني الأولة
نورة بحنان: إلا أنا الأولة جعل عمرش أنتي ومشعل طويل ثم أكملت بحزن عميق وبهمس لا يسمعه سوى هيا فهي محتاجة للبوح: موضي وراكان عيالي وغلاهم كبير والله الشاهد صحيح ما أقدر إني ما أحزن.. لكن موضي تستاهل اللي يعوضها في سوايا حمد فيها الناس يشوفوني ساكتة.. يحسبون ما أدري بشيء أنا دارية إن موضي صبرت على حمد واجد.. وغيرها مايصبر عليه حتى شهر وهي صبرت سنين كل ماشفت أهلها يسألون عنها إذا تاخرت عليهم دريت إنه مسوي فيها شوي أروح لها ألاقيها تدسس وجهها مني عشان ما أشوف فعايله الشينة فيها وياكثر مالاغيته وربي شاهد وياكثر مازعلت عليه لكنه كان يبكي عندي مثل بزر.. كان يموت فيها وروحه معلقة فيها ويترجاني ما أقول لأحد شيء عشان مايجبرونه يطلقها أدري إني غلطت.. بس هو كان يوعدني إن كل مرة هي أخر مرة والأم ما تكذب عيالها ودايم كنت متاملة ينصلح حاله لين طلقها.. حتى جابر دس علي السبب بس أنا ماني بغبية.. وش طيحة الدرج اللي جات مع طلاقهم وسفره الله يواجر موضي على صبرها خلها تأخذ راكان يغسل كبدها من حمد وسواياه فيها
هيا كانت مصدومة تماما من سيل الأسرار الذي سكبته عمتها المكلومة أمامها (معقولة هذا كله كان يضربها؟! وش ذا الحيوان المتوحش؟! يا قلبي يا موضي يا كثر صبرش!!)
عمتها بهمس مؤلم: الحين أنا أحاتي حمد أحاتيه واجد قلبي ماكلني عليه ما كان يكلمني إلا مرة كل أسبوعين.. والحين صار له ثلاثة أسابيع ما كلم والتلفون اللي هو يكلم منه بناتي طلعوه من الكاشف وندق عليه بدون فايدة وش ذا الدورة اللي حتى جوال ماعنده؟؟
هيا بحنان: يمه عطيني الرقم... صديقتي مصرية وأبوها رجال واصل بأخليها تطلع الرقم من وين طالع؟؟؟
**************************
بيت فارس بن سعود جناح فارس الذي أعاد تجديده بالكامل
الساعة 11 ونصف مساء
العنود عادت مع أم فارس للبيت.. عبر الباب الواصل
صعدت لغرفتها كانت تظن أن فارس لم يعد بعد.. خلعت عباءتها وعلقتها
(أنتي أشلون تلبسين كذا قدام الناس؟؟) صوت غاضب اقتحم هدوءها
العنود بخجل وارتباك وهي تنظر لنفسها: ليه وش فيه؟؟
كانت العنود ترتدي بنطلونا بنيا واسعا بقصة مستقيمة مع بلوزة شيفون مشجرة باللونين الذهبي والبني مزمومة عند الخصر والكمين وتحتها بروتيل باللون البني مع حزام عبارة عن سلاسل ذهبية تنزل على الردفين بشكل مائل
فارس يقترب منها ويهمس بغضب مكتوم: إلا وش اللي مهوب فيه شفاف وبنطلون بعد
العنود ابتلعت ريقها وهي ترى وجهه الوسيم الغاضب من هذا القرب: مافيه حد غريب بس هلي ووالله لبسي مافيه شيء.. عادي لا هو عاري ولا ضيق
فارس يتنهد ويقول بحزم: اسمعيني العنود لبس مثل هذا ما تلبسينه عند ناس لا هلش ولا غيرهم وبنطلون نهائي ما تلبسين
العنود باستفسار ناعم بريء خبيث: ولا حتى عندك؟؟
صمت فارس كيف أصبحت تحاصره ثم تنقض بشكل خاطف شفاف (تمهلي يا صغيرة تمهلي)
فارس لم يرد عليها وهو يعود أدراجه ليجلس في الصالة الملحقة بغرفتهما العنود هزت كتفيها وهي تفهم رده من صمته (يعني مايهون عليه يبرد خاطري بكلمة)
العنود تجاوزته لتذهب لغرفة النوم ثم للحمام استحمت وصلت قيامها وهو مازال معتصما بجلسته في الخارج
كانت العنود لبست ثوب الصلاة فوق روبها الآن تريد أن تلبس وقفت أمام دولابها لم تعرف ماذا تختار في الختام استقرت على ارتداء بيجامة ناعمة فهذا الفارس العصي التفسير لاشيء يعجبه لذا قررت أن ترتدي ما ترتاح له هي بيجامة زهرية حريرية بتطريزات فضية ناعمة
بعدها أصابتها حيرة جديدة تبقى في الغرفة أو تخرج لتجلس معه ولكن حيرتها لم تطل لأن صوت فارس ناداها من الخارج: العنود إذا خلصتي تعالي فارس الذي كان يترقب حركاتها بدقة.. وكان يعلم أنها صلت وارتدت ملابسها
خرجت له بخطوات مترددة ألقها يسبقها وإحساسه العميق بها يغلف خطواتها التي تخطوها (لِـمَ أنا معقد هكذا؟؟ وعاجز عن التعبير عن مشاعري بهذه الصورة)
وقفت همس لها بهدوء: تعالي إجلسي وهو يشير للمكان الخالي جواره
اقتربت بتردد وجلست
لم يعرف ماذا يقول.. ( كل الكلمات باهتة بحضرتها أ أقول لها أنتِ جميلة وهي فوق الجمال؟!! أ أقول لها رائعة وهي فوق الروعة؟!! أ أقول لها أحبها وما بقلبي لها هو شيء فوق الحب وأبجديات الغرام؟! أ أقول لها اطلقي إساري وأنا أريد أن أبقى سجينها عمري كله؟!! أ أقول لها لا تنظري لي لأن نظرة عينيك تذيبني؟!! وفي ذات الوقت أ أقول لا تحرميني نعمة النظر إلى عينيكِ فعينيكِ مرسى روحي الهائمة؟!! أي جنون يكتنفك يا فارس؟؟ أي جنون؟؟)
العنود بخجل: فيه شيء مضايقك؟؟
فارس باستغراب: لا
العنود بخجل أكبر وخداها يتوردان: أنا مضايقتك؟؟
انتفض قلبه بعنف وسؤالها الخجول يلسع قلبه وخداها المتوردان ينحرانه لكنه رد بهدوء: لا.. ليش تقولين كذا؟؟
العنود تفرك أناملها وعيناها في حضنها.. تهمس بخجل رقيق: من البارحة وأنت تطالعني وتسرح.. قلت يمكن شوفتي تذكرك بشيء يضايقك
فارس مد يده لذقنها ارتعش فكها وشعر هو بارتعاشتها وهو يرفع وجهها لأعلى وعيناه تغرق في بحر عينيها
همس لها بعمق: ليه أنتي حلوة كذا؟؟
العنود بارتباك: نعم؟؟
لم يرد عليها لكنه اقترب منها أكثر وهو يدخل كفه في شعرها من الخلف ويقرب وجهها منه حتى أصبح يتنفس أنفاسها العذبة من قرب شفتاها ترتعشان وهو عيناه تطوف بتفاصيلها يقترب أكثر
رنين هاتف يقطع اللحظة الأخيرة والعنود تنتفض وترجع للوراء وفارس يسب ويلعن في داخله (الله يأخذه من اللي بيتصل الساعة وحدة في الليل)
ألتقط الهاتف شعر بالقلق وهو يرى اسم راكان يلمع على الشاشة لو كان ناصر المتصل.. لما قلق.. فناصر اعتاد على مقالبه لكن راكان لن يتصل في هذا الوقت إلا لأمر جلل نهض وابتعد خطوتين..ورد بقلق: هلا دون أن يقول الاسم حتى لا يقلق العنود
رد بقلق أكبر: الحين جايك جايك
العنود برعب: وش فيه فارس؟؟
فارس ربت على خدها وهو يقول بتطمين: مافيه شيء الشغل طالبيني نص ساعة وبأرجع لو بغيتي تنامين نامي
العنود بقلق: وش أنام؟؟ بأنتظرك لين ترجع
**************************
مجلس آل مشعل
حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟
ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح
راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال:
رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الجمعة أكتوبر 21, 2011 10:18 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الاختلاف اليوم نهار مختلف لاختلافه أسباب عميقة ستعرفونها تاليا قبل الجزء الجديد: أتوقف عند سؤال قديم جديد هل فيما أكتب شيء من واقع بشر يعيشون بيننا؟! أو ربما واقعي أنا!! والجواب وبكل صراحة: كل ما كتبت سواء (بعد الغياب) أو (أسى الهجران) كلها مجرد خيالات أتعبني رسم أُطرها نعم للعادات ومصداقية الأحداث أسس من حياتنا وعاداتنا وأحداثنا ولكن كل ماحدث وسيحدث هو محض خيالات ليس لها تشابه مطلقا مع بشر حقيقيين . . ماذا أيضا ؟؟ أمممممم قول (جمعة مباركة) إذا قصد به الالتزام بالنص المحدد فهو بدعة لأنه لم يرد عن الرسول صلوات الله وسلامة عليه ولكن إن قُصد به الدعاء فلا بأس وأنا والله ما قصدت به إلا الدعاء أن يبارك لكم في جمعتكم ويجعلكم من أهل الإجابة فيها حكم البدعة يتركز حين يقصد به أنه هذه التهنئة سنة أو الالتزام بها وبنصها وحتى نستزيد من الخير جعل الخير لنا نبراسا وجعلنا من أهله إليكم نص فتوتين حول الحكم:
الفتوى الأولى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة ( جمعة مباركة ) لا نعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته
فعلى هذا يكون بهذا الاعتبار بدعة محدثة لا سيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .
وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يكون بها بأس، وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة، وانظر الفتوى رقم : 10514 ، والفتوى رقم : 19781 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الفتوى الثانية: جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
لا أعلم أن التهنئة بيوم الجمعة ثبتت عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
وقد يدخل في عموم التهنئة بالعيد ، وذلك لأن الجمعة عيد الأسبوع ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن هذا يومُ عيدٍ ، جعله الله للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، وإن كان طيبٌ فليَمَسَّ منه ، وعليكم بالسواك . رواه ابن ماجه بإسنادٍ حسن .
والدعاء بالبركة مطلوب ، إلاّ أن الْتِزَام ذلك في كل جمعة يجعله في حُكم البِدَع لِعدم التْزِام السلف له
قال السخاوي في " التهنئة بالشهور والأعياد " : ورُوي في المرفوع مِن جُملة حقوق الجار : إن أصابه خير هنأه ، أو مصيبة عَزّاه ، أو مرض عاده ، إلى غيره مما في معناه ، بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب رضي الله عنهما وتهنئته بتوبة الله عليه . اهـ .
والله تعالى أعلم .
. . نعود لأسى الهجران جزء اليوم أرهقني كثيرا أتمنى ألا يرهقكم مثلي . .أسى الهجران/الجزء الثامن والستون
مجلس آل مشعل
حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟
ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح
راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال:
رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن
مشعل بن محمد جلس.. يشعر أن قدميه تميدان تحته لا يريد أن يسمع شيئا.. لا يريد أن يسمع (ناصر.. لا يا ناصر.. لا)
كان هو أول من حمل ناصر بعد ولادته حمله قبل أن تحمله أمه كان هو ابن العشر سنوات من أخذه من يد الممرضة طبع قبلته على جبينه ثم أعطاه لأمه لم ينسَ يوما أن ذراعيه كانتا أول ذراعين احتضنتا ناصر ابنا قبل أن يكون أخا يريد أن يصم أذنيه.. لا يريد أن يسمع خبرا عن ناصر قد يمزق روحه
فارس شعر بيد هائلة تعتصر قلبه وهو يمسك بكتفي راكان ويهزه بعنف : ناصر وش فيه؟؟
راكان بهدوء ساكن أشبه بسكون الموت: لحد الحين مايدرون
مشعل بن عبدالله باختناق: راكان الله يهداك قل لنا الرجّال وش قال لك عن ناصر
راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر
*************************
قسم ناصر
مشاعل عادت من وقت من بيت عمها استحمت وصلت لكنها عاجزة عن النوم
قلق كاسح يلتهم روحها ويفتفتها تشعر بضيق غير طبيعي تشعر أنها عاجزة عن التنفس.. لا تستطيع سحب أنفاسها وزفرها إلا بجهد تفتح نوافذ غرفتها يدخل هواء شديد البرودة.. برودة يناير الصقيعية يبدو كما لو أن كل نسمات الدنيا لا تكفيها وكأن الأكسجين سُحب من كل العالم وتركوها تختنق
تضع يدها على قلبها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
تدور في الغرفة دون أن تستطيع التوقف ترى نفسها في مرآة الدولاب الضخمة تقف لتأمل نفسها تهمس: (قال أني أحلى من كل أحلامه ليش أنا ما أقدر أشوف قدامي إلا الكوابيس؟!!)
******************
مجلس آل مشعل الاجتماع المآساوي
راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر
حينها قفز مشعل بن محمد وهو يقول بألم صارخ عميق: أشلون الحصان وصل بدون ناصر؟؟ أشلون؟؟ وناصر وينه؟؟ وش صار عليه؟؟
راكان يحاول أن يكون أكثر الثلاثة تماسكا.. والثلاثة يمطرونه بأسئلتهم الغاضبة المشبعة قلقا وحزنا:
رئيس فريقه يقول إن المنطقة اللي ناصر انفقد فيها دائرة قطرها 30 كيلو وعلى الفجر بالكثير بيلاقونه وخصوصا أنه وزير داخليتنا صار عنده خبر واتصل بوزير الداخلية الأردني وطوافات الجيش الأردني بدت بمسح المنطقة يعني كلها كم ساعة إن شاء الله ويلاقونه.. بس فيه شيء أخطر.. ولازم أحطكم في الصورة
صمت راكان لحظات مؤلمة أشبه بشفرات حادة تمزق جسده وروحه: يسار الحصان من ناحية الرِكاب غرقان الدم
ثم تنهد وهو يزفر حسرته وينظر للوجوه الثلاثة المرتاعة المفجوعة من الخبر: الظاهر إن ناصر طاح ورجله اليسار متعلقة في الركاب.. والحصان سحبه لمسافة قبل يطيح
فارس بفجيعة: أشلون أشلون.. ناصر طول عمره فارس
راكان بحزن موجع: الحصان مهوب حصانه.. ومابعد يدرون شالي صار أنا طلبت من مندوب السفريات في الديوان يحاولون يدورون لي حجز مستعجل.. وبأطلع لعمّان الفجر وعشان كذا دعيتكم أبي أحط عندكم خبر قبل أروح..
(وأنا معك) الجملة ذاتها صدرت من الثلاثة المستمعين بوجع في ذات الوقت وجع مشترك وقلق مشترك وكلاهما لا امتداد لهما ولا نهاية
راكان بهدوء مر: مايصير نروح كلنا..خلاص يروح معي واحد منكم واثنين يقعدون في الدوحة
الثلاثة بدأوا في الجدال من منهم سيذهب ولم يستطع أحدا منهم مجاراة إصرار فارس وتصميمه: شوفوا أنا ماعلي منكم ..اثنين يروحون.. اثنين يقعدون.. بكيفكم لأني رايح رايح... مستحيل أقدر أقعد وأنا ما أدري ناصر وش فيه
***********************
بعد نصف ساعة غرفة لطيفة
لطيفة منذ خروج مشعل بعد الاتصال المفاجئ وهي تدور في الغرفة قلقا وارتياعا حتى عاد
لطيفة بقلق مر: مشعل عسى ماشر؟؟
مشعل ألقى بنفسه على الأريكة وهو يرمي غترته جواره ويقول بحزن عميق: لطيفة تكفين لا تسأليني عن شيء
لطيفة جلست جواره وهي تقول بقلق أكبر: مشعل أنت اللي تكفى.. عمري ما شفتك كذا إلا .. إلا... صمتت بمرارة وهي تكمل في داخلها (عقب وفاة جدي)
مشعل لم يرد عليها وهو يدفن رأسه في صدرها ويهمس بألم حاد: الله لا يجيب إلا كل خير الله لا يفجعنا يا الله لا تفجعنا لا تفجعنا
************************
غرفة مشعل وهيا
ذات الاستقبال القلق من هيا ذات الوجع المستشري في وجه وقلب مشعل
هيا بقلق: حبيبي شاللي صار؟؟
مشعل يلف غترته على وجهه (يتلطم) ويتمدد على سريره آخذا بمقولة عجائزنا الأثيرة :" إذا كثرت همومك يا عبدي فانسدح" وهو يهمس لهيا بمرارة: الله يستر من اللي بيصير
*******************
غرفة فارس والعنود
فارس دخل وهو مستعجل العنود قفزت وهي تقول برعب: فارس وش فيه؟؟
فارس باستعجال: مافيه شيء حبيبتي
قال (حبيبتي) بعفوية لم ينتبه لها ولكنها انتبهت لها تماما وكلمة حبيبتي تخترق روحها كسهم ناري كانت تقف مصدومة مبهوتة حتى رأته يمد قامته الطويلة وينزل حقيبة صغيرة من أعلى الدولاب حينها انتفضت: وش تسوي؟؟
وضع الحقيبة على السرير.. فتحها.. وبدأ يضع فيها بعض الملابس بسرعة
العنود برعب: بتسافر؟؟
فارس باستعجال: جات لي سفرة مفاجئة من الشغل ولازم أسافر
العنود بتأثر كبير: وش سفرته؟؟ من جدك؟؟
فارس أكمل وضع ثيابه في الحقيبة.. وأغلقها ثم ألتفت لها وهو يقول بهدوء واثق: خلي بالج من نفسش ومن أمي وأنا ماني بمبطي عليكم شغلة يومين وراجع
العنود شعرت بإهانة مرة: لذا الدرجة فارس.. شغلك أهم مني تسافر ثاني يوم لعرسنا
فارس نظر لها بعمق لم يرد عليها وهو يفتح أحد الأدراج ويستخرج جواز سفره ويضعه في جيبه ويحمل حقيبته ويغادر
***********************
غرفة مريم بعد صلاة الفجر
لم يعلموا بعد بسفر راكان الذي لم يخبر أحدا به
صلت وجلست تقرأ وردها كانت قد نهضت من نومها قبل الفجر بكثير أنهضها من نومها هواجيس ضيق غير طبيعي استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وحاولت العودة للنوم لكنها لم تستطع فالهواجس تزداد.. هواجس لا تستطيع توجيهها لجهة محددة ولكنها تزداد وتتكاثف وهي تخنق روحها بالقلق
(يا الله سترك ليه قلبي ناغزني كذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
ثم وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها بالفعل وهي تهتف بعمق: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
*************************
مطار الدوحة الدولي بعد صلاة الفجر
الطائرة تقلع براكان وفارس الصامتين لأن قلقهما أكبر من كل كلام.. أي فائدة للكلام؟! بل أي كلام يُقال وهما لم يعرفا بعد ماهو وضع ناصر ناصر الأخ السند الروح الشفافة الرجولة العميقة القلب الذي لم عرف التلون أو الحقد
عريس جديد مازال لم يتهنأ بزواجه شاب متدفق الشباب مازالت كل الحياة أمامه ابن لأم ولأبين اثنين ينتظرونه.. وشقيق لأختين تعشقانه وأخ لأربعة شباب ماعرفوا اكتمال البهجة من غيره
حطت الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان مع شروق الشمس وفور نزول راكان وفارس وفتحهما لتلفوناتهما المغلقة انهالت عشرات الرسائل من مشعل ومشعل المستنزفين قلقا يطلبان منهما اطمئنانهما فور وصولهما
بعد انهائهما لإجرائاتهما وخروجهما للخارج صدمهما برودة الجو اللاسعة غير الطبيعية وتواجد زخات خفيفة من الثلج بالتأكيد لم يهمهما مطلقا إحساسهما بالبرد ولكن ماكان يشغل بالهما ويثقل أرواحهما ويمزقهما هو التفكير بمن قضى ليله كله مرميا في مكان ما مصابا ينزف في هذا الجو الجليدي
أشارا لسيارة أجرة وطلبا منه التوجه للسفارة القطرية واتصل راكان برئيس فريق ناصر ليطمئن
راكان يصرخ بانفعال: أشلون مالقوه للحين أنت قايل لي قبل الفجر إن شاء بيلاقونه خلاص خلاص أنا جايكم الحين
فارس بغضب مشابه: ما لقوه؟؟
راكان بمراره: لا ثم توجه للسائق بالكلام: ممكن تاخذنا للبتراء لو سمحت.. خلاص غيرنا رأينا مانبي السفارة
سائق التكسي بتهذيب مهني: آسف يا أخوان أنا بقدرش أطلع برات عمان لكن ممكن أخدكم لمكان تاخدوا منه سيارة للبترا
راكان كأنه يحادث نفسه: توكل على الله
**************************
الدوحة الساعة 8 صباحا
لطيفة تعود لغرفتها بعد أن ذهب أولادها لمدارسهم ولامتحاناتهم لتطمئن على مشعل الذي تعلم أن وراءه مصيبة فهو لم ينم مطلقا منذ البارحة ذهب لصلاة الفجر وعاد.. ولم يذهب لشركته ولا يتكلم إلا في أضيق الحدود يحتضن هاتفه الذي يتصل منه كل خمس دقائق وليس على لسانه سوى كلمة واحدة: ليتني رحت معهم
لطيفة أعصابها شبه منهارة تعلم أن هناك مصيبة ما وأن أحد ما حصل له أمر مرعب لكنها لا تجرؤ على السؤال الذي تخاف حتى الموت من جوابه
**********************
الساعة الثامنة والنصف صباحا
مشاعل تتلقى اتصالا من مشعل الذي لم ينم أيضا مطلقا شعر مشعل أن من واجبه أن يبلغ أخته مبدئيا حتى لا تُصدم بحدوث أي شيء أو قبل أن يبلغها غيره ويفجعها بطريقة مفاجئة
اتصل بها.. كانت هي أيضا تعاني أرقا مريعا نامت على أثره نوما متقطعا مليئا بالكوابيس وقامت مرعوبة على صوت هاتفها وطلب مشعل أثار قلقها لأبعد حد
قامت ولبست وصلت ركعتي الضحى وهاهي تنتظره وهاهو يطرق باب بيتها عليها مشاعل فتحت بقلق: عسى ماشر يا مشعل؟؟
مشعل بابتسامة باهتة لا معنى لها: الواحد مايصير يسير على أخته يتقهوى معها الصبح
مشاعل نظرت لوجهه الذي يبدو عليه الارهاق والألم ليس وجه من جاء للتسامر والقهوة ولكنها ابتلعت ريقها وهي تقول: دقايق والقهوة جاهزة
مشعل أوقفها وأمسك بيدها: اقعدي مشاعل أبي أقول لك شيء
مشاعل شعرت أن دقات قلبها تصم أذنيها.. وعروق رأسها بدأت تألمها من شدة النبض وهي تهمس بألم: ناصر وش فيه يا مشعل؟؟
مشعل باستغراب وألم: وش دراش إني أبي أكلمش عن ناصر؟؟
مشاعل بألم أكبر: من يوم سافر وقلبي ناغزني عليه
مشعل بذات النبرة المستغربة المتألمة: غريبة إحساسش فيه وأنتي رافضته!!
مشاعل بألم: أرجوك مشعل لا تذر ملح على جروحي أنا ماني بناقصة
مشعل يتنهد: اسمعيني مشاعل.. إن شاء الله إنه ناصر مافيه شيء
مشاعل بدأت أعصابها تخونها: مشعل أنت جايني ذا الحزة ووجهك باين عليه إن النوم ماطب عينك.. عشان تقول لي إنه مافيه شيء؟؟ أرجوك مشعل بلاه ذا التعذيب البطيء.. كنك تقطعني بسكين مصدية
مشعل تنهد بعمق أكبر: يمكن إنه متعور عوار بسيط
مشاعل قفزت وهي تقول برعب: متعور؟؟ ثم أكملت وهي تحاول التجلد ودموعها بدأت تسيل بصمت وهي تقول بمرارة: كله مني.. كله مني.. أنا عارفة إنه السالفة كايدة كله مني.. ومن وجهي النحس عليه ليته ماخذني.. ليته ماخذني
مشعل شدها وأجلسها وهو يقول لها بحنان: الله يهداش مشاعل قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وناصر لو صار له شيء مكتوب له من قبل يولد
مشاعل ماعادت تحتمل انهارت على الأرض جوار مشعل انكبت على فخذه تخفي وجهها فيه و تنتحب: بس الله سبحانه يسبب الأسباب.. وأنا السبب أنا السبب
**********************
القاهرة الساعة 10 صباحا
باكينام تصحو من نومها.. تتذكر مكالمة هيا المتأخرة البارحة وطلبها منه تلتقط هاتفها وتتصل برقم: صباح الخير أنكل أحمد ................ كويسين.. أنته أزيك؟؟ ................ بابا في نيويورك وهيرجع بكرة بالليل إن شاء الله ................ ممكن أطلب من حضرتك خدمة ................ فيه نمرة أرضي.. هاديها لك.. عاوزة أعرف النمرة دي من فين بالزبط ................ نص ساعة وتطلع لي صاحب النمرة... متشكرة أوي يا أنكل خذ النمرة .............. .................... مستنياك
باكينام نهضت واستحمت ولبست ملابسها لتخرج مع جدتيها كما اعتدن كل يوم.. وهي تدعو أن يكون يوسف مصابا بأنفولونزا حادة أو أن ينشغل بشيء يمنعه من مرافقتهن.. مع إنتهاءها.. كان هاتفها يرن..
التقطته: أهلا انكل .................. مصحة نفسية ؟؟؟ (باستغراب) .................. نمرة تتصل بس ما تستئبلش؟؟ (استغراب أكبر) ..................... طيب ممكن تديني اسم المصحة؟؟ ...................... متشكرة أوي يا أنكل.. مش عارفة أشكرك إزاي..
باكينام أغلقت الاتصال لتتصل بهيا وقتها هيا كانت تعاني قلقا مرعبا من خروج مشعل المبكر دون أن يخبرها إلى أين سيذهب مع حالته الغريبة المتوترة منذ البارحة
ردت بصوت متعب: أهلا باكي..
باكينام بمرح: مالك يا بنت..
هيا بنبرة متعبة: مافيه شيء تعبانة شوية
باكينام بهدوء: يبئى خلاص مش هاطول عليكي النمرة اللي اديتيها لي امبارح.. نمرة مصحة نفسية اسمها......
هيا باستغراب كبير: مصحة؟؟؟ لكنها فكرت للحظات.. مؤكد أن ضربه لموضي لم يكن طبيعيبا ربما كان مريضا.. وكان ذهابة لمصر للعلاج لم تعرف كيف تتصرف لا تريد إبلاغ عمتها أنه يعالج ولكنها تريد أن تطمئنها عليه
هتفت لباكي: باكي حبيبتي ممكن تروحين هناك وتسألين عن واحد قطري اسمه حمد جابر... وتطمنيني عنه.. هذا ولد عمتي... وعمتي كثير قلقانه عليه..
رغم إحساس باكينام بالحرج وخصوصا مع وضعها المفروض عليها غصبا عنها كسيدة متزوجة ويوسف يطالبها بتقرير مبطن مهذب عن كل تحركاتها لكنها أجابت: ومالو...هاروح أول ما لائي فرصة..
وأكملت في نفسها (وخلي يوسف يتفلئ)
*************************
البتراء الأردنية الساعة العاشرة صباحا
راكان وفارس يصلان إلى فندق الموفنبيك حيث ينزل الفريق القطري الذي رفض بكامل أفراده إكمال السباق أو التحرك حتى يجدوا ناصر
كان الفريق بكامله يجلس في اللوبي يعانون قلقا مرا ينتظرون أي خبر ومع دخول راكان وفارس كان الفريق كاملا يركض للخارج
رئيس الفريق الذي يعرف راكان وفارس جيدا أمسك بيد راكان بدون سلام وهو يسحبه معهم للخارج ركضا:
يالله...لقوا ناصر.. بنروح الحين مع هيلكوبتر للجيش بتتبع الطوافة الطبية
#أنفاس_قطر# . .خلصنا بارت اليوم.. بس أنا عندي حكي ماخلص بصراحة ما أدري أشلون أبدأ اليوم 20 /6/2009 وكان أول يوم نزلت فيه بعد الغياب 23/12/2008 يعني روايتين خلال 6 شهور.. ما تعتقدون إنه شيء مستنزف جدا وخصوصا مع وضعي الصحي الحالي؟؟ أنا من زمان أفكر بهذا القرار.. بس أحاول أتجلد وأعطي نفسي دافع بس خلاص لكل إنسان طاقة تحمل طبيعية.. وأنا موب المرأة الخارقة لما نزلت بعد الغياب كان عندي 40 بارت جاهزين...بس أسى الهجران نزلتها وأنا عندي 10 بارتات بس تعبت .. والله العظيم تعبت.. وأرجوكم تسمحون لي أني اطلب قفل القصة لا تزعلون مني.. أنا بأرجع.. بس لأني ما أعرف وقت محدد للرجوع وأنا تعودت أني أكون دقيقة معكم.. فإقفالها أحسن وسبب طلب الإقفال في هذا الوقت له عدة أسباب أولها إني فعلا تعبت واستنفزت لأخر حد.. أنا زوجة وربة بيت وحامل في طفلي الأول الله يهون علي وعليكم وهذا الالتزام اليومي استنزفني واستنزف طاقتي لأخر حد ثانيها انه أسى الهجران مقبلة على مرحلة جديدة هي المرحلة الأهم وأنا حابة إني أكتب على رواق وأراجع اللي اكتبه.. والتنزيل اليومي ما يسمح لي بالمراجعة مثل ما ابي السبب الثالث إني ما أبي أفتح نت خلاص.. ومادمت أنزل بارتات لازم أفتح نت وانا بصراحة تعبت من الرسائل الخاصة اللي تجيني واللي سوت لي إحباط شديد وسدت نفسي عن الكتابة اللي تقول لي أنتي صدقتي إنك كاتبة صحيح؟؟ واللي تقول أنتي تكتبين قصة وإلا تستعرضين معلوماتك العامة بتبجح... وأشياء ثانية مؤلمة أكثر لو كنت في حالتي النفسية الطبيعية ماكان اهتميت بهالكلام بس أنا مرهقة نفسيا... والحق والكلام للكل أنا مازلت أقول انا مجرد قارئة تحاول الكتابة عمري ماقلت أني كاتبة ولا أدعيت لنفسي هذا الشرف فاللي شاغلة نفسها بهالموضوع.. ياليت تريح روحها
فاسمحوا لي أرجوكم ارتاح من النت وارتاح من الكتابة شوي عشان أرجع عقب أكتب براحتي إن شاء الله غيابي ما يطول.. بس ماعندي وقت محدد للرجعة
وهديتي لكم أسى الهجران كاملة من الجزء الأول إلى آخر جزء نزل اليوم الجزء 68 على Word في ملف مضغوط بإهداء خاص مني لكم على غلافها ولما تخلص الرواية بأهديكم الجزء الثاني إن شاء الله
وياليت المشرفات الغوالي يتكرمون بقفل القصة بعد ما يأخذ هذا الجزء حقه من القراءة وإلى الملتقى
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
يعلم الله بمعزتكم وغلاكم وتقديركم في قلبي وحزني لهذا الفراق الإضطراري الذي أتمنى ألا يطول . . سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية اسى الهجران الأحد أكتوبر 23, 2011 2:55 am | |
| [size=18][center][size=18][center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساءات السحر والقصص التي عاشت في مخيلتنا الطفولية وحكاية السندريلا وحذائها المفقود الذي كان طريقها لسعادة سُلبت منها دقت الساعة حينها اثنتي عشرة دقة لتعلن انتهاء السحر وعودة السندريلا إلى حقيقتها الحقيقة التي تقبلها الأمير وهو يلبس قدمها الصغيرة المغبرة البائسة حذائها الكريستالي الثمين ليعلن فلسفة القصة التي فهمتها منذ طفولتي أنها تحتضن ثلاث حقائق أزلية الأولى..لابد للظلم من نهاية والثانية..الإنسان الشفاف الروح سيلاقي دائما جزاء شفافيته سعادة هو يستحقها والثالثة..الحياة الحقيقية لا يمكن أن تُبنى على كذبة.. فلو كان الأمير تزوج السندريلا في الحفلة دون أن يعرف حقيقتها كانت القصة ستكون مبتورة ولم يكن ليصبح لها هذا الصدى العالمي رغم بساطة الحبكة
الآن تدق الساعة اثنتي عشرة دقة الدقة الأولى اشتقت لكم بقدر مابقي في أسى الهجران من أحداث الدقة الثانية اشتقت لكم بقدر برود مشعل بن محمد قبل مصالحته مع لطيفة الدقة الثالثة اشتقت لكم بقدر قدرة لطيفة على الاحتواء ومحبتها لمشعل الدقة الرابعة اشتقت لكم بقدر محبة مشعل بن عبدالله لشقيقاته الدقة الخامسة اشتقت لكم بقدر عناد هيا قبل زواجها من مشعل الدقة السادسة اشتقت لكم بقدر عشق فارس للعنود الدقة السابعة اشتقت لكم بحجم التوجس الذي يحيط بحياة ناصر ومستقبله مع مشاعل الدقة الثامنة اشتقت لكم بقدر شهامة راكان واختلافه الدقة التاسعة اشتقت لكم بقدر ألم موضي الذي عانته في حياتها مع حمد الدقة العاشرة اشتقت لكم بقدر خفة دم معالي وسلطان وطول لسانيهما الدقة الحادية عشرة اشتقت لكم بقدر ماعاشت الجدة هيا خيبات الفراق ووجعها الدقة الثانية عشرة اشتقت لكم بقدر كبرياء باكينام وتسلط يوسف ومعنى كل الدقات يترجم حقيقة واحدة اشتقت لكم شوقا لا حدود له ولا امتدادات
دقت الساعة.. واُعيد فتح أبواب أسى الهجران لنعبر مرحلة جديدة مختلفة شديدة العمق.. سيكون لكل كلمة معنى ولكل حدث مدلول!! وسيتضح فعليا معنى اسم الرواية ومدلولاته المؤجلة " أسى الهجران"
اليوم جزء طويل جدا بقدر عشر أجزاء من أجزائي السابقة لذا وحتى يأخذ حقه في القراءة موعدنا القادم سيكون صباح الأحد الساعة 9 صباحا إن شاء الله بعدها سأعاود النشر اليومي كل صباح إن شاء الله أعاننا الله ووفقنا لكل مايحبه ويرضاه . . استلموا الجزء 69 . . لا حول ولا قوة إلا بالله ..[color=violet][color=violet]أسى الهجران/ الجزء التاسع والستون
على متن طائرة مروحية تابعة للجيش الأردني تطير بالقرب من مدينة البتراء الأثرية الساعة 11 صباحا
تطير المروحية في الجو.. تحمل قلوبا مرتاعة ينهشها القلق المسعور بوحشية تتضخم مساحات القلق وتتضاعف لتلتهم ما بقي من الصبر والتجلد
ذلك الأثير الغالي المتخم برائحتهم وعبقهم.. فارسهم الثمين الموغل بهاءً ورجولةً على أي حال هو؟؟ كيف قضى ليلته في هذا البرد القارص الجليدي؟! ما مدى سوء إصابته؟! هل هي قابلة للعلاج؟!! مئات الأسئلة الموجعة دارت في أذهان أتعبها السهر والسهد والقلق أسئلة تنتهك الروح بشراستها وهي تمزق كل الأغلفة لتغوص في العمق
راكان بقلق: زين ليش تأخروا ذا كله مالقوه؟؟
رئيس الفريق بتأثر: يظهر إنه سحب نفسه داخل غار من البرد عشان كذا الطوافات ماقدرت تشوفه اللي لقوه الطواقم البرية التابعة للصاعقة لأنهم تتبعوا الأثر على الأرض
فارس بقلق مر: زين أشلون وضعه؟؟
رئيس الفريق بحزن فيه إحساس متعاظم بالندم: يقولون لقوه واعي.. بس الظاهر عنده إصابة خطيرة
ألم حاد اجتاح روحي فارس وراكان كطوفان مرارة هادر.. ودعوات عميقة تتصاعد في قلب كل منهما أن يكون الأمر بسيطا أو على أسوأ الاحوال قابل للعلاج.. حتى وإن طالت فترة المعالجة هذه..
لم تستغرق الرحلة عشر دقائق ولكنها بدت عشر سنوات لكل منهما حرقة وألما ولهفة وقلقا
نزلت الحوامتين العسكرية والطبية معا والعشرات ينزلون من كل طوافة في مكان صحراوي جبلي كان يتجمهر به الكثير من لابسي لباس الصاعقة الأردنية الذين لم يحركوه من مكانه خوفا من أي مضاعفات صحية..انتظارا لحضور المساعدة الطبية
راكان وفارس بجسديهما الفارعين استطاعا اختراق الحشود المتجمهرة حتى وصلا إلى ناصر
كان كل منهما يمني نفسه أن مابه شيئا بسيطا يستطيع ناصر بصلابته وقوة بنيته تجاوزه ولكن رؤيتهما لوضع ناصر حطمت هذه الآمال بقسوة سادية وبعثت قشعريرة متوحشة في خلايا كل منهما
كانت ملابسه ممزقة وبه إصابات مختلفة في نواحي جسده ولكن كل هذا لا يهم.. لا يهم أمام إصابة ساقه اليسار تمزق اللحم تماما والعظم محطم ومفتت من عدة نواحي ومابقي من الجلد حولها مزرق تماما
كان ناصر يفتح عينا ويغلق الأخرى.. والألم لا يمكن احتماله لكنه حين رأى راكان وفارس بوجيهما المرتاعين المأساويين ابتسم ابتسامة باهتة وهو يقول: عريس جديد وخاطب جديد وش جابهم.. الله يهداكم مافيني شيء.. جايين عانين من الدوحة الشباب يكفون ويوفون
فارس وراكان لم يستطيعا التكلم بشيء والكلمات تصبح باهتة وتافهة وحقيرة وأي مواساة أو تشجيع يتسربلان بالضآلة أمام عظم الموقف ابتعدا مجبرين بصدمتهما الهائلة في وجعها وألمها والمسعفون يبعدونهما ليبدأوا بإعداد ناصر لنقله
***********************
عمّان/ الأردن مدينة الحسين الطبية الساعة 3 عصرا
ناصر في غرفة العمليات فارس وراكان وفريق ناصر بجميع أفراده كلهم ينتظرون في الخارج
خرج الطبيب وهو يسأل إن كان يوجد أحد من أقاربه قفز راكان وفارس بقلق وتوجه الطبيب لهما وهو يقول بهدوء: اتبعوني
الطبيب أخذهما لمكتب قريب ودخل وأغلق الباب وطلب منهما الجلوس توتر راكان وفارس تصاعد للذروة الطبيب أنزل كمامه وهو يقول بنبرة مهنية تماما: أنا حابب أحطكم بالصورة المصاب خليتو وراي صاحي و أعطى موافقته النهائية
راكان بهدوء متوتر: موافقته على ويش؟؟
الدكتور بهدوء: بتر الساق Transtibial
منذ أن دخل راكان وفارس لمكتب الدكتور وهما يعلمان أن وراءه خبرا مفجعا ولكن ليس هذا الخبر.. ليس هذا!!! لـــيــــس هــــــــذا!!!! لـــــــــــيـــــــس هـــــــــــــــذا؟؟!!!!
كان الاثنان كما لو كانا يقفان بصدريهما العاريين في مواجهة إعصار قادم يعلمان أن الإعصار قد يقذفهما بعيدا قد يحملهما ويلقيهما أرضا بكل قسوة ولكنه لم يخطر ببالهما أن يكون الإعصار محملا بشهبا نارية تخترقهما بكل وحشية وخبر البتر ينزل على رأسيهما ليخترق الجلد والعظم ثم يذيب اللحم
فارس قفز وهو يقول بحدة وغضب موجعين: مستحيل مستحيل
راكان أشار بيده لفارس أجلس وهو يقول للدكتور وهو يبتلع ريقه وألمه ووجعه وصدمته: مافيه حل ثاني؟؟
الدكتور بنبرة هادئة منطقية: هذا الحل الوحيد وللعلم المصاب وراي هادئ تماما ومتقبل العملية ولعلمكم أنتو مكان البتر الآن مثالي تماما لأنه في منتصف الساق وأقرب للكاحل لو تُرك قد تتصاعد الغرغرينا أكثر .. ومادام البتر لم يصل للركبة فالبتر بسيط أعرف أنو صعب عليكم تقبل الأمر وأنا أقول كلمة بسيط لأنو ثقافتنا القاصرة ووعينا المحدود تصور أنو فاقد أحد الأطراف بمثابة المعاق وخصوصا إنو الأخ ناصر بطل سباقات خيل.. لكن أنا أأكد لكم وبمهنية كاملة وأنا أصلا تخصصي الدقيق في الأطراف الصناعية أنه ناصر بعد أسبوع واحد من تعوده على الساق الصناعية يستطيع العودة لركوب الخيل بنفس المهارة إن شاء الله... وخصوصا أنه أيمن وليس أيسر بل يستطيع إن أراد أنو يغير لرياضة أصعب كالسباحة أو حتى تسلق الجبال ومستحيل حدا لو شافه يمشي أو حتى يركض يعرف إنو عنده ساق صناعية
فارس وراكان صامتان.. فهناك ألم مر متوحش يتصاعد في أرواحهما.. ولكنها روح آل مشعل المقاتلة.. يعلمان تماما أن ناصر يستطيع تجاوز كل هذا ..وإذا كان هو يستطيع فليحاولا هما رغم صعوبة المحاولة..
الدكتور يستكمل حديثه: الأطراف الصناعية الآن تعيش ثورة تطور حقيقية فالأطراف تصنع من الجبس البلاستيكي المعالج بالألياف البلورية، خفيف جدا ومرن وقادر على التحمل واحنا هلا بناخذ قياس ساق الأخ ناصر وبنبعثها بالإيميل لأفضل معمل لصنع الأطراف الصناعية اللي بيصنع الأطراف للاعبين الرياضيين وخلال ثلاثة أيام بتكون واصلة.. وبعد التئام الجراحة يقدر يبدأ يستخدمها وفيه تعليمات محددة بدي قولها لكم في وقتها
ثم ابتسم الدكتور وهو ينظر لوجهي راكان وفارس المرتاعة: يا أخوان أكيد أنكم بتعرفوا خالد حسن السباح المصري المعروف هذا حالته نفس حالة ناصر بتر في الساق اليسرى... بساقه الصناعية عمل إنجاز عالمي ولا قدر عليه حتى أصح الأصحاء عبر بحر المانش الواصل بين فرنسا وبريطانيا 52 كيلو سباحة في 12 ساعة... تخيلوا معي هذا الانجاز المعجز... وما بعرف لو كنتو بتعرفو إيمي مولي.. هذي بطلة جري أمريكية.. سيقانها الاثنتين صناعية.. لا وكانت تشتغل عارضة أزياء كمان.. تخيلوا.. بطلة جري وعارضة أزياء برجلين صناعية.. ريان مارتن كان من أفضل لاعبي التنس في العالم وهو بأطراف صناعية..
هادي مجرد نماذج.. ولو بدي أحكي أكتر بأتعب... أنا شايف أنو الاخ ناصر ماشاء الله عليه كثير متقبل.. عنده إيمان وعزم وتصميم.. فلازم أنتو كمان تساعدوه.. هاه شو بتقولو؟؟
فارس صمت وهو يخفض عينيه للأسفل.. فمازال غير قادر على التخيل عاجز عن تخيل رؤية ناصر بعد العملية بدون ساقه أي ألم هذا؟!! أي ألم؟؟ أ يعقل أن هناك ألم كهذا؟!!
راكان بحزم: دام ناصر موافق... توكل على الله وناصر رجّال طول عمره... وعمر المرجلة ماكانت في يد وإلا رجل مرجلة الرجّال في رأسه... وأنا أشهد إن أبو محمد رجّال
************************
بعد صلاة العصر
مجلس آل مشعل مشعل ومشعل أصبح عندهما خبر بما حدث لناصر وبأن ساقه ستبتر وأصبحت المهمة الصعبة إبلاغ والديهما والمهمة الأكثر صعوبة في إبلاغ أم ناصر وشقيقاته وزوجته
كان مشعل بن محمد من اضطلع بالمهمة العسيرة ولكنه قرر أن يقوم بتمهيد مبدئي وألا يخبرهما بخبر البتر بشكل صادم
تنهد بعمق ثم قال: يبه.. يبه عبدالله عندي شي بأقوله لكم
محمد ألتفت له بهدوء: عسى ماشر؟؟
مشعل بهدوء رغم ألمه العميق: ناصر انصاب في السباق اللي في الأردن وإن شاء الله إنها بسيطة
عبدالله برعب: وشو؟؟
محمد بذات الهدوء: أشلون بسيطة؟؟ كسر وإلا جروح وإلا أشلون؟؟
مشعل ابتلع ريقه ليقول بذات هدوء الده وطريقته في الكلام: إذا جاء إن شاء الله شفت بروحك
محمد وقف بحدة وهو يقول بغضب: إذا جا؟؟ والله إن وراك علم يا مشيعل قم روح احجز لي الحين للأردن أول طيارة بتطلع.. أبي أروح الليلة
مشعل بألم: يبه الله يهداك.. أنا أصلا بأروح مافيه داعي تروح... راكان وفارس هناك من فجر وبأروح أنا ومشعل
عبدالله كان من رد بغضب مضاعف: يعني راكان وفارس هناك من فجر.. وتبي تقول لنا إنها بسيطة احجز لي مع أبيك الليلة
مشعل بن عبدالله كان من رد على والده وهو يقول بعمق: يبه مايصير كلنا نروح.. ونخلي البيوت فاضية
عبدالله بغضب: انطق أنت وسميك.. وأنا ومحمد بنروح بتحجزون لنا.. وإلا أنا بأروح أحجز لنا بروحي ذا الحين
مشعل ومشعل وجدا أنهما الخاسران في هذا الجدال وأنهما مضطران للبقاء رغم النار التي تستعر في جوف كل منهما ووجدا أنهما مضطران للانتقال للمرحلة الثانية الأصعب مشعل بن محمد يبلغ والدته وشقيقتيه ومشعل بن عبدالله يبلغ مشاعل
مشعل بن محمد باحترام: خلاص ولا يهمكم باروح أحجز لكم بس خلني أروح لأمي أول وعقب بأطلع السفريات
وتوجها كلاهما لداخل بيت محمد بن مشعل مشعل بن محمد لداخل البيت ومشعل بن عبدالله لقسم أخته
**************************
بيت محمد بن مشعل الصالة الرئيسية مشعل اتصل بالعنود وطلب منها الحضور فليس لديه استعداد لتقبل صدماتهن متفرقة
وهاهن الثلاث ينتظرنه وهن قلقات متوجسات من طلبه لهن بهذه الطريقة
العنود تهمس لمريم: مشعل ماقال لش وش يبي؟؟
مريم بذات الهمس: لا والله.. يا الله سترك أنا قلبي ناغزني من البارحة أمي أشلونها؟؟
العنود تهمس: وجهها معتفس.. يالله سترك
وهما في حوارهما دخل مشعل يحاول التجلد.. أكثر من يهمه والدته عاجز عن صدمها.. يتمنى لو كان بإمكانه حمل الحزن.. كل الحزن عن قلبها هو قادر على تحمل الحزن.. ولكن هي أم.. قلبها قلب أم وآه من قلب الأم!! وألف آه !!
مشعل سلّم ثم جلس جوار أمه .. احتضن يدها وقبلها طويلا ثم أبقاها بين يديه وهمس بإيمان عميق: يمه.. صح المؤمن مبتلى؟؟
أم مشعل منذ طلب مشعل أن يراها وهي وبناتها وهي تشعر بتوجس مريع والآن بعد جملته المموهة بدأ رأسها يدور ويدور وقلبها بدأ تمزق حقيقي يحرث خلاياه طولا وعرضا نزفت كلماتها الموجعة: من هو منهم؟؟ راكان وإلا ناصر؟؟؟ ثم صمتت للحظة وهمست بألم أكبر: حي يرجى وإلاَّ ميت يبكى؟؟
مشعل باستنكار رقيق: إلا إن شاء الله حي.. حي.. والثنين جايينا قريب ومافيهم إلا العافية بس ناصر فيه عوار.. بسيطن إن شاء الله
أم مشعل بألم متوحش ودموعها بدأت تسيل بصمت لتغرق برقعها: وجهك ما يقول بسيط يأمك الحمدلله على كل حال.. لا سلم لي رأسه ما أبغي شيء... ما أبغي إلا شوفت وجهه
مشعل بهدوء حذر: وإن شاء الله إنش بتشوفين وجهه وأي شيء ثاني هو ابتلاء من رب العالمين.. والمؤمن الصابر عند الله خير
العنود ومريم كانتا مفجوعتان تماما.. فهما كانتا متأكدتان أن ما بناصر أمرا جللا وإلا ما كان مشعل جمعهن بهذه الطريقة.. والعنود تنقل لمريم أن وجهه يبدو عليه الكثير من الألم والأسى ولكنهما صمتتا.. بما أن والدتهما تقبلت مبدئيا الخبر وتصبرت فهما لا تريدان فجعها بالاستفسارات من مشعل أمامها
مشعل وقف.. حين وصل للباب نادى العنود العنود باحترام مغلف بالحزن: لبيه فديتك
مشعل بهدوء: العنود دام فارس عند ناصر.. أبيش ترخصين من أم فارس وتجين تقعدين عند أمي لين يرجعون الشباب من الأردن
العنود بصدمة: فارس عند ناصر؟؟
مشعل هز رأسه وخرج وشعوران يتصاعدان في روح العنود قلق مرعب على ناصر لأنها تعلم أن ذهاب فارس إليه بهذه الصورة المفاجئة ليس إلا لأن إصابته خطيرة وغضب كاسح على فارس لأنه أخفى عليها سبب سفره الفعلي وإصابة ناصر
ولكنها عادت للجلوس بجوار والدتها التي وقفت وقالت بجمود: أنا بأروح لحجرتي ما أبي حد منكم يجيني
العنود برجاء: بس يمه....
لم تسمح لها أم مشعل بإكمال جملتها وهي تنسحب.. تنسحب لتهرب بأحزانها لتدعو ربها ألا يفجعها.. ويعيده لها ولأحضانها قد يقولون عندها ثلاثة أبناء.. لو مهما حدث لواحد تبقى اثنان يعوضانها الوجع والألم ويا جهل من يقول ذلك!! يا جهله!! قد يكونون عشرة.. وكأنهم واحد كل واحد منهم لفراقه ألم يمزق نياط القلب ولألمه وجعا لا يشعر به أحدا مثلها ولوجعه في روحها امتدادات السماء ورحابة الأرض
***************************
ذات الوقت بيت ناصر بيت الزوجية الـمُفترض
مشعل يصل لمشاعل مشاعل لم تغادر بيتها مطلقا منذ مجيء مشعل لها صباحا وهاهو يعود لها بعد ساعات فأي خبر جديد يحمل؟؟ بل أي خبر مفجع؟؟
كان وجهها متورما من البكاء.. وعيناها ذابلتان منذ غادرها مشعل وهي تبكي
مشعل جلس جوارها واحتضنها عادت للبكاء على صدره.. بكاء خافتا موجعا ..مشعل احتضنها وهو يقول بحنان: مشاعل يا قلبي أنتي إنسانة مؤمنة ومصلية واللي تسوينه في روحش غلط...ليش ذا البكاء كله؟؟؟
مشاعل همست بألم ورأسها مختبئ في صدر شقيقها: تكفى مشعل قل لي أنه حي بس.. ما أبي شيء ثاني.. والله ما أبي شيء ثاني تكفى لا تفجعني
مشعل بنبرة خاصة مشبعة بالحزن: أكيد إنش ما تبين شيء ثاني وحياته تكفيش؟؟
مشاعل رفعت رأسها وهي تقول بثقة رقيقة: والله ما أبي شيء.. أبيه حي وبس
مشعل ابتسم ابتسامة باهتة: وهو إن شاء الله حي.. وجعل عمره طويل
مشاعل ابتسمت وهي تمسح دموعها بطريقة طفولية وتقول بفرح مؤلم: صدق؟؟ صدق؟؟
مشعل أمسك يدها وهو يقول بحزم رقيق: بس أنتي ماسمعتي باقي كلامي أنا باقول لش شيء أبيه بيننا وما أبيش تقولينه لأحد... وأنا اقوله لش.. عشان أدري إن الموضوع بيوجعش و أبيش تأقلمين مع الفكرة لين يجي ناصر وما أبيش تفشلينا في ناصر.. ناصر رجّال وطول عمره رجّال واللي بيصير له ما ينقص من مرجلته.. لكنه يزيدها لأن المحن والاختبارات هي اللي تحك الرجّال.. وتظهر عزمه وأنا أشهد إنه رجّال.. موقفه يحتاج شجاعة أنا أشهد إن غيره عاجز عنها لكنه تقبلها واحتسب أجره عند رب العالمين
مشاعل قاطعت سيل كلام مشعل وهي تهمس بحزم غريب عليها وعلى شخصيتها: مشعل ليش ذا المقدمات كلها؟؟ وش اللي صار لناصر؟؟... صار عاجز؟؟ مقعد؟؟ أنا قلت لك أبيه حي أي شيء ثاني ما يهمني
مشعل بحزن عميق: ولا حتى بتر ساقه؟؟
مشاعل شهقت بعمق وبرعب صميميين والفكرة تتجسد أمامها بأكثر صورها بشاعة وألما ولكنها حاولت التماسك وهي تهمس.. ودموعها تسيل بصمت موجع: ولا حتى بتر ساقه.. الحمدلله على سلامة رأسه.. اللهم لك ألف حمد وشكر
*********************
مدينة الحسين الطبية عمّان/ الأردن ذات اليوم ليلا
غرفة ناصر
عبدالله ومحمد وصلا من الدوحة وطلبا من سيارة الأجرة أن تأخذهما للمستشفى فورا وهاهم أربعة من عمالقة آل مشعل يجلسون في انتظار إفاقة العملاق الخامس من أثار التخدير..
محمد كان أقربهم لسريره.. وهو يلصق مقعده بقرب رأس ناصر.. بداخله ألم لا حدود له فمهما كبر ناصر وطال.. فهو يبقى في نظره ابنه الصغير هاهي عيناه تجولان بكل الوجع بوجهه المليء بالخدوش واللصقات الصغيرة بيديه الملفوفتان بالشاش.. فهو كان يحاول تخليص ساقه من الركاب ورفع جسده عن الأرض حتى لا يتمزق ظهره وثيندر يسحبه لذا احتملت يداه الكثير من الألم
(أي ألم تحملت يا بني؟!! أي ألم؟!! ليتني استطعت أن أحمل بعضا من ألمك ليتني أنا من بُترت ساقه أنا شيخ عجوز.. عشت حياتي طولا وعرضا ماعاد لي بهذه الحياة حاجة ولكن أنت للتو تتذوق هذه الحياة للتو تفتح لك أبوابها!! ماكان همني والله أن أهبك ساقاي ويداي جميعها وتبقى ساقك لك إلهي لا تؤاخذني ليس اعتراضا على حكمك.. اللهم لك الحمد والشكر على كل حال ولكني أب مفجوع.. أفرغ بعضا من حزني وألمي وفجيعتي فلا تؤاخذني بحديثي مع نفسي لا تؤاخذني على وجعي وبثي)
عبدالله وراكان وفارس يجلسان على ثلاثة كراسي متجاورة قريبا من محمد وعبدالله يستفسر منهما كيف حدث ماحدث؟؟ ومتى وصلا؟؟ ومتى وجدا ناصر؟؟
بعد دقائق.. حشرجة خافتة صدرت من ناصر الأربعة كلهم وقفوا معا وهو يحيطون بسرير ناصر محمد بحنان مصفى مختلط بنبرته الحازمة الطبيعية: الحمدلله على سلامتك يأبيك تبي شي؟؟؟
ناصر بصوت متقطع ناتج عن جفاف ريقه: ماي..
فارس يمد يده لزجاجة ماء ويفتحها وراكان يهمس له: لا تسقيه واجد.. بِل ريقه بس..
فارس يدخل يده تحت كتفي ناصر ويقعده ويسقيه القليل ناصر يهمس: بعد أبي ماي..
راكان همس له بأخوية: بعد شوي.. مايصير تشرب ماي ورا بعض
ناصر عاد لإغلاق عينيه وهو يغيب عن الوعي مرة أخرى
محمد بقلق: وش فيه رجع يرقد؟؟
راكان باحترام: يبه لا تحاتي.. من تاثير البنج.. بعد شوي بنصحيه ونسقيه
*****************************
القاهرة حوالي الساعة العاشرة مساء
باكينام تعود للبيت ومعها جدتاها صفية وفيكتوريا
يدخلن جميعا وضحكاتهن تتعالى
صفية بمرح: أمّا أنتي بت باكينام أنا مبسوطة منك كتير عرق تركي عندك تمام.. كنتي هتعملي الواد كفتة
باكينام تضحك: عرق تركي ثم تكمل بالانجليزية: وعرق إيرلندي كيف يجرؤ ذلك التافه أن يعاكس أجمل أميرتين تركية وإيرلندية وهما في ضيافة مصرية ثم قالت بالعربية: أكيد كان بيعاكسك يا أنّا.. أنتي أحلى وحدة فينا
الحوار كان يدور عند المدخل دون أن تنتبهن إن كان أحد موجودا
أنا صفية تضحك: خشى في عبي زي ما بتئولوا يا مصريين.. ئال يعاكسني ئال الواد كان بائي يعيط عاوزك تاخدي نمرته وأنتي نازلة فيه شتيمة وهو لا همو فين واد يوسف عنو؟؟
(يوسف ئاعد هنا بيستناكم) صوت عميق ممتلئ بغضب مكتوم
كان يوسف يجلس في الصالة المفتوحة على المدخل مع سوزان باديا على محياه غضب كبير يحاول كتمانه
باكينام شعرت بتوتر غير مفهوم فهي أغلقت هاتفها بعد أن أتصل بها يوسف أكثر من مرة ولكنها لم ترد عليه ولكن هذا لم يمنعها من الوقوف بثقة وهي ترسل له نظرات تحدي
سوزان نهضت وهمست بكلمة في أذن والدتها ثم في أذن حماتها وسحبت الاثنتين معها فهي تعلم أن يوسف غاضب لإغلاق باكينام هاتفها وتعلم أنه لابد سيعاتبها.. لذا تريد تركهما لوحدهما
يوسف مازال جالسا وباكينام مازالت واقفة بين المدخل والصالة تحركت بإتجاه الدرج وهي تقول ليوسف بثقة: تصبح على خير أستاذ يوسف سلّم على تانت منال
(باكينام ..تعالي هنا) وصلها صوته واثقا غاضبا لينشر قشعريرة باردة في كل خلاياها ولكنها لم تتوقف وهي تصل للدرج لتتفاجأ بيد قوية تمسك عضدها وتوقفها وتلفها لتجد نفسها وجها لوجه أمامه باكينام من بين أسنانها: سيب إيدي يوسف
أفلت عضدها ولكنه أمسك بذارعها بقوة وهو يشدها ويثبت ذراعها على صدره وهو يعتصرها بقوة ويقول بغضب: ئافلة تلفونك ليه؟؟ وأزاي تخرجي بدون ازني؟؟ وليه لما فيه حد ضايقكم ما اتصلتيش ليا؟؟
باكينام بألم: يوسف سيب إيدي.. هتكسرها
يوسف أفلت يدها وباكينام تنفض يدها وتمسك المكان الذي ألمها بالفعل من اعتصاره لذراعها وهي تقول بسخرية: أنا عاوزة أعرف أستاز جامعة إيه اللي بيتعامل بالأسلوب الهمجي ده؟؟ سبت إيه للجهلة اللي عايشين في القرون الوسطى؟؟
يوسف بذات سخريتها: كل واحد يتعامل زي مايفهم أنتي وحدة ما ينفعش معاكي الزوء... لازم الواحد يكون عنيف معاكي عشان تفهمي
باكينام بغضب: أنا مش حيوان عشان تعاملني بالعنف أو غيرو ثم تنهدت وهي تقول: وعلى العموم.. الحكاية النكتة دي طالت أوي ولازم ننهيها... على الأقل يوسف احترم أنو فيه صحوبية بين أهلنا بلاش نستمر في المهزلة دي أكتر من كده وخصوصا إنك مصدء الحكاية... وعامل فيها سيد السيد رايحة فين وجايه منين؟؟ طلئني يا يوسف.. متجبرنيش أعمل فضيحة..
يوسف يبتسم بسخرية: فضيحة من أي نوع؟؟
باكينام بتحدي: هأخلعك
يوسف ضحك ضحكة مصطنعة: زريفة أوي يا بت ثم أكمل بتحدي: لو أنتي ئدها اعمليها.. ليه لأ.. خلينا نتسلى شوي ونضيع دراستنا علينا وخصوصا أنه لازم ننزل واشنطن بعد تلات أسابيع لكن بدل ما نكون في واشنطن ندرس نكون هنا بين المحاكم... والمحاكم حبالها طويلة... وأنا ما يهمنيش بدل السنة أتنين.. ومن ناحية تانية الراجل متهموش الفضيحة.. لكن بنت الدبلوماسي ابن العمدة... ياحرام هيئولوا عليها إيه؟؟... اتجوزته عرفي في واشنطن..وخلعته لما اتجوزتو رسمي!!!!
باكينام شعرت بألم حاد.. فهو يعرف تماما كيف يمسكها من يدها اللي تؤلمها ولكنها قالت بهدوء: يوسف أنا عارفة أنك مش طايئني.. والجوازة كلها مش على بالك.. عاوز مني إيه؟؟.. سيبني.. أنا مستحيل أرجع واشنطن وأنا على زمتك أنت تسليت كفاية... خلاص سيبني..
يوسف بنبرة غامضة وهو يبتعد باتجاه الباب: آه تسليت كفاية صح؟؟ عمو طه راجع بكرة بالليل خليه يحكي لك حكاية هتعجبك أوي
كان يوسف يصل الباب ويفتحه وباكينام تقول بصوت واثق: لو ايه ما ئال بابا مش هيغير رأيي
يوسف يغلق الباب وهو يقول لها بتحدي واثق: هتشوفي
************************
ذات الليلة في وقت متأخر الدوحة
غرفة مشاعل /// و............. ناصر
مشاعل تشعر أنها توشك على الانهيار من التعب فهي تقريبا لم تنم من قبل ليلة زفافها للآن ولكنها عاجزة عن النوم والأرق يحيط بأجفانها والأسى يخنق روحها شقيقاتها وبنات عمها وعمتها عرفوا بخبر إصابة ناصر لكنهن لم يعرفن بعد نوع الإصابة.. هي وحدها تعرف وكم ألمتها هذه المعرفة!! ذبحتها ونسفت روحها أشلاء متناثرة جميعهن اتصلن بها.. يريدن زيارتها لكنها لأول مرة في حياتها تكون غير مهذبة وترفض أن يزورها أحد كانت تريد أن تختلي بنفسها وبـــ ذكرى ناصر
أي ألم حاد تشعر به!! هل هو الإحساس بالذنب؟؟!! بمدى قسوة الحياة؟!!
منذ خروج مشعل من عندها وهي تدور بين الغرف تشعر بوجود ناصر في كل مكان قد لا يكون ناصر سكن هنا فعليا ولكن وجوده في كل زاوية طاغ.. طاغ جدا فتحت كل شيء.. وفتشت في كل شيء ملابسه.. أوراقه.. صوره كانت تعيد إكتشافه من جديد تكتشف ناصر كما هو كرجل حقيقي له شخصيته المستقلة ليس ظلا لمشعل.. ولا مسخا مستنسخا من حمد
كان لديه الكثير من ألبومات الصور حملتها جميعها وضعتها على السرير وغرقت بينها!!
صوره في البطولات.. في التدريبات.. في الرحلات البرية.. في المؤتمرات.. في السفرات.. في دول عديدة كان مبتسما في كل الصور
(إبتسامته رائعة وشفافة هل سأرى إبتسامته مرة أخرى؟! أدفع حياتي كلها ثمنا لإبتسامته كم قسوت عليه!! وكم قست الحياة عليه!! أ هذا عقابه في الدنيا؟؟ أن يبتليه ربي بي..لأكون عليه مصدر شؤم؟! أستغفر الله.. أستغفر الله متعبة أنا يارب.. متعبة.. متعبة كيف أستطيع مواجهته إذا عاد..؟؟ كيف أضع عيني في عينه..وأنا مثقلة بأغلال هذا الذنب.. سيرفضني.. أعلم أنه سيفعل سيرفضني كما رفضته.. عنيد آخر من آل مشعل لكن رفضه سينحرني.. سينحرني)
مثقلة هذه الصبية بالحزن.. حزن عميق وشفاف وموجع كعمقها وشفافيتها ووجعها لا تعرف كيف تتصرف.. وخائفة.. خائفة لطالما كتمت مخاوفها وألمها.. لم تسمح لأحد بكسر صدفتها اقتحام روحها .. مشاركتها أفكارها ولكنها الآن تحتاج لمن يمسك بيدها.. يدلها
التقطت هاتفها وأرسلت منه رسالة لهاتفين ذات الرسالة لجهتين مختلفتين..
ثم تناولت صورة مؤطرة لناصر كانت موضوعة بجانب السرير واحتضنتها وتمددت
لتبكي
لا لتنام.....
**************************
اليوم التالي
بيت سعد بن فيصل الصباح الباكر
أم فارس تجلس عند دلالها تنتظر نزول سعد نزل سعد بلباسه العسكري وتاج مع نجمتين تلمع على كتفيه قبل رأس أم فارس وجلس بعد تحيات الصباح المعتادة سألها باهتمام: فارس كلمش؟؟
أم فارس بتأثر: اليوم مابعد.. والبارحة أنا وياك مكلمينه
سعد بتأثر عميق: الله يفك عوق ناصر.. والله إن ناصر نادر ومثله في الرياجيل شوي
أم فارس بحزن: توه حتى عرسه ما تهنى فيه..
سعد ينهي فنجانه على عجالة وينهض: يالله فديتش أترخص عندنا اليوم طابور عرض
أم فارس تتذكر: ترا سعد فيه شيء أبي أقوله لك وأنسى
سعد باحترام: أمريني فديتش
أم فارس بهدوء: الحين أنت عندك أبو صبري وصبيان هنود.. أنا إذا جيتك طردناهم للمجلس بس بكرة مريم بتجي بيتك يبي لها خدامات يا أختك.. فأنا أبيك تقدم على ثنتين من الحين عشان أعلمهم لين يجي وقت عرسك.. وأنت تدري الخدامات يبطون لين يجون ويتعلمون
سعد بهدوء: زين ذكرتيني.. بأقدم على ثنتين.. وترا يمكن أجيب أم صبري بعد أفكر الحوطة اللي ورا البيت ابني لهم فيها ملحق مرت ولدهم صبري مضيقة على العجوز.. وأبو صبري متضايق وأنا أفكر أجيبها على الأقل تسولف مع مريم وتساعدها على العيال لو الله رزقنا عيال..
أم فارس: بكيفك فديتك.. المهم الحين قدم على الخدامات وأم صبري بكيفك أنت وأبو صبري
*********************
القاهرة الساعة العاشرة صباحا أمام مصحة نفسية غاية في الرقي.. في منطقة هادئة في ضواحي القاهرة
باكينام توقف سيارتها وتنزل تشد جاكيتها الطويل على جسدها.. فالجو كان باردا بعض الشيء تعدل وضع نظارتها الشمسية على عينيها وتدخل
كانت متوترة نوعا ما.. فهي لا تعرف من هي قادمة للسؤال عنه ماذا لو كان مجنونا خطرا ماذا لو عرف المجنون الأخطر المسمى (يوسف) بزيارتها هذه لرجل غريب؟!!
تنهدت وهي تتوجه للاستقبال وتسأل عنه خرجت بها إحدى الممرضات للحديقة الخلفية وأشارت لشخص معين كان يجلس في الشمس تماما
تقدمت بخطوات مترددة.. كان مستغرقا في قراءة كتاب وغير منتبه لما حوله مطلقا.. مما أتاح لبيكنام أن تتفحصه جيدا لتطمئن قبل محادثته استغربت..كيف يكون هذا مريضا؟!! بدا لها مسالما جدا.. ووسيما جدا... ونظيفا جدا جدا نظيفا بالمعنى الفعلي للنظافة.. مثلما ترى شخصا وتعلم أنه استحم للتو.. وبدا لها كما لو أن حمد استحم عشر مرات متتابعة.. فكانت تفوح منه رائحة صابون عطرة مركزة وقوية
اقتربت منه.. همست بهدوء: السلام عليكم
حمد رفع عينيه وهو ينزل نظارته الطبية ويضعها على الطاولة ويبتسم: وعليكم السلام
تشجعت باكينام وهي ترى رده اللطيف للسلام فابتسمت وهمست: عندك استعداد تستئبل زوار..
ابتسم حمد وهو يقول بلباقة: إذا زوار حلوين كذا.. ماعندي مانع
ابتسمت باكينام.. كانت تعرف أنه لم يقصد بعبارته سوى أن يكون مجاملا لكنها رفعت يدها اليسار لتريه الخاتم وهي تقول بمرح شفاف: أنا ست متجوزة بلاش شغل الغزل ده
ابتسم حمد وهو يقول بمرح أكثر شفافية: وأنا ما أعتقد مطلقا إنه صدر مني مشروع خطبة
باكينام باحترام: أنا باكينام الرشيدي
حمد بلباقة: تشرفنا باكينام.. أقدر أخدمش بشيء؟؟ ثم استدرك: تفضلي اجلسي.. ليش واقفة
باكينام جلست على كرسي خال وهي تكمل حديثها: أنا صاحبت هيا بنت خالك سلطان
حمد يقطب حاجبيه: مهوب هذي اللي لقاها مشعل ولد خالي عبدالله في أمريكا وتزوجها؟!!
باكينام هوت رأسها إيجابا.. ثم حكت لحمد سبب زيارتها واتصال هيا باختصار
أجابها حمد بقلق: أنا ما أبي حد في الدوحة يعرف إني أعالج.. خصوصا أمي
باكينام بثقة مطمئنة: حط في بطنك بطيخة صيفي.. ولا يهمك... وعد أنو ما حدش يعرف وتاكد إن هيا مستحيل تئول ولا حتى لجوزها... هي بس عاوزاك تكلم الست مامتك.. عشان هي مشتائة لك
حمد بحنين عميق: وأنا مشتاق لها... بس الاتصال لازم يتم بأذن الدكتور وأحيانا الدكتور يأجله أو يقدمه حسب حالتي بس اليوم بأقول له وبأحاول أكلمها
باكينام وقفت وهي تقول بأدب: وأنا خلاص مهمتي انتهت.. وأستاذن
حمد بخيبة أمل: منتي براجعة تزوريني؟!!
باكينام شعرت بالحزن من طريقته في السؤال.. بدا لها وحيدا وحزينا مشبعا بالوحشة والحنين
همست بمرح: هأزورك ئريب
حمد بابتسامة: تعالي المرة الجاية أنتي وزوجش.. خلني أتعرف عليه.. لازم وعشان أنا ما أحس بالحرج.. ولا أنتي تنحرجين أنا بس أبي حد أسولف معه.. ويكون عارف عن أخبار هلي في الدوحة لازم المرة الجاية تجيبينه..
باكينام بتوتر: إن شاء الله
************************
الدوحة ذات الوقت ولكن توقيت مختلف فرق ساعة الساعة 11 صباحا
لطيفة اليوم كان أول يوم لها امتحاناتها ولكن بالها لم يكن مع الاختبار.. لكن مع ظروفهم المعكوسة وخصوصا أنه وصلها قبل الفجر رسالة من مشاعل تطلب حضورها حينما تستطيع صباحا وذات الرسالة وصلت موضي لذا اتفقت الاثنتان على الذهاب معا لطيفة تمر بموضي ثم الاثنتان تذهبان لبيت عمهما محمد
الاثنتان تعبران الباب الواصل بين بيت عبدالله ومحمد (ترتيب بيوت آل مشعل للتذكر: بيت مشعل بن محمد بجواره بيت عمه عبدالله ثم بيت محمد ثم بيت فارس ملاصق لبيت عمه محمد بيوت الكبار في الصدر.. ثم بيوت الشباب على الأطراف)
موضي تهمس للطيفة: زين إنها رضت تخلينا نجيها من يوم دريت وأنا أحاتيها.. أدق عليها مهي براضية تخليني أجيها
لطيفة بحزن: أنا جيتها البارحة ودقيت عليها.. مارضت تفتح لي والله إني خفت عليها.. تصدقين بغيت أدعي مشعل يكسر الباب.. بس هي ردت علي وقالت ماتبي تشوف حد.. تخيلي مشاعل تقول لي كذا!!!!
موضي بمساندة: نعنبو لايمها.. قلبها احترق..
الاثنتان وصلتا.. طرقتا الباب بعد لحظات فُتح الباب.. ليصعقا بمنظر شقيقتهما.. إحمرار عينيها.. انتفاخ أجفانها بشكل مرعب يبدو كما لو كانت شبحا يوشك على التداعي والانهيار
لطيفة برعب: بسم الله عليش مشاعل.. وش فيش؟؟ مريضة؟؟
مشاعل لم ترد عليهما.. تركتهما وعادت للداخل خطوات ثقيلة مجهدة نقلتها خطوات كروحها المثقلة وجسدها المجهد
موضي أغلقت الباب.. والاثنتان دخلتا خلفها..حتى وصلت لغرفة النوم وألقت بنفسها على السرير لتدخل في موجة جديدة من البكاء العويلي الاثنتان مصدومتان.. صامتتان... كون ناصر مصاباً لا يستدعي هذا البكاء الجنائزي.. إلا إن كان...... الفكرة انتقلت لرأسي الاثنتين في نفس الوقت هل يعقل أن ناصرا توفي؟؟! صدمة متوحشة اكتسحتهما ولطيفة تجلس جوارها من ناحية طرف السرير وموضي تقفز لتركب معها على السرير وتجلس جوارها من الناحية الأخرى
لطيفة همست بحنان أمومي: ميشو يا قلبي.. وش فيش؟؟
مشاعل لم ترد على أسئلة أي منهما حتى تعبت من البكاء حينها نهضت.. همست بصوت مبحوح: ما أدري أقول الذنب ذنبكم وإلا ذنبي؟؟
موضي بحنان وهي تحتضن كفها وتمسدها بحنان: وش ذنبه يا قلبي؟؟
مشاعل بصوت ميت مخنوق: ذنب ناصر
لطيفة اقتربت أكثر وهي تحتضن كتف مشاعل التي أراحت رأسها على كتف لطيفة وهي تفرك أنفها المتفجر احمرارا وتهمس بصوت عاد للاختناق بعبراتها وكأنها تحدث روحها: ليلة عرسي أنا ماشفت ناصر أنا شفت حمد وهو يضرب موضي بكل وحشية شفت مشعل وهو يستخدم لطيفة أداة لتفريغ رغباته دون اعتبار لمشاعرها ما أقول إني أنا خجولة بزيادة وهذا كان له دور.. لكن حياتكم خربت حياتي
لطيفة وموضي توترتا بشدة.. لكن لطيفة همست: ميشو حبيبي قولي لنا وش اللي صار ليلة عرسش؟؟
مشاعل حكت لهما كل شيء.. تعلم أنهما كتومتان.. وهي بحاجة لمساحة شاسعة للبوح علها تفتح أفقا ما.. حتى لو كان ضئيلا لروحها المتأزمة المخنوقة
موضي بغضب عاتب: أنتي مجنونة؟؟ فيه وحدة عاقلة تسوي اللي سويتيه؟؟
مشاعل بنبرة غريبة خليط من القسوة والحنان والألم واللامبالاة: تدرين موضي أنتي بالذات مالش لسان.. ثم أكملت بنبرة تهكم مرة حزينة موجعة: موضي قولي لي.. ليش ما ترضين تبدلين ملابسش قدامنا تصدقين أول مرة أدري إن البنت تصير تستحي من خواتها عقب ما تتزوج!!
موضي بحركة تلقائية غير مقصودة غطت مكانا ما بين كتفها وصدرها كأنها تغطي حزنها ويأسها وألمها عن الأعين ووجع المواساة وهي تتراجع للخلف (عن أي مواساة تتحدثين عن موضي؟!! تحتاجين إلى من يواسيكِ تحيطين نفسكِ بقشرة رقيقة سرعان ما تنهار مع النقرة الأولى!!)
موضي صمتت وهي تبتلع ريقها وألمها ولكن لطيفة أكملت: اسمعيني مشاعل.. صحيح أنا وموضي كان عندنا مشاكل في حياتنا لكن أنا كل مشاكلي مع مشعل انحلت.. ومشعل ماعاد باقي إلا يحطني على رأسه من اهتمامه فيني وموضي تطلقت وهذا هي بتاخذ راكان خيرة شباب آل مشعل يعني إذا حن اللي عانينا سنين تجاوزنا مشاكلنا.. أنتي ما تقدرين؟!!
مشاعل انتفضت بعنف وهي تقول بألم مر: ناصر مستحيل يسامحني.. مستحيل وخصوصا إنه فيه شيء صار له.. ما أقدر أقوله الحين صدقيني مستحيل يسامحني.. أنا ماني بقادرة أسامح نفسي
لطيفة مسحت على نعومة شعر مشاعل وهي تهمس بحنان: لو مهما صار ناصر قلبه طيب.. صدقيني بيسامحش.. ليه ما يسامح؟؟ أنتي حاولي تكسبينه.. ولازم أنتي اللي تكونين مستعدة للمبادرة لين الآخر حتى لو رفضش مرة ومرتين وعشر.. لا تيأسين.. لحد ما تجيبين رأسه ولو على الوسائل.. اسمعي مني.. واستعيني بتفكيرش..
ثم غمزت بعينها وهي تمسح دموع شقيقتها الصغرى بحنان: إن كيدهن عظيم
************************
ذات اليوم عصرا عمّان غرفة ناصر مازال ناصر لم يفق.. وتغذيته تتم عبر الوريد
قلق والده وعمه وشقيقه وابن عمه يتصاعد من عدم إفاقته.. وطلبوا مقابلة الطبيب.. الذي وعدهم بالحضور بعد أن ينهي عملا ما في يده
وهاهو يحضر وهو يرسم ابتسامة مهنية اعتاد على رسمها حتى أصبحت ترتسم بطريقة رتيبة تلقائية: بيقولوا أهل ناصر مشعل بدهم ياني.. أنا حاضر
كان محمد من تكلم وهو يقول بهدوء: ناصر ليش مافاق لذا الحين.. البارحة وعا شوي وطلب ماي وعقب رجع ينام
الطبيب بهدوء: أنا طالب من الممرضات يحقنونه بالمهدئات.. مابدي إياه يصحى هلا
راكان باستفسار: وممكن أعرف السبب..
الطبيب بمهنية: هم سبيين ومش واحد الأول أني حابب إن ساق ناصر توصل.. مع أنو ماراح يقدر يستخدمها هلا بس أنا حابب إنه يشوفها وقت ما يصحى.. عشان تكون تخفيف لوضعه وفي نفس الوقت شرح صريح لحالته أما السبب الثاني فهو إنو من تعرض لبتر أحد أطرافه.. يتعرض لظاهرة اسمها ظاهرة فانتون.. الظاهرة هذي تعني إن المخ يظل يرسل إشارات لمكان البتر..كأن العضو لساته موجود ولازم يتحرك.. يعني اللي انبتر عنده عضو ما يحس إنه فقد عضو ويحتاج وقت للتأقلم جسديا وفكريا.. والأخ ناصر رغم الرضوض والخدوش إلا أنو صحته تمام الحمدلله يعني ممكن لو وعي هلا ينزل عن السرير ويمشي.. وهالشيء أنا ما بدي إياه
أنا استعجلت في طلب الساق.. وممكن توصل بكرة.. وراح أعطيكم قياساتها عشان لو حب يطلب مرة ثانية.. يقدر يطلب..
فارس بإهتمام: يعني بكرة ممكن يحس فينا؟؟
الدكتور بابتسامة: إذا وصلت الساق.. ماراح نعطيه مهدئات.. وبيوعى إن شاء الله
محمد برجاء هادئ: ومتى ممكن نرجع الدوحة ونرجعه معنا؟؟
الطبيب بلباقة: الخيار لكم عمي وللمريض.. لو عنده استعداد يستخدم العكازات ممكن ترجعون بعد كم يوم.. وأنا بأتصل مع صديق لي في مستشفى حمد عندكم.. وهو ممكن يتابع الحالة لأنه مايقدر يستخدم الساق الصناعية إلا لما تلتئم الجراحة تماما ولأنه هذي مش جراحة بمعنى جراحة لكن هو كي لمكان البتر، فالإلتئام بيكون أسرع.. ممكن يستخدم الساق الصناعية بعد أسبوعين ثلاثة.. والخيار لكم
الجميع صمتوا ينتظرون قرار محمد الذي أجاب بهدوء: الشور شور ناصر.. لكن أنا أعرف ولدي.. مهوب اللي يهاب شيء الظن ظنتي راجعين الدوحة قريب
*********************
الدوحة مساء بيت فارس.. العنود في البيت للسلام على أم فارس ورؤية إذا كانت تحتاج لشيء
وهاهي تستعد للمغادرة..
أم فارس بحزن: سامحيني يا بنتي.. والله إن قدرش عندي كبير ماقدرت أسوي عشاش وحن على ذا الحال.. الله يفك عوق ناصر
العنود بحزن مصفى: وش عشاه يمه؟؟ هذي أمي ماسوت عشاء مشاعل وش عشياته وحن ماندري بحال ناصر..
أم فارس بمساندة: يأمش امتحاناتش قريب.. لازم تدرسين إهمالش لدروسش لا يقدم ولا يؤخر
العنود بهمس: الله يجيب اللي فيه خير.. ثم أردفت بخجل: يمه أنتي أكيد منتي بمتضايقة إني أمسي عند أمي؟؟
أم فارس باستنكار: لا والله وحشا.. أم مشعل ذا الحين في حاجتش وأمش أبدى من خلق الله وعلى كل حال أنا البارحة أمسيت في بيت سعد.. وهو بعد شوي بيمر يأخذني.. أتسلى معه ومع عياله
العنود تنزل جلالها على وجهها استعدادا للخروج لكنها استدركت وهي عند الباب بسؤال مؤلم: يمه فارس كلمش؟؟
أم فارس بتلقائية: توه كلمني قبل تدخلين..
العنود شعرت بألم شفاف يغزو روحها.. فهو لم يتصل بها منذ مغادرته هل يعاقبها على ذنب لم ترتبكه؟!! أم أن الجفاء وجفاف المشاعر سيكون شعارا إبديا لحياتهما معا؟!! هي الآن غاضبة منه.. بل غاضبة جدا حرمها من أبسط حقوقها.. حقها في المعرفة منه شخصيا!! لِـمَ لم يخبرها بإصابة ناصر؟!! لِـم فضل أن يهرب من أمامها وكأنها كائن فاقد للأهلية يعيش مهجورا على أطراف حياته؟!! لا تستحق أن يأخذ من وقته الثمين لحظات ليخبرها.. يعلم جيدا ولعها بأشقائها وتعلق روحها بهم.. ولكن لا يهم.. هي لا تهم.. هي لا تستحق.. ( "لماذا تعلم.. ولماذا أخبرها؟؟ سياتي أحدهم يوما ويخبرها.. ولكن ليس أنا ليس فارس العظيم المتجبر المتباعد" أهكذا فكرت يا فارس؟!! متعبة منك ومن غرورك وتجبرك وقسوتك ليتك تتصل بي ليتك تفعلها أريد أن اصفعك بكل آلامي.. أريد أن أخنقك بها حتى لو كنت لا تشعر وحتى لو كانت تماثيل الحجارة لا تبالي ولا تحس حتى لو ألقيت عليها عشرات الحصيات الصغيرة على الأقل سأفرغ أنا بعضا من غضبي بإلقاء الحجارة عليك بما أنك لا تتألم.. لا تشعر.. لا تحس اسمح لي أن أفرغ أنا بعضا من ألمي.. شعوري.. وأحاسيسي)
العنود كانت تفكر بكل هذا وهي تسير خارجة من بيتها إلى بيت والدها وصلت وصعدت غرفتها واستحمت والأفكار تعصف بها خرجت لرؤية والدتها المعتكفة في غرفتها مازالت على حالها.. مكتئبة تتصبر.. تكثر من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء له.. لناصر..
العنود عادت لغرفتها وصلت قيامها.. ثم قررت التمدد أخيرا.. هاجمتها أفكارها المؤلمة مجددا.. حاولت الهرب منها.. ولكن لا فكاك.. لا فكاك.. أفزعها رنين هاتفها.. التقطته كان هو.. هو.. اسمه يتلألأ على الشاشة محدثا ضجيجا في قلبها بدقاته الطارقة بعنف على جدران قلبها.. خائفة منه.. وغاضبة عليه..
ردت بصوت هامس وكل تهديداتها بقذفه بحصى أحزانها تتبخر: هلا فارس
كما كل مرة.. وكما أول مرة عاجز عن تفهم الثورة العاتية التي يحدثها صوتها في أوتار قلبه أي كيمياء يحتويها هذا الصوت؟!! أي كيمياء؟!! شرايينه تتهاوى.. قشعريرة باردة تجتاح جسده.. نار محرقة تذيب قلبه يعدل جلسته على مقعده في لوبي الفندق فهو هارب من غرفته المشتركة مع راكان حتى يحادثها أي جنون بات يصيبه؟؟ لم يقضِ معها سوي صباحا واحدا.. بدا ذاك الصباح كما لو كان كل صباحاته يأسره شوقه لبريق عينيها.. وابتسامتها العذبة الشقية اليوم كاد أن يتهور ويحتضن راكان حين نهض من نومه صباحا كاد يحتضن ذلك الحائط المسمى راكان لأنه يعلم أن جسده الضخم لابد احتوى يوما جسدها الغض بين أحضانه الجسد الذي لم يسكن بين ذراعيه هو بعد.. كان يريد أن يشتم رائحتها التي تغلغت في روحه.. مازال ملمس خدها يغفو في كفه.. خصلات شعرها تلتف على أنامله مشتاق لها.. مشتاق.. مشتاق لها قبل أن يتزوجا.. فكيف بعدما رأها أمامه أسطورة تتجسد تتحرك تتحدث.. تنفث سحرها الخلاب في كل شيء تمر به أو تلمسه؟!!
فارس رد بهدوء: هلا بش.. أنتي وين؟؟
العنود ابتلعت ريقها.. خائفة من ردة فعله.. فهي لم تستأذنه في العودة لبيت أهلها..ولكنها استأذنت والدته وأذنت لها.. همست بخفوت: في بيت هلي
فارس كان يعلم أنها في بيت أهلها.. والدته أخبرته أنها من أذنت لها بالذهاب حتى تبقى مع والدتها.. وهو فعليا ليس لديه أي مانع ولكنها طباعه الغليظة السيئة وتحكمه الأرعن.. رد بهدوء: طيب مهوب المفروض تستأذنيني أول؟؟ وإلا أنا طوفة.. منتي بشايفتني رجّال؟؟
العنود كعادتها الذكية.. لا تجيب.. لكن تناور: وأنت مهوب المفروض تقول لي وين مسافر وسبب سفرك؟؟ وإلا أنت شايفني كرسي وماني بمرتك وأخت ناصر؟؟
يالقوتها وشراستها المغلفة بالحرير!! من أين تعلمت استراتيجية المناورة بهذه الطريقة؟!! كيف تنقض وتلسع بنعومة.. ولكن هو لا يحتاج للمناورة.. فهو يستخدم المنجنيقات فورا أقذف ولا تبالِ بالخسائر!!
همس لها بهدوء بارد: العنود ترا أمي اللي هي أمي.. عمرها ما سألتني وين رايح ومن وين جاي... أنا اللي أقول لها من كيفي.. وأنتي تعودي اللي أقوله تأخذينه... لا تراديني.. ولا تسألين..
رغم إحساسها الكبير بالألم لكنها أجابت بهدوء ناعم: تدري فارس كان المفروض إنك كتبت في عقد زواجنا.. زواج من طرف واحد يعني أنت وبس.. لأني أنا ماني بشريكة لك في ذا العقد دامك تبي تمشي حياتنا بذا الطريقة
فارس شعر بألمها يحز في روحه.. يعجز عن فهم سبب تصرفه معها بهذه الطريقة رد عليها بهدوءه المعتاد: يعني أنتي زعلانة؟؟
العنود بتهكم رقيق: زعلانة؟؟ يعني إنك مهتم!! ثم أردفت بحزن: تدري فارس.. خلنا على جنب... ناصر أشلونه؟؟
فارس ببرود مقصود: توش كلمتي أبيش وراكان أكيد قالوا لش..
العنود فهمت نغزته لكنها تجاوزتها وهي تقول بهدوء: أحب اسمع منك
فارس تنهد: بخير.. كلها كم يوم ونرجع للدوحة.. وذا الكلام أظني سمعتيه اليوم مرتين إذا مهوب أكثر
العنود بحزن ومرارة: زين دامك منت بطايقني.. ليش مكلف على روحك تتصل؟؟
فارس شعر بصدمة كاسحة تخترق روحه (أنا ماني بطايقش؟؟ أنا؟؟ يعني بدل ما أوصل لها إحساس هيامي فيها خليتها تحس إني ماني بطايقها أي مخلوق غريب أنت يا فارس؟؟ أي مخلوق؟؟)
فارس تنهد: العنود ليش تقولين كذا؟؟
العنود ماعادت تحتمل كل هذا.. ماعادت تحتمل.. اختنقت بعبراتها وتريد أن تختلي بنفسها لتبكي همست بصوتها المختنق: فارس تصبح على خير
فارس كاد يجن (وتبكي بعد؟؟ تكفين العنود كله ولا دموعش) همس لها بأمر قوي: لا تسكرين
نبرة الأمر الحادة في صوته أنهت الباقي من تجلدها وهي تنخرط في نشيج خافت مؤلم وتلقي الهاتف جوارها فارس جن فعلا وهو يسمع صوت نشيجها يخترق روحه كأسياخ محمية كره نفسه ألف ألف مرة.. كره غروره وقسوته عليها في الوقت الذي كان يتمنى أن يشبعها حنانا وحبا وهياما وغراما
كان يعتصر هاتفه في كفه وهو يصر بين أسنانه: العنود.. العنود ردي علي كان يود أن يصرخ عاليا.. عل صوته يصلها ولكن مكان تواجده منعه وهو يشعر بالقهر وهو يسمع صوتها تبكي بهذه الطريقة الموجعة وهو لا يستطيع التصرف مضت خمس دقائق والعنود الباكية نست هاتفها تماما كانت الخمس دقائق الاسوأ في حياة فارس شعر أنها خمس سنوات.. خمس قرون من الألم والقهر والحسرة العنود تذكرت الهاتف المفتوح التقطته رغم أنها كانت متأكدة أن فارس لابد أغلقه لذا صُدمت أنه مازال على الخط ويناديها ردت بصوت متعب: آسفة ماظنيت إنك على الخط ذا كله
فارس بنبرة حنان غير معتادة ولكنها تبدو لذيذة جدا بصوته: تبين أسكر وأنا داري إنش تبكين؟!! مستحيل
انتفض قلب العنود بعنف.. عنف كاسح
وفارس يكمل بذات النبرة: أدري إني غريب واجد مهوب شوي استحمليني شوي.. ولا تصيرين تاخذين كل كلمة أقولها بحساسية
صمتت العنود
فارس بهدوء: هاه العنود؟؟
العنود بصوتها المبحوح: يصير خير إن شاء الله
ابتسم فارس ..تمنى أن يقول لها لحظتها كم يحبها!! كم يعشقها!! كم يذوب بهواها!! لكنه أكتفى عن كل هذا بأن قال لها بهدوء: زين تصبحين على خير ولا تهملين دراستش
****************************
ذات الوقت توقيت آخر وبلد آخر
كانت باكينام في غرفتها تتمدد على سريرها استعدادا للنوم والدها وصل من نيويورك قبل حوالي ساعتين.. جلست م | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الأحد أكتوبر 23, 2011 6:31 am | |
| صباح اليوم التالي الساعة 10 ونصف صباحا القاهرة
باكينام لم تنم مطلقا تشعر بضيق عميق يكتم على روحها تشعر أنها عاجزة عن التنفس فعلا لِـمَ تعقدت حياتها بهذه الصورة؟! كل ما حدث كان بسببه.. بسببه هو فقط غطرسته.. وغروره وجنونه.... و.. روعته..
(روعته؟؟ عن أي روعة تتحدثين يا مجنونة؟!! يوسف هذا يريد إلغاء شخصيتكِ وضعكِ جواره كإطار صورة باهتة لا معنى لها ولا مضمون)
مشغولة بأفكارها وهي تخرج خارج المنزل لا تريد أن ترى أحدا أو تسمع أحدا تريد فقط أن تقود سيارتها على غير هدى تمد يدها لفتح الباب يد سمراء قوية تطبق على جليد أناملها (رايحة فين بدري كده؟؟)
تنهدت بعمق وهي تنتزع يدها من يده: يوسف أنا مش طايئة روحي..اعتئني أنا عارفة أنت جاي بدري كده ليه عاوز تتأكد إنه كلو مخططاتك ماشية تمام..؟؟ ما تشيلش هم.. بابا وائف معاك وأنته وسمعتو وكل حاجة أهم عنده من بنتو
يوسف يتنهد: أنتي بتئولي كده ليه؟؟
باكينام بحزن: عشان هي دي الحئيئة.. ودلوئتي اسمح لي استاذن وئبل ما تسأل أنتي رايحة فين وهترجعي أمتى هأئولك مش عارفة.. أنا مخنوئة وعاوزة أتنفس بعيد عن البيت
يوسف احترم ضيقها.. ابتعد عن طريقها وهو يهمس: ما تتأخريش
كان يتمنى أن ينسف كل تراكمات سوء التفاهم.. العنجهية الفارغة يخبرها أي قصر عال بنت أبراجه في قلبه المتيم ولكن برودها.. غرورها.. وتباعدها يهزم الدافع في روحه المقيدة فهي لا تعطيه سببا للمحاولة رغم استعداده وإن كانت تعطيه –من وجهة نظره- آلاف الأسباب للاستمرار في تجريحها والقسوة عليها
تركته وركبت سيارتها.. دون أن تنتبه أنه هو أيضا ركب سيارته سارحة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها نظرت للاسم ورسمت مايشبه ابتسامة وهي ترد بصوت ساكن: أهلا هيا
هيا بابتسامة: هلا يا بنت.. وين اختفيتي؟؟
باكينام بنفس النبرة الساكنة فهي لا تريد نقل مشاعرها لهيا: موجودة
هيا برجاء: دام موجودة.. تكفين شوفي لي حمد ليش ماكلم عمتي قولي له عمتي تعبانة
باكينام تغير وجهة السيارة وهي تقرر فعليا التوجه للمصحة: خلاص هأروح له دلوئتي
باكينام احتاجت فعلا لشيء آخر تشغل بالها فيه بعيدا عن مشاكلها وموعد زواجها المقرر قريبا لذا قررت التوجه لزيارة حمد في المصحة
في ذات الوقت في بلد آخر وتوقيت آخر 11 ونصف قبل الظهر
مشعل الخارج من الحمام يجفف يديه من ماء الوضوء استعدادا لصلاة الظهر يسأل هيا: من تكلمين حبيبتي؟؟
هيا برقة: باكينام..
مشعل بهدوء: متى بترجع واشنطن؟؟
هيا بذات هدوءه: مثلنا بعد حوالي ثلاثة أسابيع..هي مددت أسبوع مثلنا
مشعل بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. المهم نتطمن على ناصر أول
هيا باهتمام: الله يعقله ثم أردفت بحرج: أدري حبيبي إن بالك مشغول مع ناصر بس البعثات بعثوا لي إيميل مرة ثانية.. يبون أكمل أوراق ما أدري شنهي
مشعل بأسف: سامحيني ياقلبي.. وعد بس أتطمن على ناصر أروح لهم وأكمل لهم كل اللي يبون وناصر على كلام الشباب كلها كم يوم ويجي..
******************************
بعد حوالي نصف ساعة باكينام تترجل من سيارتها أمام المصحة
تسأل عن حمد.. يخبرونها أنه في غرفته فتطلب منهم مناداته للجلوس في بهو الزوار فهي يستحيل أن تتوجه لغرفته
تجلس باستقامة انتظارا لحضوره وتفكيرها يبدأ من يوسف لينتهي بيوسف.. يوسف ملك المتناقضات
(أي ريح طيبة ألقت بكِ إلينا) ابتسمت باكينام وهي تسمع صوت حمد الهادئ بنبراته العميقة جلس مقابلها وهي تنظر له وتشتم رائحة نظافته الغريبة تشيع في المكان ربما لو لم تكن متيمة حتى أقصى عروقها بهذا اليوسف السخيف وتكابر لكان حمد حرك شعورا ما في أعماقها فيه شيء ساحر وعميق وغامض.. الغموض جنون المرأة يبدو محاطا بهالة ما غريبة.. وسامته الهادئة المختلفة عن وسامة يوسف الخطرة تحريكه الدائم لنظارته الطبية ودعكه لأنامله الذي يوحي بتوتر ما، يختلف عن حركات يوسف الواثقة دائما.. ولكنه توتر مثير يشدُّ الانتباه.. (أوف.. لماذا كل شيء يتدخل به يوسف؟؟ ولماذا لابد أن أعقد مقارنة بينه وبين كل رجل أراه؟؟ والمصيبة أنه هو من يكسب كل مقارنة بجدارة أوف يوسف أوف.. لِـمَ أنت متسلط هكذا؟!! حتى على تفكيري متسلط.. متسلط.. متسلط)
باكينام تبتسم له بهدوء: ليه ماكلمتش الست مامتك؟؟
حمد بضيق متألم: الدكتور مارضى.. يقول خلها شوي
باكينام شعرت بضيق عميق.. أن يحرم حتى من أبسط حقوقه.. حق التواصل مع أمه إلا بأذن طبي.. ماهذه الحياة!!
ابتسمت باكينام بتشجيع: ماعلش بس ياليت تحاول معاه شوية
حمد بألم: والله إني مشتاق لها.. والله العظيم مهوب هاين علي أخليها ذا كله بدون اتصال ثم أردف بعمق: تدرين أنا أغلى ناس عندي في الدنيا أمي وموضـ... بتر جملته بانفعال.. وتنفسه يضيق ويتسارع وهو ينفض رأسه وجبينه يقطب
باكينام شعرت بارتباكه وأن هناك شيئا غير طبيعي حدث لذا قررت تحويل مسار المحادثة تماما وهي تهمس بحماس مفتعل: فرحي بعد تلات أسابيع.. تئدر تحضر؟؟ هأكون مبسوطة أوي لو ئدرت
حمد هز رأسه عدة مرات وهو يحاول ضبط انفعاله ثم همس لها بأدب ولكن من بين أسنانه: يا ليت أقدر
صمتا للحظات.. قطع الصمت حمد وهو يقول بعمق: أنا آسف ثم أردف بتهكم جارح: مريض نفسي وش تتوقعين منه؟؟
باكينام بمؤازرة: أول العلاج إنك تكون عارف إنك مريض
حمد بحاجة لبوح مختلف لشخص غير طبيبه همس بألم: المشكلة حالتي النفسية كل مالها تتحور لشكل جديد.. آخرها هوس مرضي بالنظافة أحس على طول إني وسخ.. وأني مهما سبحت مستحيل أنظف أحس دمها بين يدي.. وجلدها تحت أظافري.. هريت جسمي ويدي غسيل وأظافري قطعتها من التقصيص لدرجة إنهم صاروا يخبون مقص الأظافر عني
باكينام برعب: دم.. جلد؟؟
حمد يهمس وكأنه يخاطب نفسه: لا تخافين مني.. ما ذبحت حد.. أو يمكن ذبحت.. ذبحت روحي..
باكينام بألم: حمد.. أنا أول مرة أشوف مريض نفسي يشرح حالته بالوضوح ده... وسدئني دا هو العلاج الفعلي..
حمد بوجع عميق: الله كريم.. ثم نفض رأسه وهو يغير الموضوع: تحبينه؟؟
انتفضت باكينام وهي تسأل برعب: أحب مين؟؟
حمد بابتسامة: يظهر حتى الأصحاء يعانون مشاكل نفسية...
باكينام بهمس: بأحبه.. بس هو غريب.. وفارض نفسو بطريئة غريبة حتى موعد جوازنا حدده بدون ما يئول لي جرحني.. جرحني أوي.. خلاني أرفض كل حاجة منو
غريب هذا البوح العميق الذي يجمع بين شحصين غريبين جمعتهما الصدف الأغرب كونه لا يعرفك.. يتيح لك الانطلاق والسرد الموغل في الحميمية
حمد يرد عليها بعمق: صدقيني الله سبحانه وتعالى يكتب لنا دايم الأحسن لكن احنا اللي نسيء التصرف لا تسوين مثلي.. وتخربين حياتش بيدش تدرين قبل أربع سنوات.. لما تزوجتها ما كنت مصدق..(تجنب ذكر اسمها) حسيت إنه ربي يحبني صدق.. لأني كنت خايف إنه ولد عمها يوقف لي استغربت أشلون خلاها... قلت هذا من رضى ربي علي الله كتبها لي.. لكن أنا ماعرفت أصون النعمة.. تبطرت عليها.. ودستها برجيلي والحين النعمة راحت.. وأنا لو عشت حياتي كلها أتحسر ما كفتني 1000 حياة مع حياتي عشان كذا.. لا تخربين على روحش وتعيشين بحسرتش طول عمرش إذا تحبينه صدق.. موعد الزواج .. وفرضه لنفسه.. كلها شكليات ممكن تجاوزونها مع بعض المهم الحب والتوفيق..
باكينام خرجت من عند حمد.. وغمامة ثقيل تُزاح عن ناظريها (كم هو رائع هذا الحمد!! أين كنت منذ زمن!! كم هي رائعة بسيطة وعميقة طريقتك في شرح الأمور!!)
********************
بعد صلاة العصر عمّان غرفة ناصر في مدينة الحسين الطبية
ساق ناصر وصلت اليوم صباحا وتوقفوا منذ الصباح عن إعطاءه أية منومات
وهاهو يصحو من نومه الطويل.. همس بصوت مبحوح: ريقي ناشف
الأربعة أحاطوا به.. وراكان يفتح قنينة ماء ويبل ريقه بالقليل مشاعر قلق وتوجس وحزن وترقب موجع تعبق في محيط السرير وأركانه الأربعة
محمد بعمق وهو يميل على جبين ناصر ويقبله: الحمدلله على سلامتك يا أبيك
ناصر يفتح عين ويغلق الأخرى وهو يشعر بصداع خفيف: يبه.. الله يهداك وش جايبك عاني هنا.. مكلف على روحك
محمد يربت على ذراعه المسترسلة جواره: إذا ما عنيت لك.. أجل ماعاد لي خانه
ناصر يبتسم ابتسامة باهتة: اذا أبو مشعل ماله خانة.. أجل راح زمان الرياجيل
ناصر يلتفت ناحية قبلة أخرى تطبع على جبينه كان عمه عبدالله من الناحية الأخرى الذي همس له: الحمدلله على سلامتك ياولدي
ناصر بمرح واهن: وابو مشعل الأمريكي بعد هنا كذا تخلوني أتبطر.. واصدق إني تعبان جد لا يكون المشاعيل بعد هنا وخليتو كلكم العرب اللي في الدوحة؟؟
راكان همس: لا مشعل ومشعل في الدوحة.. بس أذونا اتصالات كنهم معنا
فارس يشعر بمرارة عميقة تمنعه من الكلام.. كم هو صعب عليه رؤية ناصر هكذا ناصر رفيق الطفولة والصبا و الشباب ناصر سنده.. وابتسامته في الحياة ناصر الذي كان دائما نقيضه والمكمل له كم هو مؤلم هذا الأحساس الجارح الذي يمزق روحه بوحشية!!
ناصر يلتفت لفارس ويبتسم: والشيخ فارس مايبي يقول لي الحمدلله على السلامة
فارس اقترب وهو يضع كفه على كتف ناصر ويلمس أنف ناصر بأنفه على الطريقة الرجالية ثم يهمس في أذنه: لو أنك مت وخليتني.. كان لعنت مترسك..
ناصر يبتسم ويهمس له بصوت خافت وأخوية عميقة نادرة: جلف ومن يومك جلف.. الله يعين أختي عليك
ثم ألتفت ناصر لراكان وهمس: أبي أروح الحمام
الوجوه الأربعة تبادلت نظرات واجمة قلقة.. (أكيد كلام الدكتور صدق.. وهو ناسي سالفة بتر ساقه)
ولكنهم وإن كانوا يعلمون أن ناصرا مختلف ولكنهم لم يعلموا بعد أنه مختلف جدا.. جدا.. مختلف لأبعد حد
ناصر بمرح هادئ.. وموجع.. موجع جدا: أشفيكم تفكرون فيني كذا.. لا يكون طلع لي قرون بدل ساقي المقطوعة أشوف عكازات مسندة على الطوفة.. قربوها مني قدام أسويها على روحي واصل حدي..
ناصر رفض بشدة محاولات راكان وفارس للدخول معه للحمام.. وهو يحاول التسند على جسده الذي كان رغم قوته الرياضية خائر القوى من تأثير المهدئات ومن عدم تعوده على عدم وجود ساقه.. يشعر أنها مازالت موجودة.. ولكنها ليست هناك.. ليست هناك هناك فراغ.. فراغ موجع انهزامي فراغ ثقيل و شاش ثقيل ولكنه ضد الانهزامية.. ضد الاستسلام تحت وطأة هذا الثقل والفراغ مهما كان موجعا وشاسعا وجارحا له كرجل.. كبطل رياضي..كإنسان إنسان باحث عن وهم الكمال.. كما هو هم البشرية المسعورة التي جعلت للكمال مقاييسا تافهة انتقصت أطرافها عنده يعلم يقينا وهو بقدم واحدة أنه أفضل وأكثر اكتمالا من آلاف آلاف الرجال وأشباه الرجال ممن يمشون على قدمين تنهد بعمق.. (أحتاج وقتا للتعود ليس أكثر..)
خرج من الحمام.. ليجد الطبيب في انتظاره ويجلس مع أهله ويرسم ابتسامته المهنية المعتادة
ناصر تسند على عكازيه.. قام راكان لمعاونته.. ولكنه أشار لا وهو يتقدم بخطوات ثابتة قدر مايستطيع وقدر مايساعده عكازاه حتى وصلهم وجلس معهم على المقاعد.. ورفض العودة لسريره
الطبيب بإبتسامة: الحمدلله على سلامة فارسنا
ناصر بابتسامة باهتة: الله يسلمك
الطبيب بهدوء: بتعرف أخ ناصر أنا فخور جدا إني تعرفت عليك.. تقبلك لقرار البتر كان شجاع وثابت.. وهاي أول خطوة في سبيل استعادة حياتك الطبيعية بشكل كامل
ناصر صمت وهو يستمع للطبيب الذي أكمل حديثه وهو يرفع القدم الصناعية بين يديه: قدمك الجديدة وصلت اليوم.. من أفضل وأحدث ما توصل له العلم قوة ومرونة وتحمل وتناسب مع شكل الساق فعليا تقدر تبدأ تستخدمها بعد أسبوعين ثلاثة على حسب تحسن مكان البتر وأنا أضمن لك بإذن الله بعد ما تتعود عليها.. تمارس حياتك بشكل طبيعي تماما وممكن ترجع لركوب الخيل فورا وبنفس المهارة إن شاء الله
بريق أمل موجع في عينيه: جد دكتور أقدر أركب خيل طبيعي..؟؟
الدكتور بإبتسامة: أنا أتكلم بمهنية تامة.. ومسؤول عن كلامي.. ومو بس تركب خيل إلا ترجع للسباقات لو حبيت وتفوز كمان إن شاء الله
ناصر همس بمرح متألم: لا سباقات خلصنا منها.. بس ركوب الخيل في دمي..
أربعة وجوه مهتمة تتابع الحوار بألم.. بأمل.. بوجع.. بإهتمام مصفى
الطبيب أكمل: الوالد حابب يرجع الدوحة.. بس بيقول الرأي رأيك.. وطبيا أنت ممكن تغادر المستشفى بعد يومين لو حابب تظل لحد ما تستخدم الساق الصناعية براحتك لو حابب تنزل الدوحة.. تاخذ الساق معاك.. وزميلي يتابع حالتك هناك وينطيك تعليمات استخدام الساق والعناية بها.. وفكها وتركيبها يعني كل شيء إن شاء الله
لو كان على ناصر.. فهو يكره العودة للدوحة.. لا يريد رؤيتها هي.. لا يريدها لا يريد مشاعل يشعر بنفور حاد منها إذا كانت رفضته وهو بساقين.. فكيف وهو بساق واحدة؟! لكنه يعلم أن والدته لا بد قلقة عليه ولا يريد إطالة أمد قلقها.. قلبه يذوب من أجل تلك الغالية لذا قال بثقة: إلا الشور شور أبو مشعل ودامك فيها وش أنت تتنيها أحجزوا لنا يا شباب خلونا نرجع للدوحة أول ما أطلع من المستشفى
الطبيب خرج وتركهم محمد مد يده لفخذ ناصر وهو يربت عليه ويقول بحزن عميق: الله يواجرك يا ولدي إن شاء الله إنك من هل الخير.. وإن شاء الله إن ساقك سابقتك للجنة
ناصر بعمق: يبه لا تحزن جعلني الأول.. الحمدلله على نعمته مشكلة الإنسان إنه يشوف الله وش خذ منه وما يشوف الله وش عطاه الله سبحانه خذ مني ساق.. لكنه خلا لي ساق ويدين وبصر وسمع وعقل وقدرة على الحركة حتى الساق المقطوعة.. هذا أنا بأركب وحدة بدالها.. شوف أختي مريم.. الله يواجرها.. فقدت نظرها ومافيه شيء يعوضها عنه ومع كذا تشوفها تحمد الله وتشكره كأنه عطاها قوة بصر زرقاء اليمامة أنا كل ما تذكرت مريم... حسيت بعظم نعمة الله علي.. ورأفته بي الله كان بي رحيم.. البتر تحت الركبة وساق وحدة.. وكان يقدر يأخذ أكثر وأنا مالي إلا الصبر.. لكن هو مثل ماخذ.. عطاني أكثر وأكثر اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك ورحمتك
**********************
مر يومان موعد وصول ناصر سيكون غدا مساء أصبحت معضلة مشعل ومشعل كيف يبلغان نساء آل مشعل بالخبر فهما لا يريدان أن يُصدمن برؤية ناصر مشعل بن عبدالله انتهى من إبلاغ مشاعل ولكنه تبقى لديه عقبة كبيرة في إبلاغ البقية.. وأولهما جدته وعمته ونورة ومشعل بن محمد صاحب المهمة الأصعب : إبلاغ أمه وشقيقتيه
بيت عبدالله بن مشعل غرفة مشعل وهيا وتحديدا بعد صلاة العصر بقليل
مشعل يدخل وهو مسود الوجه تماما.. يشعر بإرهاق خانق ووجع نفسي أكثر اختناقا
هيا التي كانت تطوي سجادتها.. ألتفتت له ثم همست برعب: مشعل أشفيك؟؟
مشعل يفتح أزرار ثوبه العلوية عله يجذب لرئتيه المختنقتين بعض الهواء ويهمس بضيق: توني جاي من عند عمتي نورة وسوت لي مناحة والله إني خفت عليها وكنت أبي أوديها للمستشفى بس خالي جابر عيا وقال هو بيهديها اذا عمتي سوت كذا.. الله يعيني على جدتي
هيا برعب: ليه وش صاير؟؟
مشعل حكى لها عن وضع ناصر باختصار هيا تنهدت بألم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون الله يواجره.. المؤمن مبتلى.. ومادام بتر ساق بس.. أنت تدري إنه ممكن يستخدم ساق صناعية ويعيش حياته طبيعي
مشعل يتنهد: أنا وأنتي نقول كذا.. بس العجايز وش يفهمهم؟؟ أنا كل شيء عندي ولا جدتي هيا.. ماداني عليها أدنى شيء ما أدري أشلون أقول لها
هيا تنهدت بعمق: خلاص خلها علي
مشعل بارتياح: صدق؟؟
هيا شعرت أنها تورطت فعليا.. فهي أيضا تخشى مواجهة جدتها بالخبر الموجع ولكنها من أجل مشعل مستعدة أن تحمل كل هذا الألم عنه يكفيه ما تحمله من عمتهما
همست له بخوف: صدق.. والله يعيني
*************************
القاهرة المصحة نفسية
باكينام تصل وهي تحمل كيس كبير نوعا ما تنزل دون أن تنتبه أن هناك سيارة غريبة بها شخص غريب تتبعها
خلال اليومين الماضيين اختفى يوسف تماما كانت تود أن تصفي الأجواء معه بعد حديثها المريح مع حمد ولكنه لم يحضر ولم يتصل وهي يستحيل أن تبادر بالاتصال ولكنها أيضا خلال اليومين الماضيين بدأت تخرج كثيرا للسوق هي وجدتاها وأحيانا أمها.. للتجهز لزواجها الذي تقبلت فكرته بارتياح لذا لم تشغل بالها كثيرا بغياب يوسف الغريب وغير المعتاد
وجدت حمد اليوم يجلس في الحديقة ويستمتع بشمس الأصيل الضعيفة التي أضعفتها برودة الجو أكثر كان يقرأ كالعادة ومستغرقا في القراءة
اقتربت منه سلمت بمودة.. أنزل حمد نظارته: أهلين بالعروسة.. ثم أكمل بحنين: تدرين اليوم قبل صلاة الظهر كلمت أمي..يالله وش كثر كانت هي مشتاقة وأنا مشتاق
باكينام تجلس: إزيها؟؟
حمد بهدوء: تمام.. أنتي أشلونش؟؟ عسى صفيتي الجو مع... هو شاسمه؟؟
باكينام تتنهد: يوسف
حمد يضحك: وتنهيدة بعد.. شكلش رايحة في خرايطها
باكينام تبتسم: إيه خرايطها دي.. شكلها تهزيئة
حمد يبتسم: مهوب تهزيئة لكنها بنت عمها
باكينام بفرح حقيقي: ماشاء الله النفسية النهاردة بمب
مازال مبتسما: الحمدلله من سمعت صوت الغالية وانا فوق الريح
باكينام بمرح: انته النهاردة رغاي.. ونسيتني أنا جايه ليه
حمد بمودة: الوحدة اللي جايه تزور أخيها تبي لها سبب..
باكينام بتأثر: ربنا يخليك.. وأنا والله حاسة إنك زي أخويا وأكتر
حمد يهمس بعمق: تدرين عندي 3 خوات توأم..حرمتهم يحسون بأخوتي لهم
باكينام بصدمة رقيقة: تلاتة توأم.. تتكلم جد؟؟
حمد بحماس طفولي: والله جد.. عمرهم 17 سنة.. يجننوووووون
باكينام بحماس مشابه: واو.. وكلهم شبه بعض؟؟
حمد بابتسامة عميقة: نعم ولا... عالية وعلياء شبه بعض تمام أنا ما أقدر أفرق بينهم إلا بصعوبة معالي هذي غير في كل شيء.. شيطانة.. جن مصور على قولتكم
أكمل بحنين: والله اشتقت لهم.. نفسي أعوضهم عن جفاي وقسوتي عليهم تخيلي مالهم أخ غيري.. بيني وبينهم فرق 14 سنة.. المفروض هم مثل بناتي.. لكن عمري ما حسستهم بأي حب..لا وكنت كثير أقول لهم بقسوة إني ما أحبهم.. رغم أنهم ينحبون.. والله العظيم يدخلون القلب
باكينام تبتسم: ربنا يخليك ليهم.. ويخليهم ليك.. كلها شوية وتخلص علاجك وترجع ليهم
ثم أردفت: أنا تاخرت كتير واحنا بنرغي.. رفعت الكيس ووضعته على الطاولة: أنا جايبة لك هدية صغننه عشان شفت هدومك انهرت من الغسيل جبت لك شوية لبس على زوئي
حمد يبتسم: تدرين إني كنت أبي أوصي حد على ملابس ماشاء الله على حاستش السادسة
باكينام بمرح: طب الحمدلله.. ودلوئتي أستاذن
حمد يستوقفها: أنا مابعد خلصت كلامي..
باكينام باستغراب: فيه إيه؟؟
حمد باستفسار: كم ثمنهم؟؟
باكينام بغضب: عيب عليك حمد.. مش بتئول دلوئتي احنا أخوات
حمد بحزم: ماعليه باكينام أخوان.. بس لو ماخذتي فلوسهم شيليهم معش..
باكينام بغضب خفيف ممزوج بمرح مصطنع: أنتو الرجالة العرب فيكم الخصلة الوحشة دي أنا متاكدة لو أن اللي جاب لك الهدية دي راجل.. يوسف مسلا كنت هتئبلها بدون حساسية بس عشان أنا وحدة ست.. كرامتك ما تسمحش ليك تئبل حاجة من مخلوء أقل من مستواك الرجولي العربي الرفيع إزاي تلوس أخلاقياتكم العربية وفحولتكم الشهيرة وتنجسها أنك تساوي بين ست وراجل!!
حمد ابتسم ابتسامة جذابة ناعمة: أوه الأخت شكلها شايلة علينا احنا الرياجيل العرب من قلب؟؟
باكينام همست وهي تهمس بمرح: أبو الئلب وأمه على قولت بت خالك هيا
ضحك حمد: الله يعين يوسف عليش.. شكلش بتقومين الحرب العالمية الثالثة عليه
باكينام بابتسامة: هو اللي جابه لنفسو.. وبنفس الطريقة العربية المعتادة فرض نفس.. وجبر.. وغصب...وقوة.. وتسلط.. وجبروت.. المصطلحات العريقة اللي بيتقنها كل راجل عربي
حمد يبتسم: تدرين أفكارش تبي لها إعادة تأهيل كامل.. أنا بصراحة واحد مهوب في موقع حوار أو إسداء نصيحة لأني لين قبل 3 شهور كنت أسوأ نموذج ممكن يكونه رجل أو حتى إنسان متسلط ومتوحش ويدي طويلة لكن أنا قارئ عتيد.. ومن منطلق خبرة الكتب مهوب من خبرتي أقول لش: التعميم أكبر ذنب فكري ممكن الواحد يرتكبه في حق نفسه وحق قناعاته إنك تبني قناعة كاملة على أساس تعميم جريمة يعني أنتي الحين تقولين الرجل العربي والرجل العربي.. وتطلقين أحكام شاملة وعامة وقطعية تذكري إنه الوالد رجل عربي ويوسف رجل عربي وأكيد عندش أهل رجال عرب.. علاقتش فيهم كلهم بتكون علاقة متوترة ومتحسسة وفيها قدر كبير من التحفز لأنه تفكيرش كذا تفكير حربي وكأنه احنا في معركة بين الرجل والمرأة..ولازم واحد منهم يربح لكن النتيجة صدقيني بتكون خسارة الطرفين وحطي ذا الشيء في بالش وأنتي قريب بتبدين تبين حياتش مع يوسف لا تكونين متشددة بذا الطريقة وشوفي الأشجار على علوها وقوتها إلا أنها تنحني للريح عشان ما تنكسر
وإذا أنتي تحبين لعبة التعميمات هذي فليش تنكرين التعميمات اللي تقول إنه الرجل العربي يحب يكون سند للمرأة ويحب يحميها ويحتويها ويحسسها بالأمان أو أنتي بس تختارين التعميمات اللي تناسب اللي في رأسش بس والتعميمات اللي ما تناسب تدوسينها؟!!
باكينام كانت ترفع حاجبيها تعجبا وإعجابا.. والحوار بينها وبين حمد يمتد ويمتد ويتشعب وامتد الوقت دون أن تشعر باكينام حتى همس لها حمد: تايم آوت.. المغرب بيأذن ولازم أقوم موعد وردي.. وأبي أصلي عقب.. اسمحي لي
باكينام نظرت لساعتها برعب: ساعتين ونص من غير ما أحس أنا تأخرت خالص
حمد يقف ويتناول نظارته ويلبسها ويهمس لها بود أخوي: اعتبر هذا إطراء إن حديثي أخيرا أعجب حد
باكينام بمودة: على ئد ماشفت وتكلمت مع ناس ماشفتش محاور زكي وعميق زيك
حمد يغادرها وهو يلوح بيده ويقول: شكرا على المجاملة.. والمرة الجاية لازم تجيبين يوسف معش
باكينام غادرت المصحة قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة وتوجهت لبيتها والسيارة إياها تتبعها
فور وصولها توضئت وصلت.. بعد التسليمة بقليل رن هاتفها كان يوسف.. ارتعش قلبها بعنف لم تسمع صوته منذ لقاءهما ذلك الصباح قبل يومين مشتاقة له.. مشتاقة.. مشتاقة
همست بود: أهلا يوسف
يوسف بطريقة مباشرة وهجومية: كنتي فين؟؟
باكينام تناست كل قراراتها وكبرياءها العنيد يحضر: مش شغلك
هو السبب.. هو من دفعها للرد عليه بهذه الطريقة
يوسف بحدة أكثر: باكي أنا مش فايئ لك.. خلي نهارك يعدي أنا بأسألك كنتي فين؟؟ (كان يشدد على حرف)
باكينام شعرت بالتردد من حدته الزائدة: كنت باعمل شوبنق مش المفروض إنه فرحي بعد أئل من تلات أسابيع
يوسف ببرود ممزوج بالنار: آآآآآآه فرحك.. ورحتي فين كمان؟؟
باكينام بتردد أكبر: مارحتش مكان رجعت البيت..
يوسف بنبرة خاصة: أكيد؟؟
باكينام بنبرة قوية لأنه استفزها: آه أكيد.. عندك مانع..
يوسف بنبرة خاصة اشتمت فيها رائحة غير مريحة: ابئي افتكري يا باكي إني سألتك ما أعطلكيش.. تصبحي على خير
(أصبح على خير بعد المغرب مالو ده؟؟ مش عوايدو)
باكينام شعرت بالذنب لأنها لم تخبره بزيارتها لحمد شعرت أن إخفائها لهذه الزيارة جعلها ذنبا حقيقيا يخنق روحها ترددت في إخبار يوسف لأنها تخشى من ردة فعله.. فهو غيور ومتسلط ولن يتفهم سبب زيارتها لحمد وهي في غنى عن المشاكل مع اقتراب موعد زواجهما
************************
قبل ذلك بساعات الدوحة
غرفة الجدة أم محمد / هيا الكبيرة
مازالت تجلس على سجادتها من بعد صلاة العصر وتسبح دخلت عليها هيا بخطوات مترددة تود لو كان باستطاعتها العودة.. تود لو كان بإمكانها إلغاء كل الحقائق المؤلمة فهذه العجوز اكتفت من الحزن.. اكتفت لأبعد حد فهل يكتب عليها أن تُطعن شيخوختها بحزن جديد وألم جديد هل مازال بها جَلَد واحتمال؟!!
هيا اقتربت من جدتها.. الجدة حين رأت هيا بالقرب تناولت برقعها من جوارها وارتدته هيا جلست جوارها وقبلت كتفها.. سلمت ثم صمتت
الجدة همست بعمق: هويه وش عندش؟؟ كنش وراش علم
هيا بهدوء ساكن وعمق موجع: يمه تدرين إنش إن شاء الله من أهل الجنة.. لأنه اللي تفقد ولدين وتصبر جزاها الجنة إن شاء الله
الجدة صمتت.. وهيا تستمر في التهيئة التي لا تعرف أين تقودها: يمه أبي راح.. وعمي سعود راح.. وجدي راح.. وقبلهم أبيش وأمش وأخوانش.. وأنتي صبرتي على كل شيء جربتي الحزن كله.. ولأنش إنسانة مؤمنة صبرتي على ذا كله.. كم عمر عمي سعود يوم مات؟؟ 23 سنة أو 24 سنة؟؟ شباب وراح الموت هو أكبر حزن في الدنيا وأنتي جربتيه.. يعني اللي أقل منه أنتي عليه أصبر وأقدر
تنهدت هيا الكبيرة بعمق وهي تقول بنبرة غامضة مجهولة الانفعالات: ناصر وش فيه يا هيا؟؟ اخلصي علي
هيا ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس: وش دراش إنه ناصر؟؟
الجدة بذات نبرتها الغامضة: من يوم راح الخبل صباحية عرسه يسابق وأنا قلبي ناغزني ثم يوم لحقه المعرس الثاني ثاني يوم.. وقلبي ناغزني أكثر ثم محمد وعبدالله كلهم راحوا له.. تبيني ما أدري إن اللي في ناصر شيء كايد قولي لي وش صار له؟؟
هيا صمتت.. لم تعرف أن الأمر سيكون صعبا كذا
الجدة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: هيا خلصيني
هيا انتفضت تفاجئا من جدتها التي انتقلت بشكل مفاجئ من الهدوء الساكن للثورة العاتية لتقول هيا بدون تفكير: قصوا رجله
الجدة برعب وهي تغرز أصابعها في عضد هيا: ويش؟؟ ويش؟؟
هيا ندمت من تسرعها في قذف الخبر ولكن هل كان من الممكن أن يُقال بطريقة ألطف؟!!
هيا ربتت على كف جدتها التي تعتصر عضدها وهي تهمس لها بعمق حنون: يمه فديتش العلم والطب تطورو.. وبدل ساقه يقدر يركب ساق كنها ساق صدقية يمشي فيها عادي ويروح ويأتي ويسوق سيارته عادي ما كنه تغير شيء عليه
الجدة تنهدت وزفرت بألم عميق.. ثم همست لهيا بحزم متألم: هيا شغلي لي الرادو على قناة القرآن.. واطلعي وسكري الباب علي
هيا برجاء: تكفين يمه باقعد عندش
الجدة بألم: هيا يأمش لا تراديني..روحي
هيا انسحبت وهي تشعر بألم عميق يحز في روحها ألم جارح من أجل هذه الغالية التي يعبر حزنها العميق عن مقولة العرب الأثيرة (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد) كان بودها أن تلغي نظرة الحزن الموغلة في الوحشية التي افترشت عينيها وظللت أهدابها النظرة التي رأتها تطل من عينيها بجزع وهي تنسحب من غرفتها لتتركها تختلي بأحزانها من أجل حفيدها المرح الممتلئ بالحياة الذي غادرها بساقين ليعود لها بساق واحدة!!!
**********************
ذات الليلة بيت عبدالله بن مشعل الصالة الرئيسية
حيث تجلس هيا وموضي لطيفة تدخل عليهما هي وبناتها قادمة من بيت عمها محمد.. وعائدة لبيتها
سلمت ثم جلست، همست: جدتي أشلونها؟؟
موضي بألم: على حالها.. في غرفتها وتسمع قرآن.. ومهيب راضية حد منا يقعد عندها.. يمكن لو مشاعل هنا كان عرفت لها
لطيفة بحزن: مشاعل الله يعينها بعد.. خليتها وراي عند عمتها أم مشعل
هيا بقلق: إلا أم مشعل والبنات شأخبارهم؟؟
لطيفة بهمس متألم: متصبرين ومتقبلين بس الحزن في وجيههم معشش
هيا بمساندة: الله يعينهم.. وإن شاء الله إذا شافوه طيب.. وخصوصا عقب ما يركب ساقه.. بيتطمنون
لطيفة وقفت وهي تقول بهدوء: بأمر على جدتي أمسيها بالخير وعقب باروح لبيتي.. اليوم مادرست شيء
***************************
اليوم التالي مساء ناصر يصل إلى مطار الدوحة كانت احتفالية حاشدة في استقباله من أهله ومعارفه ومختلف الفرق القطرية في الألعاب المختلفة امتلأ المطار عن آخره بمستقبليه الذي تتبعوا سيارته حتى وصل إلى فندق الشيراتون حيث يُقام عشاء على شرفه وسلامته
كان ناصر يستخدم عكازيه في التنقل ورغم صعوبة الأمر عليه خصوصا أن كفيه مازالا يؤلمانه لكنه كان يحاول التحرك بأكبر قدر من الثقة يستطيعه
وهاهو يجلس يحيط به أهله وأصدقائه وأعضاء فريقه حسن بذراعه المجبرة كان يجلس جواره.. همس لناصر بمرح: ما لقينا من ذا الخيل خير..
ناصر يبتسم: إلا ماوراها إلا الخير... رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)
حسن بجدية متألمة: ناصر أنا مالي وجه منك عقب اللي سواه ثيندر
ناصر بابتسامة: هذا شيء الله كاتبه.. أنت بتحاسب حيوان يا ابن الحلال
حسن بغموض: أنا حاسبته خلاص
ناصر برعب: وش سويت فيه؟؟
حسن بحزم: ما تعذب.. فرغت المسدس كامل فيه
ناصر بغضب: أنت مجنون.. تذبح حصان قيمته فوق مليون ريال.. ما تبيه كان بعته..
حسن بود وأخوية: يعل المليون تفداك.. أنا ماعاد طقت شوفته.. ولما دريت إنه وصل من الأردن.. عزّمت أخلص منه.. ولا تعيد ذا السالفة علي.. بأشتري لي حصان غيره
ناصر بألم: الله يهداك حسن.. ليش سويت كذا؟؟
حسن بمرح: خلاص يا ابن الحلال خلصنا من ثيندر.. قل لي متى بنرجع نتدرب سوا
ناصر بابتسامة: أسبوعين ثلاثة لين أركب الساق..
حسن بمودة: وعد..
ناصر بمودة أكبر: وعد
**************************
بعد حوالي ساعتين حوالي الساعة 11 مساء
بيت محمد بن مشعل يصل ناصر وراكان أم مشعل والعنود ومريم في انتظارهما
ناصر دخل وهو يتسند على عكازيه.. وراكان بجواره والدته حين رأته قفزت.. وعيناها تغيمان لكن ناصر حلف عليها أن تجلس وهو يتوجه لها ويجلس جوارها يحتضن كتفها ويقبل رأسها ثم يقبل يدها وهو يهمس بحنان: والله إني طيب يا الغالية.. تكفين ما تبكين
وإذا كانت والدته امتثلت لرجائه وهي تمنع عينيها من البكاء وإن كان قلبها يبكي وينزف وجعا وألما فإن العنود لم تمتثل مطلقا وهي تجلس جواره من الناحية الأخرى وتلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء حاد ناصر احتضنها بحنان وهو يمسح على شعرها: بسش يا الدلوعة هذا تبكين عشاني وإلا عشان مشتاقة لفارس؟؟
العنود همست له وهي تقبل كتفه: الحمدلله على سلامتك.. وخارج من الشر
ناصر بمودة: الله يسلمج.. وقومي مني خليني أسلم على مريم
مريم برقة وهي تقوم لتتحسس طريقها: انا باجيك
ناصر تعكز بصعوبة ووقف وهو يقول: لا والله ما تقومين أنا جايش
أم مشعل بجزع: راكان يأمك عاونه
راكان يبتسم: خله مهوب في عازتي.. أنا عقب أبيه يعاوني هو الصغير وأنا أخيه الشيبه
أم مشعل بحزن: جعلني أشوف عيالكم يعاونونكم..
ناصر وهو يميل على مريم ويقبل رأسها: راكان الأول عشانه الكبير
مريم تحتضن رأس ناصر وهي تهمس: الله يكتب أجرك
ناصر يهمس لها: وأجرش
ثم ألتفت ناصر لراكان: يالله راكان خلنا نروح لجدتي
راكان بهدوء: الوقت متأخر شوي.. خافها رقدت
ناصر يهز رأسه: مشعل وفارس ينتظروننا هناك.. مشعل يقول إنها متروعة علي..خلنا نروح نسلم عليها
راكان وناصر خرجا وأم مشعل تميل على العنود وتهمس لها: قومي روحي لبيتش قبل يوصل فارس
العنود توترت وهي تتذكر فارس لكنها أحكمت لف جلالها وهي تسلم على والدتها ومريم وتخرج لبيتها
راكان وناصر يخرجان عبر الباب الرئيسي ليدخلان بيت عمهما من الباب الرئيسي
ناصر يستفسر من راكان بتلقائية: متى ملكتك؟؟
راكان تفاجأ من سؤال ناصر المباغت لكنه أجاب بهدوء: خلنا لين نتطمن عليك أول يا ابن الحلال
ناصر بغضب: ليه أنا مكسح وإلا متحرول تطمن علي؟!!!
راكان بذات الهدوء: يا شينك وأنت معصب.. تدري أنا وش أقصد
ناصر يحاول العودة لهدوءه ويهمس لراكان: أنا مافيني إلا العافية وملكتك تممها بسرعة.. تدري إن مشعل بيرجع أمريكا عقب عقب حوالي 3 أسابيع ثم أكمل بمرح: وبعدين مابغيت أصدق إنك وافقت أخيرا تعرس أكيد إنك في حالة غيبوبة خل نستغلها قبل تصحا منها
راكان يبتسم لأن ناصر يبتسم: ليه ؟؟ لعب بزران عشان أهون
***********************
بيت عبدالله بن مشعل
مشعل وفارس وموضي وأم مشعل يجلسون في غرفة الجدة المتوترة انتظارا لوصول ناصر
مشعل ينهي اتصالا ويقول بهدوء: هذا هو ناصر عند الباب.. أبشري به يمه
موضي وقفت: بأطلع ألبس عباتي أهني ناصر بالسلامة
لم تعلم أن هناك أحدا آخر معه.. أو كان يستحيل أن تعاود النزول فهي مازالت تشعر بمرارة جارحة وخجل متعاظم من عرضها لنفسها على راكان وعاجزة عن مجرد التخيل أن تضع عينها بعينه
موضي خرجت ومشعل توجه لباب البيت ليفتحه رغم أنه مفتوح.. ولكنهما لن يدخلا حتى يؤذن لهما فعليا وخصوصا مع تأخر الوقت
توجها ثلاثتهم لغرفة الجدة
ناصر توجه مباشرة لجدته بعد أن قبل رأس أم مشعل التي وقفت لاستقباله وراكان ألقى التحية من بعيد على أم مشعل التي كانت تلبس برقعها وتلتف بجلال واسع
ناصر وضع عكازاته بجواره وجلس جوار جدته وقبل رأسها وكفها الجدة لم تحتمل رؤيته يدخل عليها متسندا على عكازات مسحت دمعة خائنة بطرف برقعها وناصر عاود تقبيل يدها وهو يقول بتأثر: تكفين يمه ما تبكين أفا يا ذا العلم.. أم محمد تبكي ما عمري شفت لش دمعة.. تكفين ما تقهريني
الجدة تماسكت وهي تقول بهدوء موجع: جعلك ما تذوق القهر يأمك وجعل ربي ما يحسرك مهوب هاين علي شوفتك تعكز وانا شايفتك طالع من عندي تمشي على أرجيلك
ناصر يبتسم بألم وهو يحتضن كفها بقوة: أفا عليش كلها أسبوعين وإلا ثلاثة وأركب ساقي الجديدة.. وأول مشوار لش.. وبأطلع أنا وياش نفر سوق واقف كله
راكان يقترب ويقبل رأسها وهو يقول باحترام: أفا يمه شكلش شفتي نويصر ونسيتيني حتى من السلام
أم محمد بود مصفى: ماعاش من ينساك يا الغالي..
راكان جلس من الناحية الأخرى وهو يستفسر من جدته باهتمام عن أحوالها
حينها قال فارس بمرح رقيق: شكلهم عيال محمد بيأخذون جدتنا قطوعة لهم
الجدة ألتفتت لفارس وهي تقول بغضب رقيق: فويرس عادك هنا قم لا بارك الله في عدوينك من معرس.. قم أكيد العنيد قاعدة تتناك ذا الحين
فارس توتر داخليا بعمق لذكرها ...هو مر للسلام على والدته قبل المجيء هنا وتجنب حتى السؤال عنها.. لا يعلم فعلا لماذا يتصرف بهذه الغرابة
ناصر همس بمرح: ايه تستاهل عشان ما تنظلنا أنا وأخي.. حاسدنا في حضن جدتي
حينها الجدة ألتفتت لناصر لتقتص لفارس وهي تهمس له بذات نبرة الغضب الرقيق: وأنت بعد يا نويصر قم .. قم روح لمرتك.. معاريسن ماعليكم شرهه الله يعين بناتي عليكم
فارس حينها ابتسم وهو يشير لناصر بحاجبيه.. لينتقل إحساس أعمق بالضيق لناصر.. أعمق بكثير.. كان شبه متأكد أنها لابد في بيت أهلها لكن بما أن جدته تقول له أن يقوم فمعنى ذلك أنها تنتظره هناك.. في بيته..
حينها همس مشعل بهدوء: بأروح معك يا ناصر.. أبي أسلم على أختي
والسبب الحقيقي لذهاب مشعل أنه أراد أن يمتص صدمة اللقاء الأول.. فهو من شهد المغادرة.. وشهد صدمات أخته ويود أن يحاول تلطيف الجو بينهما
الأربعة نهضوا معا للمغادرة وهم يعبرون الصالة الرئيسية يستعدون للخروج نزلت موضي بعباءتها ونقابها توقفت عند العتبة الأخيرة وهي تتمسك بطرف حاجز الدرج الحشبي حتى لا تنهار وهي ترى رابعهم لم يعد هناك مجال للتراجع أو الهرب ومشعل يقول: ناصر.. بنت عبدالله تبي تهنيك السلامة
بقيت موضي في مكانها متمسكة بطرف الحاجز وكأنه يحميها وهي تهمس: الحمدلله على سلامتك يابومحمد.. خارج من الشر
ناصر باحترام دون أن يلتفت ناحيتها: الشر ما يجيش والله يسلمش أشلونش طال عمرش في الطاعة؟؟
موضي بخفوت وهي تشعر أن ريقها جاف جاف جدا: طيبة طال حالك ومجار من الشر
قالتها ثم عاودت الصعود.. بينما هي فعليا تريد الهرب قبل أن تتداعى أمامهم وتنهار (أي جريمة نكراء ارتكبتها بحقه وبحقي؟!!)
كانت المرة الأولى التي ترى فيها راكان من هذا القرب منذ سنوات بدا لها مثاليا أكثر مما يجب مقارنة بها.. بل بدت لها المقارنة مستحيلة بينهما رجل فوق الكمال.. وامرأة تحت النقص
كانت تجد نظراتها غصبا عنه تتجه نحوه في نظرات خجلة مبتورة كان يقف واثقا بكامل هيبته دون أن يلتفت ناحيتها مطلقا بدا لها مخلوقا أسطوريا كما كانت تراه طيلة سنوات صباها المبكر الفكرة التي أقنعتها أن لا أحد يتزوج الاساطير.. الفكرة التي عادت لمهاجمتها
هاهي تتمدد على سريرها تشعر باليأس والخوف والوجل وهي تتذكر تفاصيل شكله ووقفته.. ثقته المفرطة..سماره الصافي.. نظرة عينيه الأشبة بنظرة نمر واثق متيقظ وذكي عارضاه السوداوان المحددان بدقة ثم ذلك الطول والعرض الاستثنائيان تماما.. رغم أنها اعتادت على الطول والعرض صفة كل رجال آل مشعل المميزة ولكنه بدا لها مختلفا وهي تميز بوضوح عرض كتفيه وصلابة عضلاته المتبدية بتحفز من تحت انسياب ثوبه الشتوي الرمادي كل مافيه كان مثاليا وكل مافيها كان باهتا..هكذا فكرت!!
(واحد مثل هذا أشلون يأخذ وحدة مثلي.. حتى لو كان زواج صوري أشلون أقدر أحط عيني في عينه هذا بيحطم اللي باقي عندي من الثقة في نفسي أنا أشلون تهورت وطلبت منه يتزوجني.. أشلون)
عشرات الافكار المؤلمة تطوف ببال موضي.. وقرار جديد يتشكل في ذهنها
************************
بيت فارس بن سعود غرفته تحديدا
العنود وصلت منذ فترة مشبعة بالحزن.. ومازال لديها الكثير من الدموع التي لم تروِ قلبها المفجوع بعد
لذا حين وصلت ولم تجد أحدا وهي تختلي بذاتها وجدت أن موجة جديدة من البكاء تجتاحها بكاء هي تحتاجه بشدة.. فألمها لمصاب شقيقها كان أكبر من الوجع ذاته والحزن بداخلها كان عميقا.. عميقا جدا
كانت تجلس على الأريكة تحتضن مخدة صغيرة تنثر دموعها فيها كانت مستغرقة تماما في نحيبها الخافت ووجهها مدفون في المخدة لذا لم تنتبه أن الباب فُتح وخطوات ثقيلة تقترب منها
*************************
بيت محمد بن مشعل قسم ناصر
مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها
تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة ألوانه خليط من الزهر والأسود مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية مما جعله أقصر وأكثر إثارة
وهي في دورانها في البيت طُرق الباب قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها فتحت الباب بتردد لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول
****************************
بيت محمد بن مشعل غرفة راكان
كان راكان يصلي قيامه حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه المحمول
حين سلّم من صلاته تناول هاتفه ليرى الرسالة تغير وجهه وهو يقرأها.. تغير جذريا ومضمون الرسالة يشعل غضبه لأبعد حد رغم حلمه الشاسع الذي عُرف به
ومازال غضبه يسيره وهو يتصل بالجهة التي وصلته الرسالة منها ليصرخ بغضب كاسح ولكن مكتوم من بين أسنانه فور رد الجهة عليه: أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟!!
#أنفاس_قطر# .. الحين خلصتوا البارت وجاء وقت ثرثرتي الخاصة ومافيه داعي تتعبون أنفسكم وتعلقون على ثرثرة وحدة مشتاقة لكم وتبي تهذر بس خلوا تعليقاتكم للبارت وأنا أركنوني على جنب
بنات كثير عاتبوني على أن الغياب بسبب الكلام اللي وصلني وإني كيف أهتم لكلام وحدة أو ثنتين وأترك مساندة الكثيرات لي
يا حبيباتي أنتو تركتوا سببين ومسكتوا في الثالث هذا كان سبب ثانوي جدا أمام السببين الأولين اللي هم تعبي وحملي والضغط علي ورغبتي في صياغة مركزة للقصة ولو رجعنا للسبب اللي ضايقكم بأقول لكم: لو أنتي جالسة في وسط حديقة خضراء من أروع ماخلق ربي والجو من أبدع ما يكون وأنتي جالسة في كرسي مريح جدا ما ودك تقومين منه ومعاك كل أهلك وأحبابك وصديقاتك لكن فيه دبوس صغير تافه يشكك هل بتظلين جالسة؟؟ أو لازم تقومين عشان تشيلين الدبوس؟؟ رغم كل المغريات للبقاء لكن المنطق الإنساني يقول لابد من البحث عن الدبوس لقذفه بعيدا.. ثم العودة للجلوس وهذا أنا رميت الدبوس.. ورجعت أجلس
شيء ثاني إنه البعض عاتبني إنه لو حتى كان فيه كلام يوصلني المفروض إني ما قلته وأكتفيت بذكر السببين الأولين لأن الأجازة أصلا من حقي ومافيه داعي لتقديم تبريرات وذكري للسبب الثالث بيّن ضعف في شخصيتي غير اللي تعرفونه عن أنفاس قطر وأنا أقول لهم كلام وهو فعلا كلام مهم إنه عندنا نحن العرب بشكل عام مشكلة اسمها انعدام الشفافية والأمم المتحدة تسوي تقرير سنوي عن مدى شفافية الدول والدول العربية كلها في ذيل القائمة ليش؟؟ لأن شعوبها تعاني من انعدام الشفافية قبل حكوماتها <<< يا شين دخال السياسة على غير سنع.. بس تحملوا خبالي يعني يا بنات مو كفاية إنه احنا متخبين خلف أسماء مستعارة وأقنعة؟!! حتى مشاعرنا وأحاسيسنا لازم نلبسها أقنعة؟!! أنا تضايقت من شيء معين.. وين المشكلة إني أشركتكم معي في ضيقي؟!! أو لازم أخبي عليكم وأقول أنتو شدخلكم؟؟!! عمر الشفافية ما كانت ضعف في الشخصية.. لكن ضعف الشخصية لما تحاول تبين للناس شيء غير حقيقتك وتلبس ثوب شخصية غير شخصيتك والإنسان السوي الطبيعي مهما كانت قوة شخصيته فهو يبقى إنسان تجتاحه لخظات ضعف يحتاج فيها لفترة راحة يعيد فيها ترتيب أوراقه فكيف لما يكون هذا الإنسان مثلي يعاني تعب جسد وفكري هائل..؟!! أنا حامل وأعاني من هزال وتعب شديد مع الحمل ومع كذا كنت كل يوم أكتب وأنزل لأني دائما أقول الإلتزام قضية ومحبة الناس قضية أكبر وفعلا محبتكم هي قضيتي الأكبر والأهم الله لا يحرمني من محبتكم ويديم المودة قلوبنا
نجي لفريق ثالث من البنات.. اللي قالوا إنه كاتبة كبيرة مثلي<< الله يكبر قدرهم عند ربهم المفروض إنها ما تقول إنه فيه حد تجرأ وقلل من قدرها حتى لو حصل هذا
يا بنات يا نبضات قلبي لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر وأكبر الناس عند الله أصغرهم في عين نفسه وأنا والله العظيم ما أعترضت على قولتهم كاتبة أو غير كاتبة لأنه أنا أرحب بالنقد وأنبسط فيه مهما كان قاسي.. ومن حقهم يعبرون رأيهم لكن رفضي فقط كان للأسلوب التجريحي وأنا لأني مارديت عليهم مطلقا فإثارة القضية علنا فرصة إني أقول أنا أرحب بكل كل نقد للقصة مهما كان قاسي لكن أي رسالة قصدها التجريح في شخصي سأحولها فورا لإدارة المنتدى للتعامل معها
وخلصت الهذرة وعدنا والعود أحمد ووالله أشتقت لكم كثير شوق ماله حدود ولو أنتو تحبوني شوي أنا أحبكم كثير والله الشاهد وموعدنا صباح الأحد إن شاء الله . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الأحد أكتوبر 23, 2011 6:34 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الورد والفل والياسمين صباح القلوب الأروع والأطهر صباحات البهجة المشبعة بالألق التي تستحقونها لأنها تشبه ألقكم المختلف
من التساؤلات التي أثيرت في الجزء الماضي استغراب ما من ثقافة حمد وأنه لم يرد لها ذكر سابقا فكرة كون حمد مثقفا فكرة أنا قصدتها منذ البداية في دلالة أن المرض النفسي قد يصيب حتى أكثر الناس ثقافة وعلما ومع هذا نجدهم يرفضون العلاج النفسي إذا عدتم للأجزاء الأولى ستجدون حوارا بين حمد وموضي تقول له فيه: أنك رجل مثقف ومعك ماجستير في التربية.. والعلاج النفسي ليس عيبا
ودور حمد لم ينتهِ بعد.. فهو سيعود لبؤرة الضوء.. بظهور مختلف.. ولكن ليس قريبا
من التساؤلات الشخصية من تسائل في أي شهر أنا يبدو أن البعض يخاف أن ألد وأترككم معلقون أنا الآن في نهاية الشهر السابع وعلى كل الأحوال أنا مستمرة معكم إن شاء الله حتى ما قبل رمضان حينها سأوقف القصة لأن رمضان ليس شهرا للقصص كما أني سأكون دخلت التاسع لا أعلم إن كانت أسى الهجران ستنتهي قبل رمضان أو بعده ولكني لن أفسدها بالاستعجال وبعد رمضان لن أكمل أنا معكم.. ستكمل معكم شقيقتي الصغرى أو ابنة خالتي
هكذا انتهت الثرثرة اليومية .. طويلة أعلم << هل ثقل الحمل يسبب ثرثرة؟؟
جزء اليوم أخشى أن تقولوا أنه قصير بعد الجزء الماضي المفرط في الطول ولكن هانحن نعود للنشر اليومي ومع النشر اليومي تنتفي الحاجة للطول فلقاءنا غدا إن شاء الله التاسعة صباحا . . استلموا الجزء السبعين . . لا حول ولا قوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء السبعون
بيت عبدالله بن مشعل غرفة موضي منتصف الليل
(حينما كنت مشبعة بالحياة ومقبلة عليها كان نصيبي رجل هو أقل من أقل أحلامي امتهنني حتى ألغى إنسانيتي وكينونتي وأنوثي وحينما زهدت في كل شيء وماعاد بي ما يغري أي رجل بي أجدني تورطت مع رجل هو فوق كل ما أكون قد حلمت من معجزات عصية التحقيق لا تلاقي مطلقا بيننا.. ولا بأي صورة)
موضي متوترة.. مثقلة بالتفكير.. وعشرات الأفكار تعصف بها ثم استقرت في الختام على قرار فطلبها من راكان أن يتزوجها كان متهورا لأبعد حد وربما لأنها في وقتها كانت مرتبكة من قرار والدتها ووجدت راكان يرد عليها وهي في قمة يأسها فاتخذته طوقا للنجاة دون أن تفكر فيه هو شخصيا رجل مثله في اكتماله الموجع يستحق من هي مثله وليس بقايا امرأة.. حتى وإن كان في إطار زواج صوري فهي أمام الناس زوجته.. كيف ستحتمل عقد المقارنة بينهما؟!!
لذا قررت التوجه لغرفة شقيقها سلطان كان مستغرقا في النوم.. تناولت هاتفه المحمول وأخذت رقم هاتف راكان منه
وكتبت له الرسالة التالية:
" راكان أنا أحلك من طلب الزواج المخزي اللي أنا أجبرتك عليه بأقول لأبي إني أنا اللي ما أبي الزواج عشان ما تنحرج معه ورايتك بيضا يابو محمد"
أرسلتها ثم تناولت مصحفها لتقرأ وردها قبل أن تنام وتطمئن روحها القلقة
بعد عدة دقائق كان هاتفها يرن تناولته وهي تظن أنها لابد لطيفة فلن يتصل أحد في هذا الوقت سواها بما أنها تسهر للدراسة
ولكنها صُدمت وهي ترى أنه ذات الرقم الذي أرسلت له الرسالة قبل قليل ابتلعت ريقها بصعوبة كانت تتمنى ألا ترد عليه ولكنها مجبرة أن تفعل.. تناولت هاتفها لترد بصوت متردد: ألو
ليفاجئها صراخة المكتوم على الجهة الأخرى: أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟؟
موضي ابتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت: محشوم يابو محمد
راكان بنفس النبرة الغاضبة التي لم يعتدها: ليه أنتي خليتي فيها محشوم
موضي بذات الهدوء الخافت: الله يهداك راكان مافيه داعي تعصب أنا قلت لك الموضوع من صوبي أنا اللي بأقول أني ما أبي أتزوج
راكان من بين أسنانه: ياسلام عليش.. وفي ظنش أنا رأيي ماله قيمة أول وتالي الظاهر إنش ماتعرفين راكان من هو ومهوب أنا اللي أمشي على شور النسوان.. أنا يوم وافقت وافقت بكيفي.. لا تظنين للحظة إنش أنتي اللي جبرتيني والحين بعد مهوب على كيفش تقولين هون خلاص كني لعبة عندش.. شوي تلعبين بها.. وعقبه مليتي منها
موضي بألم: راكان مافيه داعي للتجريح.. أنا مستخسرتك فيني أنت تستحق اللي تساويك مهوب وحدة مثلي
راكان بصدمة: مستخسرتني فيش؟؟!! موضي عيب عليش ذا الكلام.. عيب ثم تنهد وأكمل: إذا أنتي خايفة إني ممكن يوم أسوي فيش مثل حمد فأقول لش تنقص يدي ولا أمد عليش أصبع
موضي باستنكار: لا والله ماطرا علي أنت وين وحمد وين لكن.......
راكان قاطعها وهو يقول بثقة ثابتة: خلاص لا تقولين شيء سالفتنا منتهية.. والناس كلهم منتظرين الملكة فلا تحرجين نفسش وتحرجيني وملكتنا بتكون قبل سفر مشعل
موضي بتردد: زين عندي شرط
راكان بثبات: ما تشوفين إنش مسختيها بالشروط.. بس ولا يهمش تدللي
موضي برجاء حقيقي: آخر شرط.. تكفى
راكان بهدوء: زين قولي
موضي بخفوت: إنك تزوج عقب وحدة تليق فيك
راكان غضب فعلا.. غضب لأبعد حد (هذي لذا الدرجة مسترخصة فيني المره لو هي تكره رجالها كره العمى ما تبيه يتزوج عليها لكن هذي باقي تدلل علي)
رد عليها بغضب حقيقي: تدرين موضي أنتي ما ينرد عليش أنا إذا بغيت أتزوج أنتي وإلا غيرش أنا اللي أقرر مهوب انتي وياويلش يا موضي.. لو سمعتش تعيدين ذا السالفة عقب فاهمتني؟!!
موضي بحرج: خلاص راكان.. آسفة.. آسفة
**********************
بيت فارس بن سعود غرفة فارس
فارس يدخل غرفته يلفه توتره وشوقه (هل سأجدها أم مازالت في بيت أهلها؟!)
صدم حين دخل بصوت نحيب خافت ثم صُدم أكثر بالمنظر الموجع الذي رأه أمامه المنظر الذي مزق روحه أشلاء متناثرة كانت كطفلة باكية وهي تحتضن مخدة صغيرة تنثر أساها وحزنها ودموعها فيها
اقترب منها لم تنتبه لاقترابه حتى جلس جوارها انتفضت وهي تشعر بالثقل الذي جلس جوارها ثم انتفضت أكثر وهو يضع يده على رأسها رفعت وجهها إليه أذابت عيناها الدامعتان شرايين قلبه في كل مرة كان يسمع صوت بكاءها عبر الهاتف ويكاد يجن فكيف وهو يراها تبكي أمامه كان الأمر فوق احتماله.. فوق احتماله بكثير أخذ المخدة من بين يديها لف ذراعه على كتفيها وهو يقربها منه ليدفن رأسها في عرض صدره ثم يشدد احتضانه لها وهو يحكم ذراعيه حولها كأنه يريد إخفائها بين أضلاعه (يا الله كم هو موجع ورائع إحساسي بها بين أحضاني كأن قلبي المهاجر يعود ليستكين بين أضلاعي كأن روحي الهائمة ترجع لتستقر في حناياي أي سحر تحتوينه يا صغيرة أي سحر؟؟ تعبت وأنا أسأل هذا السؤال وأنتِ لا تجيبين فقط تمعنين في تعذيبي وربطي بحبال هواكِ كم أحبكِ يا صغيرتي!! حبكِ أذاب عظامي.. نفض روحي..تغلغل في كل خلية من خلاياي)
كانت العنود تستكين بين أحضانه وهي تدفن رأسها في صدره وتمسك بجيب ثوبه بكلتا يديها كأنها طفلة تخشى الضياع وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم شعر أنه فعلا يتمزق وهو يشعر بدموعها تبلل ثوبه لتصل إلى جلده همس لها بحنان عميق: بسش بكاء.. تكفين
العنود رفعت وجهها الغارق بالدموع إليه وهي تهمس بألم: ليش ماقلت لي عن حالة ناصر قبل؟؟ ليش تخلي مشعل هو اللي يقول لي؟؟ ليش خبيت علي؟؟ لهالدرجة أنا مالي قيمة عندك؟؟ إذا من أولها تعامل معي كذا أشلون عقب؟؟
فارس وقف وهو يزيح كل انفعالاته جانبا وسؤالها الأخير يصفع غروره وتكبره ليقول لها ببرود: العنود أنا ما أسمح لش تحاسبيني أو تعلميني أشلون أعامل مرتي
العنود وقفت وهي تنظر له نظرة مشبعة بالألم نظرتها نحرته.. ولكن انفعالاته لم تظهر على ملامح وجهه التي احتفظت ببرودها والعنود تنسحب لتدخل الحمام تريد أن تتوضأ وتريد أن تهرب من سطوة قسوته.. أي رجل هذا الذي ينقلب من النقيض إلى النقيض في لحظة؟!! من النار إلى الجليد من الحنان إلى القسوة من حبيب تتمناه إلى فارس الذي تعرفه!!
*************************
بيت محمد بن مشعل قسم ناصر
مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها
تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة ألوانه خليط من الزهر والأسود مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية مما جعله أقصر وأكثر إثارة
وهي في دورانها في البيت طُرق الباب قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها فتحت الباب بتردد لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول
المتعكز الذي نحرت رؤيته روحها كان يحاول التقدم بخطواته بشكل واثق لم تنتبه مطلقا لعكازاته كان تركيزها على وجهها كانت تريد أن ترى فيه طيف أمل لها ولكنها لاحظت تماما أنه لا ينظر إليها ولم ينظر لها حتى شعرت بفراغ موجع يجتاح روحها وهي تتأخر لتسمح له بالتقدم مشعل تقدم منها.. احتضنها وقبل رأسها وهو يهمس لها بخفوت: سلمي على ناصر
لكنها لم تتحرك من جوار شقيقها وناصر يصل بعكازيه إلى منتصف الصالة شعر مشعل أن مهمته أكثر صعوبة لذا قال بصوت مسموع: مشاعل روحي سلمي على رجّالش
في العرف المعتاد من غير اللائق أن تسلم المرأة على زوجها أمام أحد ولكن وضع ناصر ومشاعل كان وضعا غير معتاد مشاعل تقدمت خطوة لكن ناصر أشار بيده وهو يعطيهما ظهره: مافيه داعي
مشعل شعر بالإهانة.. ومشاعل شعرت بالألم وناصر أدرك أن جملته جارحة لمشعل.. فمن الاثنين المتواجدين معه لم يكن يهمه إلا مشعلا!! لذا تدارك الوضع بذكاء وهو يكمل جملته و يقول بهدوء: لا تحرجها يا مشعل.. أدري إنها مستحية
مشعل ابتسم وهو يقول: لا مهيب مستحية مشاعل روحي سلمي على ناصر
كان مشعل مازال واقفا على الباب يستعد للمغادرة ولا يرى وجه ناصر
مشاعل اقتربت أكثر.. أحرجها كثيرا أنه مازال يعطيها ظهره لذا اضطرت أن تلف لتقف أمامه مباشرة مرت لحظات متوترة.. هي تنظر له وتمعن النظر واللصقات الصغيرة المنتشرة في وجهه تنحر روحها بالألم وهو ينظر لما فوق رأسها بحكم طوله أولا.. وأنه يتحاشى النظر لها ثانيا
مشاعل همست له بصوت لا يسمعه سواهما: نزل رأسك شوي لا تحرجني مع مشعل
ناصر أمال رأسه للأسفل قليلا ليصل لمستواها مشاعل تعلم أن مشعل لا يراها لأن جسد ناصر يحجب الرؤية عن مشعل
ناصر همس لها ببرود: ترا ماصار سلام.. خلاص اعتبري إنش سلمتي
مشاعل لم ترد عليه وهي تضع كفها اليمين على خده اليسار وتطبع قبلة رقيقة شديدة العذوبة على طرف شفته من ناحيتها اليمنى ناصر انتفض داخله بعنف.. لم يتوقع أن تقبله بهذه الطريقة الحميمة توقع أن السلام لن يتجاوز تقبيل جبينه أو وضع خدها على خده مجاملة لوجود مشعل ليس إلا..
مشاعل همست له برقة وخجل: الحمدلله على سلامتك
رد عليها بصوت هادئ مسموع رغم إضطرابه الداخلي من حركتها الجريئة غير المتوقعة: الله يسلمش
ومشعل يبتسم عند الباب: يالله يا جماعة تصبحون على خير
لم ينتظر ردا وهو يخرج ويغلق الباب خلفه
مشاعل كانت تذوب داخليا.. لا تستطيع رفع عينيها في ناصر بعد الذي فعلته ولكنها شعرت أن هذا ما يجب أن تفعله حتى لا يشعر أنها مجبرة على السلام عليه
ناصر تجاوزها وجلس على الأريكة وهو يضع عكازيه بجواره مشاعل اقتربت منه وهي تمسك عضدها اليسار بيدها اليمين كحركة للتماسك وهي تهمس: تعشيت؟؟
ناصر يلقي غترته جواره ويقول لها ببرود: تعشيت.. ولو ما تعشيت.. تطمني.. ماني بطالب منش عشا
مشاعل شعرت بألم حاد يخترق روحها.. همست له بمرارة: ناصر ليش تقول كذا؟؟
ناصر بذات البرود: اسمعيني يا بنت الناس.. أنا داري إنش عايفتني لا تجين تقولين ذا الحين إني حليت في عينش.. لأني مستحيل أصدقش لو مهما سويتي من الحركات البايخة مثل الحركة اللي سويتيها قبل شوي
مشاعل بألم: حرام عليك ناصر تظلمني..أنا بس كنت مستحية منك وصدقني اللي صار لك ماغير من نظرتي لك شيء.. أنت عندي شيخ الرياجيل أول و تالي..
ناصر نظر لها بغضب كاسح وهو يقول بنبرة غضب حادة: أنتي لا تحسبين إنه عشان رجلي انقصت غديت ضعيف لش وإلا لغيرش أدري إني شيخ الرياجيل برجلين وإلا وبوحدة.. وما أنا باللي بينقص مرجلتي قص رجلي.. هذاك الرجّال الناقص مهوب أنا وأنا مستعد ذا الساعة أطلع من عندش وأرجع عقب ساعة متزوج شيختش اللي تسواش واللي هي وأهلها يعرفون يقيمون الرياجيل.. وهذا هو اللي بيصير.. بس مهوب ذا الحين.. بعدين .. وانتي لين ذاك الوقت مالش شغل فيني.. اعتبرني نفسش ضيفة هنا.. حشمة لعمي عبدالله ومشعل.. وعقب شهر شهرين توكلي على الله وارجعي لهلش
مشاعل بهتت.. بهتت تماما.. توقعت الكثير.. ولكن ليس هذا وليس بهذه القسوة والتجريح.. لم تعد تستطيع الوقوف.. قداماها تذوبان.. وجسدها يتهاوى جلست بعيدا عنه وهي تراقبه يتناول عكازيه ويقف عليهما ويبتعد عنها لداخل الغرفة
مشاعل شعرت برغبة ملحة في البكاء توجهت للغرفة الأخرى كانت غرفة خالية لم تفرش بعد أغلقت الباب وجلست في الزاوية على الرخام البارد وانخرطت في بكاء حاد
*************************
بيت مشعل بن محمد غرفة مشعل ولطيفة
مشعل يدخل وعيناه تبحث فورا عن لطيفة كانت على مكتبها تدرس اقترب منها وسلمّ ثم وقف خلفها ووضع يديه على كتفيها وهو يلصق خده بخدها ويهمس: شأخبار طالبتنا النجيبة؟؟
لطيفة تحتضن خده بكفها وهي تهمس بتوتر: متوترة شوي.. بس هذا أنا أدرس
مشعل ابتعد قليلا ليبدل ملابسه ويصلي قيامه همس لها وهو يبتعد: ما ينخاف عليش يا قلبي
كان مشعل على وشك دخول الحمام حين تذكرت لطيفة شيئا: مشعل
مشعل توقف: هلا حبيبتي
لطيفة برقة: فديتك حمودي يبي يعيد اشتراكه في نادي الكاراتيه.. تدري اشتراكه انتهى قبل الامتحانات.. وانت قلت منت براجع تجدده لين يخلص الامتحانات وهذا هو خلص
مشعل بثبات: وليش هو ما قال لي؟؟؟.. لطيفة يا قلبي.. ثاني مرة يطلب منش شيء تقولينه لي قولي له هو يطلبه مني.. ما أحب إنه يخليش واسطة بيننا.. أو يصير يستحي مني أو يحط بيني وبينه حاجز سواء حمود أو عبود أو حتى البنات
لطيفة بابتسامة شاسعة: إن شاء الله يا قلبي
***********************
بيت فارس بن سعود غرفة فارس
مازال جو التوتر يشيع في الأجواء فارس أنهى صلاة قيامه في الصالة وهي كانت تصلي في الغرفة
مر وقت ما وكلاهما معتصم بمكانه فارس يتمنى بالفعل لو كان يستطيع أن يصارحها بعمق مشاعره ناحيته أن يتوقف عن معاملتها بهذه القسوة التي لا يقصدها ولكنها طباعه السيئة التي هو عاجز عن تغييرها بين ليلة وضحاها
قرر أن ينهض أخيرا.. دخل عليها كانت تجلس على التسريحة تمشط شعرها..
فارس جلس على طرف السرير كان يراقبها بتمعن كانت تبدو سارحة في عوالم أخرى لم تنتبه لدخوله حتى ونظرة حزن عميق ترتسم على محياها الوضيء
فارس تنهد بعمق كم يؤلمه آلمها.. والمؤلم حقا أنه لا سبب حقيقي لكل هذا سوى قسوته وكبريائه التعيسان
فارس همس: العنود
العنود انتفضت وهي تهمس بتلقائية: لبيه
فارس بحنان: لبيتي في مكة.. تعالي هنا أبي أقول لش شيء
**********************
مر وقت ما طويل ربما.. قصير ربما ومشاعل تبكي.. لم يخرجها من صومعة بكاءها سوى إحساسها الشديد بالبرد فالغرفة كانت شديدة البرودة وملابسها خفيفة قررت أن تخرج أخيرا تحتاج أن تستحم وتصلي مرت بالصالة نظرت لنفسها في المرآة الضخمة التي تتوسط الصالة شكلها يبدو مرعبا من ذوبان كحلها على خديها
لا تريده أن يراها على هذه الحال أي عروس هذه التي لم تجف دموعها من ليلة عرسها؟!!
دخلت تتسحب بهدوء توقعت أن يكون نائما.. ولكنه كان يقرأ في المصحف.. ولم يرفع رأسه ناحيتها تناولت روبها وفوطتها ودخلت للحمام بعد خروجها تناولت سجادتها وثوب صلاتها وخرجت من عنده وصلت في الصالة
أنهت صلاتها ثم جلست تفكر.. كان بودها أن تتصل بلطيفة لتستشيرها ولكن الوقت كان متأخرا جدا وهي تشعر بالخجل أن تزعجها.. فقد تكون نائمة.. لم تعرف كيف تتصرف معه.. يستحيل أن توافق على سخافاته "ضيفة.. وشهرين.. ثم يتزوج" تعلم أنه مجروح منها لا تلومه.. وتلومه في آن فهو كان يعلم أنها خجولة.. ولكنه أساء تفهم خجلها ولكن لم يعد هذا وقت العتب فزواجها على المحك.. وهي تعلم أنها لو خسرته..فيستحيل أن تجد رجلا مثله أين تستطيع أن تجد رجلا بإيمانه وقوته وصبره وعبق رجولته الحقيقي لابد أن تخوض معركتها وحيدة لاستعادته ويستحيل أن تخسر يستحيل
تنهدت بعمق وهي تعود للداخل كان قد تمدد على السرير وهو ينام على جنبه اليمين ووجهه لطرف السرير الآخر وكان اختار هذا الطرف لأنه الاقرب للحمام أخذت لها بيجامة من الدولاب أرتدتها.. ثم عادت للتنهد للمرة الألف وهي تحاول بث عزم جديد في عروقها كانت تخشى أن يطردها وهي بذاتها تكاد تذوب من الخجل
توجهت للناحية الأخرى من السرير واندست فيه وهي تنام على جنبها اليمين وتعطيه ظهرها وهي تضم كفيها لصدرها وتدعو الله بعمق تفاجأ ناصر منها بل صُدم.. ولكنه صمت كان بوده أن يطردها... أو يقوم هو لينام في مكان آخر ولكنه شعر أن الأولى نقص في المروءة والثانية نقص في الشجاعة وليس هو بقليل المروءة أو قليل الشجاعة بل لديه حظ وافر منهما كلاهما لذا أكمل تمتمته بأذكاره وهو ينظر لظهرها الضئيل وعظمتي كتفيها الرقيقين الباديتين من تحت حرير بيجامتها الزرقاء
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الأحد أكتوبر 23, 2011 6:39 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات العسل والقشطة والمربى والشيكولاته وكل الأشياء الشهية اللذيذة
اليوم عندي ثرثرة مهمة يا ليت تقرونها وهي ثرثرة على عدة جوانب << الله يعينكم علي بس
أول شيء: فيه بنات يا حليلهم لما قلت أمس أنه أختي أو بنت خالتي بتكمل معكم اعتقدوا أنهم هم بيبكتبون القصة.. ياقلبي هم بيكملون التنزيل لكم أنا باعطيهم الفلاش إن شاء الله.. عليه البارتات مقسمة وجاهزة للتنزيل إن الله أحيانا وماتدرون يمكن أنا أكمل قبل أولد بحول الله ومشيئته!!!
ثاني شيء: موعد البارت أدري إنه إحنا في إجازة الصيف والجداول معتفسة أنا بصراحة أحط البارت الصبح لأنه أبي البنات ينامون بدري ويصحون بدري لكن اللي صاير إنه فيه بنات ما ينامون لين يقرون البارت أكثر شيء أكرهه السهر لحد شروق الشمس أنا لحد الحين أوصي أمي تقفل الوايرلس عن البيت الساعة 12 في الليل وتفتحه الصبح عشان خواتي واخواني الصغار مايسهرون عليه فأنتو مثل خواتي وودي بالأفضل لكم.. قولوا لي اللي يناسبكم أنا هذي الأيام طول النهار مشغولة.. حتى البارتات كتبت بارتات كثيرة في وقت الغياب عنكم عشان أتفرغ لمشاغلي فأنا ممكن أحط البارت الصبح أو الساعة 11 أو 12 الليل لكن نص اليوم ما أقدر شنو المناسب لكم وأنا حاضرة
ثالث شيء: أبي أوقف شوي عند تساءل ذكي أو ربما هي شكوى أكثر إنه فيه تشابه بين شخصيات شباب الرواية من حيث العند والجفا أنا بصراحة أحب النقاش.. وأحب الاعتراضات أكثر ومثل ماتقول بنت خالتي اللي أنا مشتاقة لها واللي فيه بنات يسألوني عنها.. وأقول لهم الأخت مسافرة مصيفة تقول: قصة ما تثير الاعتراضات والخلافات تكون قصة ميتة وأنا ما أبي أسى الهجران ميتة.. أبيها حية بنقاشكم
يا بنات فيه خط معين في القصة أنا مجبرة أمشي عليه لأنه هذا هو الخط اللي أنا أرتضيته من بداية القصة مايصير يجي الحين وأقلبه عشان ما ينقال ليه خليتيهم يتشابهون أول جزء قلت الجد مشعل أورث كل العائلة الكبرياء يعني هذا كان شيء ثابت من البداية ثاني شيء مسمى الرواية "أسى الهجران" مايصير نطبقه على شخصية وشخصية ثانية لا أو ماكان فيه داعي للشخصية الثانية من أساسه أنا أكثر شي ما كنت أحبه في القصص إنه العنوان يكون في ناحية والقصة في ناحية وأنا قلت من البداية إنه مافيه شخصية معينة رئيسية.. كل الشخصيات رئيسية
وبعدين من قال إن كل الثنائيات تعاني ذات الوضع من الجفا؟!! يعني الحين عندنا مشعل وهيا ومشعل ولطيفة الأمن عندهم مستتب ما أدري يمكن يحوشهم من الهجران شيء << انتظروهم!!! أنا ناوية أجرب على الكل كل أشكال الجفا والهجران
والشخصيات مع الكبرياء العام بينهم اختلاف شخصية مشعل بن عبدالله شخصية حنونة جدا.. راكان هادئ وعميق ناصر كان مرح وما ينلام على التغيير اللي صار له مشعل بن محمد رجّال راكز شويتين.. وفارس هو الوحيد اللي أكدت من بداية القصة إنه قاسي وشددت على نقطة القسوة فمايصير إنه بين يوم وليلة يتغير.. احنا مش في فيلم كرتون الغريب لو خليته على طول من أسبوع واحد يسلم للعنود كل شيء شنو يعني يغير شخصيته على كيفه؟!!! يا بنات ياقلبي أنتم.. كذا مايصير فيه مصداقية في القصة حتى بارت اليوم فارس بنفسه بيقول هالكلام (مايقدر يتغير بين يوم وليلة) لازم نراعي يا بنات إنه احنا صنعنا شخصيات بتصاعد معين وحددنا لها إطار معين.. أحيان كثيرة أنا أكون أبي أسوي شيء معين لكني أراعي المنطقية كما هي في القصة ومساراتها
وعلى العموم كل الغوالي اللي مو عاجبهم شيء معين انتظرونا شوي.. فيه تغيرات شاسعة جاية وعلاقة العنود وفارس وناصر ومشاعل تتجه لاتجاه مختلف انتظرونا شوي بس
هذا هو رأيي أنا لكن لكل قضية قطبين.. والموضوعية تفرض كذا القطب الثاني إنه فعلا ممكن يكون هذا خلل.. ليش لا؟؟ لأنه القصة عمل إنساني.. وأي عمل إنساني نقصه أكثر من كماله والنقص والخلل أعتذر عنه.. وسامحوني وأرائكم كلها فوق رأسي
واستلموا الجزء الحادي والسبعين . . لا حول ولاقوة إلا بالله ..
أسى الهجران/ الجزء الحادي والسبعين
بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود
العنود تقدمت بضع خطوات استجابة لنداء فارس لها
فارس بعمق وهو يشير جواره للناحية الأخرى من السرير: تعالي جنبي
اقتربت بتردد وخجل وجلست
فارس أمسك بكفها واحتضنها وهمس لها بعمق هادر: حبيبتي أنا مهوب قلت لش إني غريب.. واستحمليني شوي.. أنا مايهون علي زعلش
العنود بحزن شفاف: وأنا جد حبيبتك يافارس؟؟.. وإلا كلمة ومقيولة؟؟
فارس بنبره وله حقيقي لأول يستطيع التعبير بها: إلا حبيبتي وحبيبتي..وحبيبتي
العنود بذات نبرة الحزن الرقيق: زين واللي يحب حد يعامله بذا القسوة.. لو كنت تكرهني وش سويت فيني؟؟
فارس ترك يدها ليضع كفه على خدها ويهمس لها: أنا أطباعي شينة.. أدري وصعب أتغير بين يوم وليلة.. لكني عشانش مستعد أقط روحي في النار انتي منتي بمستعدة تحملين شوي عشاني؟!! ثم أكمل بنبرة مقصودة: وإلا عشان أنا مالي قيمة في قلبك منتي بقادرة تستحمليني؟؟
العنود انتفضت بجزع وهي تضع إصبعها الناعم على شفتيه لتقول برقة: ما أسمح لك تقول كذا
فارس قبل طرف إصبعها بعمق وعيناه تغرق في بحر عينيها البحر الذي يتمنى أن يعيش عمره غريقا بين أمواجه لا يريد أن ينقذه أحد.. بل يريد أن يغرق أكثر.. وأكثر أن يسكن بحر هاتين العينين وقلب صاحبتها أن تكون له.. له وحده
***********************
غرفة ناصر ومشاعل
ناصر يصحو لصلاة الفجر.. يشعل النور المجاور لسريره ليتناول عكازيه ينظر ناحية ضيفته.. ضيفته كما يقول تبدو مرتاعة حتى وهي نائمة كما لو أنها عانت الكوابيس حتى نامت.. شعرها الحريري القصير تتناثر خصلاته على وجهها وعلى طرف عينها تغفو دمعة يابسة فرت من حساب الزمن
تنهد ناصر.. لِـمَ تستفزه لإخراج مساوئه؟؟ لم يكن يوما قاسيا هكذا على أحد لا يشعر ناحيتها سوى بنفور شديد يتمنى أن ينهي صفحتها من حياته بأسرع وقت أن تكون صفحة وتنقضي ليبدأ حياة جديدة مع امرأة أخرى تكون راضية به منذ البداية لولا أنها ابنة عمه أو ماكان ليتحمل وجودها لدقيقة واحدة
تنهد مرة أخرى وهو يقرب عكازيه منه وينهض ويتجه للحمام ليتوضأ شعر بدوار شديد نتيجة للأدوية التي مازال يتناولها سقط والعكازان يحدثان وقعا مدويا قفزت مشاعل من السرير مرعوبة لتصدم برؤيته على الأرض وهو مقطب الجبين من الدوار..و يحاول التماسك وتقريب عكازيه منه
مشاعل اقتربت منه بتلقائية يحركها رعبها عليه لتدخل يديها تحت إبطيه لتساعده على الوقوف رغم أنها أساسا محاولة فاشلة فمن هي في حجمها الضئيل يستحيل أن تُنهض من هو في طوله الفارع ولكنها كانت أبعد من تكون عن التفكير بالتحليلات المنطقية
ناصر نهرها بقسوة حقيقية: وخري.. أنا مهوب قايل لش مالش شغل فيني
قالها وهو يقرب عكازيه ويتجلد للوقوف ليقف فعلا ويكمل طريقه للحمام
ويتركها تحتضن نفسها ألما وحرجا وفراغا مرا وكالعادة تشعر برغبة ملحة للبكاء غادرت الغرفة وتوجهت للغرفة الأخرى وهي تحتضن هاتفها أغلقت على نفسها الباب واتصلت حين رد عليها الطرف الآخر بدأت بالبكاء وهي تشهق وتقول: مهوب طايقني.. مهوب طايقني
لطيفة وقتها كانت تنتظر خروج مشعل من الحمام لتتوضأ حين رأت هاتفها يرن ويلمع باسم مشاعل في هذا الوقت علمت أن وراءها أمرا لذا خرجت بهاتفها لغرفة بناتها وردت عليها وهي تخرج: يا بنت الحلال استهدي بالله.. الرجّال توه واصل البارحة "قال قوه قال توه" أنتي تبينه على طول يطيح اللي في رأسه.. مايكون مشعلي أصيل
مشاعل بين شهقاتها: بس أنا ماسويت له شيء عشان يعاملني كذا
لطيفة تتنهد: ياقلبي يا مشاعل.. توش ما شفتي شيء وإذا أنتي من أولها كذا فأنتي الخسرانة
مشاعل تتماسك: خلاص بأقعد عنده بس بأقعد في الغرفة الثانية بأفرشها وأقعد فيها
لطيفة بتحذير: إياني وإياش تسوينها.. حتى لو أنتي شايفة إنه مهوب طايقش على قولتش خليه يتعود عليش.. التعود أحيانا أقوى من الحب خليه يحس إنه ما يقدر يقعد من غير حركتش حوله ووجودش جنبه.. حتى لو كان ما يكلمش إسأليني... مشعل حتى أيام كنت أظن إنه مهوب حاس فيني.. ماكان يرضى أنام عند هلي.. وانتي بروحش تذكرين تدرين الحين وش يقول لي... يقول كان مستحيل أدخل البيت وأنتي منتي بفيه يقول ما كنت أعرف أفسر ليه.. بس البيت من غيرش يضيق الصدر كنه قبر حسسي ناصر إن المكان من غيرش قبر.. لا تصيرين مدمغة.. وعند أول موقف تستسلمين
مشاعل مسحت دموعها وكلام شقيقتها يهدي كثيرا من روحها المرتاعة عادت له في الغرفة كان يلبس ثوبه على فنيلته وسرواله الأبيضين اللذين نام بهما تجاوزته ودخلت الحمام دون أن تنظر له حتى لا يرى وجهها المحمر همست وهي عند باب الحمام: أنت بالعادة تحب تفطر عقب الصلاة أو عقب؟؟
ناصر ببرود: إذا بغيت أفطر.. أفطرت عند أمي وإلا في المجلس.. قلت لش ما أبي منش شيء
مشاعل بسكون: والله أنا بأسوي مثل ما تعلمت في بيت هلي لين أرجع عليهم ريوقك بأسويه.. بغيت تأكل وإلا براحتك
*************************
غرفة فارس والعنود الساعة 8 صباحا
العنود تتحرك بهدوء حتى لا تزعج فارس المستغرق في النوم تلبس ملابسها استعدادا للذهاب للجامعة فاليوم أول اختباراتها
فارس صحا من نومه قبل أن يفتح عينيه مد يده جواره.. وجد مكانها خاليا فتح عينيه بكسل وهو يتلفت بحثا عن طيفها الأثير طيف فاتنته وجدها أمام المرآة تضع واقي الشمس اعتدل من نومه وهو يعدل المخدة خلف ظهره ويتسند.. ينظر لها ويبتسم همس: صباح الخير ياقلبي أحلى صباح على عيونش
العنود ألتفتت له.. نهضت.. نظرت له مليا وهي تبادله الابتسام.. نهضت اقتربت منه وطبعت قبلة على خده وهي تهمس: صباحك أحلى.. أول مرة أشوف واحد صاحي من النوم ويكون حلو موت كذا
فارس يشدها ليجلسها جواره: بلاها سالفة حلو ذي.. لا تطلع سكوني عليش
العنود تبعثر شعره بشقاوة وتهمس: أما أنك غريب.. حد يزعل من سالفة إنه حلو
فارس يشدها لصدره ويطبع قبلة على شعرها وهو يقول: أنا أزعل.. أنتي بنت وقمر ينقال لش ياحلوة بس أنا اللي يقول لي حلو.. أقص لسانه أنتي أول حد أعديها له.. وترا مهوب كل مرة أعديها
العنود احتضنت خصره بشدة ثم أفلتته وهي تقول: يا الله هدني لا تأخرني
فارس أفلتها وهو يقول باستغراب: وين بتروحين؟؟
العنود نهضت وهي تعود للمرآة وتقول بتلقائية: الجامعة.. اليوم أول اختبار عندي
فارس بغضب مفاجئ: وبدون ما تصحيني أو حتى تقولين لي.. ومن اللي كان بيوديش؟؟
العنود توترت وهي تهمس: سواقة مريم
فارس نهض وهو يرمي الغطاء بغضب: ليه ماوراش رجّال كنتي بتخلينه مكبر المخدة بدون حتى ما تعطينه خبر
(يامسرع ما يقلب ذا الرجّال.. قبل شوي يهبل) همست العنود بخجل: محشوم فارس.. أنا حنيتك بس
فارس بنبرة حادة: لا.. لا تحشميني إذا هذي الحشمة عندش متى امتحانش؟؟
العنود بخفوت: الساعة 10
فارس يتوجه للحمام: خلاص ربع ساعة بس أغسل وأتوضأ وأصلي الضحى وأوديش
حين خرج من الحمام كانت العنود تضع بعض الكحل داخل عينيها فارس بغضب: وش تسوين؟؟
العنود بهمس: نقزتني.. وش فيك؟؟
فارس من بين أسنانه: امسحي الكحل اللي حطيتيه
العنود برجاء: فارس حبيبي.. ربعي دارين إني عروس من أسبوع بس.. أشلون تبيهم يشوفوني مغبرة.. وبعدين أنا ما أحط نقابي في الجامعة والسالفة كلها شوي كحل داخل العين
فارس بذات نبرة الغضب المكتوم: العنود أظني قلت لش قبل إني ما أعيد الطلب مرتين
(يعني معقولة هي مهيب دارية إن عيونها تذبح بدون كحل تبي تكحل بعد؟!! تبي تجلطني ذي!!)
العنود شعرت بالمرارة من طريقته الحادة في الأمر.. مسحت الكحل تماما وهو يصلي ركعتي الضحى فور انتهائه كانت قد انتهت من لبس عباءتها توجه للبس ملابسه.. كان يحكم إغلاق زر كمه حين اقتربت منه ووقفت على أطراف أقدامها.. وهمست عند أذنه برقة: ترى فيه أسلوب ثاني للطلب ويؤدي لنفس النتيجة بس بدون ما يجرح أو أنت ما تعرف إلا الأسلوب الجارح وبس
فارس مازال يعطيها ظهره وهو يقول بهدوء: والمعنى؟؟
العنود ابتعدت لتتناول كتابها وحقيبتها وهي تقول بنعومة رغم مرارتها الداخلية: يعني لو قلت لي بهدوء: ياحبيبتي أنا أغار عليش.. وابي حلاتش لي بروحي كنت قصيت علي.. وأنا سويت كل اللي أنت تبيه وأنا مبسوطة
**************************
بيت ناصر بعد صلاة الفجر
ناصر عاد ومشاعل في المطبخ لم يقل لها شيء ولكنه عاد للنوم حين انتهت من إعداد الإفطار كأفضل ما يكون وجدته نائما عادت ووضعت الفطور في حافظات ليبقى ساخنا وغطت العصير وأعدت القهوة والشاي والكرك والحليب الطازج في حافظاتها فهي لا تعلم بعد ذوقه في الإفطار وماذا يحب أن يشرب ولا تريد أن يكون يريد شيئا ولا يجده جاهزا رتبت كل شيء على طاولة الطعام التي تأخذ لها زاوية في الصالة ثم استحمت وتمددت جواره
نهضت حوالي الساعة التاسعة والنصف لم تجده جوارها توقعت أن يكون جالسا في الصالة.. توضئت وصلت ضحاها خرجت ولم تجده.. ووجدت الفطور على حاله لم يلمس المشكلة أنها لا تعرف رقم هاتفه حتى تتصل به حتى وإن كانت تعرف.. هل ستتجرأ وتفعلها؟!!
قضت الوقت في الترتيب.. ثم في التأنق تأنقت لأقصى حد.. رغم أنها بعادتها ليست من هواة تلوين الوجه أرتدت لها جلابية خليط من الحرير والدانتيل التركواز وأوراق الشجر المصنوعة من قماش الكريب البرتقالي لأنها تريد التوجه لبيت عمها ولابد أن تلبس شيئا واسعا بعد أن صلت الظهر قررت الذهاب لأم مشعل لتتغدى معها ومع مريم لأنها تعلم أن ناصر لابد سيتغدى في المجلس كعادة كل رجال آل مشعل ارتدت جلالا كبيرا على رأسها وأغلقت باب بيتها وتوجهت لهم فتحت باب بيتهم.. كان هناك رجلا يجلس بجوار أم مشعل لم تستطع تبينه بسبب كثافة قماش الجلال تراجعت وهي تقول بخفوت: بأرجع بعدين يمه
أم مشعل نادتها: تعالي يأمش.. هذا ناصر توترت..بل توترت بشدة.. خافت أن يحرجها أمام والدته ولكنها مضطرة للدخول.. دخلت وهي تتمتم بسلام مرتبك وتنزل جلالها وتطويه وهي تعيد شعرها خلف أذنها ولكنه لا يلبث أن يعود للانسدال على وجهها خصوصا عندما مالت للسلام على أم مشعل وينحدر شعرها كاملا للأمام كانت تسرق نظراتها للجالس جوار والدته.. لم ينظر إليها.. أو هكذا بدا لها وإن كانت رائحة عطره التي بدأت تألفها اخترقتها تماما همس من قرب: موب أحسن لو تلمين شعرش ضايقتي أمي فيه
مشاعل شعرت بحرج شديد وهي تحاول بكلتا يديها إرجاع خصلاتها القصيرة للوراء وتلمها بكلتا يديها وهي تهمس بخجل: المرة الجاية بأربطه
أم مشعل تبتسم: من اللي بيتضايق من غزل ذا الأرينب المعطر ماشاء الله تبارك الله
مشاعل جلست بعيدا عنهما وهي تحاول ابتلاع حرجها الشفاف أم مشعل وقفت وهي تقول بمودة: مشاعل تعالي اقعدي جنب رجّالش أنا بأروح أشوف الخدامات وش سوو في غداء الرياجيل
مشاعل وقفت وهي تقول باستنكار: والله ما تروحين وأنا قاعدة.. أنا بأروح أشوف الغداء
أم مشعل باستنكار وحزم أكبر: استغفري ربش.. أنتي اللي والله ماتروحين تبين تحوسين ريحتش الحلوة من ريحة المطبخ اقعدي يأمش.. ياما جاي لش من المطابخ وغثاها.. اقعدي
مشاعل جلست وهي تشعر بالضيق وتكثر الاستغفار لاستعجالها بالحلف وتقرر أن ترسل السائق العصر لدفع إطعام عشرة مساكين في مقر الجمعية القريب منهم
(ياشين الذرابة عليش.. صدق ممثلة درجة أولى) كان صوته الساخر يرتفع بعد خروج والدته
مشاعل انتفضت بعنف: تكلمني؟؟
ناصر ينظر لها بنصف عين: ليه فيه حد غيرش هنا لا أكون أكلم الطوفة بس..
مشاعل ترد بهدوء مثير: والله أنت قايل لي مالي شغل فيك حسبت الكلام يدخل ضمن الاتفاق.. ودام أنا وحدة مالي شغل فيك المفروض أي شيء أسويه ما يهمك.. أمثل ما أمثل شيء راجع لي
ناصر بسخرية حادة: والله طلعتي تعرفين تصفين حكي.. تصدقين.. كنت أحسب إنش ماتعرفين تقولين غير كلمة ورد غطاها بس يظهر كله تمثيل في تمثيل وأنتي ما ينعرف اللي وراش
مشاعل وقفت واتجهت نحوه لتلتقط علبة المحارم الورقية من أمامه وتميل عليه وتهمس بنبرة مدروسة: زين.. تحذر من اللي ما ينعرف وش اللي وراها لا تباغتك بحركة أنت منت بمتوقعها
مرت دقيقة متوترة بين الاثنين وهما يتبادلان النظرات الغامضة خليط من الكراهية والأمل والغضب والتحدي
مشاعل أخذت لها محرمتين وعادت مكانها وداخلها يذوي ويذوب خجلا وارتباكا لا تعرف أي جرأة واتتها لتقول له هذا الكلام.. وتتصرف هذه التصرفات أي جنون بات يحركها ويسير تصرفاتها؟!!
ناصر مازال مصدوما منها.. كل تصرف منها يفاجئه تماما حين ترك لها الفطور صباحا دون أن يلمسه توقع أنها ستقضي طول اليوم مغلقة الباب على نفسها وتبكي فهو قصد أن يظهر لها عدم اهتمامه بها وبأي شيء تفعله ولكنها فاجأته بالحضور هنا وحين أحرجها بشكل مقصود.. توقع أن تنسحب وتجرجر أذيال خيبتها وأشتات حزنها ولكنها فاجأته للمرة الثانية
وليس مستعدا للمفاجأة الثالثة.. لذا وقف وهو يتعكز على عكازيه ويقول لها بحدة: قولي لأمي تعطي الخدامة العود تعطيه لواحد من الصبيان يعطينا إياه في المجلس
مشاعل وقفت وهي تقول بسرعة: زين بأجيب لك بسرعة عود من عندي
ناصر بحدة أكبر: يا حبش للقافة.. عاجزة تقولين لأمي اللي أنا قلته لش؟؟ قعدت أنا لين تجي
مشاعل أمسكت عضدها اليسار بكفها اليمين.. حركتها التي تلجأ إليها حين تشعر أنها تحتاج للتماسك.. الحركة التي بات يلاحظها وهي تنزل رأسها في الأرض وتهمس بمرارة محرجة: خلاص إن شاء الله
***********************
مواقف جامعة قطر الساعة الواحدة إلا ربع ظهرا
فارس يصل لأخذ العنود بعد إنهاءها لامتحانها وهاهي تركب جواره وهي صامتة رغم أن غضب صاخب يتعالى في روحها لأن صديقاتها اللاتي لم يرين زوجها في ليلة زواجهما أصررن جميعا أن يبقين معها حتى يرينه حين يحضر ليقلها أطلقن عشرات التعليقات المرحة ولكنها آذتها وأشعلت نار غيرتها للحد الأقصى
"نعنبو.. هذا سكري عليه في البيت.. خطر يتحرك في الشوارع.. يسبب أزمة سير"
" ما تسلفيني إياه شوي.. بس أصور جنبه تكفين"
"مايصير توصلينا ؟؟"
"آه ياقلبي.. فيه رجّال حلو كذا؟!!"
" ترا احنا كل يوم نبي نسير عليكم لا وسيارتنا تعطل.. ونبي أبو الشباب يوصلنا مايصير تخلونا نتلته في الليول"
لم تسلّم حين ركبت.. فارس التقط كفها واحتضنها بقوة بين أنامله وهو يهمس: الحلو عاده زعلان حتى سلام ماسلم
العنود بنبرة غضب حقيقية غير معتادة: إيه زعلانة.. وما أبيك تجي تأخذني من الجامعة عقب اليوم ولا حتى توديني
فارس نفض يده من يدها وهو يقول من بين أسنانه: اقصري حسش تراني ماني بأصغر بزرانش.. وأما عاد إنش تبين تمشين شورش علي.. فهذا مابعد جابته أمه
العنود توترت.. تعلم أنها ليست حملا لغضبه.. ولا تستطيع أن تخبره أنه لا تريده أن يحضرها من الجامعة لأن صديقاتها أشبعنه تغزلا
شبكت يديها في حضنها وصمتت وألم عميق يخترم روحها.. وهو صمت وألم مشابه يغزو قلبه المثقل بحبها يتمنى أن يستطيع احتواءها لمرة دون أن يغضب أن يسمح لها أن تعبر أن ضيقها أو غضبها دون أن يكبتها بهذه الطريقة الموجعة
ظل الصمت هو شعارهما طوال الطريق حتى وصلا للبيت وهو يقول لها بهدوء: انزلي.. بأروح للمجلس أتغدى وترا ماني براجع إلا في الليل.. مشغول شوي ادرسي امتحانش عدل
لم يكن لدى فارس أي مشاغل.. ولكنه بات يشعر أنه ربما ينشر طاقة سلبية تؤثر على استذكار العنود لذا يريد أن يتركها طوال النهار لتدرس بعيدا عن تأثيره السلبي
*********************
القاهرة مصحة حمد النفسية قبل المغرب بقليل
باكينام تنهي زيارتها لحمد الذي زارته خلال الأيام الماضية مرتين رغم سعادة حمد بزيارتها إلا أنه يشعر بالحرج من عدم إحضارها لزوجها رغم طلبه الحقيقي المتكرر أن تكون الزيارة القادمة لابد معه وباكينام تتحجج أن يوسف مشغول بالتجهيز لحفل زواجهما القريب
والحقيقة أن تغيرا شاملا انتاب يوسف فهو ماعاد يهاتفها أو يزورها والكل انتبه لهذا وخصوصا جداتها وعذرها الدائم هو إنشغاله في الترتيب لحفل زواجهما
ولكن وصلها بالأمس اتصال متأخر غريب منه كان صوته مرهقا.. وشعرت أن أوتار قلبها تتهاوى مع نبرات صوته المتعبة وهو يهمس لها: باكينام إحنا خلاص مش بائي على فرحنا حاجة عندك حاجة حابة تئوليها لي.. لأنو دي هتكون فرصتك الأخيرة
باكينام باستغراب: بصراحة أنته غريب أوي تغيب تغيب.. عشان تتصل وتئول لي الكلام الغريب ده لو عندي حاجة عاوزة أئولها.. هأئولها.. مش هأطلب إزن للكلام
يوسف بذات النبرة المتعبة ولكن تخللها بعض الغضب هذه المرة: طيب باكي.. تصبحي على خير
وهاهي تخرج من المصحة وتركب سيارتها وبالها مشغول مع كلام يوسف بعد أن اعتذرت كثيرا من حمد أن هذه ستكون زيارتها الأخيرة لأنها مشغولة كثيرا في تجهيز فرحها وحمد هنأها بعمق وصدق.. ووعدها أن يرسل لها وردا يوم زواجها كانت على وشك تشغيل السيارة حين فوجئت بالباب الجانبي يفتح وجسد ضخم ينسل للمقعد المجاور وصوته الغاضب.. الغاضب بصورة لم يسبق مطلقا أن سمعتها يصل لأذنها هادرا متوحشا وهو يعتصر بقوة معصمها الممتد لمكان مفتاح السيارة: لحد هنا وكفاية.. كان ممكن أسامحك على أي حاجة إلا أنك تخبي علي حاجة زي دي
ئولي لي إيه اللي بينك وبين الراجل اللي اسمو حمد جابر
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الأحد أكتوبر 23, 2011 9:11 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الحيرة اللي سببتوها لي جدتي دايما تقول: إذا بغيت تحيره خيره وأنا خيرتكم لكن أنا اللي أحترت مابين راغبات في بارت الصباح أو المساء فخلاص بنات اسمحوا لي مبدئيا أخلي البارت على موعده الصباحي لكن رجائي الحار جدا إنه ما تسهرون للصبح على الأقل إذا صليتوا الفجر ناموا.. وإذا صحيتوا لقيتوا البارت ينتظركم بحول الله ومشيئته وتعرفون يابنات يا نبض قلبي حكاية السهر المبالغ فيه تفسد الساعة البيولوجية للجسم لأنه الجسم البشري محتاج للنوم والسكون في الليل تحديدا ومهما نمتي في النهار.. مستحيل يعوضكم عن نوم الليل وشوفوا يا بنات الفرق يبين حتى على الوجه سبحان الله يعني لو أنتي يوم نمتي بدري بالليل وخذتي كفايتك من النوم طالعي وجهك في المرايه.. تلاقينه فعلا مرتاح ورويان وفيه ألق بينما لو نمتي ما أعرف متى.. وصحيتي متأخر.. وخصوصا لو صليتي الصلوات متأخر على غير وقتها تلاقين وجهك منفخ وعيونك ذبلانة كن حد معطيك بوكسين في نص وجهك لا والنفسية تعبانة ومالك خلق تكلمين حد ليش هذا كله؟؟ لأنك خالفتي فطرة طبيعية ولويتي عنقك حاجاتك الجسدية الطبيعية الجسد محتاج ينام بالليل ويصحا النهار لكن أنتي سويتي العكس.. فالجسم زي ما عكستي مزاجه هو بيعكس مزاجك بعد
والحين نجي لبارت اليوم.. بارت طويل ومثقل بالأحداث منها أحداث طال انتظاركم لها قراءة ممتعة مقدما . . استلموا الجزء 72 . . لا حول ولاقوة إلا بالله .. أسى الهجران/ الجزء الثاني والسبعون
أمام مصحة حمد النفسية في القاهرة في سيارة باكينام نار تشتعل بين راكبي السيارة كان يوسف يمسك معصم باكينام بقسوة وهو يهمس لها بغضب هادر لم تراه مطلقا في حياتها كلها: لحد هنا وكفاية.. كان ممكن أسامحك على أي حاجة إلا أنك تخبي علي حاجة زي دي
ئولي لي إيه اللي بينك وبين الراجل اللي اسمو حمد جابر
باكينام بغضب مشابه: وأنا ما أسمحش ليك إنك تسألني بنبرة الشك دي
يوسف بذات النبرة المرعبة: أنتي مالكيش حق تسمحي أو ما تسمحيش لأني اديتك الحق أكتر من مرة.. بس أنتي حلي لك إنك تستغفليني
باكينام باستنكار: أستغفلك؟؟
يوسف بحدة: أه تستغفليني.. أمال تسمي إيه إنك كل يوم والتاني تنطي لراجل غريب تزوريه وتشتري له هدوم كمان دا أنتي بتتكلمي معاه في مرة وحدة.. أكتر من كل المرات اللي تكلمتي فيها معايا أنا كنت عاوز أنط لك وأنتي معاه وأعرفك أصلك ئدامه .. لكن لما سألت عنه... عرفت إنه مريض وحالته صعبة.. وكان متجوز وبيحب مراته.. فالعتب كلو على اللي راميه نفسها عليه.. وهي اللي لازم تتحاسب
أنا في الأول حبيت إني أسدء ثقتي فيكي.. ئلت أهو مريض بتزوريه لكن لما سألتك أول مرة كنتي فين.. خبيتي علي تاني مرة سألتك عندك حاجة عاوزة تئوليها لي.. برضو خبيتي علي لما أنتي بتحبيه أو يمكن بينكم حاجة تتمي حكاية جوازنا ليه؟؟
باكينام تحضر كل عروق كبريائها وتصطرع بجنون.. يستحيل أن تشرح أو توضح كانت ببساطة تستطيع أن تقول أنه ابن عمة هيا ويتعالج هنا بشكل سري وهيا وصتها أن تزوره.. والملابس دفع ثمنها وزيادة.. وهذه هي الحقيقة فعلا ويوسف يعرف هيا جيدا.. وكان الإشكال سيحل فورا لكنها يستحيل أن تريحه بعد أن سمح لنفسه بالشك فيها لدرجة مراقبتها
لذا ردت عليه بحدة مشابهة : أنا اللي تممت جوازنا؟؟ مين اللي فرض كل حاجة عليا؟؟
يوسف بمرارة: بلاش اللعبة دي.. لو كنتي ئلتي إن ئلبك مشغول بغيري من يوم الحفلة أنا كان مستحيل أجبرك على حاجة أنا مش رخيص عشان أفكر في وحدة بتفكر في غيري لكن أنا أفتكرت ئلبك خالي وبتعاندي وهيجي اليوم اللي هائدر أنا أملاه بس إنك تستغفليني بالطريئة الحقيرة دي.. كانت حاجة رخيصة أوي وأنتي طلعتي أرخص بكتير من أي حاجة تخيلتها
باكينام شعرت بألم حقيقي يمزق شرايين قلبها مع اتهاماته المريعة إلى هذه الدرجة يراها سيئة؟!! إذا كان لا يعرفها.. ولديه هذه القدرة على تصديق كل هذه الحقارة عنها فهي ليست لديها القدرة للتفسير يستحيل أن تبرر نفسها أو أن تسمح له أن يجعلها في موضع اتهام حقير كهذا كرامتها تأبى عليها مجرد التفكير في اتهاماته فكيف ترد عليها حتى؟؟
باكينام همست له ببرود: أنته لساك على البر طلئني وكل واحد يروح في طريئه
يوسف بغضب حاد وهو يمسك بوجهها بين أصابعه ويعتصره: حقيرة ورخيصة وأنانية.. تفو على دي أخلاء لما فشلتي تكملي التمسيلية عليا.. عاوزة تخربيها وتئعدى على تلها فرحنا ئريب وهيكون في موعده وفي واشنطن أنا اللي هأعرف أربيكي إما خليتك تندمي على استغفالك لي ما أكونش يوسف عزت
************************
الدوحة بعد الغداء بيت عبدالله بن مشعل غرفة مشعل وهيا
كانت هيا عند جدتها.. وحين علمت بوصول مشعل صعدت له كان مشعل وقتها يغتسل حين خرج ورآها تنتظره ابتسم وهو يجفف يديه ووجهه
هيا وقفت وتناولت الفوطة من يديه وهي تهمس له برقة: وين رايح اليوم من بدري؟؟
مشعل يبتسم: سويت كم شغلة.. رحت البعثات وعقب رحت غيرت حجزنا.. وقدمت على فيزا بريطانية
هيا باستغراب: غيرت حجزنا؟؟ وفيزا بريطانية؟؟
مشعل ببساطة وهو يتمدد على السرير: إيه بدل باريس بنمر لندن ونقعد فيها 3 أيام
هيا برعب: نمر لندن ليه ؟؟
مشعل يبتسم: السالفة إنه شهادتش اللي من كوينز أنتي نسيتي تصدقين كل النسخ من التعليم العالي البريطاني وهم يراجعون أوراقهم اكتشفوا إنه النسخة اللي عندهم مهيب مصدقة والحين إذا ماجاتهم الشهادة مصدقة ماراح يخلونش تكملين الماستر.. بنمر لندن نصدقها وعقب بأبعثها لهم بالدي اتش إل..
هيا تجلس بجواره وهي تحتضن كفه وتقول بجزع: تكفى مشعل بلاها مرور لندن وأنت ممنوع من دخول بريطانيا.. وإذا على دراستي.. الخير واجد.. خلهم يقطعون منحتي وأنا بأدرس على حسابي..
مشعل يضحك: يا بنت الحلال سهالات.. السالفة هدة بزران قبل 12 سنة وأنا لو علي شيء ماكان وافقوا في السفارة يسوون لنا تأشيرة لأنهم دخلوا اسمي في الكمبيوتر عندهم وبعدين السالفة مهيب سالفة فلوس.. الحمدلله الخير واجد.. بس البعثات يمكن يرفضون عقب تصديق شهاداتش كلها إذا ماخلصني تصديق شهادة البكالوريوس أول..
هيا بخوف: قلبي مهوب مرتاح.. زين خلنا على حجزنا الأولي ننزل في باريس و أنا بأروح لندن على قطار المانش الصبح.. وأنا أدل هناك عدل ممكن أخلص الشغل كله في يوم وأنت خلك في باريس المساء بأكون راجعة.. ونرجع واشنطن سوا
مشعل وقف وهو يقول بغضب حقيقي: مالش لوا.. شايفتني كمخة وإلا كمخة
هيا بتوتر: محشوم يا قلبي بس......
مشعل يجلس على السرير وهو يحاول السيطرة على هدوء نبرته: خلاص هيا.. الحكي في هالموضوع منتهي..
************************
ذات المساء الدوحة حوالي الساعة 10 ونصف مساء
العنود في غرفتها تدرس تجلس في صالتها الكتب منثورة على الطاولة وهي تجلس على الأرض بين الطاولة والأريكة مستغرقة في الاستذكار وكتابة ملاحظاتها
دخل عليها فارس سلّم رفعت عينيها وسلمت وابتسمت له بعذوبة شعر كما لو أن شمسا صاخبة مشبعة بالحياة والألوان والبهجة المتعت من بين شفتيها ( يا الله أنا توني معصب عليها الظهر وهي تبتسم لي الحين ما أكبر قلبها وأضيق أخلاقي)
ولكنها تذكرت اختفت ابتسامتها بتلقائية وعادت للانكباب على الكتب شعر فارس حينها أن وترا ما في قلبه تمزق اقترب منها وجلس خلفها همس: بكرة بأشتري لش مكتب بدل قعدة الأرض ذي تبين تروحين معي؟؟ أو ممكن اشتري على ذوقي؟؟
العنود بخفوت: اشتري أنت.. ماعندي وقت أفر مكان يالله الوقت يكفيني أدرس
فارس مد يديه وأمسك بعضديها ورفعها بخفة وأجلسها في حجره كان القلم مازال بيدها.. تناول القلم من يدها.. وطبع في باطن معصمها قبلة عميقة ثم همس لها بحنان: عادش زعلانة؟؟
العنود بخفوت: تكفى فارس ما تسألني ذا السؤال.. أخاف أقول زعلانة تعصب عليّ
فارس بذات الحنان: قولي ماني بمعصب
العنود بنعومة: فارس أنا بطبعي نادرا ما أزعل.. فلو زعلت يوم إذا أنت ما احتويتني وتحملتني شوية.. مين اللي بيتحملني المفروض إنه أحنا نصير شخص واحد.. حتى انفعالاتنا نتشارك فيها لكن اللي أنا شايفته لحد الحين.. أنت تعصب أنا أسكت ولو صار وأنا زعلت انت تعصب وتهب فيني.. على كذا أنا بأصير أخبي انفعالاتي عليك وينبني بيننا حاجز كل يوم عن يوم يكبر.. إحنا الحين في بداية زواجنا وأنا مستعدة أقدم لك كل شيء.. لكن ما أشوف إنك عندك نفس الاستعداد
فارس احتضنها بشدة وهمس لها بوله مصفى: حبيبتي أنا أحبش حب والله ما تتخيلين وش كثر.. فوق كل خيال وتصور وقلت لش كثير استحمليني شوي.. لين كل واحد يتأقلم مع طبايع الثاني لكن أوعديني ما تخبين على شيء حتى لو عصبت عليش لأني باعصب بس بتلاقيني رجعت.. لأنه حبش هو الهواء اللي أتنفسه والدم اللي يمشي في عروقي.. حد يقدر على زعل هواه ودمه؟!!
العنود ابتسمت وهي تهمس بدلال: كل هالحب من كم يوم؟؟!!
فارس بابتسامة: من زماااااااان
العنود برقة: متى يعني؟؟
فارس يحتضنها أكثر: الحين الحب يكفيش.. ووقته خليه بعدين
***********************
مر أكثر من أسبوعين على الأحداث الأخيرة
العنود ولطيفة أنهتا أمتحاناتهما
هيا ومشعل موعد سفرهما غدا الخبر الذي أشاع جوا من الحزن في بيت عبدالله بن مشعل وجعل موعد ملكة راكان وموضي يتقرر اليوم بعد صلاة العصر ليحضرها مشعل قبل سفره
باكينام ويوسف وضعهما سيء جدا تجهزت باكينام لفرحها كمخططها المعتاد ولم تسمح لأحد أن يشعر أن هناك شيئا ما بينها وبين يوسف ويوسف مطلقا لم يعد لمكالمتها.. تفاهمه كان مع عمه طه والجميع فسر تباعده أنها نوع من حركات الشباب الذي يمتنعون عن رؤية عرائسهم حتى ليلة الزفاف والليلة هي الليلة الموعودة ليلة زفاف باكينام ويوسف
فارس والعنود وضعهما بين كر وفر فارس كعادته بين حب مصفى وقسوة غير مبررة والعنود في حيرة دائمة منه ولكنها تحاول دائما امتصاص غضبه بطريقتها اللبقة الذكية في الكلام وخصوصا أنها باتت تعلم بعمق حبه لها.. وبدأت هي بتعميق مشاعرها ناحيته في ذات الإتجاه الأكيد أن علاقتهما ببعضهما توطدت كثيرا وبعمق رغم كل الغرابة المتجذرة في علاقتهما التي تمثل نموذجا لغرابة علاقة بعض الأزواج
مشاعل وناصر مشكلة عويصة تبدو عصية على الحل فناصر يبدو نافرا منها وبشدة وهي تتصرف كأنها لا تشعر بنفوره الذي كان يمزق مشاعرها بوحشية تنام معه بذات الغرفة وعلى ذات السرير ولكن بينهما محيطات هادرة تفصل بينهما وليس مجرد أشبار معدودة مشاعل تدور طوال اليوم في البيت تطبخ أو ترتب أو تذهب لبيت عمها وأحيانا تتوجه لبيت أهلها حين تكون متيقنة أنه لن يعود وبعد أن تستأذنه وهو لا يقصر في التوضيح لها بصراحة أنه لا يهمه ماتفعله مطلقا لم تشتكِ إلا مرة واحدة
في اليوم التالي لعودته.. رأته يحمل ملابسه المتسخة يريد أن يذهب بها لأمه حينها وقفت أمامه ورجته بعمق ألا يحرجها مع والدته وهي تناشده بألم: وش تبيهم يقولون علي؟؟ ملابسك توديهم يغسلونها لك؟؟ ماعندك مرة
ناصر بقسوة: إيه ما عندي مرة..
مشاعل بمناشدة عميقة: تكفى ناصر.. احشم إني بنت عمك لا تفشلني في هلك.. يعني حتى ملابسك ما تبغيني أغسلهم.. ليه أنا نجسه؟؟ حرام عليك اللي تسويه فيني
حينها رمى ناصر الملابس على الأرض وخرج
كان يشعر بمرارة عميقة وألم أعمق (أي وحش قميء أتحول أمامها كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي تفارقني فيه.. وتعود لأهلها تعبت من القسوة وأنا ما أعتدت أن اكون قاسيا ولكنها تستفز قسوتي لتتدفق تلقائيا عليها أتحول لمخلوق آخر أمامها مخلوق ليس أنا.. شيء مختلف أكره أن أكونه تأثيرها علي سلبي ومفرز لمساوئي)
مشاعل جلست على الأرض جمعت ملابسه ثم عادت لرميها بعيدا لتتناثر متفرقة في أرجاء الصالة وهي تسحب نفسها لتتسند على طرف الكنبة كانت تشعر بمهانة عميقة تشعر أنها عاجزة عن الإكمال بهذه الطريقة تشعر أنها على وشك الإنهيار
وكان هذا قبل أكثر من أسبوعين.. ومازالت لم تنهار رغم أن ناصر يثقل عليها العيار كثيرا ولكن الضربة التي لا تقتلك تقويك وهي تقوى فعلا لتحكم سيطرتها على حياة ناصر وترتيب كل شيء يخصه
اليوم نهضت من نومها مبكرة وكان ناصر مايزال نائما صلت الضحى وأعدت الفطور الذي تعلم أنه لن يأكله والذي أصبحت تعطيه لخادمات بيت عمها ليأكلوه أو ليعطينه لصبيان المجلس
رن هاتفها كان سلطان مشاعل ابتسمت: هلا والله بالشيخ سلطان
سلطان بنبرة عتب: بلا شيخ بلا بطيخ.. العبي علي قاعدة مقابلة نويصر وهّملتيني
مشاعل ضحكت بعذوبة: ماعاش من يهّملك.. عيوني لك.. وش اللي يرضيك
سلطان يبتسم: أبيش تلعبين معي بلاي ستيشن
مشاعل تبتسم: ريم أم لسانين عندك.. خلها تلعب معك
سلطان باستنكار: وعيييييه... أشهد أني على العازة.. أخرتها أرجع على الكوبه الرويم الدعلة يعني أنتي ما تبيني.. حرام اللي راحت عليك يا سليطين
مشاعل تضحك: جيب البلاي ستيشن وتعال.. ناصر راقد وما أقدر أطلع وأخليه
سلطان بغيظ: إيه يا نويصر العز للوز.. شيختهم قاعدة على رأسك تحرسك وأنت مطيخ تشاخر (مطيخ=مستغرق في النوم)
مشاعل بابتسامة: تجي وإلا أغير رأيي؟؟
سلطان باستعجال: لا جاي جاي.. خليني أمغث نويصر شوي مثل ماهو ماغثني..
بعد خمس دقائق وصل سلطان بحقيبة لعبته على كتفه وكانت مشاعل أغلقت الباب على ناصر حتى لا يزعجه صوت سلطان العالي
مشاعل احتضنت رأس سلطان الذي يصل إلى تحت ذقنها وهي تهمس له: منت بناوي تطول شوي؟؟
سلطان بتأفف: يا شين ذا الطاري.. أنتي تبغين تكدريني عشان تفوزين علي بس ماعلي منش.. أنا قاعد عندش لين صلاة الظهر ويمكن أصلي وأرجع.. لازم أطلع عينش وعين بعض الناس اللي خاسوا من الرقاد داخل
مشاعل تقوده للتلفاز: أدخل أشبك اللعبة وأنا بأروح أجيب لك ريوق
سلطان يشير لها لا ويقول بمرح: موضي ريقتني غصب.. من يوم درت بموعد ملكتها وهي جايها حاطي باطي وماحد عندها تفش حرتها فيه غيري.. أكلتني لين قدني بأزوع.. قلت خلني أنهزم قدام يجيني فتاق في كرشي
مشاعل بحنان: زين حلا وعصير.. مسوية حلا أنت تحبه
سلطان يستعد للعب وهو يجلس على الأرض ويضع مخدة تحت فخذه: بعدين بعدين.. والحلا اللي أنا أحبه لو أني غالي كان جاني لين البيت
مشاعل تجلس جواره وهي تتناول الجهاز الآخر: يا شين ملاغتك بس وش تبينا نلعب؟؟
سلطان بحماس: كورة.. وش ظنش بعد؟؟
مشاعل تضع الجهاز فوق رأسها وهي تقول: سليطين يا ليل ما أطولك الناس تطوروا والسوق فيه عشرين ألف لعبة
سلطان يختار فريقه ويقول لها بحماس طفولي: يا شين تمرطاس الخسرانين خلصيني اختاري فريق الخسرانين اللي بيلعبون لش (التمرطاس=المماطلة)
مشاعل بحماس مشابه من أجله: خسرانين قال.. تكلم عن روحك يا سلطة
سلطان يقطب جبينه: الدعوى فيها سلطة.. زين يا ميشو تشوفين
مضت أكثر من ساعة ونصف والاثنان مستغرقان تماما في اللعب لم ينتبها مطلقا أن هناك ثالث انضم لهما منذ أكثر من نصف ساعة كان يجلس خلفهما على الأريكة التي كانت بعيدة قليلا عن مكان جلوسهما على الأرض ملاصقين لجهاز التلفاز كان صامتا ومبهورا بكل معنى الكلمة كان يرى مشاعل أخرى غير الرقيقة الهادئة التي كانت تتحرك أمامه طيلة الأيام الماضية بمثالية أنثى حقيقية مليئة بالحياة لدرجة مفجعة تحز في روحه الرجولية غصبا عنه.. تكاد وجنتيها تتفجران احمرارا وأنفاسها تعلو وتهبط وهي تدغدغ سلطان وتسحبه وتشد رأسه وتحتضنه بل وتتناول كفه وتعضه أحيانا بشقاوة دون أن تؤلمه
وسلطان من ناحيته يغرز أصابعه في جنبها بشكل مفاجئ كلما كانت الهجمة لها لتقفز وهي تصرخ وتضربه بشكل هستيري طفولي
ناصر كان مستمتعا بالمراقبة حتى حدث أخيرا ما أجبره على التصريح بوجوده
الهجمة لسلطان فقامت مشاعل بذات الحركة ولكن بشكل مبالغ لأنه ليس سريع الإحساس مثلها.. ظلت تدغدغه حتى خسر حينها ألتفت لها وعضها في عضدها من ناحية الكوع مباشرة على اللحم لأنها كانت ترتدي نصف كم قريب من الكوع
مشاعل صرخت بألم من بين أسنانها بصوت مكتوم: سلطان يالمتوحش بسك قطعت لحمي
سلطان حين غادرته غضبته الطفولية وأرخى إطباق أسنانه على جلدها فُجع وهو يرى أثار أسنانه الغائرة في أسفل عضدها انتفض وهو يرمي اللعبة ويقف على ركبتيه ليحتضن رأسها ويطبع عليه عشرات القبلات ويهمس بوجل: أسف ميشو أسف جعل سنوني السوسة.. سامحيني فديتش.. جعلني السوسة كني عدتها
مشاعل تضحك ورأسها مختبئ في صدره الصغير: بس خنقتني ولا عاد تدعي على روحك زعلت عليك
(بسكم) صوت حازم غاضب يقاطعهما لا يعلم يقينا ما الذي أغضبه هل هي عضة سلطان الموجعة لمشاعل؟؟ أم قبلاته واحتضانه الطويل لها؟؟ هل هو خائف عليها؟؟.. أم يغار عليها؟؟ سواءا كانت هذه أو هذي.. فهو لن يعترف بذلك حتى لنفسه في أعمق أعماقه
سلطان يفلت مشاعل ويلتفت لناصر بحرج: صبحك الله بالخير أربني ما أزعجتك يا بو محمد؟؟
ناصر بمودة: ما أزعجتني .. بس الرجّال الشقردي يعض أخته؟؟ مهوب عيب عليك؟!!
سلطان بخجل: ماكان ودي أجعها.. احتريت شوي
ناصر يهمس له بالنبرة الحازمة المعتادة في حديث الرجال: الرجّال ما يطلع حرته في النسوان يطلعها في الرياجيل اللي مثله والرجّال ما يعض.. العض للبزران.. الرجّال يضرب ويوجع إذا شافوا الرياجيل خصيمه دروا بفعل يمينه في وجهه
سلطان يقف ويميل على أنف ناصر وهو يقول بحماس: تم طال عمرك واسمحوا لي أترخص
مشاعل بنبرة غامضة: وين بتروح؟؟ ماكنت تقول إنك بتقعد للظهر اقعد أفطر مع ناصر
سلطان يجمع لعبته ويقول: بجيش بكرة.. اليوم بأقعد مع مشعل شوي قدام يسافر بكرة
حين خرج التفتت على ناصر وهي تقول بعتب غاضب: مالك حق تحرجه كذا
ناصر يتعكز على عكازيه ويقف على قدمه الوحيدة ليمسك عضدها ويلفه ناحيته ويقول بغضب: وهو له حق يسوي فيش كذا.. سلطان أخي وفي المجلس أعلمه أكثر من كذا.. ولا عمره تشاينها مني.. (تشاين= رآها شينة أي أستاء منها)
مشاعل شعرت أن مسكته لعضدها تحرقها وتذيب جلدها لتحدث قشعريرة وصلت لعمق عظمها.. ولكنها هتفت بغضب: تعلمه بكيفك أنت وياه.. ما أردك تعلمه سلوم الرياجيل.. لكن تحط حاجز بيني وبينه ما أسمح لك إن شاء الله يقطعني أنت مالك دخل.. جسمي وأنا حرة فيه
ناصر بتهور غير مقصود: إلا لي دخل فيه.. مهوب حلالي..
الجملة خرجت حادة كثيفة توحي بعشرات التأويلات غير المقصودة فعليا وناصر ندم فورا وبشدة على قولها (أي حلال؟؟ أي خرابيط؟؟.. تخليها تستفزك تقول حكي ماله طعم)
مشاعل شعرت بتوتر كاسح وخجل متعاظم يجتاحها وهي تحاول أن تتماسك أمامه.. وتمسك مكان العضة في عضدها بكفها
وناصر يحاول تغيير الموضوع لجهة أخرى: يعني ماعمري شفتش معصبة إلا اليوم لذا الدرجة سليطين غالي عليش؟؟
مشاعل حاولت أن ترد ولكن ريقها جاف.. جاف جدا.. وكلمة (حلالي) تخترقها كأسهم نارية موجعة لتبعثر كل أفكارها
همست بخفوت بعد لحظات صمت: بتريق أو كالعادة؟؟
ناصر رد عليها بهدوء غامض وهو يتحرك باتجاه طاولة الطعام: بأتريق
*********************
بيت عبدالله بن مشعل بعد صلاة العشاء
حفل نسائي أسري لسيدات آل مشعل وقريباتهن المقربات عقد قرآن موضي الذي تم على خير احتفال بالعروستين اللتين لم يتم الاحتفال بهما احتفال بالانتهاء من الامتحانات للجميع وتوديع لهيا المسافرة في الغد
لطيفة المتألقة في فستان أسود تجلس بجوار موضي القلقة في فستانها الزهري الناعم وتهمس لها من قرب: فكيها.. عيب عليش ذا التكشيرة.. وش تبين الناس يقولون مغصوبة على العرس.. وهو قده ثاني واحد
موضي من بين أسنانها وهي تحاول رسم ابتسامة: تدرين إنش سخيفة
لطيفة تبتسم من أعماقها: وأنتي أسخف طال عمرش إلا تعالي قولي لي.. شنو صار في مراسيم الملكة.. راحت علي وأنا في الصالون
موضي بتهكم مصطنع: تدرين نسيت أسجلها عشان أعيدها على مسامعش الكريمة
لطيفة تبتسم: أنا الليلة مبسوطة.. ولا حتى ملاغتش بتخرب مودي تعالي قولي لي.. قصيتي شعرش وإلا بعد
كانت تسأل موضي لأن شعرها كان مرفوعا في شينيون غجري ولا يتضح طوله موضي ردت: مابعد
موضي لم تقص شعرها مطلقا منذ حوالي 4 سنوات وطال بدون ترتيب ليصل إلى أسفل خصرها وشعرها هو الأكثف بين شعر شقيقتيها ونعومته وسواده ثقيلان للغاية
لطيفة باهتمام: يبي له ترتيب واجد.. لو أنتي تبين تطولينه على الأقل قصي أطرافه.. رتبيه قبل عرسش
موضي برعب: وش عرسه أنتي بعد؟؟ تو الناس
لطيفة بنبرة منطقية: بصراحة أنا ما أشوف سبب للتأجيل
موضي برجاء: لطوف بلاها تدخّلين.. وتحنين على رأس أبو محمد وهو يحن على رأس الشيبان أدري الشيبان ما يأخذون في يد رجالش غلوة
لطيفة تبتسم: الله وأكبر عليش يأم عيون.. ماعاد إلا مشعل تنظلينه
جبهة أخرى هيا في فستان حريري أخضر تجلس بجوار جدتها وتحتضن كفها: يمه فديتش لا تضايقين.. السنة هذي آخر سنة عندي وعند مشعل كلها كم شهر وتلاقينا عندش ولا عاد حن برايحين ديرة إن شاء الله
الجدة بحزن عميق: الواحد ضامن عمره لبكرة يحكي عن اللي بيصير عقب شهور
هيا اجتاحها خاطر مرعب (ماذا لو حدث لجدتها شيء وهي غير متواجدة.. لن تحتمل مطلقا.. لن تحتمل) همست بجزع: يمه الله يهداش وش ذا الحكي.. العمر الطويل لش في الطاعة الأعمار بيد الله ما تدرين يمكن أكون قدامش.. هو الأجل بالعمر
الجدة بغضب: تفي من ثمش يا بنت سلطان
هيا تحيط كتفي جدتها بذراعها وتقبل كتفها وتقول بمرح: أجل لا عاد تعيدين علي سالفة الموت ذي ثم أردفت بهدوء: ماحد يطق من يومه يمه.. لكن الواحد ليش يوجع نفسه ويوجع اللي حوله
(الأمريكانية ذي خذت علوم هل أمريكا الذيب ما يهرول عبث وخري من جدتي لا تأكلينها!! خلني أسلم عليها)
معالي الواصلة للتو مع أهلها تميل لتسلم على جدتها بطريقتها الحماسية فهناك علاقة فريدة عميقة تربط بين الاثنتين فمعالي مرتبطة كثيرا بجدتها
ابتسمت هيا وهي تسلم بدورها على معالي: وينكم يأم لسانين ليش تأخرتوا
معالي بغيظ: خبرش الكوبي والبيست قعدوا يسبحون لين جاتنا وزارة الماي بكبرها يشتكون يقولون بيتكم سبب أزمة مياة والدوحة بيجيها جفاف من سبتكم ثم أكملت (بعيارة): شكلي بأقلب على نظافة الخبلان مثلهم.. كود أغدي مومياء بيضاء مثلهم
جبهة أخرى قريبة ذات الوقت مجلس آل مشعل
المتواجدون من الرجال في انتظار حضور البقية لتقديم العشاء
العريسان الجديدان في زاوية يتساسران وعكازات ناصر بجواره فارس يهمس له: متى بتركب الساق؟؟
ناصر بذات الهدوء: عقب يومين
فارس بأخوية مساندة: مستعد؟؟
ناصر يبتسم: ليه بأدخل معركة.. أنا بصراحة زهقت من ذا العكازات ودي أسوق سيارتي أروح افرفر شوي وأهم شيء أروح الجليلة... ياني اشتقت لذا المخلوقة
فارس بابتسامة: عندك في بيتك مهرة مالها تواصيف وتقول مشتاق للجليلة أشهد أنه ماعندك سالفة
ناصر سكت على مضض ولسان حاله كما المثل الشعبي (خلها في القلب تجرح.. لا تطلع للناس وتفضح)
زاوية أخرى من المجلس سعد ومشعل بن محمد
سعد يهمس لمشعل بمرح: هذا ناصر رجع بالسلامة وراكان تملك أنا متى بنتظرون لحالي وترأفون فيه.. أبي أعرس يا ناس
مشعل يبتسم: مع أنك رفيقي من سنين لها ونين.. لكني توني أكتشف أنك تغثي كذا
سعد بابتسامة: إيه يا بومحمد اللي يده في الماي... وش عليك؟؟ أنت عندك أم محمد وأنا كل ما رجعت للبيت ما قدامي إلا وجه بو صبري.. يغدي ودي أهج من البيت
مشعل (بعيارة): يا كثر بربرتك على الفاضي الحين حن رديناك تحدد موعد للعرس؟؟.. حدد لك موعد مناسب بس يا ليت عقب عرس راكان أو حتى لو بغيتوا حطيناكم مع بعض أحسن
سعد باستنكار: راكان اللي توه متملك تبيني انتظره.. ياكبرها عند الله
مشعل يضحك: أنت اللي ياكبرها عند الله.. وأنت توك متملك مالك إلا أقل من شهر
سعد يبتسم: تصدق أحسب أنها سنتين
زاوية ثالثة راكان ومشعل بن عبدالله
مشعل بسعادة حقيقية: الليلة أنا كني ماسك النجوم الله يهنيكم ويبارك لكم
راكان بغموض: ويبارك فيك
مشعل باستفسار: ومتى ناوي العرس إن شاء الله؟؟
راكان بهدوء واثق: على عطلة الربيع السنة الجاية
مشعل يبتسم: مع إنه بعيد واجد بس أحسن.. عشان أكون رجعت.. وأنا اللي أرتب لعرسك ثم تنهد وشيء يخطر بباله: تدري ياراكان.. خواتي كلهم غاليات عندي وغلاهم واحد بس موضي عندي غير.. من يومها صغيرة وهي عندي غير
راكان في داخله (حتى أنا كانت عندي غير.. بس كانت.. كانت!!)
مشعل يكمل كلامه: ما أوصيك فيها يا راكان عقب.. أنا أدري إنها ما كانت مرتاحة مع حمد..
راكان شعر بألم مفاجئ غير مفهوم من تذكر أن زوجته كانت زوجة لرجل آخر قبله
مشعل يكمل: بس هي ما كانت تشتكي.. أنا عمري ماشفت حد كتوم مثلها
راكان في داخله (في ذي أنا أشهد.. اللي تعرف بزواجي الأول من سنين ولا علمت حد)
مشعل يكمل بهدوء: كان ودي إنها تشتكي لي.. أنا ما كنت مرتاح لحمد.. وكان ودي أتدخل.. لكن بما أنها عمرها ما أشتكت وأنا ماشفت شيء بعيني مالي طريق على الرجّال
راكان اشتعل داخليا (ليتك تدري وش سوى فيها!!)
مشعل يبتسم ويكمل: لكن الحين الله زيّنها من عنده.. وموضي غدت لك وأنا ترا أبي أقول لك شيء من حقك تعرفه
راكان شعر بتوجس لم يظهر على محياه وقال بهدوء: اللي هو؟؟
مشعل بهدوء: ترا موضي ما عندها أي مشاكل تمنعها من الانجاب.. لا تقول إن ذا السؤال ما خطر ببالك.. مرة لها أربع سنين متزوجة وما حملت أكيد إنه دار ببالك ذا الاحتمال.. وأنا عارف إنك مستحيل تسأل.. فحبيت أقول لك
راكان شعر بحرج بالغ داخليا.. لأنه فعلا لم يدر بباله هذا الاحتمال ولا حتى لجزء من الثانية أطفال ؟؟ أبناء له تكون موضي أمهم؟؟ ماهذا الجنون؟؟ ماهذا الجنون؟؟
عودة لحفل النساء في بيت عبدالله بن مشعل
العروستان تجلسان متجاورتين مشاعل شعرها الكاريه مسدل لأسفل عنقها كالعادة ولكن من الأمام رُفعت بعض خصلها بطريقة راقية وثُبتت بمشابك بنفسجية بنفس لون فستانها الذي كان على الطريقة الأسبانية وقصير قليلا من طرف لنصف ساقها وارتدت معه (بوت) بنفسجي العنق هاي نك تزينه من الجنب وردة كبيرة وأكمامه لاصقة طويلة وتدرجات الزينة البنفسجية على وجهها أعطتها ألقا مختلفا ناضحا بالإثارة
بينما العنود كانت فاتنة للغاية وسعادتها الداخلية تنعكس بإشراق على وجهها وفستانها الشيفون المشجر بتدرجات الأزرق منحها منظرا مفعما بالحياة فعلا
العنود تميل على مشاعل وتهمس بمرح: تدرين فستانش هذا المفروض أنا اللي لابسته
مشاعل ترسم ابتسامة عذبة: خلاص ولا يهمش بكرة بوديه المغسلة يغسلونه وعقب يجيبونه لش
العنود تضحك: تبين أخيش يذبحني.. لو عليه.. لبسني خيشة وسكرها علي لحلقي
مشاعل تبتسم: مافيه شيء الفستان مستور بزيادة هاي نك وكم ماسك لنصف الكف.. حتى الجزء الوحيد العاري فيه تحته بوت
العنود بعذوبة: يأختي مسوي رقابة غير طبيعية للبسي.. جنني
شعرت مشاعل بحزن شفاف يغزو روحها.. لا تريد أن تعقد مقارنة بينهما وبين أي زوجين آخرين.. فهما مختلفان تماما ولكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من الحزن.. فناصر لا ينظر لها مطلقا ولا يهتم بأي شيء تفعله أو ترتديه.. هل يتحول لمشعل آخر؟؟ ولكن حتى مشعل القديم في أسوأ حالاته أفضل منه بألف مرة على الأقل لم يكن يصرح بكراهيته لها ونفوره منها ولكنها من جهة أخرى موقفهما صباحا مازال ماثلا في مخيلتها وهي تمد يدها لتلمس عضة سلطان وتبتسم (المفروض أشكر سلطان على ذا العضة أول يوم أحس إنه فيه حاجز من الألف حاجز اللي بيني وبين ناصر انكسر وأول يوم يفطر معي وحسيت إنه مستمتع مع أنه ما عبر ولا شكر ولا حتى تكلم)
عالية وعلياء كانتا تجلسان متجاورتين كعادتهما.. وعلى محياهما طيف حزن شفاف معالي تفرقهما وتجلس بينهما وتدخل كل ذراع من ذراعيها في ذراع كل واحدة منهما لتحتضن ذراعيهما وتهمس لهما: عيب عليكما ذا التكشيرة.. جايين حفلة وإلا عزاء
علياء بحزن: صحيح أخينا حمد واحد ما ينطاق.. وموضي صبرت عليه واجد وتستاهل كل خير.. وراكان فعلا هو كل الخير بس.. بس
عالية أكملت بذات النبرة الحزينة: بس هذا ما يمنع إنه احنا نحس بالحزن لأنه احنا عارفين إن حمد رغم شين أطباعه كان يحبها
معالي تضحك بمرارة: يحبها وما يحبكم.. وش استفدتوا يعني؟؟ خلو بنت الناس تشوف نصيبها.. وتشوف لها يوم حلو.. عقب ما طلّع أخيكم عينها واحمدوا ربكم إنها ماطلعت فضايحه على الناس
علياء باستنكار: يعني أنتي ما تحبين حمد؟؟
معالي بنبرة غامضة خليط من الشوق والغضب والحب: أكيد أحبه وغصب عني أحبه لأنه في عروقنا يمشي نفس الدم.. وحبي له فطرة لكن لو جينا للحق.. هو ما يستاهل ولا حتى نتفة حب.. وخصوصا أنه هو نفسه ما يحبنا.. وأكثر من مرة قالها لنا.. وإلا ناسين يعني؟!!
**********************
القاهرة فندق جراند حياة الساعة العاشرة والنصف مساء بدء مراسيم حفل زواج باكينام ويوسف التي لن تطول كثيرا لأن طائرتهما ستقلع تمام الثالثة بعد منتصف الليل لذا حقائبهما أرسلت لجناحهما المحجوز في ذات الفندق حتى يبدلا ملابسهما سريعا ويتوجهان للمطار هذه التعليمات علمت بها باكينام من والدها لأنها لم ترَ يوسف وهاهي الآن تتأبط ذراع والدها وتقف في أعلى السلم وتعلم أنه ينتظرها هناك في الأسفل كم بدا بعيدا وقريبا قبل أن تراه حتى!! وهاهي تنزل على صوت الدفوف فقط.. بعد أن أصررت على منع كافة أشكال الموسيقى في كل فترات الحفل كانت غاية في التألق في فستان أبيض ثلجي ملكي من تصميم خالد البحيري الذي هو بالعادة مبالغ في أسعاره وحتى يوافق على ترك كل ما بيده ويصنع فستانا لعروسا محجبة بمواصفات خاصة وينجزه خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين.. طلب مبلغا أكثر مبالغة.. لو كان الأمر لبكينام لكانت رفضت ولكن والدتها ووالدة يوسف كانتا من أصررتا
كانت تنزل وتحاول أن تشغل بالها بالتفكير بعيدا عنه.. عمن ينتظرها في الأسفل ويشغل تفكيرها ويشعل مشاعرها حتى تفاجأت بيد دافئة تمسك بأناملها المتجمدة ووالدها يسلمها له وهو سمسك بيدها ليدخلها في ذراعه وهي ترفع وجهها بوجل لتنظر لوجهه
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الإثنين أكتوبر 24, 2011 10:32 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الورد على كل العيون والقلوب العيون الأجمل والقلوب الأغلى لاحرمكم الله نظر العيون ولا نبض القلوب
أولا تعديل اسم هاني البحيري المصمم المصري بالفعل سقط سهوا غير مقصود << شكرا ناقدة بأفكاري على التنبيه
ثانيا نجي لبارت اليوم أحداث كثيرة في الانتظار والقفلة بتكون على حدث غير متوقع قراءة ممتعة مقدما . . استلموا الجزء 73 . لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أسى الهجران/ الجزء الثالث والسبعون
فندق جراند حياة البهو الرئيسي للاحتفالات
كانت بكينام تتأبط ذراع والدها.. تنزل السلم الحلزوني.. وهي وتحاول أن تشغل بالها بالتفكير بعيدا عنه.. عمن ينتظرها في الأسفل ويشعل كل تفكيرها شرارت نار متطايرة
حتى تفاجأت بيد دافئة تمسك بأناملها المتجمدة ووالدها يسلمها له وهو يمسك يدها ليدخلها في ذراعه وهي ترفع وجهها بوجل لتنظر لوجهه
كان في نظرها وسيما للغاية في طقمه الرسمي الأسود.. نظراته محايدة غامضة لا تشي مطلقا بما يمور خلف موج العينين البنيتين عجزت عن قراءة نظراته.. ولكنه قرأ في نظراتها خوف ما.. خوف موجع.. كما بدت له هي موجعة ( حق لكِ أن تخافي.. بل يجب أن تخافي فما ينتظركِ كثير.. كثير لأن مافعلته بي من حقارة لم يفعله أحد سواكِ ولكن أ كان يجب أن تكوني جميلة هكذا؟؟!! وشفافة هكذا؟؟!! وعذبة لأبعد غايات العذوبة؟؟!! لا تصعبي مهمتي هكذا لا تصعبيها كوني متوحشة وقذرة كما أنتِ استفزيني حتى أصفعكِ بقذارتكِ التي أنتِ أغرقتي نفسكِ في أوحالها)
شدت ذراعها النحيل على عضلات عضده الصلبة بعفوية شفافة كأنها تحتمي به كم آلمته حركتها.. وجرحته.. وآذته.. و هزت قلبه الحاقد عليها هزته للحظات بعنف كاسح..ولكنه عاد بعده لصف متاريس قسوته
(أعلم أنني مغرورة ومتكبرة ومكابرة وممتلئة بكبرياء قميء ولكني أحبك أقسم أني أحبك يستحيل أن أقولها ألا تستطيع أن تشعر بها لوحدك؟! يستحيل أن أبرر لك ذنبا لم أرتكبه لِـمَ أنت عاجز عن الوثوق بي؟؟ ما الذي فعلته حتى أكون أستحق أن أكون موضع شبهة؟! لِـمَ كل شيء بيننا معقد وكثيف هكذا؟!!)
مشيا سويا على وقع الدفوف حتى وصلا لمكان جلوسهما مئات المعازيم وهما لا يشعران بأحد كل منهما غارق في تفكيره الخاص وأكثر مايشغلهما إحساس كل منهما المختلف بذراع الآخر
وقت ما مر.. وقت لم يشعرا به وهما يردان بآلية على مئات التهاني وجدتا باكينام كانتا من تشعران بسعادة مختلفة وهما تريان حفيدتهما الغالية تُزف لرجل كلتاهما راضيتان عنه تمام الرضى ولكن ماذا عن رضى الحفيدة نفسها؟!!
بعد فترة اقتربت الوالدتان من العريسين وهمسا لهما أنهما لابد أن يزفا الآن حتى يستطيعا اللحاق بطائرتهما
*************************
الدوحة البنات أطلن السهرة في بيت عبدالله بن مشعل توديعا لهيا التي ستقلع طائرتها غدا صباحا وجميعهن طبعا مطمئنات أن أزواجهن كذلك سيطلن السهرة مع مشعل وقد تمتد سهرة الشباب حتى يصلون صلاة الفجر معا لذا أطلن السهرة وخصوصا أنهن سيعدن عبر الأبواب الواصلة بين البيوت بعد فتحها كلها ولن تضطر واحدة منهن لركوب سيارة
وهاهي مشاعل تدخل بيتها حدود الساعة الواحدة وكانت من أوائل المغادرات.. فور فتحها للباب فوجئت بناصر يجلس على الكنبة ويمدد رجليه ويشاهد قناة رياضية لم تر مطلقا مكان البتر ولكنها اعتادت على رؤية قدم واحدة فقط
سلمت بهدوء وهي ترفع شيلتها عن رأسها كانت تريد الدخول لتبديل ملابسها ولكنها قررت أن تخلع عباءتها أمامه وتجلس معه قليلا بزينتها فما فائدة كل هذا التزين إن كان لن يراه؟!!
رد عليها السلام وهي تخلع عباءتها وتضعها جانبا وتجلس همست: آسفة ما ظنيت إنك في البيت أو كان رجعت قبل
ناصر ببرود: وأظني قلت لش قبل.. دامش في بيت عمي براحتش حتى لو تحبين تقعدين هناك على طول يكون أحسن
وصلتها الاهانة المقصودة حادة كنصل رمح مسنون مغموس بالسم بدأت بدعك أصابعها لتفريغ توترها وحتى لا تبكي أمامه كان شعرها ينسدل للأمام وهي تنظر للأسفل في حركة باتت تفتنه حتى النخاع مؤخرا ولكنه يستحيل أن يعترف بذلك لنفسه حتى... فكيف يعترف لها؟!!
وصلها صوته مشبع بتهكم قاس: تدرين إنش عليش حركات غريبة
مشاعل رفعت رأسها وهمست: نعم؟؟
ناصر بذات النبرة المتهكمة القاسية: أنتي الحين مصبغة وجهش بعشرين ألف لون ولابسة لبس كنه لبس مهرجين.. وعندش إني يوم بأشوفش مثلا بتجيني سكتة قلبية من حسنش وجمالش!!
مشاعل شهقت بعنف فهو فعلا يتجاوز الليلة كل حد في قسوته عليها.. قفزت للداخل حتى لا يراها وهي تبكي دون أن تعلم أن كل ما قاله ليس إلا تعبيرا معكوسا عن افتتانه بها.. الافتتان الذي لا يسمح له بالظهور حتى بينه وبين نفسه منذ رأها تخلع شيلتها ثم عباءتها ومنظرها المثير يسكره حتى الثمالة.. حتى بدأت الحرب العكسية وهو يقنع نفسه أنه نافر منها ونتيجة النفور لابد أن تكون كلمات قاسية كالتي قالها لها فهو مازال مقتنعا تمام الاقتناع أنها نافرة منه كما كانت نافرة ليلة زواجهما حين وئدت أحلامه ولهفته بنفورها منه وهي تهينه بتوقيفه لساعات أمام الحمام وهو يرجوها ويحلف لها
ولكنه الآن يشعر بألم عميق لأنه يعلم أنه جرحها.. ألا يكفي أن يتجاهلها حتى تمر الفترة التي حددها هو لإنفصالهما؟!! لِـمَ يجرحها بهذه الطريقة المريعة رغم أنها لم تفعل شيئا تستحق عليه هذا التجريح؟؟ أ لأنها كانت فاتنة وفتنتها كانت فوق احتماله يعاقبها على افتتانه بها؟!! مشاعره الغريبة مؤخرا أصبحت هجينا غريبا من افتتان موجع ونفور متوحش ناحيتها وباتت هذه المشاعر تحيره وتمزقه وتعطله عن التفكير المنطقي كيف ينفر منها كما لو كانت وباء معديا وفي ذات الوقت يُفتن بها حتى آخر نقطة في دمه وخلاياه؟!
مضت أكثر من ساعة هو يشاهد برنامجا لم يفهم منه حرفا.. حينها قرر أن يقوم ليصلي قيامه وينام
دخل كانت نائمة على السرير توضأ وصلى ثم توجه لجهته المعتادة وتمدد وهو يتمتم بأذكاره سمع صوتا خافتا.. خافتا جدا.. لم ينتبه في البداية رغم أن الصوت كان مستمرا من قبل دخوله للغرفة التفتت ناحيتها كان كتفاها يهتزان بخفة غير ملحوظة ولكنها كافية ليعلم أنها تبكي يعلم أنها تبكي كثيرا ولكنه لم يرها مطلقا وهي تبكي جرحه بكاءها.. جرح رجولته التي يعتز بها (عن أي رجولة أتحدث وأنا أستمتع بتجريح هذه العاجزة عن مجاتهني!!)
مد يده لكتفها ثم تردد وأعادها وهو يمسك كفه بكفه الآخرى ثم عاد لمدها وهو يضعها على كتفها ويهمس بحنان تلقائي: مشاعل
لم ترد عليه ناداها للمرة الثانية: مشاعل قومي كلميني
نهضت وهي تحاول إخفاء وجهها المتورم بالبكاء عنه همس لها: طالعيني
رفعت وجهها.. لم تحتمل نظرة الحنان في عينيه لأول مرة بعد عودته ترى هذه النظرة لم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء هستيري ناصر صُدم.. صُدم لأبعد حد.. وهو يشعر كما لو أن قنبلة ما انفجرت في وسط صدره لشدة وطأة المشاعر التي اكتسحته وآلمته لأقصى حد لم يتحرك هو.. لم يحتضنها.. وظلت يداه ساكنتان لجواره وهي رأسها يسكن بين عضلات صدره وتحت ذقنه وهي تتعلق بجيبه
شعر بالألم.. بالغرابة.. بالشجن.. وأحد أحلامه الغريبة يتحقق حلمه القديم أن يستنشق رائحة شعرها الطفولي وهاهي رائحته العطرة المسكرة تخترق خياشيمه حتى آخر حد وهو يشعر بنعومته الفائقة تحت ذقنه كان إحساسا غريبا موجعا ورائعا وعصيا على كل تفسير
لم يغير أي منهما وضعيته لا هي رفعت رأسها عن صدره ولا هو احتضنها كما قد يُفترض حين أفرغت مشاعل طاقتها الأولى في البكاء بدأت تشهق وتقول: حرام عليك ناصر اللي تسويه فيني.. والله أنا ما أستاهل منك كذا حتى لو أنت ما تبيني.. وتقول إني ضيفة عندك شهر شهرين الواحد يجرح ضيفته ويهينها بذا الطريقة؟!! على الأقل راعي مشاعري شوي لين أرجع لبيت هلي
************************
بيت عبدالله بن مشعل غرفة مشعل وهيا حدود الساعة 3 بعد منتصف الليل
مشعل يدخل غرفته بهدوء ليفجع بالمنظر أمامه كانت تجلس على الأريكة تضم رجليها المثنيتين لصدرها وشعرها الطويل منسدل حولها وجهها مختبئ بين ركبتيها وتبكي
مشعل سارع بالجلوس جوارها وهو يرفع شعرها ويجمعه خلفها ويرفع وجهها ليهمس لها بقلق مرتعب: حبيبتي ليش تبكين؟؟ حد قايل لش شيء؟؟
هيا أسندت رأسها لصدره ليحتضنها بخفة وهي تهمس بألم من بين بكاءها: ما أبي أسافر.. أبي أقعد عند هلي
قالت (هلي) بتلقائية عميقة شفافة.. ابتسم مشعل وهو يرى كيف أصبحت منتمية لهم وهمس لها بحنان: خلاص ماباقي شيء علينا... شهر 7 إن شاء الله خلاص راجعين ومستقرين
هيا بعمق موجع: ياطولها يا مشعل هذي سبع شهور..تونا شهر 1 الحين قبل كنت أهرب من الدوحة..أهرب من ذكرى سلطان اللي مابقي لي منها شيء.. بس الحين أنا في حضن ريحة سلطان وبين هله لأول مرة أحس بالأمان كذا.. أحس لي ظهر وأهل يحبوني ويهتمون فيني مهوب هاين علي جدتي واجد متأثرة من سفري.. تدري حتى فراق عماني وبنات عمي وسلطان الصغير كل شيء يوجعني يوجعني..
مشعل همس لها بعتب وهو يمسح على شعرها: يعني كل الناس مهوب هاينين عليش.. بس مشعل يهون!! يهون عليش تخلينه بروحه
هيا رفعت رأسها وهي تهمس برعب: حبيبي أشلون تقول كذا؟؟
مشعل بنبرة عتب مقصودة ومدروسة: والله هذا اللي الواحد يفهمه من كلامش
هيا بعذوبة: صحيح هم هلي.. بس أنت شيء ثاني أنت قلبي اللي ينبض بين ضلوعي.. روحي اللي تردد بين جوانحي
مشعل وقف وهو يقول بنبرة حزن مصطنعة: إيه قصي علي عقب ما كسرتي خاطري.. جاية تلعبين علي بكلمتين
هيا ابتسمت وهي تمسح دموعها: مشكلتك ما تعرف تمثل تعال أعطيك كورسات.. ما حد يمثل مثل النسوان
مشعل عاد لها ليوقفها ويبتسم وهو ينظر لعينيها ويهمس بمرح: ومتى مثلتي علي أنتي؟؟
هيا تضحك: أووووووه.. طول أول أيام زواجنا وأنا أمثل لين صرت أستحق جائزة الأوسكار
مشعل باستفسار لئيم: مثلتي ويش؟؟؟
هيا ابتسمت وهي تضع كفها على خده: مثلت إني ما أحبك وأنا بأموت عليك.. مثلت إني ما أهتم لما تكلم أي مره وأنا بأولع من الغيرة مثلت إني في غرفتي ماني بمهتمة متى ترجع مع أنه أذني على الباب ومستحيل أرتاح لين أتطمن عليك
مشعل تناول كفها من خده ونقلها لشفتيه ليطبع في باطنها قبلة عميق ويهمس: صدق نصابة.. شهرين نشفتي ريقي على الفاضي
ثم أردف كمن تذكر شيئا: هاه كل شيء جاهز لبكرة؟؟
عاد وجهها ليغيم: يعني لازم تخرب المود الحلو... إيه كل شيء جاهز شناطي وشناطك كلها جهزتها باقي بس الهدية اللي اشتريتها لبكينام عشان زواجها أخاف أحطها في الشناط تنسرق أو يصير لها شيء بأخليها في شنطة صغيرة في يدي
*******************************
قبل ذلك بقليل توقيت آخر وبلد آخر القاهرة أحد أجنحة جراند حياة الملكية يوسف وباكينام كانا يصلان لباب جناحهما معهما والدتيهما
منال همست لهما وهي تتوقف هي وسوازان عند الباب: احنا ئاعدين في اللوبي تحت نستاكم عشان نوصلكم المطار
وسوزان همست في أذن ابنتها: ستجدين طقما كاملا معلقا في الدولاب ووضعت لك معه حذاء مناسبا مريحا وأنيقا.. وحقيبة يد متوسطة الحجم حتى تتسع لأغراضك وحقيبة أخرى صغيرة طقم معها للمطار لأدواتك الخاصة أتمنى أن يعجبك ذوقي
باكينام احتضنت والدتها وهي تقول بتأثر: دائما يعجبني ذوقك..
سوزان تعاود الهمس: هناك رحلات دائمة بين واشنطن ولندن حاولي أن تزورينا مرة في الشهر لو استطعتي كما كنتي تفعلين
باكينام تبتسم بحزن: سأحاول إن شاء الله
منال همست: هابعت الشيالين دلوئتي يشيلو شنطكم وسيبوا كل حاجة أنتو مش عاوزينها أنا هأرجع وأشيل كل حاجة
دخل الاثنان توتر باكينام يتصاعد للقمة.. فهو لم يحادثها مطلقا خلال المراسيم السابقة كان كل حديثه مع الناس المهنئين شعرت أن تجاهله لها مقصود تماما واستمر تجاهله حتى الآن تناول ملابسه المعدة للسفر دون أن ينظر لها حتى ودخل إلى الحمام
باكينام تنهدت وهي تقترب من المرآة وتبدأ بفك دبابيس الحجاب الأبيض الذي يغطي شعرها كانت الدبابيس كثيرة جدا.. واستغرقت وقتا طويلا وهي تفكها ولم تنتبه حتى فاجأها صراخه: أنتي فاكرة إنو عندنا اليوم بطولو وأنتي بتتدلعي كده..خلصيني
كان جاهزا بعد أن خلع بدلته الرسمية السوداء وأرتدى بنطلونا من الجينز وبلوفرا صوفيا خفيفا يبرز من تحته قميص أبيض
باكينام همست بهدوء بدون أن تنظر ناحيته: على فكرة أنا سمعي 6 على 6 ومش طرشاء تلائي الناس اللي في السويت اللي جنبنا اتفزعوا من صواطك
كانت تفك الدبوس الأخير وتنزل طيات الحجاب الكثيرة حين اقترب منها وأدخل يده في شعرها ليشده بخفة ويهمس في أذنها تماما بنبرة غضب مكتوم: تعودي لما تكلميني تبصي ناحيتي أخر مرة أسمح لك تكلميني وانتي مدياني ظهرك
التفتت باكينام ناحيته وهي تنتزع يده من شعرها بحدة مفاجأة لتخرج بعضا من شعيراتها في يده.. كلاهما شعر بالألم هي بألم فعلي لأن الشعرات المنتزعة بسبب تصرفها الأرعن آلمتها وهو بألم روحي وهو يرى الخصلات الذهبية تتلوى بين أنامله السمراء
باكينام همست له بحدة: وأنا آخر مرة أسمح لك تمد إيدك عليا بأي طريئة وربنا لو عدتها.. لأكون خرباها وئاعدة على تلها زي ما بتقول ولا يهمني الدبلوماسي ولا ابن العمدة ولا أي حد
ثم تجاوزته وهي تفتح الدولاب لتأخذ ملابسها التي أشعرتها بالضيق فعلا فوالدتها يبدو أنها تريد أن يعلم الكل أنها عروس كان طقما مكونا من بنطلون وقميص واسع للركبة باللون الأبيض الذي يزينه خطوط ناعمة باللون الفضي مع حجاب وحذاء وطقم حقائب الكل بنفس اللون
لم يعد لدى باكينام وقت للاعتراض أو كان رفضت أن ترتديه فهذا اليوسف يشعرها أنها ذاهبة لعزاء وليس لبدء حياة زوجية جديدة
توجهت للحمام وأبدلت ملابسها بسرعة وتركت الفستان معلقا في الحمام لتعود والدتها أو والدة يوسف لأخذه
منظرها العذب الرقيق هز أوتار قلب يوسف بعمق إنسدال هذه السلاسل الذهبية على الفضاء الأبيض كان يراقبها وهي تجمع شعرها وتلبس حجابها ..ويشعر بأسى عميق.. لِـم كان يجب أن يحبها كل هذا الحب؟!! ولِـم تكون هي فقط من تطوع قلبه العصي على الترويض لتصفعه بعد ذلك بخيانتها له وهي على ذمته بدون حتى أن تشعر بأي ذنب أو تحاول أن تبرر له أي شيء كان لديه استعداد شاسع لتصديقها لأنه يريد أن أن يصدقها ولكنها لا تحتاج للتبرير لأنها خائنة وقلبها مع سواه فماذا تبرر؟؟ ولماذا؟؟
هكذا كانت أفكار يوسف التي تلتهم أفكاره وتدمي رجولته وهو ينظر لها وهي تتحرك بآلية لتنجز مهمتها التي بدت بغيضة على قلبها كان واقفا شاردا فيها حتى بعد أن وقفت أمامه وتهمس له لم يسمع ماذا تقول.. كان محلقا في بحر عينيها.. في التواء شفتيها.. في بريق نظرتها المختلفة التي تصيبه بالجنون
نقرت كتفه بإصبعها برقة وهي تقول بهدوء: يوسف كل ده سرحان بأئول لك خلصت خلاص يا الله ننزل
لم يشعر بنفسه إلا وهو يمسك بإصبعها التي تنقر كتفه أمسك إصبعها بين أنامله بطريقة تملكية ثم نفض يده بحدة وكأن إصبعها نجاسة ستلوث يده حركته كانت تلقائية ومقصودة في آن والمعنى وصل باكينام وجرحها لأقصى حد
ويوسف يحمل جاكيته ويقول لها بهدوء واثق: يالله بينا ورانا 11 ساعة طيران متواصل
*************************
بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة
مشعل يدخل إلى الغرفة .. كانت لطيفة تجلس على التسريحة تخلع ساعتها وخاتمها حين دخل ابتسم بعدما سلّم وهمس وهو يقترب منها: زين ما بعد بدلتي أشوف وش لابسة
لطيقة بعذوبة: توني واصلة أصلا..
مشعل باهتمام: وجودي ومريوم توهم ينامون ذا الحين؟؟
لطيفة وهي تخلع سلسلتها وتضعها في العلبة أمامها: لا ناموا من بدري بس مريوم نامت عند خالتها ريم.. وجودي شلتها وجبتها معي ترا حتى حمودي وعبودي ناموا عند سلطان
مشعل يبتسم: يعني وزعتي عيالنا الليلة على الجيران.. ثم استفسر باهتمام: وجودي وينها؟؟ خليتيها في غرفتهم بروحها
لطيفة تضحك: طل على السرير وراك
مشعل ألتفت وجود تنام بالعرض على السرير.. ابتسم وهو يقترب منها ويتمدد جوارها ويطبع الكثير من القبلات على يديها الصغيرتين وجبينها
لطيفة تقف وهي تقول بخفوت: بسك مشعل بتصحيها
مشعل يقف ويهمس: واحنا أشلون بنام وبنتش ماخذة السرير لها بروحها
لطيفة برقة: أصلا بأرتب لها مكان على الكنبة اللي تنفتح.. هي ترفس واجد ولازم تنام بروحها
مشعل بخبث: إيه خليها تجرب سرير أبيها اللي كان مطرود عليه كنه فيه جرب
لطيفة تقترب وتقرص خده بوله: إبيها كان يستاهل.. قال يبي يتزوج علي.. اللي ما يستحي
مشعل يهمس بلؤم: أستاهل هاه؟؟ أجل خلاص اللي ما يستحي جايب لش شيء وبيرميه في الزبالة دامه واحد ما يستاهل
لطيفة بترقب: جايب لي شيء؟؟
مشعل يتجه للدولاب ويفتحه ليخرج كيسا وهو يبتسم: هدية الخلاص من الامتحانات
لطيفة تبتسم: زين خلها لين أنجح وأجيب النسبة.. أو حتى خلها أخر السنة
مشعل يمدها بالكيس الفخم لتتناوله منه وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويقبلها بعمق: لا... هدية النجاح شيء ثاني أنت بتروحين معي وتختارينها على كيفش أما هذي فشيء بسيط والله العظيم مهيب قدر ظفرش عندي أما هدية آخر السنة فهذي بتكون شيء ثاني ثاني وأنا اللي باختارها لش على ذوقي..
لطيفة تهمس وهي تقبل صدره حيث يصل مستوى رأسها.. ثم تسند رأسها على صدره: تدري مشعل أنت عمرك ما قصرت علي بالهدايا الغالية بس ذا الهدية عندي غير.. لأنه الهدية بمضمونها مهوب بقيمتها
ثم أردفت بشجن: تكفى مشعل ما تتغير علي ولا تجفاني مثل أول والله العظيم أموت.. أنا قبل عايشة معك وأنا ماجربت نكهة حنانك بس عقب ما غرقتني بمشاعرك وأرويت عروقي.. من غيرها بأموت من العطش
مشعل يحتضنها بشدة كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه وهو يهمس لها بحب مصفى: لا تجيبين طاري الجفا ماحد ذاقه مثلي.. ذوقتيني إياه أشكال ألوان طلعتني مني الأولي والتالي.. بس ما أقول إلا الله لا يحرمني منش بس
************************
بعد ساعات كثيرة أمام بيت صغير لكن شديد الفخامة والأناقة في منطقة جورج تاون /كولومبيا ديسكرت قبل المغيب بتوقيت واشنطن
توقفت سيارة أجرة أمام البيت ترجلت باكينام وهي تنظر بدهشة للبيت.. كثيرا ماعبرت هي وهيا من أمامه وعبرت عن إعجابها به وبحديقته المنسقة بذوق رفيع كثيرا مالمحت رجلا عجوزا فيه.. كيف لم تلمح يوسف؟؟ سخرت من نفسها (ربما لو لمحته تلك الأيام لظننته خادما يعمل في البيت!! لشدة ماسخرت مني يوسف وجعلتني أضحوكة لك حتى الآن!! حتى الآن!!)
طوال الرحلة التي استغرقت 14 ساعة.. 11 ساعة طيران متواصل.. وساعتين في مطار القاهرة وساعة في مطار دالاس بواشنطن لم يتحادثا سوى بعبارات محدودة.. وكل منهما يتجاهل الآخر عمدا
يوسف حمل الحقيبتين الكبيرتين بخفة وهو يعبر سياج الحديقة ثم الحديقة ليقف أمام باب البيت ويطرق الجرس لتفتح الباب لهما عجوز مكسيكية بدينة باسمة كادت تحتضن يوسف حين رأته لولا أنها تذكرت أنه لا يرضى أن تلمسه رغم أنها تعتبره تماما كواحد من أبنائها السبعة المشردين بين أمريكا والمكسيك همست مرحبة: أهلا جو.. أطلت الغياب هذه المرة.. ولكن بفائدة ثم أكملت وهي تحتضن كف باكينام: هذه الجميلة تستحق.. بل هي أقل مما كنت تصف و..
يوسف يقاطعها بشكل مقصود قبل أن تكمل حديثها الذي لا يريدها أن تكمله: ماريا أين سانتياغو ؟؟
باكينام انتبهت.. ومن هي بذكائها لا يفوتها هذا (يبدو أنه كان يثرثر للعجوز عني ولكن متى.. قبل عودته للقاهرة؟؟)
ماريا بمودة: ذهب لإحضار بعض مستلزمات العشاء.. فأنا اعد للعريسين وليمة الليلة
يوسف بتحذير: إلى أين ذهب؟؟
ماريا تبتسم: إلى محل حسين.. مابك بني.. نحن نعمل عندك منذ سنين.. ونعلم أنك لا تأكل إلا من محلات المسلمين
ثم ألتفتت ماريا لبكينام وهي تقول باحترام: هل تود صغيرتي تناول شيء معين؟؟
باكينام أخيرا تكلمت وهي تهمس: لا شكرا.. أنا فعلا أود أن أستحم لأصلي ثم أنام فقط
ابتسمت ماريا: لا لن تنامي قبل أن تتعشي.. ولكنتك جميلة تشبه لكنة جو تماما
ابتسمت لها باكينام : هل كل المكسيكيات أسمائهن ماريا؟؟
ضحكت ماريا: ماريا هو الاسم الأول لغالب اللاتينيات.. أنا اسمي ماريا جورجيانا.. ولكن ماريا لوحده أسهل.. والأمريكيون يحبون الأسهل بإمكانك أن تستحمي.. فأنا بدأت فعلا بإعداد العشاء.. تبقت أشياء قليلة أنتظر زوجي سانتياغو ليحضرها
كان يوسف واقفا متأملا في الحوار وكيف اندمجت باكينام فورا مع ماريا (غريبة كيف تنازلت هذه المغرورة للتباسط مع ماريا؟!!!)
باكينام استأذنت: اسمحي لي ماريا.. أين أضع أغراضي لأستحم؟؟
تعمدت سؤالها وتجاهل يوسف
ماريا لم تنتبه أصلا ولكن يوسف انتبه.. وماريا تجيب بعفوية: لا يوجد في الأعلى سوى غرفة واحدة غرفتكما
باكينام تنهدت (أي كابوس أعيشه.. حتى أشاطر هذه المصيبة المسماة يوسف غرفة واحدة وحماما واحدا)
باكينام تتوجه للدرج.. قبل أن تصعد هتفت ماريا: توقفي ثم ألتفتت ليوسف: جو أ لن تحملها للأعلى؟؟ مافائدة كل هذه العضلات والتمارين والركض كل يوم إذن؟!! احملها يا فتى.. كما حملني سانتياغو قبل 29 عاما
***************************
صباح اليوم التالي في الدوحة مطار الدوحة الدولي
مشعل وهيا يصلان المطار عبدالله هو من أوصلهم ومعه سلطان الصغير
سلطان يجلس مع هيا في المقعد الخلفي وبينهما مسافة فاصلة همس لها بجدية مصطنعة: هيا.. أنتو رايحين الهند وإلا أمريكا؟؟
هيا بصوت مختنق وهي تتناول منديلا آخر من علبة المناديل وتدخله تحت نقابها: أمريكا.. تستعبط يا سليطين؟؟
سلطان بذات النبرة الجدية المضحكة: تصدقين على كرتون الكلينكس اللي خلصتيه من بيتنا في المعيذر لين المطار حسبتش تبين تأخذين كورس تدريب قبل تروحين الهند وتطلبين يعطونش الجنسية وأنا أضمن لش تأخذينها من أول مرة.. خلصتي دموع أكثر من عشر أفلام هندية مع بعض.. يعني علامة جودة هندية أصلية ولا دهن التاتا وهزة الرأس
هيا تضربه على كتفه وهي تهمس بألم : تدري إنك سخيف وأني باشتاق لسخافتك وملاغتك وثقل دمك
سلطان بمرح شفاف: أدري الترجمة بتشتاقين لخفة دمي وحلاوتي ولساني اللي ينقط سكر
تقف السيارة ويتوقف قلب هيا وهي تشعر أنها عاحزة عن التنفس.. تهمس لسلطان بألم عميق شاسع مغمور بالمرارة والشجن: تكفى سلطان سلّم على جدتي وأمي أم مشعل والبنات كلهم..
سلطان يتجلد وهو يمنع نفسه من إظهار التاثر: ترا حن مهوب في زمن قوافل الأبل.. الناس بالشهور ما تدري عن بعض أول ما توصلين افتحي الماسنجر وأوريش خشة جدتي على الكام كنش قاعدة معنا
ينزل جميع من في السيارة عبدالله يحتضن ابنه ثم يقبل رأس هيا وهو يهمس لها بثقة أبوية حانية: شوفيني أقول لش قدام مشعل ترا والله ثم والله لا تمسين ليل وانتي مضيومة من مشعل وما تتصلين فيني تعلميني يا أنه زعلي عليكم ثنينكم دنيا واخرة
كانت جملته المسمار الاخير في نعش تجلد هيا التي أسندت راسها لصدر عمها وهي تنخرط في بكاء حاد عمها احتضن رأسها وهو يقول بقلق حقيقي: وش فيش يا أبيش؟؟ مشعل قايل لش شيء؟؟
مشعل اقترب منهما وهو يهمس: هو كل شيء مشعل مشعل.. والله ماقلت لها شيء وتراكم فضحتونا العالم يتفكرون فيكم
هيا رفعت رأسها وهي تهمس: جعلني ما أبكيك يبه..مشعل والله مايقصر..بس تذكرت إبي.. ومشتاقة لكم.. وكل شيء جاء مع الثاني
همس لها عبدالله بشجن: تعيشين وتذكرينه بالخير الله الله في نفسش وفي رجالش وأي شيء يقصركم وإلا تبغونه كلموني
مشعل نادى الحمالين الذين تناولوا الحقائب ودخل مع هيا لداخل المطار بينما غادر عبدالله وابنه سلطان الصغير المطار عائدين للبيت لوحدهما
***********************
بيت يوسف/ واشنطن
باكينام تتوجه للدرج.. قبل أن تصعد هتفت ماريا: توقفي ثم ألتفتت ليوسف: جو أ لن تحملها للأعلى؟؟ مافائدة كل هذه العضلات والتمارين والركض كل يوم إذن؟!! احملها يا فتى.. كما حملني سانتياغو قبل 29 عاما
يوسف يتجاوز باكينام صاعدا للأعلى وهو يقول بنبرة خاصة: هذه الفتاة تحمل من الأثقال الكثير الكثير ماريا.. أثقال تكفي لهدم جبال.. فكيف بمن هو مثلي؟!!
ماريا هزت كتفيها بحرج وهي لم تفهم مقصده.. بينما باكينام فهمته تماما وهزت هي كتفيها عدم اهتمام.. فهي مرهقة جدا وغير مستعدة لأي ملاسنة أو نقاش صعدت خلفه..
كانت غرفة واسعة على الطراز الأمريكي الخالي من الدولايب الدولاب (الكلوزيت) هو غرفة صغيرة معدة بأرفف وعلاقات بمختلف الأشكال والغرفة عبارة عن سرير ضخم.. وتسريحة ضخمة.. وأريكة واحدة وحمام شاسع.. وفقط
كانت الغرفة دافئة رغم برودة الجو الصقيعية في الخارج والجو يغري بالنوم.. ولكن باكينام قاومت هذه الرغبة حتى لا تحبط العجوز التي تعد العشاء في الأسفل رغم أن آخر ما تفكر به هو الجلوس مع يوسف على طاولة واحدة كزوجين طبيعيين بينما هما أبعد ما يكون عن مصطلح الطبيعية ومضمونها
كان يوسف يجلس على الأريكة ويخلع حذائه حين همست باكينام ببرود: ممكن تجيب لي شنطتي.. أو أنزل أسحبها؟؟
لم يرد عليها وهو ينزل حافيا ليحضر حقيبتها ويضعها أمامها بخفة ويقول لها ببرود: أنا هاستحمى على بال ما تطلعي لك غيار والعشاء هيكون بعد صلاة العشاء
************************
الدوحة بعد صلاة العصر
راكان خارج من المسجد ويركب سيارته ليتوجه لتدريب الرماية يرن هاتفه.. يرى الاسم ويبتسم: هلا والله بأبو عبدالله أكيد توك واصل لندن ذا الحين
مشعل باستعجال: راكان اسمعني عدل أبيك الحين فورا تحجز لك أنت وموضي وتجون لندن على طيارة الليلة
راكان بصدمة: نعم؟؟
مشعل بهدوء رغم قلقه: اسمعني عدل أنا انمسكت في مطار هيثرو وهيا الحين في استراحة المطار أنا قلت لها ما تطلع من المطار مكان.. أبيكم تجون عشانها أنا حالتي حالة.. أحاتيها هي وبس.. أدري عندك فيزة مفتوحة من الديوان تجددها السفارة البريطانية سنويا وتقدر تسافر فورا
راكان بصدمة أكبر: انمسكت ليه؟؟.. عشان الموضوع التافه اللي قبل سنين؟؟ تماسك وهو يكمل: وبعدين موضي ما تبي لها فيزة؟؟ والفيزة تبي لها كم يوم وتو حن متملكين البارحة مايصير أسحبها معي اليوم أنا باجيك بروحي.. ومرتك بنوديها لبيت السفير لا تحاتيها
مشعل باستعجال حازم: موضي عندها فيزة لبريطانيا من الصيف اللي فات.. أنا سويتها لها كان المفروض تسافر مع أمي بس ما قدرت والفيزة كان مدتها سنة ولسفرة وحدة.. وهي مابعد استخدمتها تكفى راكان لا تعقدها موضي مرتك وأنا في ظرف طارئ.. لا تسويها سالفة الليلة تكونون عندي هيا انهارت يوم شافتهم امسكوني..وأنا على أعصابي عشانها أبي موضي تجي عندها تهديها.. ولو سالفتي بتطول أبيكم ترجعونها معكم للدوحة
راكان بحزم: تم يابو عبدالله.. موضي عندها خبر؟؟
مشعل وهو يستعد لإغلاق هاتفه: أنا كلمتها قبل أكلمك وبتلاقيها جاهزة تنتظرك
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الإثنين أكتوبر 24, 2011 11:16 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا لبي قلوبكم والله فيه بنات يا حبي لهم عشان رديت أمس على عدد محدود هم اللي عبروا بارت قبل أمس أرسلوا يعتذرون أنهم ماكانوا ضمن المعلقين أنا يا بنات عمري والله العظيم ما أعتب على أحد أنه رد أو مارد أكيد إنه كل الردود تسعدني بل وتنشر أفق شاسع من السعادة في كل خلية من خلاياي لكن يابنات أنا أدري إنه للكل مشاغله وحتى بعيدا عن المشاغل… ولو ماكنتوا مشغولين الرد حرية شخصية وفكرية أحيانا كثيرة أنا كقارئة أقرأ بارت ويعجبني لأبعد حد لكن ماعندي كلام أقوله فليش أعصر مخي عشان أرضي الكاتبة.. وهذا الكلام ينطبق علي ككاتبة قبل غيري وأنا ماعندي ولا ذرة شك في غلاي وتقديري عند صديقاتي اللي مايردون وأنا أدور لهم عذر قبل ماهم يدورون لأنفسهم.. لأني أحط نفسي مكانهم وأنا لما تساءلت عن بعض الصديقات الغائبات أنا أسأل عن الغائبات من قبل فترة رجوعي وهم غايبين فقلقت عليهم لطول فترة غيابهم ليس إلا وأنا دائما اعتبر علاقتي بكم أكبر من القصة وتتجاوزها بمئات المراحل أنا أشكر القصة لأنها عرفتني فيكم وربطت بين قلبي وقلوبكم الله لا يحرمني منكم يانبضات قلبي
ويالله استلموا الجزء 74 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أسى الهجران / الجزء الرابع والسبعون
سيارة راكان الحوار الصادم الدائر بين راكان ومشعل
مشعل باستعجال: اسمعني راكان مابي أي حد يدري بشيء لا تروعهم على غير سنع ترا حتى موضي ما تدري.. قلت لها هيا تعبانة وأني احتست فيها وأبيها تجي لما تصير معك في الطيارة بلغها
راكان بنخوة: خلاص يا ابن الحلال تم خلني الحين أشوف حجز مستعجل
****************************
بعد صلاة العصر بقليل بيت عبدالله بن مشعل
لطيفة تدخل غرفة موضي وهي مقطوعة الأنفاس تدخل لتلقي بنفسها على السرير وتهمس بصوت مبهور الأنفاس: وش فيش روعتيني؟؟ هذا أنتي طيبة.. وش صاير عشان تقولين لي خلي كل اللي في يدش وتعالي الحين الحين
موضي التي كانت تنقل بعض ملابس دون تفكير لحقيبة صغيرة همست بنبرة غير محددة الملامح: بأسافر لندن الليلة مع راكان مشعل يقول هيا تعبت عليه.. ويبيني أجي وبيقول لراكان يجيبني لأنه راكان عنده فيزة مفتوحة.. وأنا عندي فيزة مابعد استخدمتها
لطيفة برعب: وش فيها هيا؟؟
موضي بنبرة ميتة فعلا: مشعل طمني يقول إنها إن شاء الله بخير بس هو خايف عليها شوي
لطيفة بارتياح: الحمدلله ثم أردفت بنبرة اهتمام: زين يوم إنها طيبة.. ليش أنتي كنه مات لش حد؟؟
موضي بذات النبرة الخالية من الحياة: لطيفة أنتي سامعتني أو لا؟؟ أقول لش بأروح مع راكان
لطيفة ابتسمت: زين وش فيها؟؟ تكونين رايحة مع ولد الجيران تمشية رايحة مع رجالش عشان أخيش طلبش.. وش فيها؟؟
موضي بدأت نبرتها تتغير وتهتز: أخر ماعندي أبرد ماعندش تستعبطين أنتي؟؟
لطيفة تنهدت: ياقلبي يا موضي.. أنتي الحين وش اللي مضايقش؟؟ راكان على ضمانتي إنه ما يضايقش بأي شيء
موضي تبحث لها عن حجة: والناس وش بيقولون علي؟؟ تملكت أمس وسافرت معه اليوم
لطيفة بهدوء: ماحد بقايل شيء.. واللي بيقول يضرب رأسه في الطوفة.. واللي عنده ريال يقطعه.. دامش ماسويتي شيء غلط ولا حرام ولا منقود.. ماعليش من حد ويالله خليني أساعدش ...أشوف وش خذتي في شنطتش؟؟
وهما في حوارهما رن هاتف موضي.. كان فارس.. موضي بتوتر: هلا فارس
فارس باستعجال: موضي أنا في مكتب السفريات.. راكان طلع لكم حجز بعد حوالي 3 ساعات.. وأنا جاي أخذ التذاكر.. اجهزي بسرعة أنا اللي بأوديكم للمطار.. نص ساعة بالكثير أبيش واقفة بعباتش
موضي شعرت كما لو كانت ضُربت على رأسها بصاعقة: نص ساعة؟؟
فارس يغلق هاتفه وهو يقول باستعجال: خلصيني
موضي انهارت جالسة على السرير وهي تضع هاتفها بجانبها وتقول كأنها تحادث نفسها: فارس يقول نصف ساعة ونروح المطار
لطيفة باستعجال وهي تزيحها: أنا بأكمل ترتيب شنطتش وأنتي طلعي عباتش وشوفي أغراضش الخاصة اللي تبينها وكلمي مشاعل تجي تشوفش لا تسوي مناحة إذا درت إنش رحتي ما شافتش
موضي بتوتر: كنت أبي أتسبح
لطيفة تمسك بشعر موضي المبلول جزئيا وتقول باستغراب: شكلش توش سابحة
موضي بتوتر: كنت توني طالعة من الحمام وأبخر شعري يوم كلمني مشعل
لطيفة باستغراب: زين ليش تبين تسبحين مرة ثانية؟؟
موضي وهي تدور مرتبكة: أخاف حد يشم ريحة البخور بشعري
ضحكت لطيفة: تدرين إنش عبيطة.. دام إنش ما بخرتي ملابسش ولا تعطرتي ماحد بشام ريحة عطر فيش إلا حد يحط خشمه في رأسش دايركت ثم أكملت وهي تغمز لها وتخبرها بالسبب الحقيقي لتوترها: راكان مثلا!!
*****************************
بيت ناصر ناصر يدخل بعد صلاة العصر
كانت مشاعل تقرأ في مصحفها وهو يفتح الدولايب يبحث عن شيء لم يجده طال الوقت وهو يبحث ولم يسأل مشاعل رغم أنها أنهت وردها وأغلقت مصحفها وكانت تنظر له
بينما هو كان يتجنب فعليا أن يسألها.. أصبح يكره مؤخرا إحساسه الدائم إنه في حاجتها.. فهي أصبحت تحكم قبضتها الحريرية على كل شيء هي من تخرج له ملابسه.. تجهز له كل شيء.. تحضر الشيء قبل أن يطلبه يشتهي شايا يجده أمامه.. يشتهي تناول شيئا حلوا يجده أمامه يشعر بالبرد وهو يشاهد التلفاز يجدها تحضر له غطاء وأصبح بالفعل يستغرب قدرتها الغريبة في استشفاف رغباته وحاجاته دون كلام
كان منحنيا قليلا حين اقتربت منه وهمست بالقرب منه: ناصر وش تدور؟؟ رفع رأسه بشكل حاد ومفاجئ ليضرب رأسه في ذقنها وتسقط هي بشكل عنيف للوراء وتصدر عنها أنة ألم خافتة
ناصر بقلق لم يظهر في صوته وهو يمد لها يده اليمين ويرخي ثقله على قدمه السليمة ويشدد احتضان يساره للعكاز: أنتي بخير؟؟
مشاعل تبتسم وهي تمسك بيده لتنهض: بخير مافيني شيء
رفعها عن الأرض بخفة وهو يشدها إليه.. ثم أراد أن يفلت يدها ولكنها لم تترك يده وهي تحتضنها بيديها الاثنتين
ناصر بهدوء: مشاعل فكي يدي.. هذا أنتي واقفة ومافيش إلا العافية
مشاعل لم ترد عليه وهي تنظر ليده السمراء الكبيرة القابعة بين يديها الصغيرتين الشفافتين أحنت رأسها وطبعت على ظاهر كفه بالقرب من إبهامه قبلة عميقة شديدة الرقة ناصر صُعق تماما.. شعر أن مشاعره نُسفت.. وبقلبه أعاصير هوجاء وشفتاها العذبتان تعانقان بشرة يده بحنو رفعت رأسها لتلتقي عينيهما.. مازال ناصر غير قادر على الاستيعاب ورأسه يدور من تأثير قبلتها الكاسح على دغدغة مشاعره بدت له قبلتها طويلة جدا وقصيرة جدا.. والحقيقية الفعلية التي ينكرها هو أنه تمنى ألا تنتهي هذه القبلة أبدا.. إحساسه بقربها اللاسع مدمر ورائع ومليء بالعنفوان
ولكن ردة فعله كانت أنه نفض يده من يديها وهو يبتعد ويهمس بقسوة: أعتقد أني قلت لش قبل الحركات البايخة هذي مالها داعي
شعرت مشاعل بالألم... بالكثير منه.. الألم الشعور الذي اعتادته حتى أصبح مرافقا لها لا تعرف يقينا ما الذي دفعها لتقبيل يده رغم أنها تعلم أن ردة فعله ستكون قاسية شعرت أن مشاعرها تضغط عليها بعنف (كيف بدأ يستولي على مشاعري بهذه الطريقة؟!! هل أحبه؟!! أحببته؟!! ما أعلمه هو أنه يتغلغل في روحي بطريقة تملكية موجعة)
مشاعل صمتت وهي تتراجع لتجلس وناصر يكمل بحثه أخيرا قال لها بهدوء مستفز: فيه ملف فيه أوراق للشغل ما أدري وينه
مشاعل نهضت وتوجهت لدولاب صغير في طرف الصالة مدت يدها فوقه وأعطته المفتاح وهمست: كل أوراق شغلك رتبتها هنا وسكرت عليها
ناصر بغضب: وأنتي من اللي سمح لش ترتبين أوراقي؟!! وش ذا اللقافة اللي عندش يعني إلا تدخلين نفسش في كل شيء حتى شغلي.. صرتي تدخلين في لبسي وأكلي قلت ماعليه.. ومشيتها لش.. بس لين شغلي وبس.. سامعتني
مشاعل بقيت واقفة كتمثال محنط حتى أنهى سيل غضبه غير المبرر عليها وهكذا أصبح!! مجرد سيل كاسح من قسوة غير مبررة يحاول بها طمر مشاعره ناحيتها كلما شعر أن افتتنانه بها يزيد كلما زاد في قسوته عليها وكأنه بهذه القسوة يحمي نفسه من تسلطها على روحه ومشاعره
حينما انتهى من الصراخ وفتح الدولاب توجهت لغرفتها وتمددت وتغطت كانت تود أن تهرب من أمامه منذ بدأت طلقاته الكلامية في التدافع ولكنها شعرت أن في هذا إهانة له واستخفاف به.. لذا ظلت واقفة أمامه تتلقى بصمت سيل كلماته الموجع حتى انتهى.. ثم غادرت لتسمح لقلبها المجروح أن ينزف
ناصر فتح الدولاب تفاجأ فعلا بدقة تنظيم كل شيء لو بقي لعشر سنوات يرتب أوراقه لما نجح في ترتيبها بهذه الطريقة شعر بالألم من أجلها وبالكراهية لنفسه لم يكن يوما قاسيا هكذا ولكن ماذا يفعل؟؟ القسوة أصبحت سلاحه الوحيد أمام قدرتها الغريبة على التسلل لما تحت جلده كان غارقا في تفكيره وهو يقلب الأوراق التي أشغلته مشاعل عنها
رن هاتفان معا.. هاتفه وهاتفها هو راكان وهي موضي
هي خرجت من الغرفة.. وهو دخل
همست وهي تخفي وجهها عنه: بأروح لهلي.. موضي بتسافر الحين
ناصر باستعجال: وأنا بأروح للمجلس أشوف راكان قبل يسافر
***********************
واشنطن/ بيت يوسف قبل صلاة الفجر
البارحة تعشيا معا بصمت.. تجنبا تبادل الحديث فكلاهما مرهق بشدة وليسا بحاجة لفتح أي موضوعات قد تؤدي لنقاش حاد كلاهما في غنى عنه وخصوصا أن أي حوار بينهما أصبح ينذر بمعركة وشيكة
حين أنهت العشاء غادرته وهو بقي في مكتبه في الأسفل يراجع أطروحته ليعيد تواصله معها وخصوصا أنه في مرحلته الأخيرة منها
باكينام صعدت تنهدت بعمق وهي تنظر لنفسها في المرآة كانت تبدو مرهقة فعلا ولكن غاية في العذوبة في فستان كاجوال بلون السماء ارتدته بعد أن تحممت وصلت (لم يكن هناك أي داع أن ألبس له أي شيء خاص فهو لم ينظر لي مطلقا أشك إن كان حتى لاحظ مالبست)
ولكن مالم تعلمه أنه نظر.. بل تفحص ..ومنظرها العذب الرقيق يحز في روحه المعذبة ولم يكن تحججه بمراجعة الأطروحة سوى وسيلة للهروب منها وتأثره برقتها وحضورها الكاسح الموجع لمشاعره كان يراقبها بشجن عميق وألم أعمق..وهي سارحة تقلب طعامها بشوكتها دون أن تتناول منه سوى أقل القليل وفي عينيها يستوطن حزن شاسع..
ثم نهضت وغادرت وعيناه تشيعانها بوجع ارتدت بيجامتها.. صلت ثم نامت فورا من شدة تعبها ودون أن تفكر بأي شيء
في منتصف الليل صحت من نومها على لفح أنفاس دافئة على وجهها وأنامل تلف خصلات شعرها في حلقات لولبية وتمسح أطراف وجهها
فتحت عيناها.. كان وجهه قريبا.. قريبا جدا منها
همست بضعف: يوسف سيب شعري
همس في أذنها بعمق وخفوت: اشششش
وهاهي الآن قبل صلاة الفجر تنتظره بعد أن خرج من البيت قبل أكثر من ساعتين بعد أن قضى ساعة كاملة وهو يستحم تشعر بألم عميق.. عميق.. عميق لا يمكن أن يكون لهذا الألم الذي تشعر به حدود أو مسافات موجوعة وتشعر بإهانة مرة أشعرها أنها رخيصة.. قذرة.. نجسة مصطلحات جارحة لم تخطر بأسوأ أحلامها يوما
( أ لهذه الدرجة يراني قذرة؟!! يستحم لساعة ثم يهرب من أمامي ماذا فعلت حتى أستحق منه هذا المعاملة يفكر الفكرة ثم يصدقها أنا لست مجبرة أن أبرر له ذنبا لم أرتكبه أنا لم أخطئ بشيء.. ولن أعتذر عن خطأ لم أفعله ولكني متعبة من هذا الوضع أنا أحبه فعلا بل أعشقه..لماذا كل ما بيننا معقد هكذا؟؟)
أذن الفجر وهو لم يعد بعد صلت صلاتها ثم قررت أن تنزل لتنتظره في الأسفل
يوسف بعد أن صلى الفجر.. كان مرهقا فعلا ويريد أن ينام لذا عاد للبيت.. كان يتوقع أنها قد تكون عادت للنوم لذا تفاجئ بوجودها جالسة على مقعد مقابل للباب
همس وهو يتجاوزها صاعدا للأعلى: تصبحي على خير
باكينام همست بحزن عميق: يوسف.. أعتقد أنو لازم نتكلم شويه
عاد وجلس على كرسي قريب منها وهو يشبك كفيه أمامه: نعم؟؟
باكينام بألم: أنت عندك شك أنك أول راجل يلمسني؟؟
يوسف يهز رأسه نفيا بثقة: لا طبعا..
باكينام بنفس النبرة النازفة ألما: أمال بتعمل كده ليه..؟؟
يوسف بنبرة عميقة وهو يسند ظهره للخلف: العزرية فكرة أعمق بكتير من مجرد حدود الجسد أنا تأكدت إني أول راجل يكون جسمك ليه.. لكن هل أنا أول راجل يكون ئلبك ليه؟؟ تعرفي باكي.. أنا كان ممكن أسامح أي حب ليكي ئبل ما نتجوز مع أنو فكرة إن مشاعرك تكون لأي راجل حتى ئبل ما أعرفك بتدبحني..لكن كان عندي استعداد أسامح.. لكن إنك تستمري تحبي حد بعد ما بئيتي مراتي..دا اللي مستحيل أسامحك عليه
صمت يوسف.. انتظر منها ردا.. ردا ما ينفي كل شكوكه.. كم هو مستنزف من الألم..مستنزف يحتاج إليها أن تخبره أن كل ما برأسه هو محض شكوك لا أساس لها من الصحة وأنها مثلما كانت له جسدا.. هي له روحا وتفكيرا وقلبا يحبها يحبها اليوم هو في غاية اليقين أنه سيبقى يحبها حتى آخر نفس يتردد في روحه ولكنه يريدها له كاملة غير مجزأة يريدها له وحده جسدا وروحا
مستقبله وتفكيره وحياته تتعلق كلها على كلمة واحدة من بين شفتيها ولكنها صمتت صمتت أسوأ أنواع الصمت وأبشعها صمت يدينها في نظره صمت يحرث قلبه بمناجل الغيرة والغضب واليأس والألم
باكينام وقفت بهدوء بارد وتجاوزته بهدوء أبرد لتترك سكونا صقيعيا يغرق ساحة المعركة المنتهية خلفها والصقيع يتسلل إلى القلبين ليلفهما بدثاره المتجمتد
(لن أريحك.. عش بشكك مادمت قد أرتضيت أن تفكر بي هذا التفكير حتى بعدما منحتك جسدي ومعه روحي يا لا غبائك.. يا لا غبائك!! هل تفكر أني سأمنحك جسدي قبل أن أمنحك قلبي أو ربما فكرت أني منحته لك تعويضا عن قلب لم تناله غبي .. غبي!!)
غادرته.. لتتركه وجرح قلبه يتعمق ويتعمق ويتعمق طوليا وعرضيا وفي كل الاتجاهات قلبه ممزق ممزق تماما تــمــامــا
****************************
بيت عبدالله بن مشعل الأصيل بعد صلاة العصر بساعة
سيارة فارس تدخل لداخل السور وراكان يجلس إلى جواره
موضي في صالة البيت الرئيسية تسلم على عائلتها المتواجدة بكاملها بدءا من جدتها ووالدها حتى ريم وأبناء لطيفة
والدها وهو يحتضنها همس في أذنها: لا تحاتين شيء يا أبيش أنا بكرة بأقدم لي على فيزه وبألحقش أول ما تخلص
موضي وضعت كفها على خده وهي تقبل خده الآخر وتهمس له بحب عميق ممزوج بالاحترام: مافيه داعي فديتك تتعب روحك.. السالفة كلها يومين ونرجع
جدتها همست بقلق: تكفين يأمش خلي هيا تكلمني أول ماتوصلين
لطيفة احتضنت كتف جدتها وقبلت رأسها وهي تقول لها بخفوت: تلاقينها حامل يمه.. وولد ولدش احتاس ما عرف وش اللي فيها
عينا هيا الكبيرة التمعت بفرح وهي تهمس للطيفة: ظنش كذا يا لطوف؟؟
لطيفة بتأكيد كاذب حتى تطمئن جدتها القلقة: ظني وأبو ظني بعد
موضي تقبل والدتها وتهمس لها: يمه لا تنسين ترا قطرة جدتي ماعاد باقي فيها إلا شوي يالله تكفيها لبكرة أرسلي حد يجيب لها..
والدتها تحتضنها بعمق: لا تحاتين مشاعل منتبهة من البارحة وتقول بتروح تجيب لها بنفسها
موضي تتأكد من إرخاء عباءتها وشيلتها وأن لا شيء يظهر منها تتنهد بعمق وتوجس وقلق وعشرات المشاعر المتضاربة تتقاذفها كريشة في خضم عاصفة هوجاء لتخرج مع والدها وشقيقها سلطان للسيارة التي تنتظرها خارجا وسلطان يسحب حقيبتها الصغيرة خلفه بعد أن أقسم ألا يحملها أحد سواه
#أنفاس_قطر# . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 12:38 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آسفة آسفة آسفة على التأخير جاني ضيوف غير متوقعين حياهم الله وحياكم وتوهم راحو السموحة منكم ومساءات الألق والاختلاف والروعة على أروع وأعذب متابعات وصديقات أنا عارفة أنه بارت اليوم كان صغنون عشان كذا قلت يا الله بارت مسائي مايضر بس يا خوفي يجي لي يوم ألاقي بارتاتي اللي كتبتهم خلصوا وأحتاس المهم شنو؟؟ من كثر ما أهذر ما عدت أركز إيوه!!! بكرة البارت بيكون بعد صلاة الجمعة إن شاء الله حدود الساعة 1 الظهر مابي أنشغل بشيء قبل الصلاة وإن شاء الله وإن الله أحيانا كل بارتات يوم الجمعة بتكون في هالوقت لكن بارت بعد بكرة السبت بيكون في موعده الصباحي المعتاد إن شاء الله
ويالله استلموا . الجزء 75 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولاقوة إلا بالله ..
أسى الهجران/ الجزء الخامس والسبعون
لندن مكتب التحقيق التابع للشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) في مطار هيثرو
رجل شرطة انجليزي يقترب من مشعل بأغلال ليقيد يديه استعدادا لنقله لمكتب التحقيق الرئيسي
مشعل يرفع يديه بحدة ويبعدها عن الشرطي وهو يهمس بغضب: لن أسمح لكم بتقييدي كأني محكوم في جريمة أنتم تتجاوزون كل الأعراف المعروفة
تراجع الشرطي الانجليزي للخلف.. فرغم تراجع شهرة مرونة الشرطة البريطانية التي عُرفت به وخوفهم من التورط في أي مخالفة دستورية إلا أن الوضع مازال متحكما في فكر بعض أفرادها كما غُرس فيهم فالشرطة البريطانية عُرفت أنها الأكثر مرونة بل وخوفا بين كل قوات شرطة العالم فقبل عدة سنوات لا تستغرب أن ترى رجل شرطة بريطاني يُضرب في الشارع دون أن يدافع عن نفسه لأنه يخشى أن يصيب المهاجم بأي إصابة فيرفع عليه دعوى.. والقاضي سيحكم فورا ضد الشرطي
ولكن بعد موضة مكافحة الإرهاب التي شاعت في العالم أصبحت الشرطة البريطانية أكثر تحكما وقسوة ولكن وضعهم بالتأكيد أفضل بألاف المرات من كثير من قوات الشرطة في دول كثيرة
رئيس التحقيق نهض واقترب من مشعل وهو يهمس بهدوء: مابك سيدي؟؟ لا بد من تصفيدك بالأغلال حتى تتم عملية النقل
مشعل بغضب: وأنا لن أسمح لكم بتصفيدي فأنا لست مجرما ولم أعرف بعد ما تهمتي كما أنكم لم تسمحوا لي بإحضار محامي أي عدالة هذه؟؟
رئيس التحقيق بهدوء مهني: سيد مشعل نحن مجرد مكتب مؤقت ولسنا مخولين بإعطائك أي تفاصيل اسمك موجود على اللائحة السوداء ولا أعلم ماهي تهمتك تحديدا لابد أن تتوجه لمكتبنا الرئيسي وتستطيع أن تهاتف محاميك ليقابلك هناك
مشعل بثقة: لا بأس.. ولكن لن أسمح لأحد بتقييد يديّ..
رئيس التحقيق: لا بأس.. سأتجاوز عن الأصفاد ثم يشير لرجلي شرطة ليحيطا به ويقوداه للخارج كان مشعل يتمنى أن أن يهاتف هيا ليبلغها أنهم سيقتادونه خارج المطار ولكنه بعد مكالمته مع موضي وراكان أخذوا جهازه المحمول ومتعلقاته الشخصية كلها.. حتى حزامه وقلمه وحذاءه لذا قرر أن ينتظر حتى يصل مركز التحقيق ويتصل بالسفارة وبالمحامي وحينها يستطيع مهاتفتها وطمأنتها من المركز رغم أنه يعاني قلقا كاسحا عليها فهي كانت متوترة جدا من توقفهم في لندن وظهر أن لتوترها وخوفها سببا فعليا وخصوصا أنها تشعر أن الذنب ذنبها لأن التوقف كان من أجل إكمال نقص في أوراقها هي من تسببت فيه لذا انهارت في بكاء هستيري وهم يمسكون به ويبعدونه عنها الأمر الذي أصاب مشعل بالجنون قلقا عليها
**************************
الدوحة سيارة فارس المتوجهة للمطار
منذ ركوب موضي والصمت يعم السيارة المنطلقة بسرعة عدا حوار متقطع بين راكان وفارس موضي جلست خلف فارس وكأنها تحاول بدون أن تقصد أن تبتعد عن راكان قدر ما تستطيع ولكن موقعها أتاح لها رؤيته بشكل أوضح وهي ترى صفحة خده إنها المرة الأولى التي تراه من هذا القرب الشديد.. مجرد سنتيمترات بينهما
شعرت بألم مر يجتاح روحها المهزوزة وهي تراه في جلسته الواثقة التي ألتهمت المقعد في استرخائه الفخم عليه.. كان يسند كوعه اليسار إلى المسند بينه وبين فارس.. ترى بوضوح ساعته الفاخرة كفه الكبيرة بعروقها البارزة الدالة على قوة يديه التي اعتادت معالجة الأسلحة ومعانقة بيادق الشطرنج.. ولكنها ماعرفت يوما معانقة أنامل إمراة ما!!
تراه أسطورة كما كانت تراه طوال سنين مراهقتها فكه المرتفع وشفتاه المزمومتان بقوة العارض المحدد بأناقة في خده الأسمر وسامته المختلفة عن أي رجل في نظرها.. عامرة بعبق رجولة صميمي موجع حضوره المتألق الواثق الذي يوحي بسيطرته المتحكمة بشفافية غير متسلطة على ماحوله
كل هذا أورثها إحساسا متعاظما بالمرارة والندم على تهورها في تلك الليلة المشؤومة حين طلبت منه أن يتزوجها شعرت أنها باهتة بجواره.. باهتة للغاية.. وضئيلة للغاية شعرت كما لو أنهما يمثلان ثنائية الجبل وحبة الرمل هو الجبل وهي حبة الرمل من سيرى حبة الرملة بجوار الجبل؟! وكيف ينحني الجبل ليصل لمستوى حبة الرمل؟!!
فعليا وحقيقة موضي لها ألق خاص جدا.. قد لا تكون بجمال لطيفة أو حتى مشاعل ذات الجمال الهادئ.. ولكن موضي كانت مليحة جدا لها جاذبية مثيرة والعين لا تمل من النظر إليها وشخصيتها وحديثها مختلفان ممتعان وعميقان
ولكن حمد وحياتها معه حطمت كل ثقتها الأنثوية بنفسها أمام أي رجل فكيف أمام راكان الذي كانت تراه هي بالذات رجلا أسطوريا مختلفا؟!!
حمد مارس عليها خلال أربع سنوات أبشع صنوف القهر والإذلال والمهانة بل والتحقير كلما شعر هو بالنقص.. حرص على أن يشعرها بنقص أكبر حتى يضمن أن تبقى أسيرته.. وحتى يبقى منتشيا برجولته المريضة
وصلا للمطار وهي غارقة في أفكارها المرة المثقلة بالألم
نزل فارس لينادي حمالا حينها ألتفت راكان لموضي وهمس بصوته العميق: موضي
موضي انتفضت بعنف وهي تسمع صوته يخاطبها بشكل مباشر للمرة الأولى رفعت عينيها له بخجل وهي تهمس بتلقائية: لبيه
شعرت كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا شطرها نصفين وعيناها تتعلق بعينيه وأسر نظرته المختلفة
راكان من ناحيته لم يكن يشعر بأي شعور خاص.. محرج قليلا من سفرها معه.. ولكن إحساسه بها لا يختلف عن إحساسه بالعنود أو مريم مجرد أخت ربما أضطرتهما الظروف للسفر معا وسيتعامل معها على هذا الأساس
همس لها بهدوء: لبيتي في مكة (داخليا تأثر من ردها التلقائي عليه "لبيه") ثم أردف: يا الله انزلي
نزلا كلاهما هو بثقة.. وهي بتوتر مرتعب وفارس كان قد أنزل حقيبتيهما ويقف مع الحمال توجها للداخل وفارس ودعهما همس في أذن موضي: ترا راكان ما يعض شكلش رايحة عزا
لطالما كانت علاقتها بفارس استثنائية همست في أذنه برجاء عميق: خلك معي شوي
فارس يبتسم ويهمس في أذنها: سيارتي واقفة في الممنوع.. يعني بتفيدش ذا الخمس دقايق يالله مع السلامة وسلمي على مشعل
موضي وقفت بتوتر وراكان همس لها بهدوء: موضي تعالي
كانت تمشي بعيدا عنه قليلا
راكان تراجع وهو يهمس لها بثقة حانية: موضي لو سمحتي خليش جنبي إلا لو تبيني أمسك يدش كنش بزر
موضي أدخلت كفيها في كمي عباءتها رعبا أن يفعلها وهي تهمس: خلاص خلاص جنبك
أنجزا معاملتيهما ودخلا لداخل المطار انتظارا لإقلاع الطائرة المتبقي عليه حوالي ساعة وربع
توجها لقاعة انتظار الدرجة الأولى وهي تمشي بجواره وتتمنى لو كان بينهما كل مسافات الأرض وبحورها وجبالها وسهولها.. جلسا.. موضي جلست مقابلا له في أحد زوايا الصالة الشاسعة وبينهما طاولة زجاجية صغيرة وهي تتحاشى رفع عينيها إليه همس لها: تبين تشربين شيء؟؟
موضي هزت رأسها بلا..
راكان وقف وهو يقول بهدوء: أنا بأروح أتوضأ باقي على صلاة المغرب شوي.. تبين توضين؟؟؟
هزت رأسها بلا.. وهمست بخفوت والكلمة تخرج متحشرجة كما لو كانت تكاد تختنق بها: متوضية
حين عاد راكان كان يجلس خلفه ومقابلا لموضي شابان جاءا وراكان غائب في الحمام كانت موضي غير منتبهة لشيء لأنها لم ترفع رأسها أساسا لشدة توترها وخجلها من الموقف الذي وضعت فيه لم يخطر لها ما حدث ويحدث ولا حتى في أسوأ كوابيسها
راكان جلس ثم همس لها بثقة: موضي تعالي اجلسي على الكرسي اللي جنبي
موضي بتوتر: نعم؟؟
راكان بذات النبرة الواثقة الهادئة: أقول تعالي على الكرسي اللي جنبي
موضي حين رفعت رأسها ورأت الشابين المقابلين لها عرفت سبب طلبه رغم توترها قامت تنفيذا لطلبه وجلست جواره
راكان طلب هذا الطلب بتلقائية..فلو كانت أخته سيطلب منها ذات الطلب
ولكن موضي توترت (يعني أنا حد بيطالعني.. أنا حتى مهوب مبين مني شيء حتى الشيلة منزلتها على النقاب وش عنده ذا؟؟ يتمسخر علي يعني وإلا يبي يحرجني؟؟)
تنهدت وهي تنهض
(لا حول ولا قوة إلا بالله شكلي ماني مخلصة ذا الرحلة إلا مستخفة مستحيل راكان يفكر ذا التفكير أنا اللي مخي مركب شمال)
جلست على المقعد المنفرد المجاور له وهي تعتصم صامتة بمكانها حتى أذن المغرب.. وقاما للصلاة
أعطاها رقم هاتفه حتى تتصل به فور انتهاءها من الصلاة صليا كلاهما ثم توجها لركوب الطائرة
مقعدان متجاوران.. وقلبان أبعد ما يكونا عن التجاور والتقارب
شعرت بتوتر عميق وأن درجة حرارة رأسها ترتفع تشعر أن دماغها يشارف على الغليان.. فرغم اتساع مقاعد الدرجة الأولى ولكن أقل حركة منها ستجعل كتفها يلامس كتفه أو ربما قدمها تضرب في قدمه أخذت المقعد الأقرب للنافذة والتصقت بها وهي تحاول أن تبتعد عن مداه المسيطر وألقه الذي يشعرها بالضآلة وحضوره الذي يشعرها بالنقص ووجوده الذي يربك مشاعرها ويحصرها في زاوية مقيتة تبدأ من انتقاص الذات لتنتهي بامتهانها
راكان يشعر بالفعل بخجلها وتوترها وهو يحاول ألا يزيد عليها وأن يراعي مشاعرها ولكنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من هذا في هذا الظرف الذي وضعا فيه
أقلعت الطائرة همس لها بهدوء اعتيادي ودود : موضي.. تحبين تمددين ..افتحي الكرسي شوي الرحلة طويلة
موضي بخجل: لا لا.. مرتاحة كذا
جاء العشاء ورفضت موضي أن تأكل.. راكان كان سيأكل من أجلها فقط من باب اللياقة وحين رفضت رفض هو أيضا
رفضا كلاهما فتح التلفازات الموجودة أمامهما تناول راكان الجريدة وبدأ في قراءتها وموضي أسندت رأسها للناحية البعيدة عن راكان واستغرقت في تفكيرها الخاص والـــمــــوجـــــع!!
**********************
واشنطن/ الساعة 11 صباحا
يوسف ينهض من نومه وهو يشعر أن جسده مفتت وعظامه تؤلمه فهو قضى ليلته البارحة يتجول في طقس صقيعي بعد أن أخذ حماما وشعره مازال مبلولا شعر ويشعر أن البرد دخل في عمق عمق عظامه يحتاج لحمام ساخن ينفض عن عظامه البرد
فتح عينيه وهو ينظر لجواره.. لم يجدها البارحة صعدت قبله.. وحين صعد وجدها تتمدد على السرير وهي تلف جسدها حتى رأسها بالغطاء تمدد جوارها والألم يستوطن كل خلية وذرة في عقله وقلبه عاجز عن التفكير.. ويجهل كيف يتعامل معها هدد كثيرا أن ينتقم منها ويأدبها ولكنه بينه وبين نفسه يعلم أنه مثقل بحبها وفي ذات الوقت مثقل بالألم والجرح منها وبين الحب والألم وجد نفسه مصلوبا على مشانق الحيرة واليأس
مازال ألم البارحة غير الإنساني يحز في كل شريان من شرايينه كيف يجتمع لامرأة ما أن تكون رائعة هكذا!! ومريعة هكذا!! رائعة.. ومريعة !! أحرف متشابهة... ووجع لا شبيه له في تنافرهما
أخذ حمامه الساخن وشعر بالنشاط ارتدى ملابس دافئة ونزل للأسفل لم يجد باكينام!! سأل ماريا عنها
أجابته ماريا بحرج: نزلت مبكرا وهي تحمل حقيبتها
***********************
الدوحة بيت فارس بن سعود الساعة العاشرة مساء
كانت العنود تجلس مع أم فارس في صالة البيت الرئيسية الاثنتان تتبادلان الحديث وتشاهدان برنامجا دينيا على التلفاز
دخل فارس سلّم ثم جلس همست العنود برقة: تعشيت؟؟
فارس نظر لها مليا ثم همس بغضب مكتوم من بين أسنانه: أنا كم مرة قايل لش اللبس ذا ما تطلعين فيه برا غرفتش
كانت العنود ترتدي بنطلون برمودا وبلوزة بدون أكمام العنود نظرت بتوتر لنفسها وهي تهمس بحرج: الوقت متأخر ومافيه حد بيجينا وبعدين مافيه حد غيري وغير أمي وضحى
فارس بحدة: وترادين بعد العنود وقفت وهي تهمس بصوت مختنق: آسفة.. بأروح أبدل
فارس شعر فورا بالضيق من نفسه..فهو يغار عليها بجنون يغار عليها حتى من الخادمات.. ولا يريد أن تبصر مفاتنها عين سواه ولكنه تضايق لأبعد حد من أسلوبه الحاد معها يعلم أنها رقيقة ولا تحتمل قسوته التي مازال عاجزا عن كبح جماحها
ما أن غادرت حتى ألتفتت له أمه وهي تقول بنبرة حانية: شوف يأمك.. أنا ما أحب أتدخل بينك وبين مرتك بس هذي مهيب أول مرة تحرج العنود على سبة لبسها قدامي
فارس بهدوء: هذا أنتي قلتيها.. مهيب أول مرة.. يعني تدري إني ما أرضى تسوي ذا الشيء.. ليش تسويه؟؟
أم فارس بحنو: يأمك البيت مافيه حد غيري أنا وياها.. وهي قبل كانت لابسة جلابية وعقب طلعت فوق وبدلت تنتظرك.. وأنا اللي دعيتها.. العنود صغيرة ومدللة من يوم هي في بيت هلها.. تكفى يأمك ما تحزنها على سبة شيء ما يستاهل.. وحتى لو عندك شيء تبي تقوله لها.. عندكم غرفتكم قول لها وأنت بروحكم.. لا تكسر نفسها وتلاغيها قدام حد.. حتى لو كان أنا
فارس همس بهدوء رغم ضيقه: إن شاء الله يمه
أم فارس بتشجيع: زين اطلع لها.. أدري إنها خلاص ماعاد هي بنازلة عقب ما فشلتها
فارس يحتضن ذراع أمه ويقبل كتفها وهو يهمس بحب ممزوج بالاحترام: والله مافيه مثلش يمه في الحريم كلهم خليها شوي.. أدري إنها تبكي الحين وأنا ما أستحمل دموعها بعد شوي بأطلع
****************************
بيت مشعل بن محمد الساعة 10 مساء
لطيفة متوترة جدا وتشعر بضيق عميق تدور في غرفتها انتظارا لمشعل
مشعل دخل الغرفة وعيناه تبحث عنها كعادته كانت تقف مكتفة يديها اقترب منها .. رفع وجهها همس لها بقلق: لطيفة وش فيش؟؟ وجهش فيه حكي
لطيفة ابتلعت ريقها وهي تشد ذراعه لتجلسه ثم جلست جواره وهي تقول بصوت متجلد لكن مختنق: أبي أقول لك شيء أنا ما تصرفت بشيء لين أقول لك ونتصرف سوا
مشعل بحدة خفيفة: لطيفة بدون مقدمات.. وش فيه؟؟
لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود
******************
بيت ناصر الساعة 11 مساء
عاد ناصر منذ حوالي ساعة لم يجدها في الصالة ولا في الغرفة استغرب فهي لم تستأذنه للذهاب لمكان ورغم أنه في كل مرة تستأذنه يهبها بعضا من كلماته المسمومة ولكنها لم تتوقف مطلقا عن استئذانه نظر للهاتف بيده (أتصل فيها؟؟ مستحيل مستحيل يمكن عند أمي وبترجع بعد شوي)
وهو يفكر سمع صوت خلاط كهربائي قادم المطبخ شعر براحة غير مفهومة أنها هنا.. وقريبة منه عاد لغرفته استحم وصلى وهي مازالت تعمل في المطبخ جلس يشاهد التلفاز وهي لم تخرج من المطبخ وهو يقاوم رغبة عارمة أن يذهب لها ليرى ما الذي يشغلها كل هذا الوقت في نهاية الأمر وجد نفسه ينهض ويتوجه لها نظر لها مليا وهي مشغولة تماما في إعداد أكثر من صنف من الحلوى
مشاعل كانت تشعر بضيق عميق يكتم على قلبها وتفكيرها فهي تعلم أن سفر موضي بهذه الطريقة المفاجئة ليس إلا لمصيبة وتعلم أنه حتى لو كانت هيا مرضت.. فمشعل يستحيل أن يقلقهم ويستدعي موضي فمشعل قادر على التصرف.. ولطالما أحكم سيطرته على كل شيء وليس مرض هيا بالشيء الذي سيعجزه إلا لو كان هو نفسه عاجز عن التصرف وهذا الخاطر أصابها بتوتر عظيم وقلق أعظم وحاستها السادسة تعمل بحساسية مرعبة لتنبئها أن هناك خطبا ما بمشعل
همس ناصر بهدوء فيه رنة سخرية: عندنا حفلة آخر الليل؟؟
مشاعل التفتت عليه وهي تهمس بخفوت متوتر: أنا زهقانة وحبيت ألهي نفسي شوي
ناصر بذات نبرة السخرية: ومن اللي بياكل ذا كله؟؟
مشاعل بهدوء: بيت هلي وبيت هلك وبيت فارس ومشعل وعمتي نورة والمجلس والجيران ولو زاد أرسلنا للحارة للي جنبنا
ناصر بغضب: تمسخرين حضرتش؟؟
مشاعل بانفعال: تكفى ناصر.. الليلة أنا ماعندي طاقة أتحمل قسوتك لو قلت لي كلمة زيادة بأروح أنام عند أمك
ناصر بغضب أكبر: وتهددين بعد؟!!.. روحي أبركها من ساعة
كان لسانه يقول شيئا مختلفا عما يشعر به.. فور أن أنهت جملتها التهديدية: " أنها ستغادره لتنام في مكان آخر" شعر بالخواء.. خواء متوحش جارح.. شعر أن المكان سيكون خاليا كصحراء مدهرة دون أنفاسها كيف سينام دون تقلب جسدها الرقيق بجواره؟!!
ولكنه كعادته مؤخرا.. مشاعره الحقيقية مطمورة في نقطة عميقة حتى هو نفسه عاجز عن الوصول إليها وإلى كنهها
صمتت مشاعل فهي لا تريد استفزازه ولكنه لم يصمت: فالحة بس تهددين.. يا الله روحي.. ليش واقفة؟؟
مشاعل خلعت المريلة التي كانت تغطي بيجامتها الحريرية.. وألقتها جانبا وخرجت دون أن ترد عليه توجهت للغرفة الخالية وأغلقت الباب على نفسها
*************************
طائرة محلقة في السماء متوجهة لمطار هيثرو وتبقى على وصولها حوالي ساعتين
موضي بقيت تفكر لوقت طويل وهي منطوية على نفسها بعيدا عن راكان حتى داعب النوم أجفانها وهي على ذات الوضعية
وراكان بعد أن أنهى قراءة الجريدة التفت لها ..بدت له نائمة فأسند هو رأسه للكرسي دون أن يفتح الكرسي لوضعية التمدد وأغلق عينيه ليغط هو أيضا قليلا
بعد وقت ما لا يعرفه تحديدا صحا على رائحة عطر خفيف ولكن عميق تداعب أنفه فتح عينيه كان رأسها على كتفه شعر بالحرج ليس من أجل نفسه ولكن من أجلها لأنه يعلم أنها إن صحت وهي على هذه الوضعية ستشعر بخجل شديد.. ولن تجرؤ على رفع عينيها له حرك رأسها بخفة وأبعده عن كتفه وأسنده لرأس الكرسي شعر أن رائحة عطرها التصقت بكتفه وبقايا دفئها تترك أثارها على عضلات كتفه بدا غريبا عليه هذا القرب الأنثوي المختلف ولكن أين الاختلاف؟؟ أ ليست مثل العنود ومريم؟!!!!!!!!
راكان همس بهدوء : موضي.. موضي
موضي انتفضت بجزع وهي تتحسس نقابها لتتأكد أنه على وجهها وارتاحت حين وجدته ثابتا مكانه ثم همست برقة متوترة: لبيه
راكان بذات هدوءه الواثق: اسمعيني موضي حن باقي لنا ساعتين وننزل في لندن وفيه شي لازم أقوله لش قبل نوصل عشان تكونين متماسكة اذا شفتي مرت مشعل وتهدينها مهوب تروعينها
موضي شهقت بعنف مرتعب وقلبها تُشد جميع أوتاره للحد الأقصى: مشعل فيه شي؟؟
راكان بنبرة طمأنة واثقة: مافيه إلا العافية مسكوه في المطار.. وأنا متأكد إن السالفة هينة إن شاء الله
# أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية اسى الهجران الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 12:50 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله طاعتكم وعبادتكم وشكركم وجعلكم من أهل الجنة المصطفين إن شاء الله
بارت اليوم صغيرون أدري سامحوني لكن بارت بكرة بيكون طويل وخاص خاص جدا.. جدا وعشان ما أحيركم بتكون خصوصيته مرتبطة بناصر ومشاعل انتظركم بكرة وانتظرونا أنا وأسى الهجران . استلموا الجزء 76 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا وقوة إلا بالله. .
أسى الهجران/ الجزء السادس والسبعون
غرفة مشعل ولطيفة / الساعة 10 وربع مساء
معركة على وشك البدء ونيران على وشك الاشتعال
لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود
مشعل قفز وهو يقول بغضب كاسح: وشو؟؟ زقاير؟؟ ماعاد إلا ذا؟؟
كان ثائرا بشكل مرعب لم تره لطيفة مطلقا بهذه الثورة وكان يريد الخروج لولا أن لطيفة تمسكت فيه بشدة وهي تهمس برعب: وين بتروح؟؟
مشعل بذات نبرة الغضب المرعبة: بأروح أكسر رأسه حن شيبان ماعمر حد منا عرف الزقاير.. وذا أبو 12 سنة قده يعرف
لطيفة مازالت تمسك فيه وهي تقول بنبرة تهدئة لمشعل: تكفى مشعل هذا مهوب حل أصلا هو الحين راقد وثاني شي عمرنا ماضربنا عيالنا.. ولا عمر الضرب كان أسلوبنا معهم... تبي تجيء تضربه الحين
مشعل غاضب فعلا: بس عمرها ما وصلت الزقاير.. زقاير مرة وحدة ياحمود
لطيفة بذات النبرة المهدئة لمشعل رغم أنها داخلها يذوب ألما وقلقا: ضرب لا لا بكرة الصبح أبي أكلمه انا وياك بالهداوة.. لأنك عارف إن العند والتهديد يمكن يخليه يزيد ويعاند وبعدين حن ماندري بعد وش سالفة الزقاير ذي.. خل نسمع منه.. ونحل المسألة بالهداوة
مشعل يتناول غترته ليلبسها وهو يهمس بمرارة: أنا ماني بطايق أقعد بأطلع أي مكان لين أهدأ.. لا أصحي ولدش وأرتكب فيه جريمة وأنتي لو إنش منتبهة لعيالك.. ماكان وصلت إن ولدش يدخن وأنتي ماتدرين عن شيء
لطيفة بصدمة حقيقية وألم مر: أنا ماني بمنتبهة لعيالي؟؟
مشعل يستعد للخروج وهو يقول بغضب مكتوم: إيه أنتي
لطيفة بغضب مكتوم مشابه: مشعل أنا ما أسمح لك تقلل من اهتمامي بعيالي أو تحسسني إني قصرت في حقهم لأني متأكدة إنه مافيه أم مهتمة في عيالها قد ما أنا مهتمة بعيالي لكن دامك بتتهم.. شوف من اللي لاهي في شغله عن أشياء كثيرة وأنت عارف إن ولدك داخل على سن مراهقة.. والحين هو محتاجك أكثر والولد ما يربيه إلا أبيه على المراجل
مشعل يعود وهو يصر على أسنانه: لا لطيفة أنا اللي ما أسمح لش.. صحيح إني مشغول.. بس عمري مالهيت عن عيالي وخصوصا حمود وعبود دايما معي في المجلس وعيني عليهم
لطيفة تتنهد: شوف مشعل لا تسمح لي ولا أسمح لك عندنا مشكلة نبي نحلها بكرة الصبح واحنا مبينين قدام حمود متفاهمين وهادين عندنا عتب على بعض.. خله نتعاتب بيننا عقب
**********************
غرفة فارس والعنود الساعة 11 مساء
فارس يدخل للصالة أولا كانت الصالة مضاءة ولكن غرفة النوم معتمة جزئيا تنهد بعمق ودخل للغرفة كانت تتمدد على السرير ومتغطية بالغطاء بدون أن يظهر منها شيء شعر بالألم يجتاحه كيف يحبها كل هذا الحب وفي ذات الوقت لديه كل هذه القدرة على تجريحها؟!!
اقترب منها جلس جوارها ورفع الغطاء عن وجهها همست العنود بصوت مختنق: فارس تكفى خلني في حالي
فارس بحنان همس لها: قومي ياقلبي كلميني
العنود شهقت: ما أبي أقول لك شيء ولا تقول شيء
شعر أن شهقتها كما لو قطعت شريانا ما في قلبه وأن دمه ينبثق ساخنا متفجرا من الألم
العنود كانت مجروحة منه بعمق.. ليس من أجل موقفه الليلة ولكنها تراكمات سابقة فكل يوم لابد أن يجد سببا ليحتد عليها.. تعلم أنه يحبها وهي أيضا بدأت تحبه فعليا وبتعمق يزيد كل يوم ولكنها لم تعتد على تعامل قاس كهذا.. ولا تستطيع أن تتخيل أنها قد تعيش حياتها كلها على هذا المنوال إذا كان أكثر من مرة يحتد عليها أمام والدته.. فكيف غدا عندما يصبح بينهما أطفال.. هل سيحتد عليها أمام ابنائها؟؟ في حياتها كلها لم تسمع صوت والدها يرتفع على أمها أو يحتد عليها أمامهم فلِـمَ فارس عاجز عن التصرف كزوج طبيعي؟!!
انحنى فارس عليها ليقبل أذنها ثم همس في عمقها: آسف حبيبتي وأنا عمري ما أعتذرت لأحد قدامش فلا تحسسيني إن اعتذاري ماله قيمة
رغم ان العنود لم يكن بها رغبة للحديث ولكنها لم تصدق أن فارس بغروره وتكبره قد يعتذر ولم ترد أن تشعره أن اعتذاره لا قيمة له كما يقول لذا نهضت بضعف واستوت جالسة وهي تمسح وجهها فارس أمسك بيديها وأنزلها لجوارها وأمسك هو وجهها بين كفيه ليمسح بإبهاميه دموعها المنحدرة التي شعر بها كشفرات مسمومة تشرّح جسده قرّب وجهه منها ليقبل عينيها ثم يتتبع بشفتيه مجرى دموعها وهو يهمس بعمق وخفوت: آسف.. آسف.. آسف.. آسف والله العظيم الأسف صعب علي.. بس عشانش أسوي كل شي
همست العنود بعتب حزين: فارس تكفى مايصير كل يوم تهزئني قدام أمك
أسند رأسها لكتفه وهو يحتضنها ويهمس لها: أنا أغار عليش يا قلبي ويوم أشوفش لابسة كذا قدام حد أجن.. أنا أبيش لي أنا بروحي ومابي حد يشوف ذا الزين غيري
العنود بخفوت: وأنا أنبسط يوم أدري إنك تغار علي.. بس مهوب بذا الطريقة ولا بهذا الأسلوب أنا ما تعودت على ذا الشدة في الكلام.. قل لي اللي تبيه بالهدواة وبيني وبينك وصدقني كل اللي تبيه فوق رأسي وعيني
فارس يحتضنها بشدة وهو يهمس: خلاص أحاول.. بس استحمليني شوي ياقلبي.. بس شوي وكله ولا دموعش تكفين.. قلبي ما يستحمل
**********************
مطار هيثرو طائرة راكان وموضي تحط على أرض المطار
تعجب راكان كثيرا من تجلد موضي بعد أن أخبرها باعتقال مشعل تقبلت الخبر بثبات رغم أنه يعلم يقينا شدة تعلق شقيقات مشعل به
موضي كان داخلها يذوي قلقا وخوفا على شقيقها ولكنها ليست في موقف يسمح لها برفاهية التعبير عن مشاعرها فهي مع آخر شخص تريد أن تنهار أمامه فيجد نفسه متورطا بها ومعها ومن ناحية أخرى.. هيا ومشعل يحتاجان صلابتها الآن وليس الوقت أو المكان هما المناسبان لإظهار حالات الضعف الأنثوي الممقوتة
فور أن أنهيا إجراءتهما توجها لاستراحة المطار سألا عن هيا وموضي توجهت لغرفتها وراكان طلب منها إحضار هيا حتى يتوجهوا جميعا لشقة عائلة آل مشعل في أدجوارد رود ليتوجه هو بعدها لمشعل وللسفارة
موضي طرقت الباب بخفة جاءها صوت هيا المختنق يهمس بالانجليزية : من؟؟؟
موضي بهدوء حانٍ: هيا افتحي الباب.. أنا موضي
هيا فتحت الباب فورا لم تصدق أنها ترى أمامها موضي التي تركتها بالأمس فقط كانت موضي أمامها بعباءتها ونقابها .. رائحة أهلها وعبق مشعل موضي هنا في لندن ومعها!! عاجزة عن التصديق وألف انفعال يسحقها
ارتمت هيا في حضن موضي وهي تنتحب بعنف وجسدها كله يرتعش موضي كان بودها أن تشاركها البكاء ولكنها تجلدت وهي تقول لها: هيا الله يهداش ليش ذا البكاء كله ترا السالفة بسيطة.. مجرد اشتباه بسيط ويوم وإلا يومين ويفكونه
هيا من بين شهقاتها وهي تنتحب في حضن موضي: كله مني.. كله مني لولا أوراقي ماكان جاء بريطانيا وهو عارف إنه ممنوع من دخولها ليت حن قعدنا في الدوحة أحسن
موضي تربت على ظهرها بحنان بالغ: صدقيني الموضوع بسيط ويالله قومي البسي.. راكان ينتظرنا برا عشان نروح لشقتنا اللي هنا
هيا باستغراب وهي تمسح أنفها: راكان؟؟
موضي وهي تنهضها وتبدأ بجمع أغراضها: هذي سالفة ثانية الحين خليه يودينا الشقة عشان يروح لمشعل
*************************
واشنطن قبل المغرب
يوسف يكاد يجن.. لا يعلم إلى أين ذهبت فهو لا يعرف سكن الطالبات حيث كانت تسكن ولا يعرف أحدا من أصدقائها عدا هيا حتى هاتفها الأمريكي لا يعرف رقمه كان قد اتصل به مرة واحدة حين كان دفترها معه والرقم على الدفتر ولكنه لم يحفظ الرقم خصوصا بعد ردها الجارح عليه في المكالمة يكاد يجن قلقا فعلا أين ذهبت؟؟ أين ذهبت؟؟ يعلم أنها تستطيع أن تتصرف لوحدها.. فهي عاشت مستقلة لسنوات طويلة ولكنها الآن زوجته وهو المسؤول عنها ذهب للجامعة وذهب لكليتها ودار بها عدة مرات وانتظر بها مطولا ولكنه لم يلمحها حين تعب قرر أن يمر بالمقهى حيث كان يعمل فربما مرت هناك
حين دخل المقهى.. صرخ العاملون ترحيبا به حياهم بتوتر لم يظهر على محياه تلفت حوله ولم يجدها.. فسألهم عنها فهم كانوا يعرفونها جيدا لكثرة ماكانت تمر
النادلة التي كانت تحادثت مع باكينام في آخر مرة كانت فيها همست له وهي تقطب جبينها وهي تتذكر: لقد جاءت في نفس اليوم الذي سافرت أنت فيه وحسبت أنها تريد دفترها ولكنها قالت أنها تريدك أنت شخصيا ثم خرجت دون أن تأخذ دفترها.. ومازال دفترها هنا
يوسف استغرب بشدة أنها جاءت للسؤال عنه.. ولكنه نحى مشاعره جانبا وهو يهمس بهدوء: أرجوكِ أعطيني إياه
النادلة توجهت للأمانات وأحضرته كان يوسف على وشك المغادرة حين نادته النادلة: جو هناك شيء آخر .. لا أعلم إن كان يجب أن أخبرك به
يوسف بقلق: ماذا؟؟
النادلة بهدوء: حين أخبرت فتاتك أنك غادرت بدا لي أنها صُدمت بشدة وغادرت دون أن ترد علي رغم أني ناديتها مرارا لأعطيها دفترها ثم حين أصبحت في الشارع انهارت وأغمي عليها ونقلها المارة لمستشفى جورج تاون القريب
يوسف برعب: ماذا؟؟ انهارت
يوسف غادر بسرعة وهو يشعر أنه مشوش مشوش لأبعد حد (لِـمَ انهارت؟؟ من أجلي؟؟ مستحيل.. مستحيل.. هذا التأثر يكون من أجل حب عميق.. وهي لا تحبني فلِـم انهارت؟؟ لِـمَ؟؟ هل تكون مريضة بشيء معين؟!!)
خاطر مرضها سبب له رعبا جديدا عليها يوسف خرج وهو يتصل برقمها الذي أخذه من الدفتر ولكنه كان مغلقا حينها قرر التوجه للمستشفى بما أنها دخلت المستشفى يوم سفره فهو يعرف التاريخ تماما يستطيع أن يجد عنوان سكنها في ملفات المستشفى ويسأل عن سبب انهيارها وظروف دخولها المستشفى
***********************
بيت ناصر بعد صلاة الفجر
ناصر يعود من المسجد.. وهو يمني نفسه أنها قد تكون خرجت من سجنها الاختياري ولكنه لم يجدها يشعر بألم لا يستطيع تفسيره.. يعلم أن الغرفة غير مفروشة والجو فيها شديد البرودة وهي كانت ترتدي بيجامة حرير خفيفة...فكيف قضت ليلتها؟؟
هو ذاته البارحة قضى ليلة سيئة لم يغمض له فيها جفن وهو يقضي معظم الليلة جالسا على أريكة في الصالة وهو أيضا متوتر جدا لأن اليوم موعد تركيب ساقه الاصطناعية وغضب مشاعل هو ما كان ينقصه كان يستفزها طوال الأسابيع الماضية وهي تحتمل كل شيء منه.. فلماذا قررت أن تعلن الثورة اليوم بالتحديد؟؟ هي لا تعلم أن اليوم هو موعده الهام.. فهو لا يخبرها بشيء مطلقا
يشعر داخليا أنه يحتاجها بشدة يريد فقط أن يراها قبل الذهاب لموعده محياها العذب.. ابتسامتها الدافئة المغلفة بحزن عميق ولكن بما أنها لن تخرج.. فلن يطرق عليها الباب فلتبقَ أسبوعا لو أرادت.. لن يسأل عنها رغم أنه بينه وبين نفسه وإن كان ينكر حتى على نفسه يعلم أنه وقف مرارا أمام الباب وعلى وشك طرقه لأن قلقه عليها يتزايد ويتزايد ولكن الوقوف أمام الباب أعاد له ذكريات مؤلمة جارحة تطعنه في عمق رجولته وكبرياءه الممقوت لذا قرر تركها حتى تخرج لوحدها حتى لو بعد أسبوع!!! يستحيل أن يعود لعيش ذات التجربة مرة أخرى.. يستحيل!!!
*************************
شقة آل مشعل في أدجور رود شارع العرب المعروف في لندن
شقة قديمة نوعا ما أجري عليها العديد من التعديلات والتجديدات كان الجد مشعل هو من اشتراها منذ سنوات طويلة ثم قرر أبناءه تركها كما هي.. وتكون لهم جميعا..وخصوصا أنه غالبا هناك أكثر من زيارة في السنة لكل واحد منهم لإجراء فحوص طبية.. أو بغرض السياحة أو دراسة اللغة
من التعديلات التي أُجريت أنها فُصل بين صالة المدخل الواسعة وباقي البيت بباب حتى تصبح هذه الصالة بمثابة مجلس للرجال لها حمامه الخاص وللشقة مدخل آخر مع المطبخ يستخدمنه النساء غالبا في حالة تواجد رجال في المجلس حيث مدخل الشقة الرئيسي والشقة تتكون من أربع غرف نوم.. غرفتين رئيسية بحمامات خاصة وغرفتين بينهما حمام مشترك
وهاهو راكان ومعه الفتاتان يصلون جميعا للشقة راكان استأجر سيارتين من المطار سيارة لحمل الحقائب من أجل حقائب مشعل وهيا وسيارة كان يجلس فيها بجوار السائق والفتاتان في المقعد الخلفي
ما أن وصلوا.. ودخلوا راكان نادى موضي وهو واقف عند الباب موضي عادت له وهي ترد بحرج: لبيه
راكان بهدوء وهو يحافظ على مسافة فاصلة بينهما: أنا بأروح لمشعل ويمكن أتأخر لا تفتحون لأحد إلا للحارس.. أنا بأعطيه الحين فلوس عشان يجيب لكم أغراض وشنطتي خلوها في المجلس وهاكم خذوا رقمي سيفيوه عندكم أي شيء تبونه دقوا علي
كل خطابه لها بصيغة الجماعة.. فهما كلاهما في مهمة طارئة كل منهما يقوم بدوره في هذه المهمة وأخر من يهمه في هذه المهمة هو نفسه!!!
#أنفاس_قطر# . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران بدون ردود الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 1:32 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الاختلاف اليوم جزء مختلف على الأقل بالنسبة لي اليوم ناصر يركب ساقه الجديدة ومع هذه الساق تحضر روح الأمل وأن فقدان الإنسان لأي عضوا من أعضاءه ليس هو نهاية الكون المهم ألا يفقد الإيمان فالإيمان يصنع المعجزات ومادام الإيمان بالله يعمر القلب.. فكل شيء عداه زائل ولا قيمة له . . استلموا الجزء 77 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أهدي هذا الجزء إهداءا خاصا جدا لمن ساندتني في فكرة أن أعظم الآمال تنبثق من رحم أقسى الآلام إلى من شجعتني لخوض غمار الفكرة دون أن أخشى ردود الأفعال إلى العميقة الموغلة في العمق والموغلة في قلبي إرادة الحياة . .
أسى الهجران/ الجزء السابع والسبعون
بيت مشعل بن محمد الصباح الباكر
مشعل ولطيفة لم يناما مطلقا فالأبوان قد يحتملان أي شيء إلا ماقد يصل إلى أذية أطفالهما حينها تتحفز كل المشاعر والتفكير والخلايا مشعل حين أخذ أبناءه معه لصلاة الفجر كالعادة كان يسترق النظرات لمحمد يشعر بألم حاد يتسلق روحه ويمزقها بوحشية كان يراه مجرد طفل.. طفل حقيقي لم يلحظ مطلقا أي تغير عليه يتمنى أن يقتل أحدا ما في هذه اللحظة أن يقتل من عرّف ابنه على السجائر.. فهو يعرف أن ابنه يستحيل أن يجرب التدخين من نفسه لابد أن هناك من شجعه... يتصاعد غضب كاسح في عروقه من هو ؟؟ من هو؟؟
كان مشعل يتفحص ابنه بطريقة غريبة.. يتشممه حتى أن محمدا لاحظ غرابة والده.. همس له بعفوية: يبه وش فيك؟؟
همس له مشعل بغموض: مافيه شيء يأبيك
عادوا من الصلاة مشعل عاد لغرفته والولدان عادا للنوم
حين أصبحت الساعة 7 صباحا مشعل همس للطيفة بنبرة حادة: يالله قومي ولدش خلي نشوف سالفته ناصر اليوم عنده موعد تركيب الساق ولازم أكون معه
لطيفة بعتب: الحين ولدي بروحي ودامك مستعجل.. خلها لين ترجع
مشعل بذات الحدة: مستحيل .. هذا موضوع ما يتأجل خلينا نشوف سالفته الحين وإذا رجعت تفاهمنا
لطيفة توجهت لأبنها وأيقظته من نومه وطلبت منه أن يغتسل ثم يأتي لغرفتها محمد استغرب هذا الاستدعاء.. فهو منذ كبر قليلا بات يخجل من دخول غرفة والديه
لطيفة عادت لمشعل الجالس في صالة الجلوس الخاصة بهما بدا الاثنان كما لو كانا على وشك عقد محاكمة في حق الصغير
محمد طرق الباب ثم دخل بتردد همست له لطيفة بحنان: تعال حبيبي
همس مشعل لها بخفوت من بين أسنانه: وش خربهم إلا لينش معهم ودلعش لهم
نظرت له لطيفة بنظرة عتب عميقة ولكنها وجهت الحديث لابنها الذي وصلهما وبدا مرتبكا ويشعر بالخجل همست له بحنان: تعال اقعد جنبي
مشعل صمت.. لأنه يشعر أنه على وشك الانفجار.. رغم شخصيته الواثقة التي اعتادت على التصرف بثقة واحكام في كل شيء وبطريقة هي أقرب للبرود ولكن تصل أن تصل المشاكل بهذا التعقيد لأبناءه يجد أن التوتر والغضب يجتاحانه بعنف
لطيفة تضع يدها على كتف ابنها وتحتضنه برقة وهي تهمس له بهدوء: حبيبي حمود صح إنك تعرف إن الزقاير تجيب السرطان وأمراض القلب؟؟
محمد مستغرب (مقوميني من النوم.. عشان يعطوني درس في العلوم) لكنه قرر مجاراتهما من باب الأدب: صح يمه
لطيفة بذات النبرة الهادئة: وانت عمرك شفت أبيك إلا عمانك وإلا خوالك حد منهم يدخن؟؟
محمد بنبرة استنكار حقيقية بها روح رجولة مبكرة: لا إن شاء الله ما يدخن إلا الكمخة.. تكرم لحاهم
حينها مشعل انفجر ليمسك عضد محمد الهزيل وينتزعه من مقعده بيد واحدة بقوة وهو يصرخ فيه بغضب هادر: ويومك تدري إنه ما يدخن إلا الكمخة.. ليش تسويها؟؟
اتسعت عينا محمد برعب وهي تمتلئ بالدموع: والله ما سويتها.. والله ماسويتها
لطيفة وقفت وهي تخلص عضد محمد من يد مشعل الضخمة التي اخترقت عضده كالكلاليب وهي تهمس بدبلوماسية: حبيبي مشعل شفت أنه مستحيل يسويها مثل منت قلت لي
مشعل يشعر بالفعل أن أعصابه فلتت منه لذا جلس وهو يترك للطيفة التصرف لطيفة أجلست ابنها الذي يشعر بألم في عضده عادت لتحتضنه وهي تمسح على شعره وتقول بلين: حبيبي ترا أبيك مايقصد يوجعك بس هو متروع عليك عشان لقينا زقاير في أغراضك من وين جات الزقاير ذي؟؟ إذا هي لك.. قل لنا.. وحن عاد حن في الأول.. والناس لهم سنين ويعرفون مصلحتهم ويخلون التدخين..والله العظيم مانسوي لك شيء
محمد بدأ في البكاء وهو يقبل كف أمه ويشهق: والله العظيم مهيب لي.. والله العظيم مهيب لي
لطيفة شعرت أنها تتمزق ودموعه تغرق كفها.. انتزعت كفها بحنو وهي تحتضنه بشدة وتهمس له: زين قل لي حقت من؟؟
محمد من بين شهقاته: والله العظيم إنها حقت راشد اللي معي في التدريب كنا في التدريب أمس وقال لي دسها معك عشان أخيه الكبير يشك فيه ويفتشه أنا والله إني كنت أبغي أقطها عشان ما أرجعها عليه.. بس نسيت
لطيفة كانت تنظر لمشعل وتشير له حتى يتحدث.. مشعل كان يشعر بألم عميق لأول مرة يجد نفسه عاجزا عن التصرف بمنطقية ولأول مرة يؤلم أحدا من أطفاله ولذا يشعر هو بوجع جارح متشعب مشعل نهض وجلس بجوار ابنه وهو يضع يده على رأسه ويهمس له بهدوء حانٍ: اسمعني يا أبيك.. انت غلطان يوم خذت الزقاير من الولد وخليته يدس عن هله والمفروض إنك جيت وقلت لي.. شفت يوم تدس علينا وش يصير؟؟ تخلينا نشك فيك ونتصرف معك تصرف أنت ما تستاهله
محمد ينهض ويقبل رأس والده وهو يقول من بين دموعه: آسف يبه والله ما أعيدها أخر مرة أدس عليكم شيء
مشعل بهدوء: زين اليوم إذا وديتك للتدريب قل لي اسم الولد كامل بأخذ رقم هله وأكلمهم.. اللي مانرضاه لك .. مانرضاه لعيال الناس والحين تبي تروح لغرفتك روح؟؟
محمد قبل رأس والدته ووالده ثم أستأذن وهو يمسح وجهه وأنفه المحمرين وخرج وأغلق الباب خلفه
فور إغلاق الباب نهضت لطيفة.. مشعل شد يدها ليجلسها همست لطيفة بعتب: مشعل هدني أنا الحين متضايقة..
مشعل بتأثر: زين حبيبتي خلينا نتكلم لطيفة ابتعدت وهي تهمس: روح الحين مع ناصر وإذا رجعت بأكون روقت.. ونتكلم لأنه فيه كلام كثير بيننا.. عيالنا كبروا يا مشعل.. ومشاكلهم بتكثر إذا أنت على أول مشكلة استسهلت إنك تهاجمني وتتهمني تكون فيه فعلا مشكلة كبيرة بيننا تبي لها حل
**********************
لندن مكتب التحقيق الرئيسي وقت سابق
راكان يجلس مع مشعل للمرة الثانية خلال 3 ساعات
مشعل بهدوء: هاه وش صار؟؟ راكان بنبرة مطمئنة: إن شاء الله مافيه إلا الخير تدري هم لحد الحين ماعندهم عليك شيء اسمك في البلاك ليست.. لكنهم مهوب مصدقين إنه عشان الموضوع التافه اللي قبل 12 سنة وعشانك عربي خايفين السالفة فيها سوالف الإرهاب الله يبلاهم في أنفسهم يعني صدقني إن السالفة بس كم يوم يتأكدون من التحريات ويرجعون لسجلات شرطة كامبردج وين ماصار التوقيف الأول وبتطلع إن شاء الله لا وأزيدك بعد.. المحامي يقول لو صدق سالفتك بس على موضوع الضرب بينشال اسمك من البلاك ليست وتقدر تدخل بريطانيا بدون قيود
مشعل يبتسم: يا ابن الحلال خل نخلص منهم.. ماعاد أبي أشوف وجه بريطانيا بكبرها
راكان بهدوء: زين أنا مخلي البنات من بدري.. ولازم أرجع لهم
مشعل يستوقفه: زين راكان دام سالفتي مطولة كم يوم.. أبيك ولا عليك أمر تصدق شهادة مرتي من التعليم العالي أبي أطلع نسافر على طول واشنطن.. تأخرنا على دراستنا
راكان يبتسم: صدق إنك مشتط.. ذا اللي أنت فيه وما همك إلا شهادة مرتك
مشعل مازال مبتسما وكأنه في رحلة استجمام وليس موقوفا مجهول المصير: أفا عليك.. كل شيء عندي ولا بنت سلطان
يتنهد راكان بعمق وهو يغادر (وأنا وش أسوي ببت عبدالله؟؟ يا سبحان الله.. أشهد أن القلوب تغير هذي موضي جنبي.. وماني بقادر أحس فيها)
**************************
بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود الساعة 6 ونصف صباحا
يرن جرس منبه هاتف العنود.. الذي نبهته بعد صلاة الفجر على موعد صحو فارس لعمله
كان فارس الذي كان نومه ثقيلا بعض الشيء مازال نائما تطفئ العنود الجرس ثم تميل لجانبها حيث ينام وتمعن النظر فيه وهو مستغرق في نومه كم يبدو وسيما حتى وهو نائم وسامته وصلت لحد الألم ولكنها لا تجرؤ على إخباره بذلك فهو يتحسس من هذا الموضوع وإثارته بأي شكل كان هذا هو الحاجز الأول الذي بُني بينهما وتم الانتهاء من بنائه وهاهي تخشى من ارتفاع الحاجز الثاني والحاجز الثالث والحاجز الرابع غيرته... قسوته.. ثم كبتها وخوفها منه
ولكنها رغم كل شيء تشعر أنها سعيدة معه.. لأنه تعلم بعمق حبه لها ولكن ما تخشاه أن تُدفن هذه السعادة يوما حينما لا يعود للحب معنى أمام القسوة والجبروت
مالت عليه لتقبله قبل أن توقظه ثم همست له بنعومة: حبيبي فارس قوم الدوام
فارس همس بنعاس: وحدة ثانية وعقبه بأقوم
العتود باستغراب: أي وحدة؟؟
ابتسم فارس وهو يفتح عينيه الناعستين: نفس اللي عطيتني وأنا نايم
ابتسمت العنود: يعني ماكنت نايم؟!!
ابتسم: صحيت على أحلى شفايف
عادت لتقبيله ثم همست: يالله قوم يا الكسلان.. بأقوم أجهز ريوقك على ما تلبس
كان مازال مستلقيا وهي تميل عليه..مد سبابته ومسح خدها بظاهر السبابة بحنان ثم همس لها: ياترى سامحتيني على ثقل دمي البارحة أو بعده خاطرش فيه شيء؟؟
العنود بنبرة فيها رنة أسى: خلاص حبيبي نسيت
فارس بألم: كنه اللي كنت تحذريني منه صار.. صرتي تخبين علي؟؟!!
العنود بعمق صادق: هذا أنت قلتها حذرتك منه غصبا عني فارس.. صرت أخاف منك
فارس انتفض جالسا وهو يمسك بكتفيها ويقول بنبرة تأثر: لا حبيبتي تكفين.. إلا إنش تخافين مني كأنش تقولين لي إن روحي تخاف مني وقلبي يخاف مني وعقلي يخاف مني وأنفاسي اللي أنتفسها تخاف مني أشلون تبيني أعيش عقب؟!!!
غصبا عنها ابتسمت: المشكلة ما اقدر عليك ولا أقدر على كلامك اللي يذوبني
ابتسم ابتسامة شاسعة وهو يميل ليقبلها بعمق ثم ينفض الغطاء وينهض واقفا وهو يقول: زين الليلة بنطلع نتعشا برا.. ولش مفاجأة عندي عقب
******************
مستشفى حمد مبنى العيادات الخارجية الساعة 10 صباحا
الطبيب انتهى من تركيب الساق لناصر وعلّمه طريقة تركيبها وفكها ثم طلب منه أن يقف شعر نوعا ما بالغرابة وهو يقف بدون عكازين كان يريد تناولهما.. ولكن الطبيب رفض وهو يطلب منه أن يقف لوحده ويبدأ بالحركة كاد أن يسقط.. ولكن مشعل سارع إليه وأسنده وهو يقف جواره بقلق همس له ناصر: خلني يا مشعل
مشى قليلا بين الحاجزين.. ثم تجاوز الحاجزين ومشى لوحده كان لديه إحساس دائم أنه سيسقط ولكن ثقته بنفسه وجسده الرياضي القوي ساعداه على التوازن وبسرعة قياسية إحساس رائع وعميق ومذهل وهو يعاود الوقوف بثقة دون العكازات
همس له الطبيب بابتسامة: تقدر تستخدم العكازات لين تتعود على الساق
ناصر بابتسامة سعادة حقيقية: لا خلصت من العكازات.. بأمشي شوي شوي لين أتعود
وبالفعل كان يريد المشي بل والركض بلا توقف.. بلا توقف
ثم التفت لمشعل الذي كان مبتسما بسعادة ومساندة لناصر: يا الله يا أبو محمد أبي اشوف أبي وأمي.. خليتهم وراي يحاتون
( أ ليس هناك شخص آخر تريد رؤيته يا ناصر؟؟!!)
الطبيب بمهنية: مبروك ساقك الجديدة.. وأهم شيء تتبع التعليمات اللي عطيتك إياهم والأهم إنك ليليا لما تخلع الساق تدهن مكان البتر عشان ما يتحسس من ملامسة الساق إذا استمريت على متابعة التعليمات بدقة.. إن شاء الله إنك بتكون مرتاح تمام
مشعل وناصر توجها بالشكر للدكتور وغادرا عائدين للبيت ولكن قبل ركوب السيارة طلب ناصر من مشعل أن يطوفا قليلا في أروقة المستشفى ليمشي بساقه الجديدة التي ألفها بسرعة.. وهي تبعث في روحه إشعاع مختلف من السعادة.. لأنه سيعود بأذن الله إلى ممارسة حياته الطبيعية بصورة طبيعية
مشعل يبتسم لناصر: باطلع أنا وياك العصر نمشي على الكورنيش لو تبي أو روح أنت وفارس بس الحين الشيبان أبيك وعمك جنونني اتصالات.. خلنا نروح لهم في البداية مرا بالمجلس حيث كان محمد وعبدالله ينتظران بلهفة حقيقية رؤية ناصر واقفا بدون استخدام العكازات
عبدالله أصر أن يكون عشاء ناصر عنده الليلة احتفالا بوقوفه على قدميه بينما مشعل كان يقسم أن يكون العشاء عنده ولكن عبدالله كان من انتصر في حرب العزائم
بينما ناصر ينتظر انتهاء المعركة الكلامية للذهاب لأمه.. ولكن أذان الظهر فاجأهم فقرر الصلاة أولا.. ثم التوجه لأمه
*******************
واشنطن سكن الطالبات حيث تسكن باكينام
باكينام تتمدد في غرفتها رغم أنها عاجزة عن النوم تشعر بألم فعلي ينغرز في جسدها كدبابيس مسنونة انغرزت في كل خلية من خلاياها تشعر بمرارة الاهانة الموجعة ..تشعر أنها اُهينت جسدا وروحا ويوسف استباح كل مافيها.. أنوثتها.. ثقتها في نفسها.. كرامتها حتى حبها له استباحه بوحشية ماعاد هناك ما يجمعهما ويجبرها أن تبقى معه قررت أن ترحل بما تبقى من شتات إنسانيتها.. يكفي ماناله يوسف من روحها ماعاد لديها استعداد لتقديم مزيد من التنازلات من أجل أي أحد
وهي غارقة في أفكارها رن هاتف غرفتها التقطت الهاتف كانت مشرفة السكن تناديها أن تنزل
ارتدت ملابسها وحجابها ونزلت حين وصلت للبهو الرئيسي رأت ظهره العريض وهو جالس شعرت بقشعريرة باردة تجتاح جسدها عادت لغرفتها قبل أن يراها اتصلت بالمشرفة في الأسفل وطلبت منها محادثة زائرها حين سمعت صوته المتعب: ألو شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا
ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف ما ترجعش تاني هنا ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي
********************
لندن شقة آل مشعل وقت سابق
الفتاتان غاية في التوتر انتظارا لعودة راكان بالأخبار وهاهو يعود.. دخل من الباب الرئيسي واتصل بهاتف موضي حتى توافيه في المجلس
موضي حين أنهت الاتصال قامت لترتدي نقابها وعباءتها هيا باستغراب: أنتي من جدش وإلا تستعبطين؟؟
موضي وهي تلبس: وشو اللي من جدي أو أستعبط؟؟
هيا بذات الاستغراب: إنش تبين تلبسين نقاب وعباة قدام رجالش؟!!
موضي بخجل: تونا متملكين مالنا يومين.. وعرسنا مابعد صار تبين أفرّع قدامه.. ليه وجهي مغسول بمرقة؟؟
هيا أخيرا تبتسم: لا طال عمرش.. مغسول بخبال.. روحي له وأنتي بنقابش طفشيه أحسن
موضي تنهي لبس نقابها: إذا بيطفش من نقابي.. خليه يطفش
هيا بهدوء: ما أقول فرعي قدامه.. تحجبي وكفاية
موضي بحزم: مالش لوا.. نقابي وعباتي علي قدامه لين نرجع الدوحة
ثم توجهت له طرقت الباب.. فتحته وتركته مفتوحا ووقفت عنده وهي تهمس: لبيه
راكان بهدوء: تعالي اقعدي.. خلني أقول لش علوم مشعل عشان تقولين لمرته عقب وتطمنينها
موضي بخجل: قل لي وأنا هنا
راكان يتفهم خجلها تماما وهو يقف ويتوجه ناحيتها: خلاص أنا أجي عندش
تراجعت موضي بحدة وهي تلتصق بالباب وكأنها تحتمي به من سطوة حضور راكان وراكان يتوقف على بعد خطوة ليخبرها بكل شيء ويطمئنها أن قضية مشعل لن تستغرق سوى أيام معدودة فقط
أشرقت عيناها بفرحة عميقة.. شعر راكان أنها تتسلل منها لعمق روحه ليبتسم بتلقائية لفرحتها
همست بنبرة سعادة طفولية شعر راكان بالجذل وهو يسمعها: بأروح أبشر هيا ياقلبي بتجن من محاتاة مشعل
**********************
بيت محمد بن مشعل
ناصر يتوجه لبيت والده بعد أن صلى الظهر كانت مريم ماتزال في عملها لذا لم يجد إلا أمه التي أشرقت عيناها الباديتان من خلف برقعها بفرحة عميقة لا حدود لها وهي ترى ناصر يدخل عليها بدون عكازيه
ناصر يحتضن والدته ويقبل رأسها بحنو وهو يهمس لها بمحبة عميقة: تكفين يالغالية لا تبكين.. دموعش الغالية خليها لشيء يستاهل
أم مشعل تمسح عينيها الغارقتين في بحر من الدموع وهي تهمس: إذا ما بكيت وأنا أشوفك واقف قدامي.. ماعاد للدموع عازة
ناصر يعاود احتضان والدته : جعل ما يغدي لها عازة أبد أمه تهمس باهتمام: خلني أشوف رجلك
ناصر يجلس ويجلسها جواره: اقعدي.. وأوريش ثم يرفع طرف ثوبه عن ناحية قدمه اليسار ووالدته تحسسها بخليط من الألم والفرح حزن على ساق ذهبت.. وفرح ناقص مبتور بساق تعوضه الحركة ولكنها تبقى جزءا غير فعلي من جسده..
تذكرت أم مشعل شيئا أنساها إياه فرحتها برؤية ناصر.. همست بعتب: ناصر وين مرتك؟؟
لم تغب مطلقا عن باله.. تشغل تفكيره حتى لو أنكر همس بارتباك: خليتها في البيت
نهضت أم مشعل وهي تربت على كتف ناصر وتقول بذات نبرة العتب: أنا بأروح أصلي الظهر.. وأنت روح شوف مرتك اللي تقول إنك خليتها وراك في البيت وانتبه لمرتك يا ولدي.. ترا بنات عبدالله ذهب.. والذهب لو ضاع ما يعوض
ناصر شعر كما لو أن قلبه يعتصر بقسوة.. وأنه عاجز عن سحب أنفاسه (وش فيها مشاعل؟؟ وش فيها؟؟)
توجه لبيته بسرعة.. وفتح الباب بسرعة ليتفاجأ بوجود عمته أم مشعل تصلي في الصالة شعر بحرج شديد وتشويش.. نادى بصوت منخفض: مشاعل.. مشاعل
فوجئ أن من ردت عليه كانت لطيفة التي تأكدت من إسدال عباءتها ثم عدلت وضع نقابها على وجهها وخرجت له من غرفته وهي تقول: الحمدلله على سلامتك يابو محمد
ناصر بقلق لم يظهر في صوته.. وعيناه تبحثان عن شيء ما خلفها: الله يسلمش يأم محمد
لطيفة بفرحة حقيقية: والله ماني مصدقة شوفتش كذا قدامي الله يتم عليك عافيته
ناصر بهدوء رغم أن داخله يغلي قلقا غير مفهوم: مشكورة طال عمرش في الطاعة
يود أن يسأل عنها ولكن لسانه يلتصق بسقف حلقه جفافا وترددا
كان من تكلم هي أم مشعل التي أنهت صلاتها وأنزلت برقعها على وجهها وهي تلتفت له وتقول له بهدوء: الحمدلله على سلامتك يأمك
ناصر توجه لها وقبل رأسها وهو يقول باحترام: الله يسلمش يمه
أم مشعل بعتب عميق لم تخطئ أذنا ناصر نبرته الموجعة: ليش ما كلمتنا يأمك قدام تروح موعدك تعلمنا إن مشاعل تعبانة مشاعل يأمك ضعيفة وأدنى شيء يمرضها ناصر صمت.. لم يعرف ماذا يقول.. شعر بالمرارة والضآلة والألم غير المفهوم يستمر في الانغراز بوحشية في قلبه ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟
أنه يعلم أنها قضت ليلتها في غرفة باردة على بلاط بارد وبدون أي غطاء أو حتى ملابس دافئة أنه لم يرحم ضعفها ويأسها من قسوته وتسلطه أنه لم يحاول حتى مجرد محاولة أن يكلمها ويطمئن عنها أنه خرج صباحا دون أن يطمئن عن حالها وهو يعلم أنها لابد قضت ليلة مزرية تصارع وجع البرد والهجر والقسوة والأهمال ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟ أنه تجرد من إنسانيته معها لا ينكر أنه وقف مرارا أمام باب الغرفة وعلى وشك طرق الباب ولكن ذكرى مقيتة كانت تعاود اكتساحه هو يقف أمام الحمام في ليلة زفافه المشئومة.. يرجوها ويناشدها ويبعثر وجعه أمامها دون أن ترأف برجولته وهي تصفعه برفضها له ونفورها منه
الآن عاجز عن الرد والكلام.. يشعر أنه صغير.. صغير مفعم بضآلة مقيتة انتزع كلمات ميتة من بين شفتيه: وديتوها المستشفى؟؟
لطيفة بأدب: وديناها.. معها نزلة شعبية.. الله يهداها ألف مرة قايل لها لا تسبحين وتخلين الدريشة مفتوحة لأنه أقل برد يمرضها
(أهكذا قالت لكم؟؟ استحمت وتركت الباب مفتوحا أ لم تقل لكم أنه زوجي الهمجي معدوم الإحساس جرحني وأهانني ودفعني لقضاء ليلة في أحضان غرفة مثلجة ستكون هي في احتواءها أكثر دفئا من أحضانه الصقيعية)
أردفت أم مشعل برجاء: أنا كنت أبي أخذها البيت أراعيها لين تصح وتشالى (تشالى=تطيب من المرض) بس هي مارضت.. تقول ماتقدر تخليك ياليتك ترخص لها يأمك.. وخص إنك ماشاء الله قطيت العكازات
شعور عارم بالمرارة يلتهمه.. أليس هذا ماكان يريده؟؟ أن يتخلص معها وتحت عذر شرعي ربما كان هو فوق ماتستحق وربما كانت هي فوق ما يستحق ماعاد يهم من منهما لا يستحق الآخر.. تفكيره مشوش للغاية.. ويشعر أنه يقف على أرض شديدة الهشاشة وعشرات الأفكار القديمة والجديدة تنثر تفكيره في موجات عاتية
دخل إلى غرفته.. كانت تتمدد على السرير بضعف لا يعلم لِـمَ رؤيتها بهذا الضعف تهز روحه بعنف لاسع..موجع لطالما تسلحت بقوة رقيقة أمامه.. تحملت الكثير..الكثير منه طوال الأيام الماضية بدت له دائما قوية حتى في ضعفها ولكنه اليوم يراها غاية في الضعف.. وما عاد بها جَلد لاحتمال قسوته وهو غير قادر على النسيان والمسامحة عاجز عن تقبلها ومسامحتها ونسيان ما فعلته به فقلبه مفعم بالسواد.. ومغموس بالمرارة وفي ذات الوقت يرى أنه تجاوز الحد في القسوة عليها تجاوز الحد كثيرا يشعر بألم مر منها وعليها.. وكلا الألمين يتنازعان مشاعره بوحشية
همس بعد أن اقترب قليلا وهو يترك مسافة غير قليلة بينهما: مشاعل
حاولت الجلوس وهي تتسند بضعف وتستر كتفيها العاريين في غلالتها البيضاء وتهمس بخفوت معذب: لبيه
حينها رأته واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص كان بودها أن تنهض لتحتضنه فرحا وتأثرا ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها بوحشية وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح: مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش
ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا: والأحسن تقعدين هناك على طول
#أنفاس_قطر# . . . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كاملة بدون ردود الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 1:44 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الجمال والروعة على قلوبكم الأروع اليوم أنا مستعجلة شوي عندي موعد في المستشفى عشان كذا بارحمكم من ثرثرتي بس بارت اليوم أعتقد أنه ظريف أتمنى يعجبكم . استلموا الجزء78 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أسى الهجران/ الجزء الثامن والسبعون
واشنطن سكن باكينام
سمعت باكينام صوت يوسف المتعب يصلها عبر الهاتف: ألو شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا
ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف ما ترجعش تاني هنا ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي
يوسف بهدوء: جبانة
باكينام بغضب: أنا مش جبانة
يوسف يحاول استفزازها: لو مش جبانة.. مكنتيش استخبيتي مني انزلي وكلميني وش لوش لو مش خايفة
باكينام بارتباك: مش عايزة أشوفك
يوسف بنبرة مدروسة: خايفة مشاعرك تخونك مسلا
باكينام بغضب: أنا نازلة دلوئتي
يوسف أغلق الهاتف وهو يبتسم بانتصار كان قادما للتو من المستشفى وأخذ عنوان سكنها من هناك وعرف أن سبب انهيارها كان انهيارا عصبيا استغرب كثيرا.. بكينام بقوتها وشراستها تنهار.. ولكنه لم يربط مطلقا بين سفره وانهيارها بل توقع أن هناك ماحدث لها قبل أن تصل للمقهى لذا انهارت بعد الخروج منه ولكن معرفته أنها قد تنهار تحت الضغط رقق قلبه بصورة تلقائية غير مقصودة عليها وهو يتذكر ما تناساه أنها تبقى أنثى ضعيفة.. وهو بالغ كثيرا خلال الأسابيع الماضية في الضغط عليها
كان غارقا في أفكاره حتى وصلت وجلست أمامه وهمست بهدوء حاد: نعم؟؟ عاوز تئول إيه؟؟
نظر لها بشجن عميق.. تمنى لو يستطيع زرعها بين أضلاعه..غمر وجهها بقبلاته سكب مشاعره وحبه بين جنبيها وعلى مسامعها ولكن
أي زوجين غريبين هما؟؟!!
يوسف بهدوء وهو يعتدل في جلسته: عاوزك ترجعي معاي لبيتك
باكينام بهدوء: أنا ماليش بيت هنا غير السكن ده
يوسف يحاول التزام الهدوء وهو يهمس من بين أسنانه: باكينام بلاش شغل الجنان ده.. ازاي تئعدي في مكان وجوزك في مكان.. ايه المنطق ده؟؟
باكينام بألم حاولت إخفائه لكنها فشلت: أنته ماخليتش فيها منطق يا يوسف أنا عمري ما تجرحتش من حد زي ما اتجرحت منك
يوسف بهدوء موجع: إزا على الجرح.. ومين جرح مين.. فأنتي كمان مش مئصرة
باكينام بعمق: ومادام كل واحد بيجرح التاني.. إيه اللي يجبرنا نستمر في الحياة دي؟!!
صمت يوسف كان بوده أن يقول (يجبرني أنني أتنفس هواكِ أنك تدبين في عروقي وتتغلغلين في روحي حتى أقصى جذورها)
ولكنه يستحيل أن يعترف لها بحبه... بينما هي تصفعه بخيانتها ورفضها لن يحتمل رفضها حينها لن يحتمل أبدا
تنهد بعمق: يجبرنا الرابط الشرعي اللي بيننا هوا من الشرع أنك تعصيني وتخرجي من بيتك من غير إزني؟؟
حينها شعرت بألم عميق.. فهي مع نعمة الله عليها مؤخرا بتزايد تدينها أصبح كل ما يمس تدينها يسبب لها رعبا خوفا من خدشه أو عصيان ربها
باكينام بألم: يوسف ربنا يخليك.. ما تمسكنيش من إيدي اللي بتوجعني أنا مش طايئة أرجع لبيتك.. طلئني يا يوسف.. وخلي الاحترام بيننا
رغم ألمه العميق من صفعها له بطلب الطلاق بكل هذه البساطة دون أدنى مراعاة لمشاعره
همس بهدوء وهو يقف: أنا هسيبك ترتاحي كم يوم وهأرجع لك تكوني فكرتي وافتحي تلفونك.. ما تسبينيش ئلئان عليكي وفكرة الطلاء دي شيليها من دماغك.. لأنها فكرة مستحيل تحصل
***************************
بيت ناصر
حينما رأت مشاعل ناصرا واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص كان بودها أن تنهض لتحتضنه ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح: مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش
ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا: والأحسن تقعدين هناك على طول
مشاعل مصدومة تماما.. تعلم أنه حدد مهلة شهر أو شهرين لانفصالهما ولكنها كانت تعتقد أنه مجرد تهديد لا يعنيه بحذافيره ولكن أن يستغل مرضها كغطاء للإلقاء بها كشيء مهمل لا حاجة له به كان شعورا جارحا موغلا في الألم والإهانة
مشاعل بألم: يعني خلاص ركبت ساقك.. وماعاد لك حاجة فيني؟؟
ناصر لا يعلم أي قسوة غريبة تسيره: وماكان لي فيش حاجة قبل الساق أصلا بس أنا قلت لش نبي ننتظر شهر أو شهرين وخلاص الحين صار لنا شهر من تزوجنا.. وأشوفها فرصة ترجعين بيت هلش عشانش مريضة وعقب نتحجج بأي شيء تقعدين هناك لين..........
مشاعل قاطعته بذهول: تشوفها فرصة؟؟ لها الدرجة أنا كاتمة على قلبك؟!!
ناصر يتقدم حتى يصبح على القرب منها وهو يهمس بتهكم مصطنع: تقدرين تقولين كذا!!
مشاعل بنبرة ميتة تماما: ناصر أنا لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له
ناصر بقسوة: وماحد بطالب منش ترجعين
مشاعل بألم: ناصر أنا ما أستاهل منك اللي تسويه فيني تحاسبني على خجلي وخوفي ليلة عرسي؟؟ أنا قدمت لك عقبها ألف دليل أني أبغيك وأبي أكمل حياتي معاك
ناصر بعمق متوحش: قلتها لش قبل يا بنت عمي من عافنا عفناه لو كان غالي
مشاعل تحاول النهوض وهي تهمس بألم جرحها العميق: ماخليت فيها غالي يا ولد عمي
مع وقوفها شعرت بالدوار وكانت تريد أن تعاود الجلوس ولكنها فوجئت بذراع قوية تسندها وتقربها منه وهو يهمس لها من قرب قريب بنبرة غامضة: أنادي لطيفة؟؟؟
كان موقفا غريبا.. يطردها من بيته لتجد نفسها بين أحضانه كانت الفرصة الأخيرة لكل منهما ليشعر بقرب الآخر.. يستنشق عبق رائحته وخصوصية عطره لم يبحث أي منهما عن تفسيرات غبية.. يكفيهما أن يعيشا اللحظة التي لن تتكرر.. كان ينظر لتفاصيل وجهها بتمعن .. تمنى بعمق ووجع أن يقبلها.. يتعرف على طعم شفتيها التي لطالما أسكرته وهو يراها ترف بعذوبة الفراشات حين تتحدث وتمنت هي أن تسكن أضلاعه للأبد.. فهي تريده حتى آخر نبض وشريان فيها ولكن الأمنيات ماتت قبل أن تتجاوز حتى أعماقهما اللا واعية إلى فضاء وعيهما..
نُحرت أمنياتهما على مقصلة غرابة البشر ورغبتهم الدائمة في تعذيب أنفسهم من أجل وهم كرامة هي أرخص بكثير من ألم قلبين يتعذبان دون سبب
كانت مشاعل من همست وهي تبعثر ماتبقى من كرامتها من أجل فرصة أخيرة معه: ناصر أقولها لك أخر مرة.. والله العظيم أنا أبيك.. ولو طلعتني من بيتك ماني براجعة له لو مهما صار..
ناصر أفلتها وهو يتأخر خطوة للخلف وينادي بصوت عالي: يا أم محمد.. تعالي ساعدي مشاعل تلبس
*************************
بعد ذلك بساعتين بيت مشعل بن محمد
لطيفة تصل من بيت والدها بعد أن أطمأنت على وضع مشاعل التي عادت لغرفتها المهجورة منذ حوالي شهر وأكثر الناس فرحا بمرضها هذا سلطان لأن المرض أعادها إليه لطيفة طبعا لاحظت اكتئاب مشاعل غير الطبيعي ولكنها أرجعته لمرضها أطمئنت على أنها تغدت رغم أنها لم تكن تريد أن تأكل لولا أن جدتها ظلت تصر.. فأكلت من أجلها وتناولت دواءها وتمددت بينما لطيفة عادت لبيتها ووعدتها أن تعود لها بعد صلاة العصر
وهاهي تدخل لغرفتها بعد أن تركت بناتها في غرفتهن بعد أن أبدلت ملابسهن ومرت بغرفة ابنيها اللذين كانا مع والدهما وتغديا معه في المجلس وجدتهما يلعبان أمام التلفاز.. تركتهما وانسحبت لغرفتها وهي تتنهد فهي تعلم أن مشعلا لابد هناك وهناك مواجهة تنتظرها لا يمكن تأجيلها
كان يجلس على الأريكة بيده جهاز التحكم ويتابع الأخبار حين رأها تدخل.. كتم الصوت ووضع جهاز التحكم على الطاولة والتفت لها وهو يقول بهدوء: تعالي لطيفة
لطيفة بذات الهدوء: إن شاء الله بس عطني خمس دقايق أغسل وأبدل وأجيك
أنهت مهمتها وهي تشعر بتوتر عميق فمشعل خلال الثلاثة عشر عاما الماضية ومع تجاهله لها كأنثى لكنه كان يقدرها لأبعد حد كربة بيت وأم.. ولم يتهمها يوما بالتقصير في حق أولادها أو بيتها.. وأن يتهمها بالتقصير بعد أن تصافيا وتمازجا روحيا لأبعد حد كان شيئا جارحا لأبعد حد أيضا
تقدمت بهدوء وجلست جواره مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يهمس بهدوء عميق: آسف حبيبتي على اللي صار اليوم
لطيفة بهدوء: حبيبي أنا ما أبيك تعتذر.. لأنه الاعتذار مهوب حل
مشعل يسند كتفيه للخلف وهو مازال يحتفظ بكفها ويهمس بهدوءه المعتاد: ليه وين المشكلة؟؟
لطيفة برقة: المشكلة إنه أنت طول عمرك هادئ.. وطول عمرك تقدرني وطول عمرك تتصرف في كل المشاكل بحكمة جاء على موقف حمود وكل شيء أعرفه عنك اختلف عصبت.. واتهمتني.. ثم خانتك الحكمة في التصرف لولا إنك تداركت نفسك في الأخير وتصرفت زين
مشعل بهدوء: أعترف إن الموقف كان صعب علي.. لأني ما تخيلت إن حمود يدخن.. كان موقف فوق تصوري
لطيفة تتنهد: وفرضا إنه سواها عقب كم سنة ودخن.. بتحل المشكلة بنفس العصبية اللي اليوم؟؟!!.. ما يصير مشعل.. تدري إن المراهق ما يعامل بالشدة والطرف الثاني للمشكلة هل كل ماصار موقف صعب عليك تصوره مثل ما تقول.. بتتهمني إني مقصرة؟!! وصارحني يامشعل هل أنت تشوفني فعلا مقصرة في حق عيالي؟؟
مشعل باستنكار: حاشاش... هي بس كلمة في ساعة غضب.. والله ماقصدتها ياقلبي.. وقلت لش آسف واعتذرت لش..خلاص وأوعدش إنه لو صار مشكلة لأي واحد من عيالنا..أحاول أتحكم في أعصابي أنا أصلا نادرا ما تخوني أعصابي.. بس شيء يلحق عيالي ماأستحمله بس خلاص فكيها ياقلبي.. ما يهون علي شوفتش مكشرة وزعلانة
لطيفة تتنهد وهي تحاول رسم ابتسامة: خلاص حبيبي ماصار إلا خير ومايصير إلا خير إن شاء الله
***********************
لندن شقة آل مشعل ذات الوقت ولكن توقيت مختلف قبل الظهر بقليل
موضي وهيا في المطبخ تتناولان إفطارا متأخرا هيا وموضي نفسيتهما رائقة تماما بعد أن بالغ راكان في طمأنتهما على مشعل
موضي تسأل هيا باهتمام: ياقلبي ياهيا من يوم جينا هنا وأكلش مهوب عاجبني مشعل طيب وبخير وانتي مسوية اضراب عن الأكل
هيا بابتسامة: لا والله مهوب عشان مشعل.. بس ماني بمشتهية الأكل صار لي مدة.. طاري الأكل يلوع كبدي.. وهذا أنا أشرب شاي ثم أردفت بتساءل: راكان مو كنه تأخر في النوم؟؟ مهوب متريق؟؟
موضي بتلقائية وهي ترتشف من كوبها: أصلا طليت عليه الصبح بدري مالقيته شكله طلع من بدري
هيا بخبث: يا اللي ما تستحين رايحة تطلين على الرجّال.. ثم أكملت بتهكم: عسى ما نسيتي نقابش وعباتش بس؟؟
موضي ترقص لها حاجبيها: لا ما نسيت.. والرجّال رجالي وش حارق بصلتش؟؟
هيا تبتسم: أنتي قلتيها.. رجّالش.. صدق عبيطة..
موضي تبتسم: العبيطة فاتشة خشتها قدامي.. الله يعين مشعل عليش بس
هيا تنهدت: فديت الطاري.. تكفين موضي.. كلمي راكان أسأليه عنه.. وإذا كان ممكن نشوفه
موضي بحنين مشابه: بأسأله عنه.. بس الشوفة ما ظنتي يوافق لا هو ولا مشعل نروح له في مركز التحقيق
هيا بتأفف: أما عيال آل مشعل ذولا كلهم عاهات فكرية وش فيها لو رحنا نشوفه في مركز التحقيق.. حد بياكلنا؟!!
موضي بابتسامة: والله هذا اللي الله عطانا... ذا العاهات الفكرية..
هيا بحنين عميق: فديت عاهتي الفكرية... ياني اشتقت له.. جعل يومي قبل يومه
موضي (بعيارة): عشتو.. ماعندش سالفة اللي مشعل يطيح رأسش
هيا (بعيارة) مشابهة: نشوف راكان لا طيح اللي في رأسك
موضي تحاول أن تجاريها: وأنتي كل شيء لازم تدخليني فيه أنا وراكان؟!!
هيا تنظر لها نظرة مباشرة: موضي قولي لي أنتي ليش متوترة كذا من راكان؟؟
موضي بوغتت تماما: أنا ؟؟ من اللي قال لش؟؟
هيا بعمق: مايحتاج حد يقول لي.. عندي عيون.. وماعندي حد غيرش أنتي وياه أسوي عليكم رقابة
موضي كأنها تنظر لما خلف هيا وهي تهمس بألم: بصراحة وبيني وبينش أشوف أني أنا وراكان طرفين غير متكافئين في معادلة الزواج ذي لا شكلا ولا مضمونا
هيا تنهض لتضع كوبها على المغسلة وتغسله وهي تقول باهتمام: والمعنى؟؟
موضي بألم: يعني هو كشحصية وشكل رجّال يستاهل وحدة تكون توازيه مهوب وحدة مثلي
هيا تبتسم وتعاود الجلوس بعد أن نشفت كأسها ووضعته في الدولاب: تدرين إن هذا أغرب كلام سمعته في حياتي بس ما ألومش أنا مريت بحالة مشابهة ومختلفة.. أنا ماقارنت نفسي في مشعل قارنت نفسي فيكم أنتي وخواتش.. لقيت نفسي خسرانة المقارنة وأعرف زين ألم المقارنات الفاشلة
موضي باستنكار: وليش تقللين من قدر نفسش.. وش فينا زود عليش؟؟
هيا ابتسمت وهي تقول: قولي الكلام هذا لنفسش
موضي تراجعت لهجتها الحماسية لتهمس بخفوت: شوفة عينش راكان شكله ومضمونه شيء أكثر من اللي تستحقه وحدة مثلي
هيا تبتسم: صحيح هو وسيم ماشاء الله لكنها وسامة الرياجيل العادية يعني مهوب مثل فارس مثلا وما أنكر صراحة إن هيبته مع طوله وعرضه ترج شويتين وتخوف بس أنتي على الطرف الثاني ألف واحد مثل راكان وأحسن يتمناش أنتي ذهب موضي.. والله العظيم ذهب.. ما أجاملش في وجهش أنتي من بد خواتش من غير قصور فيهم ومع غلاهم الكبير في قلبي انتي اللي دخلتي قلبي وعششتي وتحكمتي لش قدرة غريبة إنش تدخلين بين الواحد وروحه.. وتستولين على مشاعره بصورة طبيعية كأنها قدرة طبيعية أنتي تمتلكينها
موضي هزت كتفيها وهمست باستنكار مؤلم: كلام إنشاء
هيا وقفت وتوجهت ووضعت يدها على كتف موضي وهمست من قرب: لا تخلين حياتش مع حمد تخرب عليش فرصة إنش تبدين حياة جديدة حقيقية لانه أنتي مع حمد ما عشتي سعادتش بالسكن لنصفش الثاني أنا لأني جربت هذي السعادة وعايشة فيها أقول لش لا تفوتينها على نفسش حمد ماكان هو نصفش الثاني اللي الله كتبه لش.. والحين فيه حياة جديدة تنتظرك مع رجّال نادر لا تضيعينها يا موضي..
موضي همست بألم عميق جارح: حمد ما بقى لي حياة أعيشها ولا بقى فيني أنثى أصلا عشان تعيش ذا الحياة..
**********************
قبل صلاة المغرب على الكورنيش الجو بارد ولكن غاية في الانتعاش
فارس وناصر يرتديان لباسين رياضيين ويركضان على الكورنيش طولهما وألقهما لافت للنظر تماما
فارس يهمس وهو يلتقط أنفاسه: ناصر بسك ركض.. ضغطت على نفسك وأنت توك مركب الساق..
ناصر يشعر بضيق عظيم خانق منذ خرجت مشاعل من بيته وفي عينيها نظرة انكسار نحرت روحه بوحشية كان بوده أن يوقفها.. يحتضنها..يُسكنها بين أضلاعه يمسح عن ألق عينيها المتعبتين وجع نظرتها يقول لها (سامحي قسوتي أيتها الحمامة الوديعة ربما هكذا كنا أنتي حمامة.. وأنا صقر جارح محلق والحمائم لا تساكن الصقور!!! انفذي بجلدك مني انفذي بما بقي من وداعة روحك قبل أن أنتهكها بوحشيتي أجل أنا متوحش.. متوحش وإلا من الذي يستطيع أن يقاوم أن يذوب أمام عذوبة أنوثتك إلا متوحش خال من الإحساس مثلي؟!!)
همس لفارس وهو يلتقط أنفاسه بدوره: لفة بعد.. لفة وحدة وخلاص
ابتسم فارس : بس ماشاء الله.. صدق اللي يشوفك مستحيل يصدق إنك تركض كذا على ساق صناعية
ناصر بعمق: يقطع من ناحية ويوصل من الثانية سبحانه عز وجل له ألف حمد وشكر
فارس يتذكر: يالله لفة ويكون المغرب أذن.. نصلي هنا ثم نلحق نرجع أتسبح وألبس وأصلي العشاء وأحضر شوي من عشاء عمي عبدالله.. ثم أطلع العنود واعدها نطلع نتعشى برا
ناصر يستعد للركض وهو يهمس: الله يهنيكم.. تقول قطاوة مطاعم أنت وياها
فارس يبتسم: قل أعوذ برب الفلق.. وعلى الطاري أنت بعد الليلة لازم تطلع أنت ومشاعل تحتفلون بساقك الجديدة بعد عشاك
ناصر بنبرة غير محددة الملامح: مشاعل تعبانة شوي وعند بيت أهلها
فارس بغضب: تدري ماعليك شرهه.. يعني لنا ساعة نركض وماطرا عليك تقول لي إن أختي تعبانة خلاص بأروح لها الحين
ثم استدرك فارس وهو يقول بشبح ابتسامة: كذا يا نويصر تسبقونا خيانة.. تزوجنا سوا.. المفروض نجيب عيالنا سوا
ناصر غصبا عنه كح من الحرج وهو يقول: الله يهداك وش عياله.. تو الناس
فارس وهو يخرج مفتاح السيارة من جيبه: صار لكم شهر.. بس بعد خونه أنت وياها خلني لين أقول للعنود بس..
ناصر بهدوء: يا ابن الحلال والله العظيم مهيب حامل معها نزلة شعبية
فارس هاجمه القلق: ياكثر ما تمرض ذا البنية.. خلاص يالله نروح البيت أمش معي نتطمن عليها
ناصر ارتاع: أنا.. لا لا.. بأروح بعدين..
فارس بهدوء: يا ابن الحلال تعال معي.. عشان ما تنحرج تدخل البيت بروحك ثم أردف وهو يقطب جبينه: وإلا لا تكون ما تبي تشوف مرتك؟!!
ناصر اُسقط في يده.. موقفه سيبدو محرجا لو لم يزرها وهي خرجت اليوم مع والدتها وأختها وبدا الوضع أمام الاثنتين طبيعيا جدا
ناصر تنهد: خلاص بأروح البيت أتسبح وألبس ثم نروح سوا
********************
لندن شقة آل مشعل بعد صلاة العصر الساعة الرابعة والنصف عصرا بتوقيت جرينتش لندن في الشتاء تكون على توقيت جرينتش تماما وفي الصيف يكون الفرق بين التوقيتين ساعة لأن الساعات تُقدم لساعة للتوقيت الصيفي
هيا وموضي تجلسان في الصالة الداخلية تتبادلان الحديث سمعتا صوت باب الشقة يُفتح
هيا بحماس: وأخيرا جاء رجّالش المبجل.. تكفين قومي إسأليه عن مشعل
موضي بحرج: خلي الرجّال يأخذ نفس.. ما يصير أول ما يدخل يلاقيني ناطة في وجهه
هيا تبتسم: أنتي مهوب بتقومين تلبسين عباتش ونقابش؟؟
موضي بتأكيد جازم ومرح في ذات الوقت: أكيد طبعا
هيا بذات الابتسامة: خلاص على ما تلبسينهم يكون خذ نفس وزيادة
موضي قامت لتلبس وهي تقول لهيا: لو أني أنا ما أبي أتطمن على مشعل أو كان مستحيل أروح له وهو ما دق علي
موضي لبست ثم توجهت للمجلس.. طرقت الباب.. جاءها صوته الفخم المثقل بالعمق: تعالي موضي
فتحت الباب وتقدمت لخطوة واحدة لتشعر بحرج كاسح وهي ترى راكان يتمدد على الكنبة وظهره مسند لطرف الكنبة وقدماه الحافيتان تتجاوزان طرف الكنبة الآخر وأزرار قميصه العلوية مفتوحة بصورة تلقائية ولكنها سببت لها حرجا بالغا وهي ترى جزءا من عضلات صدره بارزا بوضوح أنزلت عينيها وهمست: كنت أبي أسأل عن مشعل؟؟
راكان بهدوء: مشعل طيب.. تو تحقيقاتهم ما خلصت بس مهيب مطولة إن شاء الله
ثم أشار لمغلف أصفر يقبع على الطاولة أمامه: وهذي شهادة بنت سلطان صدقتها خلاص.. اخذيها عطيها إياها
موضي لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بخجل: بأخذها بعدين
راكان اعتدل في جلسته وتناول المغلف ونهض ليعطيها إياه لأنه فهم أنها تريد أن تبقى محتمية بالباب ولا تريد التقدم ناحيته
موضي تراجعت لتلتصق بالباب تماما وهو يمدها بالمغلف ويهمس بنبرة واثقة توحي بالعتب: موضي تراني ما أعض
موضي صمتت بحرج بالغ وهما يتبادلان نظرات مثقلة بسكون عميق والجو بينهما يُشحن بتوتر غير مفهوم وكأن هناك شرارات عصية على التفسير تدور حولهما هي تتأمل وجهه الوسيم المشبع بتفاصيل الرزانة وهو يتأمل عينيها المشبعتان بسحر غريب هو خليط من عمق وانكسار راكان انتزع نفسه من أسر هذا الجو الغريب وعاد للجلوس مكانه بثقة هادئة
وموضي بقيت لثواني يلفها توترها وحرجها بعدها قالت بخفوت: أحط لك غداء؟؟
قال وهو يعاود التمدد: أبي أنام بس.. قوميني قبل أذان المغرب ولا عليش أمر
***************************
بيت عبدالله بن مشعل غرفة مشاعل بعد صلاة المغرب
مشاعل منذ مجيئها من بيتها السابق عند الظهر وهي معتكفة في غرفتها نزلت قليلا لجدتها عند الغداء لأن جدتها أصرت أنها ستصعد لها إن لم تنزل هي ثم عادت للاعتكاف في غرفتها فما تشعر به من ألم أكبر من احتمالها تشعر أن مسام جسدها تقطر ألما بقدر ما تشبعت كل خلية من خلاياه ألما ووجعا أي ذنب مريع ارتكبته حتى تستحق هذه المعاملة من ناصر؟!! تحاول أن تجد له مبررا ولكنها لا تجد أي مبررات أ يكون للقسوة مبرر؟!! أ يكون للتجريح مبرر؟!! أ يكون لنحر الروح مبرر؟!!
رن هاتفها.. التقطته.. نظرت للشاشة ثم ردت بضعف: هلا فارس .......................... تعال حياك لغرفتي ماعندي حد
اعتدلت في جلستها وهي تتناول جلالها وتضعه على ذراعيها لأنها كانت ترتدي قميصا قطنيا بدون أكمام
طرقات قوية على الباب مشاعل بصوت عالي قدر ما يسمح لها ضعفها وطبيعتها: تعال فديتك.. ادخل
دخل فارس ولكنه لم يكن لوحده.. كان معه شخصا آخر شعرت حين رأته أن حرارتها المرتفعة أصلا ترتفع أكثر وأكثر وأكثر!!
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كاملة بدون ردود الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 1:56 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح التغيرات الجذرية مثل بارت اليوم اللي بيكون بارت طويل مثل ما قلت لكم البارحة بارت اليوم بيكون بارت خاص جدا جدا جدا وجدا وهو من بارتاتي المفضلة في بارت اليوم بتشوفون انقلاب في علاقة مشاعل وناصر انقلاب غير متوقع سينشأ عنه علاقة غريبة بين الاثنين علاقة لم أسمع أنها نشأت في الحقيقة ولا في القصص يمكن الانقلاب يعجبكم.. ويمكن ما يعجبكم لكن أنا سعيدة فيه.. لأنه هدفي في القصة عرض أنواع مختلفة من العلاقات والهجران كذلك وبصراحة بارت اليوم تعبني كثير وأخذ مني وقت طويل في المراجعة وإعادة الصياغة وأحتاج أكتب شوي وأراجع البارتات المكتوبة عشان كذا استسمحكم في إجازة بكرة بس وموعدنا بعد بكرة صباح الإربعاء إن شاء الله أوه كنت بأنسى فيه تساءل عن لهجة أبطال الرواية وهل هي لهجة أهل قطر قطر يا نبضات قلبي فيها أكثر من لهجة وهذي لهجة من ضمن اللهجات طالت أعماركم في الطاعة . . ويا الله استلموا الجزء 79 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لأن جزء اليوم جزء خاص جدا عندي فأنا أهديه لصديقات خاصات جدا عندي ثلاثة قلوب رافقتني يوميا في رحلة أسى الهجران ثلاثة قلوب نبضاتها تنبض في قلبي وبين شراييني: نووفي شبيهة العنود القلب الأطهر Ripe lady الحضور المختلف والآسر والعميق احساسي يكفيني22 أميرة الشعر ونبض الدوحة كنتن معي كل يوم بانثيالكن وحماستكن ودفء مشاعركن الذي غمرتني فيه فلا حرمني الله منكن ولا من إطلالتكن ولا من أخوتنا في الله ..
أسى الهجران/ الجزء التاسع والسبعون
بيت عبدالله بن مشعل غرفة مشاعل
بعد صلاة المغرب فارس يدخل للغرفة وناصر معه يخفي توتره العارم مشاعل شعرت بصدمة حقيقية.. فهي كانت تعتقد أن اليوم قد تكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها رغم أساها العميق منه.. وجرحها النازف بسببه ولكنها لا تستطيع انكار شعورها بفرحة شفافة غزت روحها وهي تراه يتقدم منها بصورة طبيعية جدا وخطوات واثقة ثابتة سلما كلاهما ردت السلام بخجل بصوتها المبحوح من المرض وفارس يميل عليها ليقبل رأسها بينما ناصر واقف في مكانه.. لم يكن في غرفتها سوى كرسي واحد لمكتبها جذبه فارس وجلس عليه وهو يقول لناصر بصورة تلقائية: أنت اقعد جنب مرتك ناصر وجد نفسه مجبرا أن يجلس جوارها على سريرها وهي تزيح له مكانا بخجل ولكن هذا لم يمنع عضده الصلب من الالتصاق بكتفها رغم تحاشي كلا منهما لهذا التلامس ناصر كان ينظر حوله بتأمل.. لغرفة مشاعل قبل أن تصبح زوجته ذوقها راق جدا وأنثوي لأبعد حد غرفتها تشبهها تماما غرفتها يشيع بها روح عذوبة مصفاة وبهجة احتواء ناعمة شعر بألم غير مفهوم وهو يلتزم الصمت ونعومة بشرة مشاعل تحتك بعضده وهي تحاول أن تبتعد دون أن يلاحظ فارس.. وكل محاولة تبوء بالفشل.. فارس كان أول من تكلم وهو يقول بهدوء: سلامات ما تشوفين شر ردت عليه مشاعل وهي تدعك أناملها توترا من هذا الملتصق بها: الله يسلمك فارس يسألها: وش اللي معش بالضبط؟؟ مشاعل ردت بارتباك ودعكها المتوتر لأناملها يتزايد.. التوتر الذي لاحظه ناصر تماما: نزلة شعبية بسيطة فارس باستفسار: وش منه؟؟ مشاعل بارتباك أكبر ومفاصلها أبيضت تماما من دعكها لأناملها: تسبحت وخليت الدريشة مفتوحة فارس باستنكار: أنتي صاحية.. حد يتسبح ويخلي الدرايش مفتوحة وحن في شهر واحد؟؟!! مشاعل تكاد تذوب ارتباكا وخجلا: عاد اللي صار ناصر كانت عيناه بدون أن يشعر مثبتة على أناملها التي تكاد تتمزق من دعكها المتوتر لها مد يده بدون أن يشعر ليديها ليمسكهما بقوة حانية وهو يهمس في أذنها: بسش مشاعل.. قطعتي إيديش مشاعل شعرت بصدمة كاسحة.. ملمس يديه ثم همساته في أذنها شيئان فوق احتمالها فارس حين رأى اللمسات ثم الهمسات شعر بالحرج وهو يقف ليخرج ويقول لناصر: أنت خذ راحتك.. أنا أتناك تحت عند جدتي ناصر بجزع لم يظهر في صوته الهادئ: فارس وقف بأروح معك ولكن فارس كان قد خرج وأغلق الباب خلفه مرت لحظات صمت طويلة قطعها همس مشاعل المبحوح: ناصر خلاص فك يدي.. فارس طلع من زمان تفاجأ ناصر أنه مازال يمسك يديها كلتيهما بيده.. أفلتها وهو يقف ليجلس على كرسي فارس والصمت يعود ليسيطر على الجو المشحون بينهما.. وهما يتبادلان نظرات عميقة وكأن كل منهما يريد أن يحفر تضاريس ملامح الآخر في ذاكرته هي شعرها الحريري القصير يسترسل حول وجهها في هالة تحيط بخديها المحمرين من أثر الحمى تلف ذراعيها بجلال أبيض وكأنها حمامة بيضاء أنهكها الطيران فحطت أرضا لترتاح فأغتالتها أحزان الأرض وهو كان متأنقا في ثوب شتوي داكن مع غترة شال.. كانت تنظر حتى لقدميه الحقيقية والصناعية وهما في حذاء جلدي ثمين أغمق من لون الثوب بدرجة أكمل أناقته اللافتة (هل تأنق هكذا لزيارتي؟!! من المؤكد لا.. ربما هو ذاهب لمكان ما بعد أن يخرج من هنا أين سيذهب وعشائه الليلة عند والدي؟؟) أخيرا تكلم ناصر وهو يهمس بعمق: بيضايقش لو جيت أزورش من وقت للثاني؟؟ عشان أهلنا ما يلاحظون مشاعل بهتت.. بـــهـــتـــت فهي مصدومة بعنف بطلبه غير المتوقع وغير المعقول ردت بألم مصدوم: مافيه داعي ناصر.. دامك ناوي تنحرني.. ليش تطول في السالفة البهيمة اللي هي البهيمة حرام تعذيبها قبل نحرها.. وأنا بنت عمك.. ارحمني شوي قل لأهلنا ماصار بيننا توافق وخلاص ناصر لا يعلم أي جنون وتناقض يسيره: مهوب الحين.. لا يعلم حتى ما السبب الذي دفعه لطلب رؤيتها مرة أخرى.. شعر أن شيئا عميقا في مشاعره انتفض وتحرر فيما يشبه الثورة الحقيقية وهو يراها في مكان آخر غير بيته... وهو يراها في مكانها القديم قبل أن تصبح زوجته شعر أن نبضات قلبه تتصاعد بشكل هستيري وهو يتمعن في كل تفصيل من تقاصيلها ووجودها ينسفه بشكل غير مسبوق عاجز هو عن تفهم غرابته شعر أنه عاجز عن التنفس بحضرتها.. وقلبه يكاد ينفجر من الألم.. ولكن الغريب أنه يشعر بالحرية أخيرا يشعر أنه حر فعلا.. ومشاعره تتحرر وناصر القديم يعاود الإطلال برأسه مشاعل أجابته بعتب عميق مشبع بالألم: حرام عليك تعذبني وتهيني كذا يا ناصر ناصر وقف ليهرب من أسر مشاعره التي فاجأته واكتسحته في سيل متتال من الصدمات.. والتي شعر بصداع حقيقي وهو يحاول مقاومتها أو حتى مجرد تفهمها.. همس بثقة أخفى خلفها طوفان مشاعره الكاسح: أستأذن.. تبين شيء؟؟ مشاعل باستغراب متألم: أبيك ترسيني على بر.. أنا ماني بلعبة عندك.. ناصر فتح الباب ليخرج وهمس لها هو عند الباب: لو احتجتي شيء دقي علي مشاعل غاية في الاستغراب.. اليوم عند الظهر طردها من منزله.. وبعد المغرب يأتي لزيارتها وكأن شيئا لم يكن أي تفكير مجنون يخطر بباله؟!! وأي غرابة تسيطر على أفكاره؟!! ولكن ليفكر ما يشاء فهي على كل الأحوال يستحيل أن تعود له فإذا كان قد قال (من عافنا عفناه لو كان غالي) فهي قالت ( لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له) ************************ لندن مركز التحقيق الرئيسي مشعل يتمدد وهو ينظر للسقف نعم هو متجلد لأبعد حد ويعتبر أن ما يمر به هو مجرد أزمة ستمضي وليس هو من يعجز عن مواجهة الأزمات ولكن إحساس الظلم إحساس مؤذ أن يتعرض للاتهام والظلم هو وكل عرقه العربي وكأنهم يتعرضون لحملة اتهام عالمية تحصرهم في زاوية مظلمة أن تُختزل كل عظمة المسلمين والعرب وتاريخهم العريق في خندق اتهام مفصل جاهز اسمه "الإرهاب" ويُجند كل إعلام العالم في حملة منظمة مقصودة لتعزيز هذه الصورة وتكثيفها حتى يصبح الإرهاب رديفا لاسم كل عربي ومسلم لتغطية جرائم حكومات معينة وإبعاد النظر عنها كل هذا كان مؤذيا لروحه الوثابة المشبعة بالإيمان.. يعلم أن راكان طمئنه أن الوضع مؤقت وسيحل الأشكال ولكن كم من المظلومين ذهبوا في اتهامات ظالمة وانتهى مستقبلهم على عتبة الظلم الغير قابل للنقاش ماذا لو اخترعوا له تهمة وخصوصا أنه له سابقة عنف مثبتة في ملفاتهم لمن يترك أسرته؟؟ سلطان مازال صغيرا.. ووالده رغم قوته ولكنه يزحف للشيخوخة والدته العميقة الصامتة الحنونة.. هل يُكتب عليها حزن تتجرعه بصمت؟!! ريم مازالت صغيرة.. وهيا؟؟ هيا لمن يتركها.. لن تحتمل مطلقا.. فهي تعبت من الحزن واليأس والفراق وشقيقاته المتزوجات من سيقف جوارهن لو تعرضن للضيم من أزواجهن آلاف الأفكار المؤلمة والهموم تزاحمت في عقل مشعل الذي يحمل هموم غيره قبل همه تنهد بعمق ثم نهض ليتناول المصحف الذي أحضره له راكان ويبدأ في تلاوة عميقة تلاها دعوات عميقة لله عز وجل أن يفرج همه ويشرح صدره ************************** قبل المغرب بتوقيت لندن شقة آل مشعل هيا بودها أن تقول شيئا ولكنها مترددة جلست بجوار موضي ثم عاودت النهوض موضي بغيظ: تراش حولتيني.. في بطنش علم.. خلصيني هيا بارتباك: خلينا نروح الصيدلية موضي باستغراب: ليش الصيدلية؟؟ هيا بهمس: يا أختي أنا أدل هنا عدل.. بأطلع أنا وياش شوي ونرجع أبي لي شغلة موضي بخبث: اللي هي؟؟ هيا بخجل: تيست حمل موضي قفزت وهي تصرخ بفرح مجنون: يا الخايسة وتوش تقولين من متى؟؟ من متى؟؟ هيا بخجل عميق: فضحتيني.. راكان سمع صياحش.. أخر دورة شهرية جاتني في واشنطن تاريخ 13/12 واحنا الحين في أخر شهر واحد.. ودورتي كانت منتظمة مثل الساعة موضي تضحك بفرحة عميقة: لا وكبدش لايعة عليش.. ومنتي مشتهية الأكل ودمش ثقيل... يعني حامل بدون شك.. بس مايضر خلنا ننزل ونجيب تست وإلا نروح دكتورة أحسن؟؟ هيا بخفوت: تيست يكفي.. وعقب بأروح للدكتورة لا طلع مشعل.. عشان أسالها عن السفر موضي بتأثر: فديته مشعل يا هو بينبسط.. لا تقولين له لين يطلع.. خلي فرحته فرحتين هيا بتأثر مشابه: خله يطلع بس موضي قامت تلبس عباءتها ونقابها: بأروح أصحي راكان وأستاذنه على ما تلبسين أنتي موضي توجهت للمجلس.. فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها كان يتمدد على الكنبة ويده تغطي وجهه همست موضي بهدوء خجل: راكان راكان راكان أزال يده عن وجهه وصوته الناعس بدا لها مؤلما في رجولته: خلاص قايم قايم موضي بتردد: ماعليه راكان بأنزل أنا وهيا شوي نبي الصيدلية؟؟ راكان استوى جالسا وهو يقول بثقة: انتظري دقايق ألبس وأوديكم موضي بارتباك: مافيه داعي راكان.. احنا بنروح مشي للصيدلية القريبة وبنرجع راكان بذات الثقة والهدوء: موضي قلت انتظري دقايق.. بألبس الحين وعقب بأرجعكم هنا وأروح للمسجد موضي تراجعت وهي تهمس باستسلام: خلاص منتظرينك.. **************************** بيت فارس الساعة 11 مساء فارس والعنود يدخلان غرفتهما بعد عودتهما من العشاء في الخارج فارس يخلع غترته ويهمس لها بنبرة خاصة: يعني ما سألتي عن المفاجأة؟؟ العنود تخلع عباءتها وترد بخجل: شفتك سكتت.. قلت يمكن نسيت فارس يبتسم: أنا لو وعدت بشيء ما أنساه روحي افتحي الدرج اللي جنب سريرنا العنود توجهت للجارور وفتحته واستخرجت تذاكر سفر منه ابتسمت: شنو يعني؟؟ بتسفرني؟؟ ابتسم فارس: شنو أسفرش ذي.. لا تكونين هندية هاربة من كفيلها العنود تبتسم وتقرص خده: ياملغك بس زين وين بنسافر؟؟ فارس بهدوء: أنتي باقي لش حوالي أسبوعين لين ترجعين للدراسة واحنا ماسافرنا مكان والدنيا الحين كلها برد فأنا قلت يا ماليزيا يا تركيا.. أهون شوي بس أدري إنش سافرتي ماليزيا كم مرة.. قلت خلاص نروح تركيا ولو أنها أبرد الحين من ماليزيا.. وش رأيش؟؟ العنود تسند رأسها لصدره وتهمس برقة: أي مكان معك حلو ثم رفعت رأسها وهمست باهتمام صادق: زين وأمي وضحى؟؟ بنخليها؟؟ فارس احتضنها بشدة وهو يتأثر بعمق من اهتمامها بالسؤال عن والدته: فديت اللي مانست أم فارس أمي قلت لها وكنت أبيها تروح معنا بعد.. بس هي مارضت تقول فرصة تقعد عند خالي سعد وعياله.. كاسرين خاطرها يوم يشوفونها كنها نازلة عليهم من السماء ************************* الدوحة مابعد منتصف الليل بيت ناصر أطال ناصر السهرة لأنه كان يتجنب عودته للبيت وكان ينكر حتى على نفسه سبب هذا التجنب كان يبحث لنفسه عن أعذار غير السبب الحقيقي أنه لا يطيق فكرة البيت من غير وجودها ولا يتخيل زواياه دون حركتها العذبة في أرجاءه دخل البيت بخطوات مترددة مازالت رائحة عطرها تعبق في الجو أو ربما يتخيل ذلك!! دخل بخطوات أكثر ترددا للغرفة ما زالت كل أغراضها موجودة.. عطورها على منضد التسريحة ملابسها في الدولايب بعد فترة ما سيختفي كل هذا بالتأكيد ستأخذ كل أغراضها بعد انفصالهما انتفض بعنف "انفصال!!" ويختفي كل ما يخصها من حياته كأنها سحابة صيف مرت واختفت؟!! مشوش لأبعد حد.. مازال عاجزا عن مسامحتها على ما فعلته به ليلة زواجهما ولكنه يحتاجها.. يحتاجها يحتاجها حتى آخر قطرة في دمه.. وآخر نفس في صدره أي تناقض يعيشه؟!! أي تناقض؟!! تنهد بعمق وهو يخلع ملابسه ثم يتوضأ ويصلي قيامه تمدد بعدها على سريره وهو يخلع ساقه ويضعها جواره إنها الليلة الأولى مع ساقه الجديدة والليلة الأولى بدون مشاعل ليلة باردة.. لن تدفئها كل سيقان العالم الحقيقية والصناعية بدون تلك الضئيلة الرقيقة تناول هاتفه.. فهو مستمر في جنونه وتناقضه... اتصل برقم معين.. جاءه بعد لحظات صوتها مرتبكا متعبا: هلا ناصر بهدوء: هلا بش.. أشلونش الليلة؟؟ مشاعل بصوت مستنزف من التعب والارتباك: أحسن.... ناصر فيه شيء؟؟ ناصر يهمس بهدوء: مافيه شيء.. حبيت أتطمن عليش.. صحيتش من النوم؟؟ مشاعل بحزن: ما نمت أصلا ناصر يعدل وضع المخدة وراء ظهره وهو يهمس: وليش ما نمتي؟؟ مشاعل بذات النبرة المثقلة: أعتقد أنت آخر واحد يسأل.. لأنك عارف ناصر لا يعرف هو نفسه ماذا يريد: ماني بعارف.. عرفيني مشاعل بألم: ناصر أنت وش تبي مني؟؟ ناصر ببوح حقيقي: تبين الصدق؟؟ والله ما أدري وش أبي.. اشتقت أسمع صوتش فاتصلت بدون تفكير مشاعل مصدومة: ناصر من يوم أنت رجعت من السفر لك أكثر من 3 أسابيع وما كنت طايق تكلمني الحين مشتاق لصوتي؟!!.. ناصر يبتسم رغم غرابة الموقف: أدري شيء غريب.. بس هذا اللي صاير وتبين تسمعين شيء أغرب؟؟ مشاعل بحذر: اللي هو؟؟ ناصر بعمق: ما أبيش تأخذين شيء من أغراضش.. خليهم عندي مشاعل باستغراب: ناصر أنا قلت لك لو طلعت مستحيل أرجع.. فايش اللي بيخلي أغراضي عندك؟؟ ناصر يبتسم باتساع: مهوب قلت لش شيء أغرب مشاعل ابتسمت بتلقائية وهي تشتم رائحة ابتسامته في صوته لتسأله سؤالا أكثر غرابة: وإذا أنت تزوجت.. أشلون بتبرر للزوجة الجديدة أغراضي وملابسي عندك؟؟ يتمدد ناصر وهو يسند رأسه للمخدة ويحتضن هاتفه وهو يعلم أن الحوار الغريب سيطول يقول بابتسامة: بأشرط عليها أغراضش تقعد مشاعل عادت للحزن وهي تهمس: يعني تبي الأغراض وأنت مابغيت صاحبتهم؟!!! ناصر يمد يده للمكان الخالي جنبه ويلمسه بحنو واشتياق ثم يهمس بعمق: تدرين إني ماني بقادر أنام وأنتي منتي بجنبي مشاعل صعقت.. يبدو كما لو كان من يحاورها شخصا آخر غير ناصر الذي عاشت مع قسوته ونفوره طيلة الأيام الماضية مشاعل بحرج بالغ: ناصر أشفيك الليلة.. منت بطبيعي ناصر يبتسم: بالعكس أنا الليلة طبيعي جدا.. هذا أنا ناصر مثل ما أعرف نفسي مشاعل بألم: وناصر اللي طردني من بيته وحياته.. أي ناصر كان؟؟ ناصر بضيق: ناصر الثاني اللي شوفتش في بيته طلعت كل عيوبه مشاعل بألم: ناصر أنا قلت لك أكثر من مرة أنا ماني براجعة.. فليش تسوي كذا فيني؟؟ ناصر بعمق: وأنا ما أبيش ترجعين.. وماقلت لش روحي لبيت هلش وأنا أبيش ترجعين مشاعل باستغراب: زين وليش تتصل فيني؟؟ ناصر بابتسامة: وأنتي ليش تردين علي؟؟ مشاعل بخجل: ما أدري ناصر بإبتسامة: وأنا ما أدري.. همست مشاعل في اتجاه آخر : تعشيت زين؟؟ ناصر بنفي: لا.. ولا حتى تغديت.. الليلة جلست مع الرياجيل على العشا مجاملة لعمي بس ماقدرت أكل مشاعل بعتب: وزين ليش كذا؟؟ ناصر بصراحة غريبة: متضايق وما أشتهيت أكل مشاعل بقلق: وش اللي مضايقك؟؟ ناصر بعمق: يعني ما تدرين مشاعل باختناق موجع: ناصر حرام عليك اللي تسويه فيني ناصر بأسف عميق: صدقيني ما أقصد أضايقش.. أنا نفسي ما أدري وش اللي فيني ثم أردف في بوح أعمق: من يوم طلعتي من البيت وأنا مثل المجنون.. وكل زاوية في البيت تذكرني فيش لكن في نفس الوقت ما أفكر أبد أرجعش أدري جنون غير معقول.. بس هذا اللي صاير أنتي وأنتي قدامي في البيت يرجع لي كل ذكريات نفورش مني.. أحس ما أقدر أسامح أو أتقبل لكن من لما طلعتي من البيت وذكراش تعذبني.. مشاعل بألم عميق: يعني تبي تعيش مع ذكراي وتشوف أغراضي وتسمع صوتي لكن أنا كمخلوق حقيقي متجسد لا؟!! ناصر بعمق: جرحتش.. صح؟؟ مشاعل بعمق مشابه: جرحتني شوي على اللي سويته فيني.. لكن خلاص ماعاد يهم ناصر بشفافية: أنا آسف والله آسف مشاعل بشفافيه مشابهة: وأنا آسفة والله آسفة على اللي صار في ليلة ..... قاطعها ناصر بحدة: مشاعل لا تذكريني مشاعل بارتباك وخجل: أنا آسفة ناصر يتنهد: خلاص لا تعتذرين.. أنا طولت عليش واجد.. وأنتي تعبانة صمتت بخجل.. ماذا تقول؟؟ أنها لا تريد أن تنتهي هذه المكالمة الغريبة التي أشعرتها لأول مرة بأنها امرأة متزوجة فعلا وإن كانت متزوجة بطريقة غريبة ناصر همس: تدرين إنه بكرة أول يوم دوام عندي كنت أتمنى أصحى على صوتش مشاعل بعذوبة: خل تلفونك جنبك وأنا بأصحيك أي غرابة مستعصية تجمع هذين المخبولين؟!! ناصر ابتسم: أكيد؟؟ مشاعل برقة: أكيد ناصر بحنان: خلي بالش من نفسش وتصبحين على خير مشاعل بخفوت: وأنت من أهله انتهى الاتصال ولكن الأفكار بدأت وتعمقت كل واحد منهم تمدد على سريره وتفكيره في مكان آخر وشبح ابتسامة تلوح على الشفتين بينما القلب غارق في أساه مرت دقائق وكلاهما غارق في تفكيره حتى انتفض هاتف مشاعل إعلانا لرسالة قادمة تناولت مشاعل هاتفها وأشتعل وجهها احمرارا وهي تقرأ مضمون الرسالة وتهتف في داخلها (ناصر أكيد استخف.. والله العظيم مهوب طبيعي) "تدرين إن ريحتش اللي تدوخ معبية مخدتش والمخدة الحين في حضني أشم فيها ريحة أميرتي اللي ماقدرت أحضنها واللي بأموت عشان أحضنها صدق" **************************** مرت خمسة أيام على الأحداث السابقة انتهت التحقيقات المكثفة في قضية مشعل وتأكدوا أن قضيته لا تتجاوز المشاجرة قبل 12 سنة وهو حينها كان دون السن القانونية لأنه كان في السابعة عشرة لذا فلا أساس أصلا لمنعه من دخول بريطانيا والمحامي الذي كلفه راكان بالقضية كان محاميا شهيرا وبارعا وأستطاع أن يستصدر حكما بإزالة اسم مشعل من القائمة السوداء والسماح له بدخول بريطانيا دون قيود لذا فخروج مشعل سيكون من التوقيف سيكون اليوم وعودة موضي وراكان للدوحة ستكون غدا وكذلك عودة مشعل وهيا لواشنطن ستكون غدا هيا تأكدت من حملها.. وذهبت للدكتورة وأجرت فحوصات كاملة حتى تتأكد من وضعها قبل السفر لأنها علمت أنه لا وقت لديها بعد خروج مشعل من التوقيف لأنها سيسافران فورا في اليوم التالي هيا وموضي أصبح بينهما مساحة أوسع للبوح وموضي اكتشفت أن هيا تعرف الكثير عن علاقتها بحمد وضربه لها وتعرف عن علاج حمد في مصر مما جعل العلاقة بينهما مفتوحة للحد الأقصى موضي وراكان مازال الحال كما هو عليه رفيقا سفر لطيفان شهمان مستعدان لتقديم المساعدة حتى آخر نفس ولكن بينهما لا شيء خاص مطلقا سوى خجل موضي في حضرته واحترامه المبالغ فيه لها وشرارات غريبة تنطلق حال تواجدهما في ذات المكان!!!!!!! فارس والعنود مستمعان برحلتهما في اسطنبول علاقتهما بين حب مصفى وقسوة فارس التي لا تلبث أن تبرز مع أبسط موقف ولكن العلاقة بينهما تتعمق بتجذر فارس بات مولعا بها لدرجة الوله الخيالي.. ولكنه يغار عليها بصورة غير طبيعية والعنود باتت مشاعرها تتعمق ناحيته أكثر واكثر فرغم قسوته التي تجرحها.. لكنها لا تستطيع أن تنكر أنه يغرقها في بحر مشاعر شديدة العمق والدفء والاحتواء عائلة آل مشعل في الدوحة لا أحد منهم علم بما حدث لمشعل إلا مشاعل فهي اتصلت بموضي وأصرت عليها أن تخبرها لأنها تعلم أن هناك شيء ما حدث لمشعل أخبرتها موضي وطمئنتها أن الوضع مؤقت وطلبت منها الكتمان باكينام ويوسف باكينام مازالت في السكن يتصل بها يوسف فترد عليه بفتور واقتضاب (كيف حالك؟) (بخير) وتنتهي المكالمة أما المعضلة الغريبة غير المعقولة فهي وضع ناصر ومشاعل ناصر يكاد يجن من غيابها.. يفتقدها بوجع غير طبيعي يكاد يجزم أنه بدأ يقع في غرامها ولكنه ينكر ذلك على نفسه.. كما يستنكر مجرد التفكير بإعادتها إلى حياته ورغم هذا وذاك فهو يهاتفها بشكل متكرر بل ومبالغ فيه لا ينام إلا على صوتها ولا يصحو إلا عليه زارها خلال الأيام الماضية مرتين ولكن في لقاءتهما المباشرة يحضر نوع من الحذر مختلف عن انطلاقهما وهما لا يريان بعضهما ولا يذكر وجه كل منهما الآخر الإهانة التي وجهها كل منهما للآخر بيت عبدالله بن مشعل بعد المغرب غرفة مشاعل مشاعل أمام المرآة تتأنق تدخل عليها لطيفة.. تخلع جلالها وتجلس على السرير: وش هالحلا؟؟ وين رايحة؟؟ مشاعل بتلقائية: ماني برايحة مكان.. ناصر بيجي الحين لطيفة باستغراب: مشاعل خلاص تراش مسختيها كنتي مريضة وسلمتي.. لمتى وأنتي محفية المسكين وراش تلفونات وجيات ارجعي بيتش مشاعل بتوتر: بعدني تعبانة لطيفة باستغراب أكبر: وش تعبانته؟؟ هذا أنتي قدامي كنش حصان مشاعل تخفي وجهها عن أختها الكبيرة حتى لا تقرأ ملامحها وهي تضع بعض الكحل داخل عينيها لطيفة نهضت ووقفت خلف مشاعل وهي تنظر لوجهها في المرآة لتقول لها بحزم: ميشو.. وش صاير بينش وبين ناصر؟؟ ليه منتي براضية ترجعين لبيتش؟؟ صار لي كم يوم ألمح لش وانتي تهربين مني الحين مافيه.. قولي لي مشاعل تنهدت: إذا أنا دريت وش بيني وبين ناصر.. قلت لش لطيفة باستغراب: والمعنى؟؟ مشاعل بألم: والله العظيم أني ما أدري.. إذا قدرت ألاقي كلام ممكن يوصف الحال الغريبة اللي أنا وناصر عايشينها قلت لش لم تكن لطيفة تنوي الاقتناع بكلام مشاعل وكانت تريد الاستمرار في التحقيق لولا أن سلطان دخل عليهم وهو يقول بتقطيب: مشاعل انزلي.. الشيخ ناصر يتناش تحت في مجلس النسوان لطيفة تضحك: وشفيك تقولها وانت زعلان سلطان من بين أسنانه: إيه زعلان.. هي عندنا الحين.. وشو له كل شوي ينط عندنا لطيفة تقف وتحتضنه: عشانها مرته.. عندك مانع؟؟ سلطان يبتسم: إيه عندي.. مرته في بيته.. الحين أختي وحقتي وفي بيتي مشاعل أنهت زينتها برشات عطر .. لتقترب من سلطان وتقرص خده وتهمس له لتسكته: سليطين ترا غلاك ما حد يلحقه.. لا ناصر ولا غيره.. فلا تحاتي سلطان يضحك: فديت أختي ياناس مشاعل خرجت ولطيفة تقرص ذراع سلطان وهي تقول له بإبتسامة: زين مشاعل أختك.. لا أكون أنا أخت الشارع سلطان يحتضن خصرها ورأسه في صدرها ويقول ببراءة الخبثاء: أنتي أكثر من أختي أنتي أمي مشاعل تنزل وهي متوترة نوعا ما.. رؤيته توترها.. عكس اتصاله بها الذي يشعرها بالإرتياح فتحت باب المجلس ثم أغلقته وراءها وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها.. سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟ ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة همست: ليش ما جيت أمس؟؟ همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته كانت ترتعش كعصفور مبلل وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟ ************************ لندن شقة آل مشعل بعد صلاة العصر موضي وهيا غاية في التوتر والترقب واللهفة انتظارا لوصول مشعل وخصوصا هيا التي لديها خبر سعيد تفاجئه به موضي تهمس بمرح وسعادة: شوفي إذا جاء مشعل روحي داخل هيا تبتسم: وليش يعني؟؟ موضي برقة: لأنه عندش خبر خاص.. يستحق استقبال خاص وأخاف تخورونها قدامي فروحوا انلموا في غرفتكم هيا تغمز لها: لا تكونين تبين تسكرين علينا.. تروحين لراكان موضي تبتسم: والله مهوب شغلش.. أنتي مع رجالش.. وش حاشرش بيني وبين رجالي؟؟ هيا بخبث: عشتو.. تطورات.. تطورات يا مويضي.. اليوم رجّالي.. بكرة حبيبي موضي كحت: وجع هيا يا قليلة الحيا هيا تضحك: اللي يشوف سحاش من راكان.. يقول سامحيني على الكلمة.. كنش أول مرة تزوجين موضي تبتسم: مع أنه مفروض أزعل من كلامش.. بس مالي خلق أزعل وأنا بروحي حاسة كني أول مرة أتزوج ثم انقلب مزاجها مع التذكر: مع حمد ما عشت حياة زوجية بمعناها الحقيقي على كثر هو ما كان يتغزل فيني.. عمري ما قدرت أقول له كلمة حلوة وحدة لا حبيبي.. ولا قلبي.. ولا عيني أي حبيب.. وأي قلب.. وأي عين!!! وأنا عارفة أنه ممكن يخلي وجهي شوارع بعد ثواني من تغزله فيني.. حمد ماقدر يفتح قلبي لكنه نحره وهو مسكر على مشاعره.. علاقتي معه قائمة على الشفقة والخوف وبس كنت أشفق عليه وفي نفس الوقت أخاف منه ولولا عمتي وخالي وغلاهم عندي.. كان مستحيل أصبر عليه لو يوم واحد هيا جلست جوارها واحتضنت ذراعها وهي تهمس لها بمودة: عطي نفسش انتي وراكان فرصة موضي بألم: أنا وراكان ما بيننا حتى شبح فرصة.. أنا ماعدت امرأة طبيعية وماعدت متقبلة إنه رجال يلمسني.. لأنه أصلا ما عندي حتى لا جسد ولا روح ينفعون أي رجّال هيا باستغراب: موضي أنتي ماعليش قاصر زين ولا أخلاق.. ليش تحطين من قدر نفسش كذا؟!! موضي بضيق: خلينا نغير الموضوع.. ثم أردفت بابتسامة مصنوعة: مشعل جاي وأنتي وهو والنونو الأهم ومع انهائها لجملتها كان باب الشقة الرئيسي يُفتح وموضي توقف هيا وتدفعها لداخل الشقة وهي تقول بمرح: يالله يالله روحي داخل #أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كامله بدون ردود الجمعة يناير 27, 2012 7:35 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الاشتياق والمفاجآت اشتياقي الكبير لكم ومفاجآت بارت اليوم المتخم بالمفاجآت مازالت علاقة ناصر ومشاعل الغريبة مستمرة في التصاعد واليوم هناك مفاجآة كبيرة تخص راكان وموضي وغدا سيكون بارت موضي وراكان الخاص بهما كل البارت سيكون لهما فقط.. أحد بارتاتي المفضلة والآن استلموا الجزء 80 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولاقوة إلا بالله . . أسى الهجران/الجزء الثمانون بيت عبدالله بن مشعل بعد صلاة المغرب مجلس النساء لقاء ناصر ومشاعل الغريب فتحت مشاعل باب المجلس ثم أغلقته وراءها وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها.. سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟ ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة همست: ليش ما جيت أمس؟؟ همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته كانت ترتعش كعصفور مبلل وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟ كانت أنفاسه الدافئة تصطدم بخدها لشدة قربه منه مشاعل أجابته بصدق رقيق: خايفة شوي ومستغربة كثير ناصر ينهي مرحلة الحذر في لقاءاتهما المباشرة وهو يهمس بنبرة أكثر عمقا: ولو سويت شيء نفسي أسويه من أول يوم شفتش واقفة على الدرج قبل زواجنا بكم شهر.. يوم جيت أسلم على جدتي مع فارس بتخافين أو بتستغربين؟؟ مشاعل بتوتر وخجل: ما فهمت ناصر مد كفه الأخرى ليمسك ذقنها بلطف ويقرب وجهها منه مشاعل شعرت أن قلبها سيتوقف وهي ترى كيف اقترب منها لينهي رحلة اقترابه بقبلة طويلة .. عميقة.. مشحونة بالتأويلات والشوق والألم مشاعل تعطل تفكيرها ومشاعر عميقة تغتالها وهي تستكين لاحتضان ناصر الأول لها.. لقبلته الأولى ولكن حينما عاد لها تفكيرها انتزعت نفسها منه وهي تهمس بصوت مبهور الأنفاس مشبع بالألم: ناصر أنت ليش تسوي كذا؟؟ ليش؟؟ دامك ما تبيني.. وش ذا الجنون اللي حن نسويه؟؟!! ناصر مازال هائما في سماواتها.. وانفعال أعمق يهزه بعنف ..ولكنه رد عليها بثبات: هل أنا سويت شيء حرام أو عيب؟؟ مشاعل بخجل عميق: لا.. بس.... ناصر قاطعها بابتسامة: غريب مشاعل قامت لتجلس على كرسي لوحدها وهي تهمس بحرج: غريب واجد مهوب شوي ناصر بمرح يعيده لشخصيته القديمة بالكامل: يعني قمتي من جنبي.. تعتقدين هربتي مني.. كلها خطوتين بيني وبينش.. مشاعل تبتسم: تعبت أسأل وأنت ما تجاوبني.. وش آخرتها؟؟ ناصر قام ليجلس جوارها ويحتضن كفها..ثم يهمس بعمق: والله العظيم أنا ما أدري وش أخرتها طلعتش من بيتي وعشرتي حررت مشاعري.. وماني بمستعد أرجع أقيدها ************************* شقة آل مشعل في لندن موضي في الصالة يُفتح الباب الواصل بين المجلس والصالة ..ليطل وجهه الحبيب عليها موضي تقفز وهو يدخل لتتعلق بعنقه وهي تهتف بفرح عميق: الحمدلله على سلامتك فديتك... ثم تكمل بمرح: الحبس للجدعان مشعل يقبل رأسها وهو يقول بود عميق: جعل عيني ما تبكيش يا أخيش سامحيني.. أدري أني حديتش على أقصاش يوم خليتش تجين مع راكان موضي بتأثر: فديت قلبك.. لو مهما سويت لك.. والله ما يلحق ذرة في غلاك عندي ثم أردفت برقة: خليتنا نهذر وفيه ناس ينتظرونك داخل مشعل بقلق: ليش قاعدة داخل؟؟ لا تكون تعبانة؟؟ موضي بلهجة قلق مصطنعة: إيه تعبانة.. رح لها مشعل باستعجال: زين بأروح لها.. وترى فيه كلام مهم أبي أقوله لش.. راجع لش يبي لنا قعدة موضي تخفي ابتسامتها: أنت الحين رح.. والقعدة لاحقين عليها مشعل يتوجه للداخل.. لا يعرف أي غرفة.. ولكنه اختار التي وجد بابها مشرعا وبالفعل كانت هيا تقف وظهرها للباب تنظر مع النافذة للخارج.. وتحاول أن تتحكم بلهفتها الكاسحة اقترب منها بهدوء حتى وصل خلفها وهي مازالت سارحة همس بالقرب من أذنها بشوق بالغ: وحشتيني التفتت هيا بابتسامة شاسعة لترتمي بين ذراعيه وهو يهمس لها بحنان: بدون بكا هيا وهي تدفن رأسها في صدره.. همست بسعادة: ماني بباكية مشعل أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها.. ثم وضع يده على جبينها ليهتف باستغراب: أشوفش زينة ليش موضي تقول إنش تعبانة؟؟ ابتسمت هيا: لأني تعبانة مشعل يبتسم: أول مرة أشوف حد يقول أنا تعبان.. وابتسامته شاقة كذا هيا بابتسامة أكثر إتساعا: لأنه تعب يونس مشعل باستغراب: حيرتيني.. وش السالفة؟؟ هيا تقرص خده لتقول بوله: مشكلتك بريء بزيادة.. ما أدري متى بتفهم التلميح من أول مرة؟!! مشعل يضحك: نعنبو دار عدوينش رجّال داخل على الثلاثين وتقولين لي بريء بزيادة هيا تبتسم وهي تبتعد خطوة للوراء: يعني لازم أقول لك على بلاطة أنك خلاص بتصير بابا.. تعبت ألمح وأنت ما فهمت مشعل بهت.. بهت تماما والكلمات تخرج متقطعة من بين شفتيه والفرحة تخترقه حتى أقصى وريد وشريان ونفس: أنـ ـا.. أنــ تــ ـي.. أنــ ــا بــ ـابــ ــا ثم انسابت الكلمات كالشلال من بين شفتيه وهو يمسك عضديها ويهزها بفرح عميق: تكلمين جد.. والله.. والله؟؟؟ أنتي حامل.. حامل.. أنا بأصير أب يعني؟؟ جد؟؟ جد؟؟ هيا تبتسم من فرحته العميقة: ليه المواضيع هذي فيها مزح مشعل بسعادة: خلاص ترجعين مع موضي وراكان للدوحة.. تعبت عليش حمل ودراسة هيا برفض قاطع: ولا تحاول ولا تفكر.. طلعنا من الدوحة سوا.. نرجع لها سوا وبعدين حبيبي خلاص كل اللي باقي لي كم شهر.. خلني أخلصهم قبل أولد وأنشغل بالبيبي مشعل بتردد: والله تعب عليش يا قلبي هيا تضع رأسها على صدره: التعب الصحيح أنه أول حمل لي يمر وأنت بعيد عني أبيك معي كل يوم بيومه.. وأنا رحت للدكتورة وطمنتي.. وعطتني إبرة مثبت وحبوب.. يعني مستعدة لروحة واشنطن تمام التمام إن شاء الله *********************** شقة آل مشعل مشعل يعود لموضي الجالسة في الصالة وابتسامة شاسعة ترتسم على وجهه موضي تبتسم لابتسامته وهي تهمس: مكتوب على وجهك بابا خايب مشعل يجلس جوارها وهو يهمس بسعادة حقيقية: أنا بأصير أحسن أب.. خله ياتي بس موضي تضحك: أشهد أن الولد خرب من الدلع مشعل بابتسامة: وانتي وش عليش.. خليه يتدلع موضي بسعادة: فديت قلبه الولد اللي أنا عمته.. مبروك يا مشعل مبروك فديتك مشعل يدخل مباشرة فيما يريد قوله: وأنتي متى بنقول لش مبروك؟؟ موضي انتفضت بعنف: تو الناس مشعل بحزم رقيق: لا مهوب تو الناس.. اسمعيني يا موضي عدل ماحد بجابرش على شيء ما تبينه.. بس اسمعي كلامي للآخر راكان يقول انه يبي يسوي عشاء وتجين لبيته على طول عقب ما ترجعون الدوحة موضي وقفت بشكل مفاجئ.. وهي تقول برعب: وشو؟؟ مشعل أمسك كفها بحنان وهو يشدها ليجلسها جواره ويكمل: اسمعيني.. انتي الحين سافرتي مع راكان وصار لكم تقريبا أسبوع مع بعض إذا رجعتي للدوحة ورجعتي بيت هلي.. وش تبين الناس يقولون؟؟ موضي بانفعال: مشعل ما اتفقنا على كذا مشعل بقلق: موضي أنتي ما تبين راكان؟؟ موضي بوغتت: لا مهوب كذا.. بس......... مشعل يقاطعها: دام إنش تبينه..موعد العرس شيء شكلي ماله معنى والله يا موضي مهيب زينة تسافرين معه وعقبه تبين ترجعين بيت هلي أدري إني أنا السبب.. بس خلاص المنطق يقول إنش ترجعين لبيت راكان موضي بتساءل مفاجئ وحذر: هذا كلامك أو كلام راكان؟؟ مشعل بتلقائية: راكان قال لي.. وأنا وافقته على طول.. لأن الفكرة نفسها كانت تدور ببالي بس ماقدرت أقولها له موضي بسكون وهي تجد نفسها مجبرة منطقيا على الموافقة: خلاص مشعل مثل ما تبون مشعل يبتسم: خلاص أنا باتصل في الدوحة يسوون العشاء بكرة في الليل عشان يلحقون يعزمون... معارف راكان واجد موضي برعب: وليش مستعجل كذا؟؟ مشعل بهدوء: دامك فيها وش أنت تتنيها طيارتكم بكرة الفجر.. قبل الظهر انتو واصلين الدوحة.. ترتاحون .. وعشاكم في الليل ************************ اليوم التالي فجرا طائرة راكان وموضي اقلعت وبعدها بساعات طائرة مشعل وهيا وهاهما راكان وموضي يجلسان متجاورين كل منهما غارق في تفكيره الخاص ويشعر بضيق خاص وتوجس عميق لحياتهما التي ستبدأ فعليا مع بعضهما الليلة كلاهما صامت ومعتصم بمقعده الذي يشكل حدود مملكة وجوده الخاص به والتي يوشك الآخر على اقتحامها بعد صمت استمر لساعات همس راكان بهدوء: موضي موضي انتفضت بعنف: لبيه راكان بثبات واثق: لبيتي في مكة..عطيني رقم حسابش.. أبي أحط مهرش فيه أول ما نوصل الدوحة موضي بحرج: راكان.. مافيه داعي وش باشتري يعني؟؟ وأنا أساسا عندي فلوس راكان بحزم: فلوسش لش.. وهذا مهرش وحقش.. خلاص بأخلي مشعل يأخذه من أم محمد دامش مستحية تقولينه صمتت موضي بخجل راكان تنهد ثم همس: اسمعيني عندي شور.. وأنتي بكيفش موضي بحرج: آمرني.. ولا تشاور راكان بذات هدوءه المعهود: أيش رايش نسافر الليلة عقب العشاء على طول؟؟ موضي باستغراب: نسافر مرة ثانية.. حجزت لمكان يعني؟؟ راكان يشرح لها : لا بنسافر على السيارة.. نروح دبي مثلا وإلا أبوظبي أسبوع ونرجع موضي بارتباك: وليش السفر في هالوقت بالذات؟؟ راكان بابتسامة: بصراحة أنا لحد الحين ماني بفاهم أشلون زواجنا بيكون وأنتي عارفة إنه بنسكن مع هلي.. ما أبي يبين شيء قدامهم يضايقش حاب أنه احنا نحط إطار لحياتنا مع بعض ونتفاهم عليه قبل نرجع لهم وخصوصا أنه أنا حتى غرفتي ما جهزت.. أبي أخليهم يفتحون غرفتي على غرفة ناصر القديمة ويرتبونها ويأثثونها من جديد لين نرجع موضي تهز رأسها بتوتر: مثل ما تبي راكان موضي تشعر بضيق عميق.. ولكنها من أدخلت نفسها في هذه الدوامة من البداية.. وماعادت تستطيع التراجع مجبرة أن تعيش حياة مجهولة تنتظرها مع راكان.. حين طلبت من راكان أن يتزوجها.. لم تفكر أن هذا الأمر هو زواج فعلا قد تطول مدته لسنوات.. فكرت فيما سيحدث لحظتها.. خانتها كل منطقيتها لرسم تراتبية حقيقية للأحداث المتوقعة.. ستصبح زوجته فعليا غدا في إتفاق زواج صوري لا تعلم كم قد تطول مدته أو كيف ستتعامل مع راكان فعلا؟!! ********************* الدوحة الجو مشحون تماما لدى عائلة آل مشعل فخبر عودة راكان وموضي واحتفال العشاء أحدث فوضى ترتيب.. تحملت معظمها لطيفة كالعادة التي بدأت بالتجهيز بالعشاء والاستعجال في الحجز.. مشعل اتصل بها البارحة وأبلغها.. وزوجها مشعل أعطاها بطاقته المصرفية وطلب منها أن تصرف منها بكامل حريتها أنهت حجز العشاء والمضيفات والحلويات والضيافة وبدأت في توجيه الدعوة لقريباتهن أما ما أنهكها فهو أن تجد خبيرة تجميل توافق على حجز متأخر كهذا.. ولكنها وجدت في النهاية واليوم تريد أن تذهب لتشتري لموضي بعض الأغراض على عجل أهمها فستان لليلة.. وملابس وغيارات تكفيها لأسبوع أو اثنين على الأقل لذا قررت أن تخرج مبكرة وتأخذ معها مشاعل ومعالي وعلياء وعالية حتى يتفرقن ويستغللن الوقت في أن تشتري كل واحدة منهن أشياء معينة وصنعت لكل واحدة منهن قائمة محددة.. علياء وعالية الأحذية والحقائب معالي العطور والمكياج ومشاعل التايورات والملابس والجلابيات ولطيفة تتفرغ لاختيار الفستان واكسسوراته إضافة لملابس النوم والعبايات بينما عشاء الرجال تكفل به ناصر ومشعل كل شيء بدأ تجهيزه على عجالة وهاهما العريسان يصلان للدوحة.. ويتوجه كل منهما لبيت أهله حرا للمرة الأخيرة *************************** موضي وشقيقاتها في غرفتها بعد صلاة الظهر لطيفة كعادتها تدور كإعصار نشيط رقيق .. مهتمة بكل التفاصيل وهاهي تهتف باستعجال: يالله موضي أنا حاجزة لش كورس سريع في الصالون بعد ساعة يا الله ترجعين تأخذين شاور وتصلين المغرب.. بتكون الكوافيره اللي بتسوي لش الشعر والمكياج واصلة موضي بحرج: لطيفة وش ذا كله الله يهداش؟؟ مشاعل كانت من ردت وهي تبتسم: يأختي أنتي عروس.. لازم تعدلين موضي التفتت لمشاعل وهي تبتسم: وعروسنا حرم الأستاذ ناصر وش أخبارها؟؟ مشاعل صمتت بحرج وكانت لطيفة من أجابت بنبرة بها غضب: أختش الشيخة مشاعل.. صار لها أسبوع هنا عند أمي.. أول كانت مريضة.. والحين ما تبي ترجع مع أن المسكين كل شوي يتصل وكل يوم جاي يزورها موضي التفتت لمشاعل باستغراب: ميشو شاللي صاير بينش وبين ناصر؟؟ مشاعل بحرج: موضي الليلة ليلتش.. خليني أنا وناصر على جنب موضي بإصرار: لا مافيه.. قولي لي لطيفة بدورها همست بإصرار: حتى أنا أبي أعرف.. وأنتي أظني عارفة إنه مستحيل وحدة منا يطلع منها سر لش مشاعل تنهدت: والله العظيم ما أدري.. في بيته ما كان طايقني.. وهو اللي قال لي روحي مع أمش ولا ترجعين ومن يوم جيت هنا وهو متغير 180 درجة.. أو بالأصح رجع لشخصيته الطبيعية اللي قبل... واللي أنا ما عشتها معه الحين تصدقوني لو أقول لكم.. قاعدين نعيش حب جديد.. كل واحد يكتشف الثاني.. الغريب إني أنا قلت له إني مستحيل أرجع بيته عقب ما طردني منه وهو يقول لي أنا ما أبيش ترجعين أصلا وش آخرتها بيننا أنا ما أدري.. لطيفة بصدمة: أنتي ورجالش صاحين وإلا مجانين؟؟ تبين أقول لمشعل يكلمه؟؟ مشاعل برجاء جازع: لا لطيفة تكفين.. ما أبي حد يعرف باللي بيني وبين ناصر موضي باستغراب عميق: بس الوضع اللي انتو فيه وضع غير طبيعي مشاعل تريد انتهاء الحديث: كثير أزواج يعانون أوضاع غريبة ومشكلتي أنا وناصر حن بنحلها.. لا تشغلون بالكم فيني خلنا الحين في موضي ************************ بيت محمد بن مشعل قبل صلاة العصر أم مشعل متوترة للغاية مريم تبتسم وهي تحتضن كف والدتها: يمه وش فيش متوترة كذا؟؟ أم مشعل بتوتر: أخيش هذا جلطني يبي يفشلنا في موضي.. حتى مكانهم مارتبناه بعد مريم بحنان: يمه راكان بيسافر الليلة ومكانهم بنرتبه على راحتنا ويقول إنه بيقول لمشعل يغير الديكور كامل أم مشعل باستفسار: متى قال لش؟؟ مريم برقة: قبل شوي قبل يطلع يرتاح أم مشعل بارتياح: إيه كذا زين.. أنا ما ودي موضي تحس إنها أقل من غيرها مسكينة راحت معه عشان تعب مرت أخيها وعقبه انغصبت على ذا العجلة.. مريم بمحبة عميقة: إذا الغصيبة على راكان.. ياحظها اللي غصبت أم مشعل تبتسم: عشانه أخيش مريم بعمق: لا والله إنه يستاهل أبو محمد.. ومثله نادر.. جعل يومي قبل يومه أم مشعل بحنان: العمر الطويل لش في الطاعة.. وجعلني أشوف عيالش ودام حن في الطاري.. ترا مشعل كلمني البارحة يقول سعد يبي العرس نص شهر 5 إذا خلصتي دوامش.. وش رأيش؟؟ مريم صمتت بخجل وقلق عميق ينتابها.. وخوف أعمق يغتال مشاعرها من حياتها المقبلة مع سعد أم مشعل تبتسم: توكلنا على الله.. بأقول له مافيه مانع.. ********************** تركيا اسطنبول أوتيل جيلان انتركونتنتال القريب من ساحة التقسيم الشهيرة بعد صلاة العصر توقيت اسطنبول الصيفي ذات توقيت الدوحة ولكن الشمس تغرب في وقت متأخر بين الثامنة والثامنة والنصف مساء كانت العنود تلبس استعدادا للخروج بينما فارس الذي كان قد انتهى من ارتداء ملابسه يقف في الشرفة يتحدث في هاتفه حينما أنهى المكالمة عاد للعنود وعلى وجهه ابتسامة شاسعة كانت العنود ترتدي نقابها وهي تهمس له: الله يونسك بالعافية فارس بذات الابتسامة: ويونسش وإذا دريتي استانستي بعد العنود باستفسار: أدري عن ويش؟؟ فارس يبتسم: الليلة بيسوون عشاء لراكان وموضي.. وخلاص موضي بتصير من سكان بيت هلش العنود شهقت: وشو؟؟ وشو؟؟ الخونة... وبدون ما يسوون عرس..وبدون ما ينتظرونا حتى فارس يحتضن كتفها وهو يربت عليه: خلي الناس ينبسطون..هم مربوطين فينا؟!! العنود بضيق عميق: كان ودي أكون معهم.. هو راكان بيتزوج كل يوم فارس قبل رأسها وهمس لها بحنان: ياقلبي المهم التوفيق.. وهذا مجرد عشاء بسيط جاء بدون تخطيط والحين نكلم راكان ونبارك الله *************************** بعد المغرب بيت عبدالله بن مشعل الترتيب على أشده بين حديقة البيت حيث ترتب الطاولات والمقاعد وبين داخل البيت حيث يتأنقن الصبايا يرن هاتف مشاعل تبتسم موضي: لا تقولين إنه ناصر.. تهز مشاعل رأسها وهي تبتسم وتقوم لتكلمه وموضي تضحك: قولي له يثقل شوي.. هذي ثالث مرة يتصل خلال ذا الساعة والنص اللي قعدتيها معي مشاعل تبتعد لتذهب لغرفتها وتغلق عليها الباب: هلا ناصر ناصر بمرح: هلا بعيون ناصر وقلبه كحت مشاعل بحرج لأول مرة يتغزل بها بشكل صريح هكذا.. ثم صمتت ناصر بنفس النبرة المرحة: أحلى كحة سمعتها في حياتي.. وعقب الكحة ياقلبي؟؟ مشاعل بحرج أكبر: ناصر الله يهداك وش فيك؟؟ ناصر بابتسامة: الحين اللي يقول لمرته كلام حلو.. يكون فيه شي؟؟ مشاعل تبتسم: أنت متصل وأنت عارف إني مشغولة عشان تقول لي كلام حلو؟!! ناصر برجاء لطيف: لا عشان أطلب طلب من حبيبي الحلو مشاعل بحذر: أي طلب؟؟ ناصر بمناشدة عذبة: أبي أشوفش عقب العشاء.. باشوف شكلش مشاعل بحزن رقيق: تبي تشوفني بلبس المهرجين وأنا مصبغة وجهي بعشرين ألف لون؟؟!! ناصر شعر بلوعة ومرارة عميقتين: آسف ياقلبي.. والله آسف.. أنتي لازم تطلعين كل موقف بايخ سويته معش من عيني مشاعل شعرت بحرج من أريحيته ولطفه: ما أقصد ناصر آسفة ناصر عاد للابتسام: يا كثر ما نتعذر من بعض.. ترا ماحنا في مدرسة ثم أكمل: ها أشوفش؟؟ مشاعل بخجل: ما أدري السالفة محرجة.. والوقت بيكون متاخر ناصر يستعد لانتهاء المكالمة: أنا بأسكر فيه عمال جايين للترتيب وأنتي شوفي لي حل.. لو ماشفتش الليلة بيصير لي شيء أهون عليش يعني؟؟!! ************************* بعد صلاة العشاء مجلس آل مشعل هاهو راكان يجرب البشت الأسود كمظهر عريس دون إحساس فعلي بمشاعر العريس لا ينكر أن هناك شعور بسعادة ما وهو يرى الكثير من أصدقائه ومعارفه الذين ملئوا المجلس الضخم عن آخره ولكن هناك شيء يرفض التحرك داخل قلبه تنهد بعمق.. (كيف يتحرك الأموات؟!!) بعد العشاء ومغادرة الكثير من الضيوف كان مشعل شقيقه يجلس جواره همس له راكان بهدوء: أبي منك خدمة يابو محمد مشعل بهدوء: آمر يابو محمد اس 2 راكان بذات الثبات: أبيك تفتح غرفتي على غرفة ناصر وتعيد ديكورها وترتيبها وفرشها خلال أقل من أسبوع تقدر؟؟ مشعل يبتسم: أفا عليك يا أخيك.. لو تبي خلصتها في 3 أيام ثم أردف: بس منت بشايف إنك مستعجل على سالفة السفر انتظروا لبكرة راكان بهدوء: لا مستعجل ولا شيء.. بنسافر نغير جو لين تخلص غرفتي أنا حتى الحجز للأوتيل خلصته اليوم العصر *********************** على الجبهة الأخرى جبهة العروس المتوترة كانت موضي متألقة جدا في فستان ذهبي ضيق.. ليس فستان عروس لكنه يوحي بأجواء العروس اختارته لطيفة لأنها تعلم أن موضي يستحيل أن تلبس فستان عروس لكنها في ذات الوقت أرادت إشعار راكان حين يراها أنها عروس فعلا لطيفة ومشاعل أنهيتا ترتيب حقيبتها وأغراضها لأنهما علمتا أنهما سيسافران فورا بعد العشاء ولكن مالم تتوقعاه أن راكان رفض أن يدخل ليرى موضي ويجلس معها بحجة أنه مستعجل الأمر الذي أراح موضي على عكس توقع شقيقتيها وضيقهما فراكان وموضي كلاهما متوتران من مظهرهما أمام الجمهور الذي سيشاهد مسرحيتهما التي بدءآ بتمثيلها.. وفي حدود الساعة الحادية عشرة كان راكان يقف بسيارته خارجا وموضي خلعت فستانها لترتدي طقما خفيفا وتمسح مكياجها على عجل.. فمكياجها الصارخ لا ينفع للمرور عبر الحدود ولكن الوقت لم يسعفها لفك تسريحة شعرها لبست عباءتها وخرجت له لتجد والدها وسلطان معه باركا لها بعمق وهما يسلمان عليها والدها احتضنها وهمس في أذنها بعمق: حلفتش بالله عز وجل إنش ماتدسين علي لو ضايقش راكان في يوم مثل ما دسيتي علي اللي حمد كان يسويه فيش.. ترا لحد الحين السالفة موجعتني يا أبيش ووالله ما أسامحش لو دسيتي علي مرة ثانية موضي همست في أذنه بتأثر عميق: جعلني ما أبكيك.. أنا متأكدة إنه راكان عمره مايضايقني بشيء ثم ألتفت لراكان الذي كان واقفا بكامل أناقته وهيبته وقال له بحزم أبوي: وصاتك موضي ياراكان.. موضي ما توجع كبد حد طالبك ما توجعها يوم راكان برجولة خالصة: موضي في عيوني وفوق رأسي.. ازهلها إنها ما تضام عندي وربي شاهد علي موضي تشعر أن كل هذا كثير عليها وهي عاجزة عن مجرد رفع عينيها للنظر لراكان راكان همس لها : يالله موضي اركبي سلطان فتح لها الباب الأمامي وهي وقفت لتحتضنه بشدة ثم تجلس بجوار راكان وتوتر عميق بعمق الموقف الذي تعيشه يغتالها ويبعثر مشاعرها وسيارة راكان تنطلق بهما #أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كامله بدون ردود الجمعة يناير 27, 2012 7:46 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح العمق الإنساني اللامتناهي.. صباح راكان وموضي وجزءهما الخاص بهما قبل الجزء ثرثرة صغيرة أمي فديتها.. الله يخلي لكم أمهاتكم ويطول في أعمارهم ويرحم من ارتحلت منهم رحمة واسعة ويسكنها فسيح جناته حبست أخواني هالصيفية.. المساكين ماراحوا مكان ولا طلعوا من الدوحة والسبب أنا لأنه أمي تخاف تسافر مكان وأنا أتعب أو أولد وهي موب موجودة حتى الشاليهات مارضت تروح.. تخاف تطلع برا الدوحة وتخليني فديت روحها ياناس الحين السموحة منكم يا نبضات قلبي..والله إني خجلانة منكم بس غصبا عني أنا بأروح معهم الشاليهات.. عشان أمي ترتاح أخواني وخواتي يكسرون الخاطر باقي يسوون فيلم هندي ويمطرون دموع من الزهق فارتاحوا انتو مني.. وموعدنا الجاي إن شاء الله مساء يوم الأربعاء الساعة 10 مساء على خير لأنه رجعتنا بتكون الأربعاء إن شاء الله وبأعوضكم إن شاء الله ببارت طويل والغوالي اللي يشتكون من موعد البارت.. لما أرجع نتفاهم إن شاء الله . . ويا الله استلموا بارت راكان وموضي أتمنى يعجبكم وترا خصوصية بارتهم مستمرة لين البارت الجاي على خير وأشوفكم على خير... وبتوحشوني كثير والله العظيم . البارت81 . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . .
لأن هذا الجزء خاص وعميق وقريب من قلبي فهو من طالبني أن يكون هدية لصديقات خاصات.. عميقات.. وقريبات من قلبي أربع صديقات من أيام بعد الغياب حتى أسى الهجران ومابعدها إن شاء الله كن من أوائل من ساندني.. ومازلن يغمرنني بعبق صداقتهن ومساندتهن واختلافهن لا أعلم أن كن هذه الأيام مستمرات بالقراءة اليومية أو أن مشاغل الصيف والسفر أخذتهن في دواماتها في هذا الإهداء أرسل لهن تحية حيث حلت ركابهن وأقول لهن: في أعمق نقطة في القلب أنتن إلى الصديقات الأروع والنابضات بين جوانحي وجه الصباح.. بوسي.. شبيهة القمر.. ميثان أهدي هذا الجزء وكذلك أهديهن تكملته في الجزء القادم إن شاء الله . . أسى الهجران/ الجزء الحادي والثمانون سيارة راكان التي تخرج من الدوحة متجهة لطريق سلوى استحكم الصمت بين الطرفين منذ انطلاق السيارة ومشاعر غامضة عميقة يحوطها ستار حديدي من احترام وتبجيل تكبل راكبي السيارة تجاه بعضهما السيارة تنطلق في عتمة الليل وظلامه ليبدآن سويا حياة تبدو معتمة غير معروفة التفاصيل كلا الطرفين إنسان رائع مفعم بالإنسانية بكل معناها الحقيقي نذر نفسه لسواه.. ولم يعش يوما لنفسه بددا سعادتهما من أجل سعادة الآخرين كان اهتمامهما بنفسيهما في ذيل أولويات كل منهما كل شيء كان يأتي أولا ليأتي راكان وموضي في آخر القائمة قلة من البشر من تعرف هذا النوع من الإيثار النادر الذي يستجلب إلى عمق الروح نوعا مختلفا من السعادة مقرون بعمق إنساني متجذر في الحنايا { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} راكان ضحى بحبه وسعادته ليكفل أيتاما ويحفظ سمعة والدتهم وموضي ضحت بسعادتها لتحفظ تماسك عائلتها وتحافظ على مشاعر عمتها وخالها وشفقة بحمد المريض الذي رجت أن صبرها عليه سيدفعه يوما للعلاج وهاهما المثقلان بالأسى الدنيوي والعظمة الإنسانية ينطلقان ليبدآن حياتهما سويا حياة مجهولة لا يعرفان حتى كيف سيكون شكلهما وتعاملهما في إطار هذا الزواج الصوري أمام أعين أهلهما كلاهما يحمل للآخر مشاعر احترام عميق.. ومشاعر ود دافئة هي أقرب للود الأخوي ولكن هل تكفي هذه المشاعر الرسمية لاستمرار حياتهما معا؟!!! قد يكون الاحترام أحيانا أقوى من الحب وعشرات من الزواجات الناجحة قامت على احترام متبادل قد يخلو من الحب كما يُفهم بمعناه المشتعل بالشوق والولع السكينة.. الرحمة.. الود.. التقدير.. الاحتياج... مصطلحات قد تفي بمتطلبات حياة زوجية ناجحة ولكن هل هذه المصطلحات تكفي راكان وموضي وقلبيهما المشبعين بالأسى؟!! ظل الصمت شعار الزوجين الجديدين طوال المئة كيلومتر الأولى الفاصلة بين الدوحة ومنفذ (أبو سمرة) الحدودي كلاهما غارق في أفكاره الخاصة نقاشات بسيطة في المركزين الحدودين ثم حينما تجاوزا سلوى لأول طريق الإمارات همست موضي بخجل: راكان أقدر أشيل نقابي وشيلتي .. أبي أفك شعري الساعة الحين وحدة الليل والطريق مغدر وماحد يشوفني ورأسي يوجعني من الشباصات اللي فيه شعور ما.. شعور غامض انتاب راكان هل يرى وجهها أخيرا؟؟ لا ينكر أنه في لندن تمنى أمنيات غير مفهومة أن يفاجئها يوما بدون نقاب ليرى كيف أصبح وجهها الذي لم يرَ تقاطيعه منذ كانت في الخامسة عشرة وفي ذات الوقت شعر بالتوجس الغريب وهو يتمنى ألا يراه فمهما يكن.. فذاك الوجه الفتي كان الوجه الوحيد الذي سكن أحلامه مازال كل تفصيل من تفاصيل تلك الصبية المراهقة محفورا في أعماقه فتلك الصبية هي كل مابقي له من أحلام صبا اندثر.. وتمنيات عاشق عشق ولم يطل لأن موضي الصبية كانت له.. ولكن موضي المرأة لم تكن له وإن كان انتزع موضي زوجة حمد من قلبه فذكرى موضي المراهقة بقيت تسكن ديوان شعر مغبر اصفرت أوراقه ولكن أيام لندن مرت دون أن يراها وتمنياته وتوجسه.. أمنياته وأمنياته المضادة.. تؤجل حتى اليوم همس لها راكان بهدوء عميق لا يكشف مايدور بتفكيره: براحتش موضي بدأت بفك شيلتها ونقابها راكان شعر أن حركتها ألهته عن الطريق وهو يسترق النظرات لحركات أناملها التي تتحرك بتوتر وخجل.. ورشاقة ناعمة فكت نقابها وطوته بجوارها ثم أنزلت شيلتها على كتفيها وهي تفك شعرها الذي ألمتها المشابك فيه.. فهو كان مرفوعا في شنيون غير معقد للخلف في لفات ناعمة دون تشابك انهت مهمتها وهي تنثر شعرها على كتفيها بعفوية وتدلك فروة رأسها راكان كان عاجزا رؤيتها بشكل واضح بسبب عتمة الطريق ولكنه لاحظ بوضوح انثيال شعرها الكثيف على كتفيها شعر بألم غير مفهوم وكأن كل هذا كثير.. كثير عليه همس لها بهدوء: موضي لفي شعرش وألبسي شيلتش كره أن عينا ما خائنة متطفلة قد تلمح شبح شعرها يغفو على كتفيها ليس شعورا خاصا بقدر ما هو إحساس بالتملك ربما!!! موضي شعرت بالحرج وهي تجمع شعرها وتدخله تحت شيلتها وتلف شيلتها حول وجهها الذي مازال لم يرَ تفاصيله بعد شعر بحرجها ..فحاول تغيير الجو المشحون حولهما سألها بمودة: تسمعين شيلات؟؟ (الشيلة: قصيدة تُجر بالصوت فقط دون أي نوع من الموسيقى) ابتسمت: أكيد أدخل قرصه المرن الـ cd المفضل كانت شيلة (الله يسامحني) لتركي الميزاني بصوته العذب تتعالى بشجن عال كان راكان يبحر في عالمه الخاص وهو يردد القصيدة مع الميزاني بصوت خافت وهو لا يعلم لماذا اختار هذه القصيدة الموجعة الرائعة بالذات همست موضي بعذوبة تلقائية: تعرف تشيل؟؟ فأجابها بتلقائية مشابهة: أعرف موضي بخجل: أنا أمزح اعتقدت أنه يسخر من سؤالها فهي لم تسمع مطلقا أن راكان يعرف لجر القصائد ولا تتخيل أن راكان بمكانته ورزانته قد يجر القصائد أمام أحد راكان أجابها بإبتسامة: وأنا أتكلم جد موضي هزت كتفيها بتعجب: عمري ماسمعت إنك تجر قصايد أو تشيل ابتسم راكان: أخيش مشعل هو جمهوري الوحيد ماعمري جريت قدام أحد.. ولا أحد يعرف زين شكلي والشيبان يقولون: ياراكان جر لنا شيلة.. وأنا قاعد في المجلس وسط الرياجيل!!! لا والله ولا عمرها بتصير إن شاء الله شعرت موضي بشجن عميق أنه يأتمنها بهذه السرعة على سر لا يعرفه حتى أشقائه وراكان لا يعرف ما الذي دفعه لاخبارها بشيء لا يعرفه أحد عنه ولكن في أعماقه كان يحضر خاطر يقول: إذا كانت حفظت سر زواجي الذي لا أعلم حتى الآن كيف علمت فيه فهي لكل أسراري أحفظ موضي ابتسمت: فعلا ما أتخيل شكلك تجر وسط المجلس بهيبتك اللي تخوف راكان بعمق: تشوفيني أخوف يا موضي؟؟ انتفضت موضي للسؤال المباغت ولكنها أجابت برقة: هيبتك تجبر على إلتزام الحدود وأجمل أنواع الخوف اللي يكون مصدره الاحترام مهوب التخويف ابتسم راكان: حكيمة يعني؟؟ ابتسمت موضي: بس ما أدعي كان راكان يحاول لسبب يجهله اصطياد شيئا من ملامحها فلا يفلح خيال انحناء أنفها.. حركة شفتيها هو كل ما استطاع أن يلمحه في خضم من الضبابية حاول التلهي عن تفكيره هذا وهو يعود للابتسام ويهمس: وصاحب الهيبة والاحترام يقول تحبين تسمعين نفس الشلة بصوته؟!! شعرت موضي بألم حاد ورائع وهو يحاول إدخالها في حدوده التي هي تهابها وتوجس أكبر لما بعد دخول هذه الحدود فهذا الرجل تحمل له من الاحترام الكثير.. الكثير ورحلتهما إلى لندن عرّفتها عليه عن قرب.. كل مافيه يدفع لسيل كاسح من الاحترام والتقدير تفكيره.. كلامه.. تصرفاته... وحتى صمته!!! أجابته بخجل: براحتك بدأ راكان بجر قصيدة (الله يسامحني) بطريقته الخاصة.. وبعمق صوته الممتلئ بعبق الرجولة.. والمؤلم حقا هو مضمون القصيدة ذاتها: الله ولا الهاجس اللي ما يريحني اسهر عيوني وعناني وعنيته أحاول أخفيه مير الحزن يفضحني متمركز(ن) بالحشا كن الحشا بيته ياللي تعاتب غموضي لا توضحني ما باقي في الخفوق إلاَّ تناهيته أصافح الهم قبل إنه يصافحني وأحب خشمه وأردد في الخفا ليته ليته قبل لا تزل خطاي ينصحني وإلا يريّح خفوقي من عفاريته والغالي اللي عليه الشوق ذابحني أقفى به الوقت ما جاني ولا جيته يا سيد الغيد قبل أقول لك بحني بخبرك عن كلام (ن) عنك خفيته تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟ اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته وهذا هو اللي معذبني وجارحني أقول ابنساه وأنا ما تناسيته موضي أبحرت مع صوته في عالم آخر.. آخر.. عنفوان صوته وجبروته ورجولته وحنانه لصوته فضاءات من شجن شاسع.. وآفاق من وجع مستشرٍ ومساحات من رجولة رحبة وامتدادات من جبروت حنون لا يشبه أحدا سواه... انتهى راكان من الشيلة وموضي صامتة ابتسم: شكله الجمهور غير راضي وبننحذف بالطماط موضي انتفضت بعنف لأنه أخرجها من صومعة إحساسها الخيالي بصوته.. وإحساسها الأعمق بما هو خلف الصوت.. مضمون القصيدة وإيحاءات صوته بتغير المعاني.. ولكنها ابتسمت وهي تهمس بصدق شفاف: والله الجمهور مبهور ووده يصفق ويرميك بالورد ثم أردفت وهي تسأل بحرج عما شعرت أنه يرشح من خلف الصوت: لو سألتك سؤال خاص ما تزعل مني؟؟ راكان بهدوء راقٍ: إسألي.. ولا عمرش يوم تستأذنين يا موضي قبل السؤال موضي بعمق: أنت حبيت قبل يا راكان؟؟ راكان بوغت تماما.. المباغتة قلبت كيانه!! تنفس بعمق ثم همس ويداه مثبتتان على المقود: وأيش اللي خلاش تسألين؟؟ موضي بحرج: شيلتك للقصيدة كنت حاسة إنك قاصد كل حرف فيها خصوصا البيت اللي يقول: تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟ اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته حسيت إنه طالع من قلبك جد.. وفيه رنة حزن توجع راكان صمت كان مبهوتا..مصعوقا.. للمرة الأولى يكون مرتبكا (مازلنا في الساعات الأولى من زواجنا الفعلي وبدأت بدك حصون كل أسراري الدفينة) كيف علمت أنه شعر فعلا أن أكبر ذنوبه هو تركها لحمد وكيف شعر بعظم هذا الذنب حين علم بضرب حمد لها مازال يتذكر حين جلس على حاجز الكورنيش الحجري ذلك اليوم يمزقه ألمه عليها وهو يرجوها أن تسامحه.. لأنه كان سببا لمأساتها حين تركها لحمد الذي لم يحترم جسد حبيبته السابقة وروحها فمزقهما ضربا وإهانة كثيرا ما سُئل راكان هذا السؤال.. (هل أحببت أو تحب؟؟) كرد فعل على رفضه القاطع للزواج وأكثر من كان يسأله مشعل ومشعل ولكنه كان يرفض أن يجيب .. ولكن مع سؤال موضي له وجد نفسه يهمس كأنه يحادث نفسه: حبيت ولا طلت.. راحت حبيبتي علي موضي شعرت بألم غريب..غريب وعميق لم يكن ألم غيرة ولكنه ألم مساندة.. أن هذا الرجل العظيم المتفاني حين أحب لم يستطع أن يسعد بحبه همست موضي بابتسامة رقيقة: أكيد إنها الخسرانة راكان يهز كتفيه: ويمكن أنا الخسران موضي بعمق: مستحيل.. أي مره خسرتك وخسرت حبك أكيد هي الخسرانة صمت راكان بدا له الموقف أكبر من كل الكلمات.. نعم قد يكون الحب انتهى من قلبه.. ولكنه كان حبا كبيرا بقيت له ذكرى عظيمة مازالت تتغلغل في ثنايا الروح.. وللذكريات سحر لا ينفذ.. وحضور لا ينتهي قد تتلاشى الأجساد وحتى الأرواح.. وتبقى الذكرى باقية في كل الأمكنة المشبعة بما يستحضرها كانت موضي من همست: وباقي لها في قلبك مشاعر؟؟ راكان بصدق: باقي لها الذكرى الحلوة وبس بعدها الحب كله اندفن ولا عاد له قيمة موضي بتلقائية هزت راكان بعنف: ياحظها اللي قدرت على قلبك حتى لو مابقى لها إلا مجرد الذكرى كفاية إنها ذكرى في قلب راكان وبداخلها كانت تردد: (أي أنثى تلك التي استطالت إلى هامتك الرفيعة؟!! أي أنثى تلك التي أسعدتها الأقدار بانتزاع قلبك؟!! أي أنثى هذه التي استطاعت أن تروض مشاعرك لتمتلكها؟!! حتى وإن كان لم يبقَ لها إلا الذكرى فتكفيها هذه الذكرى يكفيها فخرا أن تكون حب راكان الوحيد ليتني أستطيع أن أتجرأ أن أساله عنها أتمنى أن أراها أتعرف عليها أشبع عيني نظرا إلى هذه الأنثى الاستثنائية التي استطاعت تطويع قلب هذا الرجل الاستثنائي) ابتسم راكان رغم تأثره العميق: ما تشوفين إنش معطيتني أكبر من حجمي؟؟ ابتسمت موضي: وماتشوف إنك متواضع زيادة عن اللزوم؟؟ راكان يتجه بالحديث لمنحنٍ أكثر خطورة: تحبين تسمعين وحدة من قصايدي فيها؟؟ "هل تعبث بالنار يا راكان؟!! إلى أين ستقودك مغامرتك الخطيرة هذه؟!!!" موضي ابتسمت: وحدة؟؟ ليه أنت كم وحدة كاتب لها؟؟ راكان بابتسامة شاسعة وهو يتكلم معها بإريحية: كاتب لها ديوان كامل موضي بهمس: ياحظها..شكلها أكثر نساء العالم حظ...سمعني وحدة على ذوقك راكان بدأ بجر قصيدة من قصائده فيها ولكنه اختار قصيدة بدون ذكر اسمها فيها لأن كثيرا من قصائده الأخرى اسم موضي منصوص فيها كان شيئا غريبا وإحساسا أغرب أن يلقي قصيدة أمام ملهمته في القصيدة.. أن تسمع القصيدة من كُتبت فيها.. دون أن تعلم أنها المقصودة وحتى وإن كان كلاهما ..المعشوقة والقصيدة.. مابقي منهما إلا الذكرى موضي كانت مذهولة تماما توقعت حين قال لها أنه يقول الشعر.. أن يكون شعرا بسيطا للتعبير عن مشاعر وقتية ولكنها صُدمت أنه كان شاعرا ومجيدا.. وشعره مشبع بأحاسيس عميقة شعرت أن قصيدته تصب في عمق نقطة مجهولة من قلبها المنحور وجعا همست موضي بعد أن انتهى تحليقها مع القصيدة: كنت تحبها ذا الحب كله؟؟ راكان بهدوء: هذا أنتي قلتيها.. كنت كنت أحبها (كنت تحبها؟؟!! كنت!! كم هي موجعة هذه الكلمة لِـمَ مثلك يحب ولا ينال حبه؟!! ومثلي لا يعرف للحب لونا أو نكهة؟!!) موضي باستغراب: تدري أول مرة أدري إنك تكتب شعر لا وبذا المستوى العالي يظهر إن الليلة ليلة المفاجآت.. وأنت رجل المواهب المتعددة راكان بهمس هادئ: قلة اللي يدرون إن أكتب شعر موضي بابتسامة: يعني أفتخر إني وحدة من ذا القلة راكان بنبرة خاصة: انتي كنتي من أقل القلة اللي عرفوا بأمر أخطر.. زواجي من مرت محمد موضي صمتت وراكان يستكمل حديثه: يا ترى أقدر أعرف أشلون عرفتي ولو مابغيتي تقولين براحتش موضي هزت كتفيها وابتسمت: عادي وليش ما أقول لك أنا شلت السر هذا وحفظته فوق سبع سنين.. راكان باستغراب: يعني من أول ما تزوجت موضي بتأثر بالغ: وما تتخيل أشلون كنت خايفة عليك إنه حد يدري كنت أعرف إنه أهلنا مستحيل يتفهمون تصرفك .. وخفت إن قصة عمي سلطان ترجع تكرر معك... ويا الله اللي سويته خلاك تكبر في عيني أكثر مع أنك طول عمرك كبير بس معرفتي للموضوع خلتني أحس إن عظمتك وشهامتك مالهم حد حسيت إني فخورة فيك فعلا.. وأفتخر أنه في عروقنا يمشي نفس الدم شعر راكان بألم عميق.. عميق.. لا حدود لتجذره في روحه هو أبى أن يخدعها بإخفاءه خبر زواجه عنها لذا تركها تذهب لحمد بينما هي كانت تعرف بخبر زواجه فعلا أي ظلم فادح ظلمه لنفسه وظلمه لها؟!! وتأثر بعمق أنها فكرت فيه هذا التفكير المشبع اهتماما ومؤازرة.. و شاركته في خوفه الأعظم.. أن تتكرر مأساة عمه سلطان معه (أي قلب شاسع تحملين؟!! وأي حاسة مرهفة تتمتعين بها؟! الإنسانية في حضورك محض شبح باهت كيف تظهر أمام رهان عظيم للإنسانية تمثلينه؟!! هأنا أكتشفك كأنسان أفتخر بمعرفتي له بعد أن فقدت اهتمامي بكل عالم الإناث بعد أن فقدتكِ أنتِ كأنثى) خطر لراكان خاطر ما.. خاطر ماعاد له معنى.. ولكن هي حاجة في النفس همس لها: موضي لو كنت خطبتش وقتها وأنتي عارفة إني متزوج كنتي توافقين علي؟؟ موضي شعرت أن صاعقة نارية شطرتها نصفين ولكنها ردت بثقة: اللي تردك تكون مجنونة راكان بهدوء: أنا ماسألت بشكل عام ..أنا أسألش أنت موضي بحزن عميق: أنت وقتها مثل ما أنت الحين.. شيء فوق أحلامي لكن وقتها وبصراحة.. لا طبعا كان مستحيل أرفضك مالي وجه أصلا أرفض.. مين يجيها راكان وترفض لكن لو كان الأمر بيدي.. أنقي لك أحسن بنت في الدوحة راكان شعر أن الحزن بقلبه يتجذر يتجذر ويتجذر.. يشعر أنه أضاع أجمل أحلامه وبدد سعادته دون سبب فعلي فهي كان لديها استعداد أن توافق عليه مع معرفتها بزواجه بل كانت فخورة به وترى في زواجه عظمة وشهامة ولكن ماعاد للندم معنى فما مضى مضى.. وهذا هو ما كتبه الله له همس لها بهدوء: موضي للمرة الأخيرة أسمح لش تقللين من نفسش قدامي وأظني إني قلت لش قبل سالفة أتزوج أو ما أتزوج ما أبيش تفتحينها موضي بألم: والله راكان حرام تضيع شبابك هدر خل نشوف لك وحدة تستاهلك راكان بنبرة غضب: موضي لا تخليني أعصب أنا نادرا جدا جدا ما أعصب لكن ينطبق علي احذر الحليم إذا غضب الله لا يوريش زعلي.. بتمنين عمرش ما شفتيه موضي بارتباك: ما أقصد راكان راكان يعود لهدوءه: خلاص خليني من موضوع الزواج الثالث ونرجع للأول أشلون عرفتي؟؟ مضي كانت على وشك إخباره بالحكاية ولكنها رأت شيئا أمامها فصرخت: أرانب راكان باستغراب: وشو؟؟ موضي بجذل حماسي: شفت أرانب على الشارع.. تبي توقف؟؟ راكان بحماس: نتنور؟؟ تعرفين؟؟ موضي بحماس مشابه: أفا عليك.. أنا اللي أعرف (التنور: الصيد بالإضاءة) راكان لف سيارته ودخل بها إلى المنطقة الصحراوية الموزاية للشارع حيث رأت موضي الأرانب تفر الصيد من الهوايات التي تنغرس بعمق في روح هاويها وكثير من الصيادين قد يصطاد ويعاود إطلاق ما اصطاده لأن هدفه ليس تجميع الفرائس ولكن الاستمتاع بالمطاردة المركزة وهذا ماخطر ببال راكان يتسليان قليلا بمطاردة الأرانب.. ولو اصطاد شيئا سيعاود إطلاقه وفي هذا تشارك عميق لهما في هوايته التي يحبها راكان أوقف السيارة ووجه إنارتها للجحور ونزل موضي نزلت خلفه ولكنها قبل أن تصل إليه سمعته يقول بهدوء ساكن وأمر حاد: موضي ارجعي السيارة وسكري على روحش وإياني وإياش تنزلين لو مهما صار لي نظرت ناحيته برعب متوحش واستغراب عميق فالمنطقة هذه قد تكثر بها الثعالب ولكن ليس الذئاب.. ليس الذئاب... فمن أين أتى هذا الذئب الضخم المخيف الذي كان لعابه يسيل بشكل مرعب وهو يستعد لغرس أنيابه في جسد راكان الأعزل من كل سلاح؟؟!! #أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كامله بدون ردود الجمعة يناير 27, 2012 8:10 am | |
| ]color=violet]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحشتوني.. وحشتوني.. وحشتوني عساكم ما تفقدون غالي.. والله أني فقدتكم ولكم وحشة مالها حد الله لا يحرمني منكم ولا من غلاكم على قلبي . .
اليوم يا بنات أنا مبسوطة فوق ما تتصورون لأنه فيه بنات يقولون بدوا يصلون القيام من تأثرهم بالرواية اللهم لك الحمد والشكر وأدعوا الله لهم بالتثبيت والهداية وسعة العلم وأدعو لكل خواتي بالهداية يا نبضات قلبي هناك شيئان يجب ألا تفرطن بهما أبدا الصلاة والاحتشام فبهما خير الدنيا والآخرة نسأل الله لنا ولكم الصلاح والمغفرة . . . ما أبي أطول عليكم بس فيه تساؤلات وطلبات أولا تطويل البارتات وتخلص الرواية قبل رمضان هذا أنا أكتب يا نبضات قلبي.. بس وضعي الصحي ماعاد يسمح لي بالكتابة مثل أول.. صايرة أكتب ببطء شديد وأنا ما أبي أسلق الرواية أبي أكتبها مثل ما خططت لها بالضبط إن شاء الله لو خلصت قبل رمضان خير وبركة لو ماقدرت.. الحي من الحي قريب ومايصير إلا اللي يرضيكم إن شاء الله .
فيه اللي سألت عن "التنور" الصيد بالأضاءه؟؟ يا بنات الصيد الفعلي صح (صقور وإلا كلاب) يبي له رحلة ويروحون داخل الصحراء بس "التنور" في أي مكان جنب الشارع .. في الصحراء.. جنب الخيام لو كنتو مخيمين يا كثر ماكنا مع الوالد الله يطول عمره نشوف أرانب وإلا جرابيع تركض تعبر الشارع واحنا مسافرين على طول نصارخ: نتنور...(مثل ماقال راكان لموضي) يوقف فينا جنب الشارع وكل واحد بكشافه والوالد بنور السيارة .
تساؤل ثالث: شامة باكينام؟؟ ما نسيتها ترا.. بس مابعد صار وقتها . تساؤل رابع مريم ما نسيتها بعد.. مؤجلة شوي ليس إلا ولها دورها الخاص . . بارت اليوم بارت خاص عندي وماراثوني بيعبر غالبية شخصيات الرواية تقريبا بالنسبة للقفلة اللي زعلت كثير من الغوالي أنا والله موب غاوية نكد.. ولا أبي أجيب مصيبة لكل عريس جديد لكن أنا عندي سبب وجيه لطلعة الذيب والموقف اللي بيصير بعده هم سببين موب سبب واحد واحد بتعرفونه هالبارت والثاني بعدين أردت صناعة مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق انتبهوا للجملة الأخيرة!!! مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق!! . الحين استلموا . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . . وموعدنا بكرة الساعة 12 منتصف الليل تماما . .
أسى الهجران/ الجزء الثاني والثمانون
كانت موضي تنظر برعب حقيقي للمشهد أمامها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها كان المشهد أشبه ما يكون بمشهد سينمائي مثير وخصوصا مع إضاءة أنوار السيارة القوية للمشهد ولكن المأساة أنه كان مشهدا حقيقيا.. ويحصل أمام عينيها
كانا ذئبين وليس واحدا كلاهما يتحفز للهجوم
الذئب بذكائه المعروف كان يدرس راكان ليجد نقطة الضعف لينقض منها وراكان تتحفز مشاعره للحد الأقصى ليعرف من أين سيهجم الذئب عليه
الذئب يخشى من لا يخشاه.. ويقتات من رعب الآخرين لأن الخائف يتوتر ويضعف ويصبح فريسة سهلة له والذئب كان متيقنا أن راكان ليس خائفا مطلقا منه وراكان يقف أمامه واثقا في وضعية قتالية مستعدة
ولكن الذئب كان لا يشغله شيئا سوي التفكير بكيف يصل إلى راكان بينما راكان كان مشغولا بشيئين.. الدفاع عن نفسه.. والخوف على موضي وخوفه عليها كان في أول أولياته وحينما يتمزق التفكير ويتشتت بين عدة أشياء يقل الانتباه لذا حينما صرخ راكان في موضي للمرة الثانية: موضي للسيارة بسرعة انتهز الذئب الفرصة النادرة لتشتت راكان الذي أشعر الذئب نفسه بصعوبة مباغتته لذا استغل هذه الفرصة وهجم دون تردد وهو يعتلي صدر راكان وراكان يحاول خنق الذئب بيديه العاريتين ولكن الذئب أمال رأسه وهو يغرس أنيابه في كتف راكان رغم أن الذئب كان يخطط لغرسها في عنقه راكان كان يحاول إبعاد رأس الذئب وهو مازال في محاولته لإبعاده رأى الذئب يطير بعيدا وهو يهرول مبتعدا متخبطا ويعوي بألم
راكان وقف مدهوشا وهو يمسك كتفه حيث ينبثق الدم بغزارة كانت موضي تقف أمامه وبيدها عصاه الضخمة التي كان هو ذاتها قد نسيها كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وجهها محمر.. وعيناها ممتلئان بالدموع
كان راكان يفتح عينيه ويغلقهما كما لو كان غشيهما إشعاع أعماه بدت له موضي كما لو كانت تشع.. تـــشــــع!!! تشع بكل معنى الكلمة!!! محاطة بهالة نور غير مفهومة وهي تبدو كما لو كانت جزءا من لوحة فنية نادرة الوجود ونور السيارة يشع خلفها
حينها رأى وجهها رآه بوضوح
بدت له وفي عينيه جميلة إلى حد الوجع عذبة إلى حد الحلم ناضجة إلى حد الهلوسة
أجمل مما يتذكر وأعذب وأنضج جميلة كزهرة ربيع ندية متفتحة البتلات عذبة كنسائم أوائل الشتاء ناضجة كفاكهة صيف مرتوية ومغلفة بالسكر
بــاخــتـصــار بدت له كمعجزة مذهلة!!!
موضي ألقت بالعصا وهي تركض ناحيته وهي تضع يدها فوق يده التي تغطي جرحه وتهتف بقلق عميق وصوتها يختنق: راكان أنت طيب؟؟
راكان شعر بملمس نعومة يدها فوق يده يختلط بحرارة دمه المتدفق بغزارة كان إحساسا غريبا.. وعميقا.. وموجعا بشفافية.. موجعا بحق رد عليها وهو يتماسك: طيب.. عضة بسيطة.. بس أخاف إنه الذيب يكون مسعور لازم أروح أقرب مركز صحي يعطوني 21 إبرة
موضي باستعجال وهي مازالت تضغط على جرحه: أقرب مركز الحين البطحاء.. خلنا نروح
كانت تزيح خصلات شعرها عن وجهها بظهر كفها.. فتلطخ وجهها بقطرات من دمه كان إحساسا خياليا مشبعا بالشجن وهو يرى تفاصيل وجهها الملطخ من هذا القرب.. وفي هذا الموقف بالذات.. شعر برغبة عارمة أن يقيس كل تفصيل من تفاصيلها بالمسطرة يتحسس هذه التفاصيل ليتأكد هل هي حقيقية فعلا لأنه شعر أنه كل مابها أكثر من مثالي.. أكثر من رائع كل مابها يدفع إلى أقصى درجات الإعجاب حتى التفجر والتشظي والانشطار!!!
راكان يريد أن يهرب من جنون أفكاره التي فسرها بمجرد إعجاب آني.. مجرد إعجاب رجل عابر بامرأة ما فسألها: أنتي شلون عينتي العجراء؟؟؟
موضي تتنهد قلقا عليه: قلت لنفسي إذا أنت مشعلي أصيل لازم ألاقي تحت سيتك يا عجراء يا ليور
ابتسم راكان رغم ألمه: وأشلون طيرتي الذيب كذا.. لا تكونين كنتي تشتغلين في الصاعقة؟؟
موضي بألم: ولك بال تمزح بعد.. خلنا فيك
موضي حينما صرخ بها راكان لتعود للسيارة رجعت وهي تركض وفي بالها شيء واحد أن تبحث في السيارة عن آلة دفاع ثقيلة تنفع لإبعاد الذئب ولأنها تعلم أن والدها ومشعل وفارس وحتى مشعل زوج لطيفة جميعهم يحتفظون بآلات كهذه تحت مقعد السائق فكانت شبه متأكدة أنها ستجد عند راكان لذا استخرجتها بسرعة وعادت لراكان وكان الذئب وقتها يغرس أنيابه في كتف راكان استجمعت موضي كل قوتها لتودعها ضربة قوية وجهتها لرأس الذئب مباشرة تعلم أنها لن تفلح في قتله.. ولو كان من وجه الضربة راكان مثلا كان سيصرعه مباشرة ولكن ضربتها كانت قوية كفاية لإخافة الذئب وإبعاده
وصلا للسيارة راكان همس بهدوء يخفي ألمه: العضة في كتفي اليمين.. ويدي اليمين كلها ماني بقادر أحركها ما أعتقد إني بأقدر أسوق
موضي بثقة: أنا بأسوق.. وتكفى ما تقول لا
راكان باستغراب: تعرفين تسوقين؟؟
موضي بقلق عليه وهما يصلان للسيارة: يعني تبي رفقتي لفارس تطلع على الفاضي.. علمني السواقة والرماية بعد..
راكان يبتسم رغم أن الموقف ليس موقفا للابتسام: والله منتي بهينة يا موضي اللي قدرتي على فارس مع شدته وخليتيه يعلمش
موضي تذوب قلقا: خلنا من فارس...تكفى راكان خلني أوديك المركز
راكان بقلق: يا بنت الحلال.. حن في السعودية.. أشلون لو شافنا حد وأنتي تسوقين
موضي برجاء عميق: ماحد بشايفني الحين الدنيا ليل وماحد بشايفنا وإذا وصلنا للمركز ونزلنا قل إنك أنت اللي كنت تسوق
راكان وهو يتجه للباب المجاور للسائق: خلاص يا بنت الحلال.. توكلي على الله.. أنتي سواقنا اليوم
*********************
قبل ذلك بيت عبدالله بن مشعل
جميع الضيوف غادروا مشاعل كانت تصعد لغرفتها تريد تبديل ملابسها.. صلاة قيامها والنوم فهي كانت مرهقة بشدة
رن هاتفها تنهدت وهي تتذكر.. فهي كانت قد نسيت ناصر وطلبه
ردت بخجل: هلا ناصر
ناصر بمرح: هلا والله بصادقة الوعد
مشاعل تبتسم: لا تكذب علي... ما وعدتك بشيء
ناصر بعمق: بس أنا وعدت روحي.. وأنا وأنتي واحد وأنا قاعد الحين على الكراسي في الحديقة.. انزلي لي
مشاعل بصدمة: أنت مجنون.. وش تبي هلي يقولون علي؟؟.. حركات مراهقة
ناصر يبتسم: والله العظيم توني أستأذنت عمي.. خليتيني مثل طلاب المدارس وكنش خطيبتي مهوب مرتي
مشاعل بتردد: زين بأنزل.. بس بشرط
ناصر بحنان: تشرطي مثل ما تبين ياقلب ناصر
مشاعل بخجل: تلزم حدودك.. وماتسوي مثل آخر مرة شفتك فيها
ناصر برجاء: قلبي مشاعل لا تصيرين صكة
مشاعل بحزن: الحين أنا كنت عندك في بيتك وماباقي إلا أرمي نفسي عليك وأنت قرفان مني الحين في بيت هلي تبي تحرجني؟!!
ناصر بحزن مشابه: خلاص يا قلبي.. أبي أشوفش بس.. مشتاق لش وماني بمسوي شي.. وعد
**************************
مركز البطحاء الصحي قبل أذان الفجر غرفة الاستراحة
تم تنظيف جرح راكان وتضميده كما تم إعطائه 21 إبرة مضادة للسعار.. خوفا أن يكون الذئب مسعورا
هاهو يتمدد بصدره العاري والضمادات على كتفه وهاهي موضي تجلس عند رأسه وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى همست موضي عند أذنه بحنان: راكان أشرايك أتصل بفارس يجينا؟؟
راكان همس بهدوء مرهق: لا مافيه داعي
موضي بقلق: أنت تعبان.. خلنا نرجع للدوحة
راكان يهمس: ماني بمغير مخططاتي عشان شي مايستاهل.. أنا الحين أحسن وحن الحين صرنا في البطحاء والمركز السعودي على بعد دقيقة بأسوق 5 دقايق لين الغويفات المركز الإماراتي وبأخلي سيارتي هناك.. وبنأخذ تكسي لدبي وهناك بنستخدم التكاسي .. وكلها يومين وأكون تمام بس الحين جيبي لي ثوب من شنطتي من السيارة ولا عليش أمر بدل ثوبي اللي تشقق
***********************
حديقة بيت عبدالله بن مشعل بعد منتصف الليل
ناصر يجلس على أحد المقاعد التي كانت معدة لاحتفال العشاء ومشاعل كانت تقترب بتردد وارتباك
مشاعل لم تكن مرتاحة مطلقا لهذه التصرفات التي باتت تشعرها بالحرج من أهلها فلا هي بالغاضبة منه.. ولا هي من عادت معه ووالدها مازال معتصما بالصمت.. حتى لا تشعر أنه متضايق منها وتفكير عبدالله يتجه إلى أن ربما مشاعل هي من تريد البقاء عند أمها لأنه يرى أن ناصر يأتي لزيارتها وهاهو الليلة يستأذنه لهذه الزيارة لذا قرر أن يمنحهم عدة أيام قبل أن يتدخل لحل المشكلة هو ومحمد الذي لاحظ هو أيضا بل تجاوز الملاحظة للغضب وهو يعنّف ناصر الليلة بعد عشاء زواج راكان: ناصر ما تشوف أنك مسختها... لمتى ومرتك عند أهلها؟؟
ناصر انتفض من المباغتة غير المتوقعة: مشاعل تعبانة شوي وتبي ترتاح عند أمها
محمد بنبرة غضب: والله البارحة شايفها عند أمي ومافيها إلا العافية رد مرتك ياولد.. وبلاها حركات دلع النسوان اللي مالها معنى ولا تصير كمخة ومرتك تمشي شورها عليك... بنت عمك لها القدر والحشيمة والغلا.. بس لا تخليها تقلل من قدرك أنت
ناصر تضايق بالفعل أن يكون هو سبب المشكلة ويتجه الاتهام لمشاعل برأسه تفكير معين يتمنى أن توافقه مشاعل عليه
مشاعل وصلت بخطواتها الرقيقة المترددة وناصر غارق في أفكاره وصلت وهو مازال غير منتبه.. همست برقة: نحن هنا
ناصر انتفض ثم ابتسم وهو يمعن النظر في طلتها الملائكية والمثيرة في آن فستانها بلونه الأزرق الملكي مع الدانتيل الفضي شعرها المجعد.. ظلالها الدخانية.. ثم شفتيها الملونتين بأحمر شفاة زهري فاتح يتلألأ برونق خاص
ابتسم ناصر: هلا والله في ذمتي باللي هنا.. وهنا ( قالها وهو يشير إلى قلبه) وش هالزين؟؟!! خليتي لباقي الحريم شيء من الزين؟!! ثم أردف: عادي أقول لش اقعدي جنبي وإلا يدخل ضمن الاتفاق؟؟
مشاعل توجهت لكرسي يبعد عنه بمسافة كرسي وجلست وهي تبتسم: نعم... يدخل ضمن الاتفاق..
ناصر ابتسم: زين ما فشلت روحي.. كنت أبيش تجلسين في حضني أصلا
مشاعل كحت من الحرج بشكل فعلي وهي تقول بحرج: ناصر تحشم.. وش اتفقنا عليه؟؟
ناصر بخبث عميق: بس ما اتفقنا تكونين حلوة كذا.. أنا ما استحمل تبين أتحشم طاوعيني في اللي أقوله لش.. لأنه الشيبة العود غسل شراعي اليوم.. ويقول إنش مشيتيني على شورش فأنا عندي راي..
مشاعل بحذر: راي وشو؟؟؟ وش ذا الكلام اللي عمي يقوله؟؟ أنا اللي مشيتك على شوري؟!!
*************************
واشنطن دي سي شقة مشعل
باب الشقة ينفتح وهيا ومشعل يدخلان
هيا تدخل وتلقي بنفسها جالسة على الأريكة ومشعل يُدخل الحقائب التي كان حارس البناية يصفها عند الباب من الخارج حتى انتهى أغلق الباب ثم جلس جوار هيا وهو يضع ذراعه على كتفيها ويهمس لها بحنان: تعبانة ياقلبي؟؟
هيا وضعت رأسها على كتفه وهمست باختناق: مشتاقة لهلي
احتضنها مشعل وهمس بتأثر: فديت المشتاقين يا ناس خلاص يا بنت الحلال مشتاقة رجعتش الدوحة
رفعت هيا رأسها: واخليك ترجع بروحك لا والله.. ولا تحاول.. أنا دارية تبي تخلص مني
مشعل وقف ليدخل الحقائب وهو يقول باهتمام:أنا حانش بس.. اسمعيني زين ..لا تسوين أي شيء أنا بأتصل الحين في مكتب الخدم.. يرسلون لنا وحدة تنظف وتساعدش في الشناط
هيا برفض: مافيه داعي حبيبي
مشعل بحزم: لا حبيبتي أنتي مهوب مثل اول.. تبين تشتغلين في البيت بعد؟؟ كفاية عليش الحمل والدراسة نخليها تجي في النهار تغسل وترتب.. وفي الليل ترجع لبيتها مثل طريقتهم هنا
هيا نهضت وهي تقول بحب: جعلني ما أذوق حزنك يا قلبي
ثم أردفت: خلني أتصل في باكينام.. أشوف أخبار العروس
***********************
دبي الصباح فندق الماريوت/ شارع أبي بكر الصديق
راكان وموضي يصلان جناحهما الضخم.. ورغم ضخامته ولكنه ليس مفصولا بحواجز أو أبواب بل مفتوحة أقسامه جميعها على بعضها
الاثنان كانا مستهلكين من الإرهاق والتعب وفي حالة مزرية كان منظرهما مريبا وهما يدخلان إلى بهو الفندق يترنحان من التعب ولكنهما لم يكونا يفكران بشيء سوى الاستحمام والنوم
راكان بعد دخولهما للجناح ورؤيته لنظامه: تبين نغير الجناح؟؟
موضي بتعب: مافيه داعي راكان.. والله ما أقدر أتحرك يالله أتسبح وأنام أقوم لصلاة الظهر
راكان بصوت مرهق: أنا أبيش تكونين مرتاحة
موضي تبدأ بخلع نقابها وعباءتها كدليل على اقتناعها بالغرفة رغم أنها غير مقتنعة ولكنها تعلم فنادق دبي وازدحامها وخصوصا أنهما مازالا في فترة عطلة منتصف العام ويستحيل ان يجد حجزا بديلا ولا تريد أن تبدو أمام راكان متطلبة أو مهزوزة أو متوترة من تواجدها معه
راكان بدأ بمحاولة خلع ثيابه.. رغم صعوبة المحاولة عليه ولكنه نجح في المهمة بينما موضي كانت مشغولة بفتح حقيبتها التي رتبتها شقيقتاها استخرجت فوطتها وروبها وبيجامة حريرية وجدتها بصعوبة بين أكداس ملابس شعرت بالصداع وهي تراها وتغلق الحقيبة خوفا أن يراها راكان
ثم ألتفتت له لترى إن كان يحتاج للمساعدة ولكنها وجدته خلع ثوبه همس لها: تسبحين؟؟
موضي باهتمام: لا أنت أول.. عشان ترتاح
راكان توجه للحمام.. همست موضي بحرج: تبي مساعدة؟؟
راكان بابتسامة: لا مشكورة.. بأعرف اسنع روحي
كان ينظر لها بتمعن البارحة أعتقد أنه كان يهلوس حين رآها شيئا أشبه بالحلم وظن أن هلوساته ناتجة عن الموقف الغريب الذي وضعا فيه ولكنه يراها الآن في ضوء النهار ..بوجهها المتعب وبقايا آثار كحل يسكن أهدابها.. ومازال يراها ذات الحلم وبصورة أعمق وأكثر وجعا ولكنه مقتنع تماما أنه ناتج عن أنها المرة الأولى التي يقترب من امرأة إلى هذه الحد..مجرد سحر وقتي قابل للتبخر والذوبان
موضي قاطعت تأمله وهي تهمس بحرج: راكان تبي أجيب لك شيء؟؟
راكان انتفض ولكنه همس بثبات: لا مشكورة.. بأروح للحمام
موضي باحترام: خلاص بأطلع لك ملابس على ما تخلص
************************
شقة مشعل /واشنطن دي سي غرفة هيا
باكينام وهيا في الغرفة تتحدثان
هيا بغضب: تدرين إنش مجنونة
باكينام بحزن: هيا ما تعاتبنيش.. اللي إيدو في الميه مش زي اللي إيدو في النار
هيا مستمرة في غضبها: بس أنتي خليتيني في النار لأنه ولد عمتي هو سبب المشكلة يعني شنو كان بينقص عليش لو قلتي له الحقيقة يعني أنتي مرتاحة الحين وهو يشك فيش؟!!
باكينام تبتسم رغم أن عينيها بدأتا تغيمان بالدموع: مال الإريال عندك مش مزبوط.. الوشوشة عالية أوي بئيتي تتكلمي زي الدكتور مَشعل تمام.. وهو بيئول لي كل ما يشوفني: أشلونش؟؟ وكيف حالش؟؟
ابتسمت هيا: مافيه تهربين من السؤال أنتي عارفة إنه هذا كلام باباتي وأنا مبسوطة بالرجوع لقواعدي سالمة خلينا فيش الحين أنا بأكلم يوسف وأقول له كل شيء إنه حمد ولد عمتي أنا.. وإنه أنا اللي طلبت منش تزورينه
باكينام بجزع: حلفتك بربنا ما تعمليها والله لأكون زعلانة منك عمري كله
هيا بحزن: يعني عاجبش حالش كذا.. أنتي ذبلتي مرة وحدة وأنتي عارفة إنش تحبينه من أيام ما كنتي تظنينه جرسون وتكابرين الحين يوم صار زوجش.. عاجبش تعذيب النفس ذا؟؟
باكينام بنبرة عميقة: زي ما كنتي بتعزبي نفسك وبتعزبي مشعل وأنتي بتموتي في الأرض اللي بيمشي عليها الوحدة منا بتشوف مشكلة التانية بسيطة.. بس الإحساس اللي جوا هوا اللي بيدبح آه أنا بحب يوسف وهأموت عليه كمان.. بس هو ما بيحبنيش.. هو حب فكرة أنو أنا أبئى ليه وما كنش عندي مانع أكون ليه ولأخر نفس عندي بس إيه اللي لئيته منو؟؟ شك؟؟.. شك؟؟.. أنا يا هيا.. أنا؟؟ أنا يشك فيني إني بأخونه؟؟ أنتي أكتر وحدة عرفاني.. حتى أئبل ما أتحجب عمري ماكنش ليا أي علائة بشب هأعملها بعد ما تحجبت وبئيت على زمة راجل خليه يتحرء بشكه زي ما حرق ئلبي
هيا تتنهد: والحل؟؟ عاجبكم حالكم؟؟
باكينام بحزن عميق: أنا عاوزة أتطلء بس هو مش راضي
هيا تبتسم: أنا وأنتي مجانين.. تذكريني بنفسي لما طلبت الطلاق من مشعل أطلب الطلاق وأنا ما أبغيه.. ولو كان طاوعني في جنوني كان جنيت صدق وقتها والحين يوسف لو طاوع جنانش وطلقش.. ماحد بيندم غيرش
باكينام ببوح عميق مشبع بالوجع: واحشني أوي والله واحشني الندل الحقير والله باحبه.. باحبه.. بس هو ما يستاهلش عاملني زي الحيوانة.. خد مني اللي هو عاوزه وبعدها سابني زي الزبالة اللي الواحد ئرفان منها
أنهت عبارتها الموجعة ثم ارتمت في حضن هيا تنتحب بألم شاسع لا حدود له هيا احتضنتها وهي تتنهد وتربت على ظهرها وتشعربألم عميق.. مساندة لبكينام التي لم ترها بهذا الضعف إلا بعد معرفتها بيوسف!!
************************
بيت عبدالله بن مشعل الصباح الباكر
مشاعل مازالت عاجزة عن النوم من بعد مقابلتها البارحة مع ناصر تعلم أن الآن وقت نهوضه لعمله.. بودها أن تتصل به لتتأكد إن كان قام لعمله كما كانت تفعل طيلة الأيام الماضية ولكن ربما كان لم ينم أساسا مثلها.. كما أنها لا تستطيع مواجهته بعد أن استلت ابتسامته برفضها لعرضه الذي عرضه عليها البارحة شعرت وقتها وحتى الآن بحزن عميق يدمي فؤادها وهي ترى وجهه يكفهر وحاجبيه ينعقدان وهو ينهض دون أن يضيف كلمة واحدة ليغادرها ويتركها مشبعة بالألم.. والأسى كانت غارقة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها التقطت الهاتف تسللت ابتسامة دافئة لوجهها وهي ترى اسمه.. ردت بهمسها الخافت الذي يعذبه: الو
صوته المرح المشبع بالدفء: ليش ما اتصلتي تصحيني كالعادة؟!!
مشاعل بخجل حزين: خفت تكون زعلان عشان اللي صار البارحة
ناصر بنفس النبرة المرحة: وأنا فعلا زعلان.. بس شأسوي؟؟ صوتش صار مثل كوب القهوة.. لو ما سمعته أول ما أصحا.. بيظل رأسي يوجعني
مشاعل ببوح مفاجئ: تدري إنه كل يوم أحبك أكثر من اليوم اللي قبله
ناصر صمت.. كان مبهوتا مصعوقا.. وكلمة (أحبك) تبعثر مشاعره بعنف كاسح ولكن صمته لم يستمر سوى لحظات وهو يرد عليها بعمق خاص: وأنا والله العظيم مهوب بس أحبش.. أنا أعشقش.. وأذوب فيش مشاعري ناحيتش تفجرت بشكل صار يخوفني أنا مرعوب إني ممكن أصحى يوم وما أصحى على صوتش ما أصحى على أمل إني بأصحى يوم والاقيش في حضني خلاص مشاعل يا قلبي.. والله العظيم إني تربيت وتبت.. ارجعي لي حرام تعذبيني كذا.. لذا الدرجة أهون عليش وافقي على اقتراحي اللي اقترحته عليش البارحة
مشاعل بألم: جرحك بقلبي بعده طري.. وطردتك لي من بيتك ترن في أذني
**************************
دبي فندق الماريوت/ جناح راكان موضي
موضي لم تخرج من الحمام حتى نشفت شعرها وفردته بالمجفف الكهربائي خجلت أن تخرج لراكان بروبها وفوطتها كما تشعر بالخجل من أن يراها الآن ببيجامتها الحريرية تنهدت بعمق وهي تخرج (لازم أتعود عليه أنا اللي ورطت نفسي في ذا الزواج على الأقل أحاول ما أحرج راكان وأقيد حريته بذا الخجل اللي مدري من وين ركبني)
حين خرجت كان راكان يتمدد على الكنبة في غرفة الجلوس رغم أنها رأته عار الصدر أكثر من مرة اليوم إلا أنها مازالت تشعر بخجل متعاظم من الالتفات ناحيته همست بدون أن تقترب: راكان أنت نام على السرير أنا بانام مكانك
راكان بهدوء وهو يسترخي استعدادا للنوم مع شعوره المتزايد بالتعب: لا موضي أنا بانام هنا.. مكاني مريح بس جيبي لي غطا ولا عليش أمر
موضي أحضرت له الغطاء وهي تتعثر في خطواتها فردت الغطاء لتغطيه به.. بدأت من قدميه حتى أوصلت الغطاء لكتفه حينها أمسك راكان بكفها انتفضت بعنف ويده الضخمة الدافئة تحتوي كفها همس لها بحنو وتقدير: ما شكرتش اليوم مشكورة يا موضي مشكورة
ثم أفلت يدها انتهى التلامس الجسدي ولكن مفعوله الروحي لم ينتهِ بل بدأ بالتعمق وخصوصا عند موضي التي كانت دائما تشعر بالرعب من كل لمسة من حمد ولكنها الآن تشعر بعبق لمسة مختلفة دفعت شيئا من الإحساس بالأمان في روحها
راكان تمنى لو تجاوز احتضان كفها إلى تقبيل أناملها فهو يشعر بامتنان عميق ناحيتها وهذه القبلة لو حدثت ليست سوى تعبيرا عن امتنانه لها على طريقة الإزواج.. ليس إلا!!!!!!
موضي توجهت للسرير وهي تحتضن كفها تمددت وتغطت وهي مازالت تحتضنها
***************************
الدوحة بيت مشعل بن محمد الساعة 11 صباحا
لطيفة تعيد ترتيب ملابس بناتها في غرفتهن والاثنتان بجوارها يساعدنها حينا ويلعبن حينا
رن هاتفها.. التقطت الهاتف وابتسمت: هلا شيخة لحقتي تشتاقين لي.. توش شايفتني البارحة في عشاء موضي
شيخة بمرح: آه لا تذكريني بموضي.. ماشاء الله عليها البارحة كانت تهبل تحسرت على وخيي رويشد.. اللي قاعد قدامي بوجهه المصفوق يقطع الخميرة من البيت
لطيفة تضحك: أمحق أخت.. الحمدلله منتي بأختي
شيخة تضحك: ياحظش يصير عندش أخت تنكة عسل.. وكيس سكر.. ودرام شكولاته كل شيء عندنا احنا المتان راهي وبالكوم
لطيفة تبتسم: زين أنا لاهية الحين.. أرتب.. بأكلمش بعدين
شيخة بمرح: يا أختي حد قال لش ميتة على وجهش.. أنا أصلا ناسيتش بس شفت رجالش في الجريدة طريتي علي قلت أكلمش
لطيفة تبتسم: مشعل طالع في الجريدة اليوم؟؟ ماقال لي
شيخة تبتسم: ماشاء الله تبارك الله جعل عيني ماتضره أطول واحد في كل اللي معه... صدق رزة وإلا اللي جنبه.. صدق نسوان ماعاد يستحون.. زين كسران خشم ذا العوبا
لطيفة كانت تبتسم مع الشطر الأول من حديث شيخة ولكن وجهها بدأ يكفهر مع الشطر الثاني
ثم همست بنبرة اعتيادية: خلاص بأشوفها إذا خلصت شغلي
بينما هي كانت تنهي المكالمة وهي تنزل ركضا للأسفل بسرعة حتى تنظر للجريدة التي لم تتصفحها أصلا
تناولت الجريدة وهي تقفز للملحق الاقتصادي حيث تتوقع وجود صورة مشعل نظرت لمجموعة الصور الملتقطة في حفل لغرفة التجارة والذي دُعي له غالبية أصحاب الشركات الكبيرة في قطر كان مشعل يظهر في ثلاث صور مختلفة وفي كل الصور كانت تقف سيدة أنيقة غاية في الجمال إلى جواره شعرت لطيفة بغضب غيرة هادر يتصاعد في روحها غصبا عنها وهي تتعرف على صاحبة الصورة (يعني يا مشعل مهوب صورة ولا صورتين في كل الصور لازقة جنبك)
ولكنها حاولت التحكم في أعصابها وهي تتوجه لتتوضأ لصلاة الظهر حتى تهدئ روحها فالوضوء يطفيء الغضب كما يطفئ الماء النار لطيفة بعد أن صلت الظهر ودعت الله مطولا أن يهديها ويلهمها العمل الصائب قررت ألا تثير موضوعا قد يكون في رأسها هي لوحدها لأن مشعل خلال الفترة الأخيرة كلها كان لا يتوانى عن إظهار حبه لها فلا تريد أن تبدو صغيرة العقل ومحدودة التفكير بينما مشعل لم يبدر منه مطلقا ما يضايقها
***********************
مبنى إداري ضخم في أحد شوارع الدوحة الرئيسية تحمل واجهاته الزجاجية اسم شركة شهيرة
في أضخم غرفة في المبنى.. كانت تستعد للقيام عن المكتب الفخم الذي يقبع في صدر الغرفة الشديدة الفخامة والبالغة الأناقة فهي كانت تستعد للمغادرة وهي تنظر للمرآة وتعدل عباءتها ولف شيلتها حول وجهها الجميل وترتدي نظارتها الشمسية
سكرتيرتها ترتب مجموعة من الأوراق لتعطيها لها لتراجعها مرؤوستها في البيت ثم همست باحترام بالغ: مائلتي الي .. أي شركة ننطيها إنشاء المجمع الجديد؟؟ منشان جهز لوراء
ابتسمت ابتسامة شاسعة كشفت عن صف اسنان جذاب: شركة المشعل طبعا
السكرتيرة بلهجة عملية: هني صحيح شركة منيحة وشغلون منيح ومواعيدون بيرفكت.. بس فيه شركات عملت لنا سعر أئل وبنفس المستوى
تناولت حقيبتها لتخرج وهي تهتف بلهجة الأمر التي اعتادتها: قلت شركة المشعل نفذي بدون نقاش
***************************
تركيا جزيرة الاميرات في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول
كان فارس والعنود يطوفان الجزيرة الشهيرة على عربة تجرها الخيل.. فهذه الجزيرة لا توجد بها سيارات مطلقا
كان فارس يجري اتصالا مهما والعنود صامتة حتى ينهي اتصاله الذي أثار فضولها
فارس كان ينهي المكالمة بابتسامة شاسعة: الله يبارك فيك.. ومشكور .................. مع السلامة
العنود تبتسم: فرحني معك
فارس تناول يدها وطبع على ظاهرها قبلة عميقة وهو يهمس بسرور شفاف: ترقيت يا وجه الخير.. شفتي وجهش أشلون حلو علي صرت وكيل نيابة أول.. يعني كلها شوي وأصير رئيس نيابة
العنود بفرحة عميقة احتضنت كفه وهمست: مبروك ياقلبي مبروك تستاهل..
فارس يبتسم: الله يبارك فيش
العنود برجاء حقيقي: وإن شاء الله إنه شغل المشاركة في المداهمات خلص؟؟
فارس بذات الابتسامة الدافئة: أكيد أقل من أول.. وهو على العموم نادر ما يحتاجونا في المداهمات
العنود تبتسم: عقبال ما نخلص منها يارب يا كريم.. زين تبينا نرجع الدوحة؟؟
فارس بهدوء: وليش نرجع.. قرار الترقية طلع وأنا في أجازة.. وبينتظرني لين أرجع
***********************
دبي جناح راكان وموضي قبل صلاة الظهر بقليل
موضي نهضت من نومها قبل راكان.. تشعر بالحيرة.. ماذا ترتدي؟؟ كيف من المفترض أن تبدو أمام راكان؟؟
تتأنق؟؟ كيف سيتفهم تأنقها؟؟ دعوة مبطنة؟؟ إدعاء؟؟ فراغ داخلي؟؟ تلفها الحيرة فعلا!!
وإن لم تتأنق.. كيف سيفهم ذلك؟؟ إهمال منها؟؟ عدم احترام له؟؟ انعدام في الذوق؟؟
في الختام قررت أن تلبس بشكل اعتيادي دون تفريط أو إفراط توضئت أولا ثم فردت شعرها بشكل مرتب ثم ارتدت طقما مكونا من تنورة مشجرة طويلة باللون الذهبي والتركواز.. وبلوزة ضيقة بكم طويل باللون التركواز ومغلقة تماما.. فأكثر ما تخشاه ظهور أجزاء معينة من جسدها ثم وضعت بعض الكحل وأحمر شفاه بلون فاتح فقط
تشعر بتوتر ملحوظ للتحدث مع راكان بعد كل أحداث الأمس لا تعلم ماذا أصابها.. ولكن هذا القرب من راكان بات يوترها ويرفع تحفزها ويبعثر أفكارها لا تريد أن تضايقه بأي شكل وتتمنى لو تستطيع إسعاده بأي طريقة لذا كان طلبها المتكرر له أن يتزوج من أخرى أخرى تناسبه وتستطيع أن تسعده وأن تكون أما لأولاده (زوجة لراكان؟؟ وأم لأولاده؟؟ وأنا كيف سيكون وضعي؟؟ عشت مسحوقة أولا ثم مهمشة ثانيا وراكان كيف سيتعامل مع زوجته الأخرى؟؟ هل سيكون رقيقا معها كما هو رقيق معي؟؟ هل سيبتسم لها ابتسامته الدافئة؟؟ ويحدثها بصوته العميق الساحر الذي يتسلل لعمق الروح؟؟ هل؟؟ وهل؟؟ وهل)
كانت موضي تغرق في خضم أفكار تشعرها بضيق غير مفهوم وكأن هذه الأفكار مشنقة تخنق روحها وتستجلب أوجاعها ومع ذلك هي مستعدة بصدق حقيقي أن تمضي فيها من أجل راكان لأنها ترى أنها لا تناسب راكان أولا وهو مجبر عليها ثانيا كل هذه الأفكار المتناقضة كانت تخنقها.. تخنقها
كانت أمام المرآة تنظر لنفسها وهي غارقة في أفكارها نظرت للساعة كان وقت الأذان التفتت لتوقظ راكان ولكنها فوجئت أنه كان مستيقظا وينظر ناحيتها ابتسمت بارتباك: صباح الخير
راكان بصوته العميق: صباح النور
موضي بذات الارتباك: صاحي من زمان؟؟
راكان بهدوء عذب: توني صحيت (استيقظ من أكثر من خمس دقائق قضاها في مراقبة موضي التي كانت تتأمل نفسها في المرآة ومعها راكان يتأمل فيها)
موضي باهتمام حقيقي رقيق: أشلونك اليوم؟؟
راكان بابتسامة وهو يلمس الضمادة على كتفه: الحمدلله زين أصلا السالفة كلها بسيطة.. الله سبحانه أنعم علي بجسم كنه طوفة على قولت فارس بعد طوفة تتأثر من عضة.. طوفة ما منها فايدة
موضي باستنكار تلقائي: قل ماشاء الله..
راكان يبتسم: خايفة أنظل روحي يعني؟؟
موضي بحرج: العين حق..
راكان كان ينظر لها بتمعن وهي تقف لتتوجه ناحيته ثم تقف على بعد خطوتين وهو يهمس لها: عسى نمتي زين؟؟
موضي تبتسم: الحمدلله
راكان يتذكر شيئا: موضي تراني حطيت مهرش في حسابش أمس بس نسيت أقول لش
موضي صمتت وحرج بالغ يكتم على روحها.. (يعطيها مهرا وهي من خطبته بالمعنى الفعلي؟!!!!)
حلولت تجاوز خجلها وهي تهمس باحترام: تقوم توضأ؟؟
راكان ينهض بتثاقل ويهمس بهدوء: قايم
موضي تهمس برقة: خلاص بأطلع لك ملابسك وبأكويهم.. أنا جايبة مكواة معي
راكان يبتسم: أنا ما تعودت على الدلال.. بعدين تخربيني
موضي بابتسامة غاية في العذوبة: إذا أنت ما تدلل وتحط رجل على رجل بعد ماحد يستاهل الدلال عقبك
******************************
بيت سعد بن فيصل الساعة الثانية ظهرا
سعد يدخل إلى بيته عائدا من عمله فوجئ بأصوات عراك عالية تصدر من الأعلى كان صوت فيصل وفهد يتعاركان.. وصوت عمتهما أم فارس تحاول فض الاشتباك
سعد ركض للأعلى بخطوات واسعة ليصل لغرفة فهد حيث صوت العراك ليصرخ بصوت حازم: بس
عم الهدوء المكان اقترب بخطوات ثابتة ليسأل شقيقته بحزم: وش اللي صاير؟؟
أم فارس تتنهد: والله ما أدري يا أختك.. أنا كنت أرتب ثيابك في حجرتك سمعت صوت الهدة جيتهم لقيتهم كنهم ديكة يتهادون وعيوا يتخلصون
سعد نظر لفيصل بحزم: أنت قل لي وش اللي صار
فهد كان من قاطع بخوف: أنا بأقول لك يبه
سعد بحزم عميق: فهيدان أنا أكلم أخيك الكبير.. تسكت لين أسألك
فيصل نظر لفهد بعتب ثم همس باحترام: بأقول لك بروحنا يبه
سعد بحزم: لا قل لي الحين.. مافيه حد ندس عليه.. الهدة بينك وبين فهد وعمتك وضحى كانت حاضرة
فيصل بخجل: عينت فهيدان يسوي شاتنغ مع بنات.. عصبت عليه.. وهو يقول لي مالك دخل
سعد بدهشة: نعم؟؟ فهيدان؟؟ وشاتنغ؟؟ وبنات؟؟
فهد انخرط في البكاء: والله يبه ماقلنا شي.. سوالف عادية.. روح للكمبيوتر وشوف... المحادثات كلها محفوظة
سعد تنهد بعمق: وضحى أنتي وفيصل ولا عليش أمر.. اطلعوا وسكروا الباب وراكم
فهد وقف مرعوبا وهو يشعر بذنبه.. سعد تنهد للمرة الألف وهو يهمس بثقة لفهد وهو يجلس على سرير فهد: تعال اقعد جنبي
فهد تقدم بخطوات مترددة وجلس سعد بحزم مخلوط بالحنان: اسمعني يا أبيك.. أنا عمري ماضنيت عليكم بشيء واللي تبونه أجيبه لكم.. ومعطيكم ثقتي فيكم لأني أعدكم رياجيل والمثل يقول: من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان وأنا إبيك.. ومعطيك الثقة كلها.. يكون ردك علي إنك تخون ثقتي
فهد بضعف: والله العظيم يبه سوالف عادية
سعد بحزم: الخطأ ما ينتصغر ولا يتجزأ.. إنك تكلم بنات مهما كان نوع الكلام غلط ما قلت لك لا تسولف مع عيال من سنك.. ومن يوم جبت لك الكمبيوتر وأنا معطيك ذا التنبيهات يعني كل شيء واضح قدامك لا واللي زاد وغطا.. إنك يوم سويت الخطأ تكابر وتهاديت مع أخيك الكبير عشانه يبي مصلحتك
فهد بأسف لا يقصده بحذافيره: خلاص يبه آسف وماني بمتعودها
سعد بحزم أبوي: يا سلام عليك.. وتعتقد كذا خلاص.. أول شيء تروح تعتذر لفيصل وعقب بأقول لك وش عقابك؟؟
فهد بتأفف: ما أبي اعتذر له.. هو مهوب أبي عشان يتحكم فيني
سعد بغضب حقيقي: نعم يافهيدان.. ما سمعت.. عيد
فهد بخوف من نبرة غضب والده التي لم يعتدها: خلاص خلاص الحين بأعتذر له
سعد ينادي بصوت عالي: فيصل.. فيصل
ثم ألتفت لفهد وهو يقول له: تعتذر له الحين قدامي
فيصل فتح الباب وأطل برأسه وهو يهمس باحترام: لبيه يبه
سعد بحزم: تعال فهيدان يبي يعتذر لك
فيصل بخجل: مافيه داعي يبه.. أنا أصلا ماني بزعلان
سعد يلتفت لفهد وهو يهمس بعضب: لا بيعتذر لأنه عارف أنه غلطان
فهد لوى شفتيه وهو يقبل رأس فيصل ويقول ببرود: آسف
سعد تنهد بعمق.. تصرفات فهد في الفترة الأخيرة باتت تقلقه.. فهو عنيد جدا ومعاركه مع فيصل ازدادت مؤخرا مازال مطمئنا إلى أنه يخشاه هو فقط.. ولكنه لا يحترم شقيقه الأكبر منه رغم أنه يعلم يقينا حبه الكبير لشقيقه ولكنه يعلم أنها بداية مرحلة المراهقة المتعبة.. فيصل مر بما يشبه ذلك قبل عدة سنوات ولكن وضع فيصل كان أهون بكثير... ففيصل كان أكثر اتزانا وتهذيبا
التفت لفهد وهو يقول له بحزم: ترا طول لسانك وقلة حياك مهي بطايفة علي.. أنا سكتت لك.. حسبتك رجال كفو وبتحشم أخيك اللي أكبر منك لكنك زدت الخطا بخطا والحين كمبيوتر مافيه.. الكمبيوتر بأشيله وأحطه في المخزن.. ولا أنت بشايفه طول ذا الفصل
فهد بجزع: لا يبه تكفى.. كله ولا كمبيوتري.. أشلون أسوي مشاريعي
سعد يرفع حاجبه: يا سلام عليك يا بو مشاريع عندك مشروع.. تسويه على كمبيوتر فيصل وتحت عينه عشان تعرف الكمبيوترات ليش سووها.. سووها للفايدة مهوب لقلة الحيا والشيء الثاني يا ويلك لو طولت لسانك على أخيك الكبير مرة ثانية إذا شفت إنك رجال كفو.. أبشر بكمبيوتر جديد أحدث طراز.. بس مهوب ذا الفصل ذا الفصل كله أنت معاقب لين أشوف فعايلك ونتايجك اللي تسر
فهد انكب على سريره يبكي.. وسعد ينزع أسلاك جهاز الكمبيوتر ثم يأخذه للأسفل ويضعه خارجا.. وينادي أحد صبيان المجلس ويطلب منه أنه يضعه في كيس كبير ويضعه في المخزن
ثم يعود للداخل وهو يشعر بهم كبير يحتاج إلى من يعاونه فعلا.. مشاكل أولاده تزداد وفهد بالذات يقلقه لأبعد حد فهل كان مصيبا حين قرر أن يكمل حياته مع ضريرة لن تستطيع أن ترى أخطاء أولاده حين تحدث تنهد بعمق.. والهم يحاصره أكثر وأكثر وأكثر
*************************
بيت جابر بن حمد بعد الغداء
معالي تدخل على شقيقتيها في غرفتهما.. وجهها على غير العادة لا يحمل ابتسامته المعتادة
تمددت على سرير عالية بصمت عالية اقتربت وجلست جوارها وهي تداعب شعر معالي بحنان
وعلياء التي تجلس على سريرها هي من همست: معالي وش فيش فديتش شكلش متضايقة
معالي بحزن: عاجبكم حال أمي؟؟ كل مالها في النازل
عالية كفت يدها عن شعر معالي وهي تهمس بألم: مهوب عاجبنا بس وش نسوي
معالي بهدوء: حمد صار له أكثر من 4 شهور غايب.. وما يكلمنا إلا بالقطارة وأمي شوفت عينكم.. تصّبر.. بس حن عارفين إنها تعبانة أنا خايفة على أمي
علياء برعب: تكفين معالي لا تخوفينا عليها
معالي بحزم: شوفو المرة الجاية إذا اتصل حمد اللي منكم بترد عليه تقول له يرجع فورا.. تقول له أمي تعبانة.. لا أبو ذا الدورة اللي بتخليه يبعد عنا كذا
************************
واشنطن الساعة 9 صباحا سكن باكينام
باكينام تنزل على عجل للحاق بمحاضرتها
كانت تتوجه بسرعة للباب لذا لم تنتبه للجالس في البهو ينتظرها حين وصلت للباب كانت هناك يد قوية تطبق على معصمها وصوت دافئ يهمس لها من قرب: مستعجلة كده على فين؟؟
انتفضت بعنف وقشعريرة حادة تهز عمودها الفقري (الحقير.. تذكر أن يزورني أخيرا كم مضى لم أره.. أكثر من أسبوع كم اشتقت إليك!! أكره اشتياقي لك وأكره نفسي أكثر لأني أشتاق إليك أكره روحي التي تأبى الإنسلاخ عن عوالمك أكره اضطراب عواطفي وأنت جواري أكره مناداة دقات قلبي لك وهي تتقافز بجنون حين أراك أكره رغبتي الغبية في الارتماء بين ذراعيك وأكره نفسي ألف مرة.. أكره نفسي الغارقة في غرورها الزائف وهي تأبى التنازل لتعترف لك أنه لا يوجد في القلب سواك ولم يوجد به يوما سواك فهذا القلب التعس لم ينفتح إلا لك.. ولم يعرف هوى أحد سواك)
باكينام نحت ثورة مشاعرها الموجعة وهي تهمس له ببرود: عندي محاضرة وهاتأخر عليها
يوسف يمسك بعضدها وهو يشدها خارجا ويقول بثقة: امشي معايا هنمشي لحد الجامعة.. ونتكلم
*********************
بيت عبدالله بن مشعل بين العصر والمغرب
الصالة السفلية لطيفة ومشاعل يدور بينهما حوار حاد نوع ما
لطيفة بغضب: وليش ماوافقتي على كلام ناصر؟؟ عاجبش حالكم كذا؟؟
مشاعل بمناشدة عميقة: لطيفة تكفين ما تضغطين علي أنا صحيح أبي ناصر.. بس مجروحة منه.. صدقيني لو رجعت له وأنا قلبي ينزف منه كذا.. بتكون رجعة فاشلة من أساسها هو ما نسى اللي سويته فيه ليلة عرسنا وظل يحاسبني عليه وأنا ما نسيت اللي سواه فيني عقب رجعته وأخاف أحاسبه عليه
لطيفة بغضب متزايد: خبلة.. وما تخَلَين على كيفش.. بس دواش عندي يا مشاعل
مشاعل وقفت وهي تستعد للمغادرة وتقول بغضب رقيق: أنا غلطانة إني قلت لش
مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد
لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح
ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش
لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها
#أنفاس_قطر# . . . .[/color] | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كامله بدون ردود الجمعة يناير 27, 2012 8:19 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية ما بين الصباح والمساء الوقت السحري رغم أني لست من هواة السهر مطلقا ولكن لطالما كان لمنتصف الليل ودقات الساعة الاثنتي عشرة سحر خاص في روحي هل تذكرن يا نبضات قلبي كارل يونغ؟؟ صاحب نظرية "ذاكرة جمعية لإنسان جمعي"؟؟ ما يحدث لي مع منتصف الليل شيء شبيه تماما فنحن توارثنا الإعجاب الشفاف بمنتصف الليل منذ الأزل وكأننا نتوارث تراكمات مشاعر من سبقونا شعر الشعراء وهمسات المحبين وسكون الأرواح كلها تتحفز مع منتصف الليل . . بارت اليوم كان في منتصف الليل تماما لسبب إضافي غير ماذكر أعلاه أريد أن أعود بكم للنشر الصباحي كما اعتدتن مني وكما اختلفت أنا بهذا الموعد لكن وبكن بارت الليلة هو بين الخميس والجمعة والغالبية سيقرئنه يوم الجمعة لذا موعدنا القادم صباح السبت الساعة 9 صباحا إن شاء الله . بارت اليوم خال تماما من القفلات المؤلمة لأن بارت يوم السبت سيكون ملك القفلات في العدد أربع قفلات متتالية موعدنا السبت وموعدكن الآن مع بارت خفيف ولطيف ومنعش أعتقد أنه قد يعجبكن ودائما للحديث بقية . . استلموا . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . . . أسى الهجران/ الجزء الثالث والثمانون
واشنطن طرقات منطقة جورج تاون بين سكن باكينام وجامعة جورج تاون
خطوات مثقلة تنقل باكينام ويوسف ومشاعر ثائرة مكتومة تهدر بين الاثنين كانت باكينام من بدأت الكلام وهي تهمس ببرود: نعم يوسف عاوز إيه؟؟
يوسف يتمنى لو يمسك بكفها يحتضنها بين أنامله وهما يمشيان.. فهو يكاد يجن شوقا لها ولكنه لا يريدها أن تغضب وترفض أن تتفاهم معه ..هو قادم للكلام معها همس لها بهدوء: مش كفاية وترجعي لبيتك خلاص
باكينام بهدوء يخبئ خلفه كثيرا من الألم: وأنا ئلت لك مش راجعة وطلئني.. العشرة بيننا مستحيلة
يوسف بعمق: باكينام بلاش جنان.. طلاء مافيش طلاء.. ارجعي للبيت عيب عليكي اللي بتعلميه.. همّا بنات الأصول بيعملوا كده؟!!
باكينام بألم: انته اللي خليتني أعمل كده أنت نسيت عملت فيا إيه أول يوم جينا واشنطن
يوسف صمت.. بدت له الذكرى غائمة وجميلة وعميقة وموجعة وكريهة في آن تمنى أن يعيد تسجيل الذكرى كأجمل أحداث حياته وتمنى أن يلغيها من ذاكرته كأسوأ أحداث حياته
استمرا يمشيان معا يلفهما الصمت.. كلاهما تمنى أن يطول هذا المشوار ويطول ويطول ولكنهما وصلا أمام مبنى كلية باكينام وقفا كلاهما وهما يتبادلان نظرات عميقة حينها همس يوسف: ها باكينام.. ترجعي معايا لبيتك النهاردة؟؟
باكينام أشاحت بوجهها وهي تهمس بألم: ما تحاولش.. مستحيل
حينها مد يوسف يده ليدها.. احتضنها.. ليبعث دفء يده في يدها قشعريرة حادة جارحة ثم يترك يدها معلقة في الهواء تعاني بردا مفاجئا موجعا ويرتحل مغادرا وفي رأسه تفكير ما لو كان يوسف في مصر لاستطاع إرجاعها بالقوة.. ولكنه هنا في أمريكا لا يستطيع.. لذا لابد أن يلجأ للحيلة وكل شيء مباح في الحرب والحب
باكينام كانت تنظر بألم لظهره العريض وهي تشعر برعب حقيقي أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تراه فيها!!!
***********************
بيت عبدالله بن مشعل
مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد
لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح
ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش
لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها
ناصر تفاجئ فهو لم يتوقع أن مشاعل قد تخبر أحدا باقتراحه لها والاقتراح كان ببساطة.. إن كانت عودتها لبيته مرفوضة فلتكن عودتها لبيت والده ويتبادل هو وراكان الأماكن مشعل حاليا يعيد ترتيب غرفة راكان بعد أن فتحها على غرفة ناصر فاقترح عليها أن ينتقلا هما لقسم راكان وراكان وموضي ينتقلان للقسم المستقل/ قسم ناصر بحجة أنهما الأكبر ويستحقان مكانا مستقلا لهما ولكن مشاعل رفضت اقتراحه وقالت: أنها حين قالت أنها يستحيل أن ترجع لبيته لم تكن تعني بيته تحديدا ولكنها تعني العودة لحياته ولعشرته وهو من أرخصها وطردها واستمر يشدد على رفضه لعودتها فما الذي تغير الآن؟؟
ناصر رد على لطيفة بهدوء: مشاعل قالت لش؟؟
لطيفة بهدوء عميق: ناصر أنا أعرف كل شيء.. وتأكد إن مشاعل ما قالت لي إلا عقب ماضاقت بها وتأكد إن اللي بينكم سر ما حد بعارفه
ناصر بهدوء يخفي وراء أمله: يعني تقدرين تقنعنيها؟؟
لطيفة بهدوء: خلك الحين من اقناعها.. أول ما يخلص مشعل الشغل في بيت هلك أنا بجي وبأنقل أغراض مشاعل هناك وأغراض موضي وراكان بأنقلها لبيتك والباقي خله علي
***********************
دبي جناح راكان وموضي
بعد صلاة العصر
موضي وراكان تغديا في جناحهما لأن وضع راكان مازال لا يسمح له بالخروج دار ويدور بينهما حديث شيق عذب فقد قضيا الساعات الماضية في الحديث وهما يكسران حاجز الرهبة
راكان يبتسم: وصدق أنتي اللي مسويته؟؟
موضي تبتسم: ليش بأكذب عليك يعني؟؟
راكان باستنكار رقيق: لا والله محشومة.. بس مفروض خذتي ثمن التصميم على الأقل
موضي بعذوبة: تصميم الموقع كان هدية مني لهم.. ثم أردفت بحماس وهي يخطر ببالها شيء ما: إشرايك أسوي لك موقع شخصي؟؟
راكان باستغراب: أنا؟؟
موضي بحماس: وليش لأ.. بطل رماية وبطل شطرنج.. بأسوي لك موقع بروفشنال.. أقل من ظفرك سوو لهم مواقع
راكان يبتسم: لا يا بنت الحلال.. أكثر شيء أكرهه الاستعراض على غير معنى
موضي برقة: حتى لو استعرضت نفسك.. تستعرضها على حق
راكان يعدل جلسته على الأريكة وهو ينظر بعمق لموضي التي تجلس لوحدها على كرسي منفرد همس بعمق: موضي بلاها نبرة التقديس ذي.. مهيب عاجبتني
موضي بحرج: ما أقصد راكان أضايقك بس جد راكان من يوم أنا صغيرة وأنا أشوفك شيء كبير
راكان باستفهام: كبير بأي معنى؟؟
موضي بعمق: كبير بأكبر معنى.. أشوفك شيء مثل الأساطير اللي فوق مستوى البشر العاديين
راكان ضحك: عاد أساطير مرة واحدة.. خليتيني هركليز
موضي بابتسامة رقيقة: شنو هركليز؟؟ هركليز ولا شيء عندك
راكان بثقة: موضي مافيه داعي تحطين كل ذا الحواجز بيننا تعاملي معي بطبيعية أنتي كنتي تشوفيني شيء كبير وأنا كنت أشوفش بشكل معين لكن كل الرؤيتين انتهت خلينا نتعامل مع بعض بطبيعية
موضي ببوح مؤلم: بس أنا ماعدت طبيعية
وصل الحديث للنقطة المنتظرة والنقطة التي حاول الاثنان الوصول لها وفي ذات الوقت تلافيها حياتهما معا.. كيف ستكون؟؟
راكان تنهد: أشلون غير طبيعية؟؟
موضي بحرج: قلت لك قبل.. ماعاد عندي قدرة للتواصل مع رجل بالصورة الطبيعية ولا أتقبل لمس رجل لي
راكان هز كتفيه: وأنا أصلا فقدت اهتمامي بالجنس الثاني من سنين يعني ماراح أضايقش بشيء ولا أطالبش بشيء
موضي بعمق: وتعتقد إنه وضع طبيعي نعيش فيه اثنينا؟؟
راكان ابتسم لها بتشجيع: مادمنا اثنينا مرتاحين ماعلينا من حد
************************
ذات الليلة مساء بيت مشعل بن محمد
مشعل يعود للبيت كان شكله مرهقا تماما.. فهو بين أعماله وبين قسم راكان الذي يريد انجازه في وقت قياسي
كانت لطيفة تجلس على الأريكة تقرأ في كتاب استعدادا للفصل الدراسي القادم دخل مشعل وسلم.. ألقى بغترته ثم جلس جوارها ليتمدد ويضع رأسه على فخذها لطيفة تحرك شعره برقة وتهمس له بحنان: تعبان حبيبي؟؟
مشعل بإرهاق: والله ميت من التعب
لطيفة بعذوبة: تبي أجيب لك شيء؟؟
مشعل بمودة : خليش جنبي وبس
مضت لحظات صمت همست بعدها لطيفة بلهجة حاولت أن تكون تلقائية تماما: عندكم ذا الأيام شغل مع شركة فاتن الفرج؟؟
مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يقول بعفوية: خلصنا لهم مجمع وبنبدأ في الثاني ليه تسألين ياقلبي؟؟
لطيفة تنهدت بعمق وهي ترسم ابتسامة على وجهها: لا حبيبي أسأل عادي
مشعل نهض وهو يقول بتثاقل: بأقوم أتسبح وأصلي قيامي
لطيفة ابتسمت: وأنا بأروح أسوي لك شاي أخضر ثم أردفت: قسم راكان متى بتخلصه؟؟
مشعل يصل باب الحمام ويهمس لها بهدوء: أحاول أخلصه قبل يجون بكم يوم يعني 3 أيام إن شاء الله وأخلص
****************************
دبي الساعة 10 مساء بتوقيت الدوحة/11 بتوقيت الإمارات جناح راكان وموضي
الليلة الأولى الفعلية التي يقضيانها كزوجين في مكان مغلق عليهما اليوم لم يخرجا مطلقا من الجناح ولكن راكان طلب من ادارة الفندق أن ترسل له طبيبا ليغير له على جرحه ويعطيه بعض المسكنات لأنه يشعر بألم مبرح في سُرته حيث تم إعطائه الإبر جميعها في سُرته.. فإبر السعار تُعطى في السُرة إذا كان المريض يحتمل لتعطي نتيجة أسرع.. وراكان وافق أن يأخذها جميعها في سُرته والبارحة رفض أن تبقى موضي معه وهم يعطونه الإبر.. فلم تعلم بمقدار الألم الذي تعرض له ولكنها فجعت اليوم وهي تعلم أنه أخذ جميع الإبر في سُرته دون أن يبين لها شيئا من آلامه.. رغم أنه منذ البارحة وهو يعاني من الألم ولم يطلب الطبيب إلا بعد أن وصلت آلامه منتهاها
وهاهو الآن يتمدد على كنبته وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى بعد أن أعطاه الطبيب إبرتين مسكنتين وبدأ يشعر بالخدر في كل جسمه موضي كانت تجلس قريبا منه على مقعد منفرد وهي تشعر بقلق مر عليه راكان همس لها بصوت ناعس: موضي قومي لفراشش
موضي برجاء عميق: راكان أنا بفرش لي فراش على الأرض قريب منك
راكان برفض حاد قدر ما يمنحه صوته المرهق: لا والله العظيم ما تنامين إلا على فراشك.. وهذا أنتي قريب.. إذا بغيت شيء دعيتش
موضي بعذوبة: خلاص بأقعد عندك لين تنام.. ثم بأصلي قيامي.. وأنام.. وعد
راكان بصوت دائخ تماما: قوميني قبل الفجر عشان أصلي قيامي.. تكفين ماصدقت ارتاح من الوجع عشان أنام
**************************
اليوم التالي بعد صلاة العصر بقليل
ناصر يخرج من البيت وهو متوجه للتدريب حيث تواعد على الالتقاء مع حسن
رأى سيارة بيت عمه عبدالله تخرج كان سلطان يجلس بجوار السائق وفي الخلف تجلس امرأة.. ولأن ناصر يعلم أن كل من في منزل عمه هم محارم له تمعن في المرأة وقلبه ينبئه بشيء
شعر بغضب متصاعد وهو يتصل بمشاعل فور ردها عليه همس بغضب من بين أسنانه: وين طالعة يا الشيخة بدون ما تعطيني خبر؟؟
مشاعل بحرج: بأروح الجمعية أجيب شوي أغراض للبيت.. حبيت أكفي أمي وسلطان معي
ناصر بذات الغضب وهو يقف أمام سيارة عمه ليمنعها من التحرك: انزلي أنا بأوديش وياويلش تسوينها مرة ثانية وتطلعين من غير أذني
سلطان عقد ناظريه وهو يرى سيارة ناصر تعترض طريقهم أخرج رأسه وهو يحاول أن يتحدث بأدب: عسى ما شر يابو محمد؟؟ وسع خلنا نطوف
ناصر بهدوء: كثر الله خيرك يا سلطان.. مشاعل بتروح معي
سلطان حينها غضب فعلا وهمس بغضب مكبوت: مالك لوا يابو محمد.. منت بمنزل أختي مني عشان تركبها سيارتك
ناصر غضب فعلا وهو ينزل من سيارته بلباس الفرسان الأنيق مشاعل تشعر بالرعب من هذا العراك غير المتوقع ودقات قلبها تتصاعد بعنف همست لسلطان بخفوت: سلطان عيب عليك.. بأنزل أروح مع ناصر
سلطان بغضب: والله ما تنزلين.. ولو نزلتي والله عمري كله ما أسلم عليش
ناصر اقترب من نافذة سلطان وهو يقول بغضب: نعم يا سليطين تراني ما سمعتك
سلطان باحترام رغم غضبه: أولا اسمي سلطان يابو محمد.. وثاني شي عيب عليك تنزل أختي مني.. منت بشايفني رجال لو أنها مع مشعل كان نزلتها منه؟؟ وإلا أنا ما أنا بتارس عينك؟؟
ناصر لم يستطع إلا أن يبتسم من ردة فعل سلطان التي أثارت إعجابه برجولته المبكرة: محشوم يابو عبدالله.. وكفو وألف كفو خلاص توكلوا على الله
ثم عاد لباب مشاعل التي اطمئنت وهي ترى انتهاء المعركة على خير ولكنها لم تنتبه أن ناصر سيفتح بابها وهي متسندة عليه فتح ناصر الباب ووكادت أن تسقط مشاعل لولا أنه سارع لسندها تسارعت دقات قلبها من قربه الذي بات يعذبها ذلك القرب البعيد.. أسوأ أنواع البعد والقرب فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد.. ولا هو بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل
ناصر بهمس مرح دافئ: سلامات
مشاعل تتأخر قليلا وهي تهمس بحرج: ما انتبهت إنك بتفتح الباب
أخرج ناصر محفظته وهو يمدها ببطاقته: مامعي الحين كاش يكفي.. بأرسل لش رقمها الحين وخلي البطاقة هذي معش عندي غيرها
مشاعل بحرج فعلي: مافيه داعي ناصر
ناصر يحتضن كفها بقوة وتملك وحنان وهو يشد كفها للأسفل حتى لا يلحظهما سلطان وهو يهمس لها: لا تراديني.. خذيها
سلطان كان من قاطع لحظاتهما الخاصة وهو يقول بلباقة مصطنعة: تأخرنا يابو محمد
ناصر أغلق الباب وهو يقول : السموحة يابو عبدالله... توكلوا على الله
مشاعل كانت تحتضن البطاقة في يدها.. ومشاعرها متناثرة ومبعثرة.. إحساسها بناصر بات يعذبها ويجرحها ويشجيها ويستجلب كل أشكال المشاعر المتناقضة إلى روحها
بينما سلطان كان (يتحلطم) على ناصر بعبراته التي اعتادتها منه كانت تسمع بعضها وتغفل عن بعضها الآخر: رجالش ذا يفقع المرارة.. شايف حاله.. لا وجاينا بلباس الفروسية.. يعني شوفوني ما أزيني مزيون طل.. لا وكان يبي ينزلش من السيارة اللي ما يستحي لو أنه سواها.. والله لأشتكيه عند عمي محمد
استمر سلطان في ثرثرته المعتادة ومشاعل تحلق في عالمها الخاص حتى انتزعها منه رنة رسالة تصل هاتفها
فتحت الهاتف: " رقم البطاقة ×××× . . وحشتيني والله العظيم بغيت أخورها من قلب قدام سليطين"
ابتسمت وهي ترد عليه: " أول مرة أشوفك بلبس الفرسان على الطبيعة لا تعليق"
" لا تعليق أفهمها شيء سلبي؟؟ أو شيء إيجابي؟"
"تك.. تك.. تك هذي دقات قلبي ماني بقادرة أسيطر عليها تكون الشوفة برأيك سلبية أو إيجابية؟؟"
ابتسم بعمق وخبث شفاف وهو يكتب رسالته الأخيرة " إذا رجعت من التدريب مريت أسلم على جدتي وقتها أشوف عيونش وأسمع دقات قلبش و أعرف شوفتي سلبية أو إيجابية"
********************
دبي جناح راكان وموضي بعد صلاة العشاء بحوالي الساعة
موضي تشعر بقلق عميق على راكان فهو خرج من حوالي ثلاث ساعات للتغيير على جرحه ولم يعد بعد كانت تريد الذهاب معه ولكنه رفض وقال أنه لن يتأخر واتصلت به عدة مرات وكان يرد ويطمئنها ولكنها كانت قلقة من تأخره غير المبرر وتخشى أن يكون قد تعب ولا يريد إقلاقها اليوم صحا مبكرا وكان وضعه أفضل بكثير.. ولكنها تخشى أن يكون يتألم كما كان البارحة دون أن يخبرها
موضي قفزت وهي تسمع صوت الباب يُفتح هتفت بقلق وهي ترى راكان يدخل: أشفيك تأخرت الله يهداك؟؟
راكان ابتسم وهو يخلع غترته ويلقيها على الأريكة ويرفع كيسا بالغا الفخامة في يده: رحت أجيب شغلة
موضي باستغراب: شغلة؟؟
راكان جلس على الأريكة وهو يهمس بهدوء: تعالي اقعدي جنبي
موضي اقتربت بحرج وهي تجلس جواره وتجعل بينهما بعض مسافة راكان وضع الكيس الذي قرأت عليه اسم محل مجوهرات شهير جدا على رجليها وهمس لها بمودة: افتحيه
موضي بحرج: وش هذا ياراكان؟؟
راكان يبتسم: افتحيه وشوفي
موضي فتحت التغليف الفخم بتردد لتجد علبة مجوهرات جلدية بالغة الرقي فتحتها بأنامل متوترة لتجد بداخلها قلادة كارتير ألماسية بالغة الفخامة والأناقة موضي بخجل حقيقي: كثير راكان.. والله العظيم كثير.. وبعدين مالها مناسبة
راكان مد يده للقلادة وتناولها: ماني براد على كلامش اللي ماله معنى ممكن ألبسش أشوفها عليش
موضي كان بودها أن ترفض ولكنها لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب أمام لطف راكان لأنها تعلم أنه لم يطلب تلبيسها إياها إلا من باب الذوق
همست بخجل: أكيد ممكن
راكان فك قفل القلادة وهو يقترب من موضي ليلبسها إياها راكان كان يتصرف بطبيعية وإحساسه بها كان تلقائيا وعاديا ولكن موضي شعرت بارتفاع درجة حرارتها وهي تشعر بحرارة أنامله على نحرها وعنقها كانت تعصف بها مشاعر توتر غير طبيعية مصدرها الأول خوفها أن يلاحظ الأثر بالقرب من كتفها وهو يقترب من حدوده
راكان أنهى مهمته وهو يهمس بإعجاب حقيقي وطبيعي: حلو عليش تلبسينه بالعافية
موضي همست بتوتر: مشكور.. حلت دنياك
راكان مد يده بعفوية ليعدل وضع العقد على طرف جيبها من اليسار حينها انتفضت موضي بعنف وهي تقفز وتضم جيبها بأطراف أصابعها وتغلقه وهي ترتجف وتبتعد
راكان استغرب ردة فعلها المفاجئة التي أشعرته بالحرج همس بهدوء لبق: آسف موضي.. والله ماقصدت شيء
موضي لم ترد عليه وهي تتوجه للمكتب البعيد وتجلس عليه
راكان تنهد بعمق وهو يحترم صمتها ورغبتها في الاختلاء بنفسها لا يستطيع أن يلومها.. فهي نبهته أنها ماعادت تتقبل لمسات رجل ولكن لمسته كانت مجرد لمسة إنسانية ليس بها أي شعور خاص فهو أيضا ماعاد في حاجة إلى ملامسة امرأة بعد أن تبخرت آماله ومعها فتاة أحلامه قبل سنين
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رواية اسى الهجران كامله بدون ردود الجمعة يناير 27, 2012 8:26 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحات الورد والألق والانتعاش . مازلنا عند شكوى قِصر البارتات يا بنات يا نبضات قلبي.. بارت المرة اللي فاتت اللي قلتو قصير عارفين كم صفحة؟؟ 20 صفحة على الورد!! بنات أنا أكثر من كذا ما أقدر والله العظيم أنا كثير ضاغطة على نفسي إذا تبون بارت طويل.. ممكن أخلي البارت مرة وحدة في الأسبوع وأوعدكم وقتها البارت بيكون طويل طويل وهالشيء بيكون أريح لي لكن تبون نشر يومي وبارتات طويلة ..ما يصير والله العظيم أنا موب مكينة كتابة.. الإنسان له طاقة محدودة وأنا استخدمت هالطاقة وزيادة . . الحين مع البارت ملك القفلات في العدد موب القوة يعني هم 3 إلى 5 قفلات حسب ما تعتبرونها أنتم بارت فيه تشويق أكيد وفيه أحداث كثيرة وغير متوقعة . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء الرابع والثمانون
مضى حوالي أسبوع على الأحداث الأخيرة وبدأ الفصل الدراسي الثاني
فارس والعنود عادا من السفر وعادت العنود لجامعتها.. وفارس لعمله علاقتهما تعمقت كثيرا.. وفارس يحرز تحسنا ملحوظا في سيطرته على قسوته ولكنه فاشل جدا في السيطرة على غيرته على العنود ولكن وضعهما بشكل عام مستقر جدا وهما يستمعان لأبعد حد بحياتهما معا
مشعل ولطيفة كذلك وضعهما مستقر أولادهما عادوا للدراسة وكذلك عادت لطيفة ومشعل أنجز قسم راكان ولطيفة أنهت مهمتها المتعبة في نقل أغراض الفريقين وترتيبها ولكن الصدمة الحقيقية التي أفسدت مخططات لطيفة وناصر أن مشاعل أخبرت والدها قبل حوالي أربعة أيام أنها على خلاف مع ناصر ولا تريد العودة له في الوقت الحالي ناصر غضب منها كثيرا.. ليس لأنها أخبرت والدها فهو ذاته أخبر والده حين سأله قبل أيام لمَ لم يُرجع زوجته بعد.. أن بينهما خلافا بسيطا سيحلانه بنفسيهما ولكن غضبه العميق كان لأنها رفضت العودة له لم يعاود الاتصال بها أو رؤيتها من حينه وكلاهما يكادان يجنان شوقا ولوعة وعبدالله ومحمد حاولا إقناع مشاعل بالعودة ولكنها رفضت
مشعل وهيا.. مستغرقان في الدراسة هيا تعاني من الوحم ومرهقة قليلا.. لكن مشعل يغمرها بحنانه واحتواءه ويخاف عليها من كل شيء.. ولو استطاع أن يحملها عن الأرض لحملها
باكينام ويوسف لم يريا بعضهما خلال الأسبوع المنصرم ولم يعاود يوسف الاتصال بها وباكينام تشعر بألم عميق جارح متعمق لأنها اعتقدت أن ظنها صدق وأن المرة الأخيرة كانت المرة الأخيرة التي تراه فيها تنتظر برعب خبر طلاقها بينما يوسف أنهى تنفيذ مخططه وينتظر نقطة الصفر فقط
موضي وراكان هما حالة الغرابة الجديدة غرابة ومنطقية في آن الاثنان يتعاملان مع بعضهما بشفافية مطلقة عدا في موضوع حرج موضي البالغ أن يلمح راكان أي جزء من جسدها يتجاوز شعرها ووجهها وكفيها قضيا الأسبوع المنصرم كصديقين حميمين في رحلة استجمام معا كلاهما يستمتع برفقة الآخر وحديثه لأبعد حد بينهما تفاهم مدهش.. وبدآ ينهيان جمل بعضهما هذه حالة تحدث للمتزوجين بعد سنين.. ولكنها بدأت تحدث معهما من الأسبوع الأول بعد أن تحسنت إصابة راكان لم يتركا مكانا في دبي لم يزوراه معا لا يفترقان مطلقا إلا حينما يذهب راكان للصلاة في المسجد ويعود لها فورا كلاهما بدأ بتفهم طباع الآخر وما يحب وما يكره موضي انطلقت في الحديث مع راكان ومشاعر ود عميقة تتكون في قلبها ناحية راكان.. ولكنها لم تحاول مطلقا جذبه كرجل لها بينما راكان يتعامل معها بطبيعية بعد أن نحى مشاعره منذ سنوات ومازال مستمرا في تنحيتها في حالة موضي.. موضي لم تجرب الحب مطلقا.. ورجل في شخصية راكان يستطيع تفجير الحب في قلب أي أمرأة تعاشره.. فكل ما على موضي أن تفعله أن تسمح لقلبها المغلق بالانفتاح.. وأن تدع راكان يداوي جروح روحها بحنانه واحترامه لها
ولكن حالة راكان أكثر صعوبة.. فراكان جرب الحب وتعمق فيه حتى تغلغل في كل خلاياه.. لكن حبه انتزع منه.. فمات قلبه..كما كان يكرر دائما..
تستطيع إنقاذ الجريح.. ولكن كيف تحيي الأموات؟!!!
***************************
بيت فارس بن سعود غرفة فارس والعنود الساعة 8 ونصف صباحا
العنود مازالت نائمة.. بالكاد استطاعت أن تصحو مع فارس قبل أن يذهب لعمله وعادت للنوم ويُفترض أنها صحت قبل الآن.. لأن محاضرتها الساعة التاسعة وسائقة مريم تنتظرها في مطبخ بيت فارس منذ أوصلت مريم لعملها وعادت لكي توصل العنود للجامعة
هاتفها يرن ويرن.. تسمعه ويبدو لها أنها تحلم السائقة تتصل بها.. وفارس يتصل بها ومريم اتصلت بها لأنها قلقت عليها حين أخبرتها السائقة أنها لم تنزل عليها ولم ترد على اتصالاتها
فارس اشتعل من قلقه عليها فهي منذ قامت لصلاة الفجر ثم معه لعمله وهي تبدو خادرة تماما اتصل بوالدته وطلب منها أن تصعد لتراها وهاهي أم فارس تفتح باب غرفتهما بحرج.. كانت تسمع صوت هاتف العنود يرن تجاوزت الصالة لغرفة النوم.. وجدت العنود مستغرقة في النوم اقتربت منها وهزتها بلطف: العنود يأمش .. وش فيش؟؟ ما تسمعين ذا التلفون اللي انفرى جوفه من الصياح
العنود بصوت متعب: اسمعه واحسب روحي اتحلم..
أم فارس بقلق: أنتي تعبانة يأمش؟؟
العنود بإرهاق: مافيني حيل ومكسلة بالمرة
أم فارس ابتسمت بسعادة حقيقية وخاطر أمنية غالية يهب على روحها وهي تساعد العنود على النهوض وتقول بحزم: قومي نروح الدكتورة
العنود بكسل: مافيه داعي.. أبي أنام بس
حينها رن هاتف أم فارس: هلا يأمك ..................... هذا أنا عندها.. شكلها تعبانة.. أبي أوديها الدكتورة بس هي مهيب راضية ................ هاك.. كلمها
العنود تناولت الهاتف لترد بصوتها المرهق: هلا
فارس بقلق: ليه حبيبتي ما تبين تروحين الدكتورة
العنود: مافيه شيء يستاهل.. بأنام شوي وبأقوم زينة
فارس بحزم: تخلين أمي توديش ؟؟ أو بأجي أنا بنفسي أوديش
العنود برقة: خلاص.. خلاص.. بأروح مع أمي وضحى
************************
دبي جناح راكان وموضي الصباح
موضي أمام المرآة تمشط شعرها وراكان يتصفح جريدة الصباح فور أن أنهت موضي مهمتها توجهت للجلوس مع راكان الذي نحى الجريدة جانبا وهو يضعها بجواره ويبتسم لها
موضي ابتسمت: في وجهك حكي.. آمر
راكان بابتسامة: صايرة خطيرة.. ماعاد أقدر أخبي عليش شيء
موضي تهز كتفيها وهي تبتسم بعذوبة: شأسوي وأنت واحد مكشوف كذا
راكان بعمق: عمري ما كنت مكشوف..وإسالي أخيش مشعل.. أنا هو ربع من عادنا بزران بس أنتي اللي عندش قدرة مذهلة إنش تقريني كأني كتاب مفتوح قدامش
موضي بحرج: لا تبالغ
راكان يبتسم: وانتي تعرفين إني أزعل من تقليلش لقدرش
موضي ابتسمت: خلاص خلنا من إنك تمدحني وأنا أسوي روحي متواضعة خرطي وقل لي وش اللي في خاطرك؟؟
راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش بس أبي أعرف أشلون عرفتي
موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها
**************************
بيت عبدالله بن مشعل الصالة السفلية الصباح
الجدة هيا أمام قهوتها الصباحية ومشاعل معها تصب لها
الجدة بعتب: لين متى وأنتي عندنا؟؟
مشاعل بابتسامة مغتصبة: افا يا أم محمد.. زهقتي من مشاعل حبيبتش
الجدة بعمق: مشيعل يأمش أنتي عارفة إن غلاش عندي غير.. وأحزن ما جاني يوم رحتي وخلتينا بس يأمش السنع سنع.. وناصر ولد عمش.. وعيب عليش تخلينه ذا كله.. صار لش أكثر من أسبوعين عندنا يأمش حتى لو ناصر غلط عليش.. المرة الأصيلة تدمح زلة رجالها وخص إن ناصر كان مستوجع من اللي صار له فإذا أنتي ما داريتيه ودورتي اللي في خاطره.. فتربيتي لش مالها خانة
مشاعل قفزت وهي تجلس عند قدمي جدتها وتحتضن كفها وتغمرها بقبلاتها وتهتف برجاء عميق: تكفين يمه ما تقولين كذا وإذا ناصر كان مستوجع.. فأنا الحين مستوجعة خليني يمه شوي.. تكفين ما تلحين علي.. وإن شاء الله مايصير إلا خير
جدتها انتزعت يدها واحتضنت رأس مشاعل وهي تقول لها بحنان: أنا ما ابغي لش إلا الزين.. وناصر والله ما يستاهل منش ذا الجفا
مشاعل تنهدت بعمق وهي تصمت حينها أردفت جدتها وهي تسألها باهتمام: زين علمتيه إنش بتروحين اليوم للمدرسة التي طالبتش؟؟
مشاعل بحرج وجزع: لا
جدتها بغضب: لا كذا مهوب سنع.. قومي كلميه وترخصي منه
مشاعل بحرج وخجل شديدين: ما أقدر يمه.. استحي
جدتها بغضب: يعني ما استحيتي من عمش وأبيش وهم يترجونش البارحة ترجعين لبيتش والحين مستحية تكلمين ناصر
مشاعل بحزن: يمه تكفين ما توجعيني كذا
مشاعل مازالت لم تتجاوز ألم البارحة وهي تجلس كالتلميذة المذنبة امام والدها وعمها.. اللذين ترجياها طويلا أن تعود لزوجها ولكنها بقيت صامتة.. ثم انهمرت دموعها بصمت وهي تهمس بجملة واحدة (تكفون لا تغصبوني على شيء ما أبيه) الدموع كانت سلاحها الناجح.. فرجال آل مشعل قلوبهم القاسية لا يلينها الحديد ولكن تذيبها دموع امرأة لذا تنهدا بعمق وهما يغادران ويهمسان لها بحنان: خذي وقتش وفكري.. لكن حطي في بالش إن المره مالها إلا رجّالها
جدتها تنهدت: قومي عطيني إياه.. أنا بأكلمه.. لازم تستأذنينه.. وإلا تبين تشتغلين من وراه؟!!
مشاعل تناولت هاتف المنزل.. واتصلت برقم ناصر الذي تحفظه أكثر مما تحفظ اسمها وناولت جدتها السماعة
ناصر وقتها كان في مكتبه في مقر عمله.. حين رأى رقم هاتف منزل عمه توتر نوعا ما.. ولكنه حين سمع صوت جدته ابتسم وهو يهمس بمرح: هلا والله بالغالية.. هلا والله بشيخة النسوان كلهم وأزينهم
جدته ابتسمت: ولو أنك كذوب.. بس ماعليه.. امدحه وخذ عباته
ناصر يضحك: أفا يا ذا العلم.. أنا كذوب..
الجدة بحنان: كذوب شوي مهوب واجد.. أشلونك اليوم يأمك؟؟
ناصر باحترام: طيب.. ذيب ولد جدتي الذيبة.. أنتي أشلونش جعلني الأول؟؟
الجدة بذات اللهجة الحنونة: طيبة ياولد جدتك.. جعل عين جدتك ما تبكيك
ناصر بحنان: وش ذا النهار المبارك اللي تصبحنا بصوتش
الجدة بحزم رقيق: كنت أبي أستأذن لمشاعل.. مشاعل طالبينها مدرسة وتبي تروح لهم اليوم
ناصر حين سمع اسم مشاعل أحس بما يشبه الدوار في رأسه والأعاصير في قلبه ولكنه رد عليها بثبات: وليه هي ما كلمتني؟؟
الجدة بعفوية: مستحية
ناصر بحزم: هي تكلمني تستأذني.. وعقبه أشوف أرخص لها وإلا لأ
جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى
مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه
مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا همست بصوت خافت: ألو
*************************
بيت مشعل بن محمد الصباح
أبناء لطيفة ذهبوا لمدراسهم ومشعل ذهب لعمله ولطيفة كانت تستذكر في غرفتها تنتظر قيام جود من نومها رن هاتفها.. تناولته.. ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا حبيبي
مشعل بحنان: أنا خلصت الأوراق اللي تبي توقيع أشرايش نروح السيتي.. نتريق في ريشو.. ونلاعب جود شوي وعقب نرجع البيت على صلاة الظهر
لطيفة بعذوبة: ومن يعيي من خوتك؟!!
مشعل بحزم اعتيادي: خلاص تجهزي وصحي جود ولبسيها.. ساعة وأكون عندكم
لطيفة تجهزت وجهزت جود التي كانت سعيدة بهذه الطلعة الصباحية المفاجئة التي ستكون هي أميرتها في غياب أشقائها
وهاهما تنزلان لمشعل الذي جاء على الموعد تماما انطلقت السيارة ومشعل يتحادث مع لطيفة وهما ينظران من حين لآخر لجود المثبتة على مقعدها الخاص في الخلف
بعد دقائق رن هاتف مشعل.. رد بتلقائية واحترام: هلا أم علي .................... لا والله ما أقدر سامحيني ..................... طالع مع الأهل ..................... السيتي سنتر (بدا عليه الضيق من مطاردة الطرف الآخر له بالأسئلة) ..................... لا والله ماني براجع للشركة إلا العصر ..................... مافيه شيء ضروري ..................... خلي سكرتيرتش ترسلها بالفاكس لسكرتيري ومايصير إلا اللي يرضيكم .................... مع السلامة
لطيفة عرفت من المتصلة.. شعرت بضيق عميق.. فهذه ليست المرة الأولى التي تطارد مشعل بالهواتف بل وصدف أن رأتها لطيفة عدة مرات وكأنها تتعمد أن تظهر نفسها أمام لطيفة تعلم أن مشعل قد يكون لم ينتبه لحركاتها وهو يتعامل مع العديد من سيدات الأعمال ولكن حركاتها لم تطف على الحاسة السادسة لأمرأة مثلها بدأت تشعر بالخطر من اقتحام حصونها الخاصة لطيفة تشعر بالقلق منها منذ أكثر من عام.. حتى حينما قال لها مشعل أنه سيتزوج.. كانت هي من قفزت لمخيلتها فهي سيدة قوية وجميلة ومن عائلة معروفة.. ليس لديها سوى ابن واحد هو علي من زوجها الراحل.. مازالت في أواسط الثلاثينات وتتمتع بجبروت تلقائي مثير رأتها لطيفة للمرة الأولى الصيف قبل الماضي في باريس مع ابنها في ديزني لاند بدا للطيفة أن هذه المقابلة لم تكن صدفة مطلقا لأن مشعل أخبرها بتلقائية أنه من أخبرها بتواجدهم فيها حين اتصلت به فاتن ولكن لطيفة رأت أن مشعل لم يتجاوز مع هذه الدخيلة الاحترام العادي ثم أخذ عائلته وغادرها رغم أنها كانت تلمح برغبتها أن تبقى مع مشعل وعائلته لذا لطيفة حاولت أن ان تحترم علاقات مشعل العملية وتنحيها جانبا عن حياتهما الشخصية ولكن الجديد أن علاقتها الآن بمشعل ازدادت تعمقا وأصبحت متيقنة أنه كله لها قلبا وقالبا.. ولن ترضى بتعدي أي أنثى على ماهو لها
لطيفة غارقة في أفكارها بينما مشعل يوقف سيارته همس مشعل بابتسامة: اللي ماخذ عقلش.. وصلنا
لطيفة تبتسم: ماحد ماخذ عقلي غيرك
نزلا.. ومشعل يحمل جود حتى دخلا للداخل ثم أمسك بكفها الصغيرة بحرص وحنان
رن هاتف مشعل.. كانت هي للمرة الثانية بصوتها الأنيق الواثق: آسفة أبو محمد على الإزعاج بس جد لازم توقع على الأوراق الحين عشان نلحق البنك قبل الظهر
تنهد مشعل بضيق: خلاص ساعة وأرجع للشركة وأوقع الأوراق
فاتن بهدوء: لا ما نبي نخرب عليك طلعتك.. أنا وسكرتيرتي جريب منكم ممكن نييب لك الأوراق توقعها
مشعل بهدوء عملي: مافيه داعي أم علي.. الشغل شغل.. ومكانه في الشركة وأنا ما أحب أخلط حياتي الخاصة بشغلي
فاتن بذات نبرتها الواثقة: لكل قاعدة استثناءات ومانبي نخرب على أم محمد طلعتها وياك.. أصلا خلاص احنا نوقف في مواقف السيتي.. وياينكم
****************************
واشنطن دي سي سكن باكينام مساء
باكينام تعود للسكن كانت مرهقة تماما ومستنزفة وتشعر بالانطفاء تماما ولكن ما أن تجاوزت المدخل ورأت العينين البنيتين الدافئتين حتى تحول الارهاق إلى تحفز والانطفاء إلى اشتعال مدو و عصافير الفرحة تحلق في أسراب شاسعة في سماوات روحها وهي تراه بعد كل هذا الغياب ولكن كل هذه المشاعر اختفت خلف قناع برودها وهي تقترب منه بينما هو نهض فور رؤيتها وهي تهمس له ببرود جليدي هو سر انجليزي عتيد: مشرفنا بالزيارة ليه؟؟
يوسف بنبرة جدية لأبعد حد: بسرعة معايا للبيت أنّا صفية وفيكتوريا هيوصلوا المطار بعد شويه
#أنفاس_قطر# . | |
|
| |
بنوتة كول
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية اسى الهجران الجمعة يناير 27, 2012 8:34 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباحكم ورد وألق وانتعاش ومحبة بارت اليوم تقفيل لقفلات أمس وعشان أمس كان يوم القفلات فأنا ريحتكم منها اليوم لأنه في بارت اليوم أشياء ثانية بتثير قلقكم بس بدون قفلات بارت بكرة بيكون له نظام خاص لأنه بيعتمد على أربع شخصيات زوجين وزوجين.. بيكون تناقل الأحداث مقصود بينهم بكرة نشوف وش الجديد.. بس بعد بدون قفلة لأنه بارت بعد بكرة الثلاثاء إن شاء الله بتكون قفلته (لا تعليق) ثرثرة من غير فائدة.. وش لنا في بارت بكرة وبعد بكرة خلنا في بارت اليوم صحيح تقفيل قفلات لكن فيه مفاجآت أعتقد إنها بتثير كثير من التساؤلات . استلموا . قراءة ممتعة مقدما . لا حول ولا قوة إلا بالله . . أسى الهجران/ الجزء الخامس والثمانون
دبي جناح موضي وراكان
راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش بس أبي أعرف أشلون عرفتي
موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها
راكان بدهشة عميقة: نعم؟؟
موضي ضحكت: بسم الله عليك.. وش فيك تروعت؟؟
راكان ابتسم: وش تروعت ذي..راكان ما ينقال له تروعت... تفاجأت طال عمرش في الطاعة .. من وين عرفتي مرت محمد؟؟
موضي تهز كتفيها: مجرد صدفة.. والحمدلله إنها كانت أنا.. ماكان حد غيري
راكان يبتسم: ممكن شوية تفاصيل يا شهرزاد
موضي تبتسم: حاضرين يا شهريار.. بس المهم الأمان.. مهوب ما تعجبك الحكاية تقوم تنادي مسرور يقص رقبتي
راكان بعمق رقيق: سلامة رقبتش.. ماعنده سالفة اللي يقص جيد الغزال
موضي كحت من الحرج: كنك تغازلني؟؟
راكان ضحك: ليه هذا هو اللي يسمونه الغزل.. ماعندي خبر
موضي ابتلعت حرجها وهي تعلم أنه يجاملها ليس إلا: خلنا من مجاملاتك يالشاعر خلني أقول وين شفت مرت محمد قبل حوالي سبع سنوات كنت سنة ثانية جامعة وكان جاي لنا خدامة جديدة.. ولطيفة كانت نفاس بعبود وأمي عندها فأنا رحت أودي الخدامة للقومسيون الطبي عشان يسوون لها فحص واحنا قاعدين ننتظر شفت المرة اللي جنبي معها بطاقتك فوق أوراقها بصراحة استغربت فسألتها: من هذا؟؟ جاوبتني بعفوية: زوجي
أنا مثل اللي انضربت على رأسي .. سألتها: متأكدة؟؟
المرة وقتها ارتبشت وعرفت إني عرفتك.. فهي سألتني: أنتي من؟؟
قلت لها: بنت عم اللي أنتي تقولين إنه زوجش
المسكينة والله تلخبطت.. وهلت شريطها كامل.. إنه أنت متزوجها على الورق بس عشان عيالها وبس.. وأنها جاية تخلص فحص خدامة أنت جايبها لهم باسمك وصارت تعتذر وتعتذر..
أنا قلت لها: دام الرجال مسوي فيكم خير.. المفروض تصيرين أحرص عليه هالمرة صدفتيني أنا.. وأنا مستحيل أقول لأحد لكن الدوحة صغيرة وبكرة تصدفين حد غيري يعرف راكان.. وش بتسوين وقتها؟؟
المسكينة حلفت لي إنها ماعاد تقول لأحد إنك زوجها في مكان عام.. اللي يهمها جيرانها ومعارفها.. وهم يدرون وهذي السالفة كلها
موضي أنهت حكايتها وهي تبتسم.. بينما راكان كان في غاية التأثر لأسباب عديدة.. همس بعمق: ومن وقتها تدرين وما قلتي لأحد؟؟
موضي بتلقائية: وليش أقول لأحد يعني أنت تستر على بنت الناس وعيالها أجي أنا وأفضحك
راكان بهدوء آسر: تدرين إنش عظيمة يا موضي
موضي بخجل: وتدري إنك تستخدم ألفاظ فضفاضة زيادة عن اللزوم
راكان يبتسم: أنا ما أعرف أجامل ولا أنافق ولا أنفخ ريش ولا أمسح جوخ بس جد موضي أحس كل الكلام ما يوفيش حقش علي حفظتيني وحفظتي سري.. ولو كنتي كشفتيه ما كان عليش لوم أنت كنتي بنت صغيرة.. والمنطق كان يقول إنش بتخافين وتبلغين أمش على الأقل
موضي تبتسم: ودام قلت لك سري.. ليش ما تقول لي سرك دام إن السرين كلهم انتهوا وسر بسر ونكون خالصين
راكان بحذر: أي سر؟؟
موضي بعذوبة: اللي كنت تحبها.. نفسي أعرفها بس لو ما حبيت تقول براحتك.. أنا بس نفسي أعرف اللي قدرت على قلبك
اكفهر وجه راكان وهو يقول بهدوء: اسمحي لي موضي أحب أحتفظ باسمها لنفسي
موضي شعرت بضيق ما.. عميق ربما.. حاد ربما.. اعتيادي ربما.. غير طبيعي ربما مادام يرفض أن يخبرها باسمها مع أنه بات يعرف إن موضي هي موضع ثقة ولن تفشي له سرا فهذا يعني أنه بقي لها شعور ما في قلبه وأنها مازالت تتلحف بغشاء فؤاده في أحد الزوايا التي يحاول تناسيها
موضي حاولت رسم ابتسامة فاشلة على شفتيها : براحتك راكان.. أنا آسفة جد
راكان نظر لها بتعمن وهي تشيح بناظريها همس بهدوء: طالعيني موضي
موضي رفعت عينيها له.. وهو همس لها بثبات عذب: زعلتي صح؟؟
موضي ابتسمت بعذوبة مثقلة بالشجن: مازعلت والله العظيم.. يمكن تضايقت أدري أنك كاشفني.. فما فيه داعي أنكر ولا تقول لي ليه تضايقتي لأني ما أدري بالتحديد يمكن أكون كرهت إنك مهوب قادر تأتمني على سرك بينما احنا صرنا أصدقاء بالمعنى الفعلي
راكان ابتسم: واحنا فعلا أصدقاء وأكثر .. عمري ماحسيت بالراحة وأنا أتكلم مع حد مثل راحتي معش بس بلاها تنبشين في ذا الموضوع يا موضي
موضي ابتسمت: خلاص راكان.. ما يهم.. خلك من حساسية النسوان متى بنمشي بكرة؟؟
راكان بهدوء: بكرة إن شاء الله نتغدى .. وأسوي شيك آوت ونمشي
*****************************
بيت عبدالله بن مشعل الصالة السفلية
مشاعل تجلس مع جدتها التي كانت تحادث ناصر في الهاتف جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى
مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه
مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا همست بصوت خافت: ألو
ناصر تنهد بعمق وهمسها يصب في أعمق نقطة في قلبه.. رد بهدوء: هلا
مضت دقيقة صمت.. قطعها ناصر وهو يقول بحزم: وين المدرسة التي تبين تروحين لها؟؟ (رغم أنه كان يتمنى أن يقول لها: اشتقت لك بل أكاد أجن من شوقي أما لهذا الهجر من آخر أما لهذا العذاب من نهاية؟!!)
مشاعل تشعر أنها تختنق بكلماتها وهي تجيبه: اللي ورا بيتنا بشوي (رغم أنها كانت تتمنى أن تقول له: ألا تأتي لزيارة جدتي حتى أراك لو من بعيد أشعر بالاختناق بعيدا عن أنواءك أشعر بالضياع بعيدا عن موانئك أشعر أنني أذوي بعيدا عن شمسك وظلالك)
ناصر بهدوء: بس أنتي منتي بحاجة للشغل الخير واجد
مشاعل بحرج: الشغل حاجة نفسية قبل ما يكون مادية
ناصر بذات الهدوء: زين أنا بجي أوديش
مشاعل بجزع: لا ناصر لا.. يعني توهم عمي وأبي عندي البارحة يبوني أرجع وما رضيت.. اليوم أروح معك
ناصر ببرود: زين إنش فتحتي الموضوع بنفسش ما تشوفين إنها كبيرة واجد تردين شيبان آل مشعل الكبار على الأقل احشمي شيباتهم
مشاعل بألم: وأنت ما حشمتني قبلها
ناصر بغضب: وأنتي ما حشمتيني لا أول ولا تالي
مشاعل بألم عميق: ناصر مافيه داعي نفتح جروح بعض.. أنا عشان كذا ما أبي أرجع كل واحد منا مجروح من الثاني.. أخاف عند أقل خلاف بيننا كل واحد يفتح للثاني الدفاتر القديمة خلنا الحين في موضوع المدرسة عندي مقابلة.. نص ساعة بس وأرجع..
ناصر يستعيد بروده: أنا أوديش.. أو مافيه روحة
مشاعل توترت بشدة.. ستكون المرة الأولى التي تركب معه في سيارته وهما أمام الناس بينهما خلاف كبير وبالفعل بينهما ما هو أكبر من مجرد خلاف جرح عميق متجذر
همست بمناشدة عميقة: تكفى ناصر لا تعقدها
ناصر بعمق: أنتي عقدتيها قبلي
مشاعل تنهدت بعمق: بس توديني للمدرسة وترجعني بيت إبي
ناصر بغضب: لا تشرطين علي
مشاعل بخفوت: لا حول ولا قوة إلا بالله خلاص ناصر هونت.. ما أبي المدرسة.. ولا أبي الوظيفة
ناصر بحزم: نص ساعة وأكون عندش.. ولو ما نزلتي لي.. طلعت لش
************************
الدوحة سيتي سنتر
مشعل يلتفت للطيفة: انا آسف ياقلبي.. بس هذي أم علي ، فاتن الفرج تعرفينها... تبي تجيب لي أوراق أوقعها.. يضايقش؟؟ شغلة دقيقتين بس
رغم أن لطيفة تجاوزت الإحساس بالضيق للغضب الفعلي لكنها همست بهدوء وهي تسيطر على غضبها: خلاص خلنا نروح الكوفي.. وتجينا هناك.. مايصير توقعون الأوراق في الممرات
كان يدور تفكير ما في رأس لطيفة.. فهي تعلم أن تلك الحية الخبيثة لم تحضر إلا لتعلن وجودها أمامها وهي مستعدة لها
مشعل ولطيفة توجها لريشو المقهى كان خاليا تماما أخذا زاوية منعزلة ولطيفة تعطي ظهرها للمدخل ثم تهمس بهدوء: ممكن أحط نقابي مشعل؟؟
مشعل باستغراب: غريبة مهيب عوايدش
لطيفة بعفوية مصطنعة: أشوف الكوفي فاضي.. وبعدين أنت اللي وجهك للباب لو حد دخل نبهني والجرسونات ناد لنا وحدة من البنات
مشعل بعفوية: براحتش
لطيفة قررت أن تلجأ لسلاح جمالها هذه المرة.. حتى تعلم هذه المتطفلة أن أم محمد ليست بالخصم السهل ففاتن لم ترَ مطلقا وجه لطيفة.. ففي كل مرة كانت تراها بنقابها حتى في باريس فإن كانت لا تعرف شخصيتها وكيف هي قادرة على احتواء زوجها فعلى الأقل فلتريها أن الله أنعم عليها بنعمة الجمال التي تكفي لملء عين مشعل حتى وإن كانت حقيقة لم تملأ عين مشعل إلا في الفترة الأخيرة فقط
لطيفة أخرجت مرآتها وتأكدت من شكلها ثم من ترتيب ابنتها ومشعل يهمس لها بإعجاب: البنت وأمها كل وحدة تقول الزود عندي
لطيفة ابتسمت: مهيب واسعة شوي.. ضيقها عشان أصدق
مشعل يضحك: اللي يكذب يروح النار.. وأنتي وجودي أحلى من شافت عيني
وهو مستغرق في حديثه المرح مع لطيفة كانت فاتن تصل ومعها سكرتيرتها بعد أن أخبرها مشعل بمكانهما
اقتربت بهدوء وهي تسلم باحترام وذوق لطيفة وقفت لها وهي تصافحها وترحب بها بدفء محترف فاتن شعرت بصدمة حقيقية... فهي لم تتوقع أن زوجة مشعل قد تكون بهذا الجمال المبهر ولكن انفعالها لم يظهر مطلقا على وجهها وهي تهتف بمهنية راقية: جاكلين عطي أبو محمد الأوراق يوقعها ما نبي نخرب قعدته مع هله
فاتن بالنظرة الموضوعية الطبيعية.. ليست بالشخصية السيئة مطلقا.. فهي امرأة ناجحة وواثقة.. لها سمعتها الممتازة في السوق تعاملا مهنيا وأخلاقيا ولكنها امرأة تعرف ماذا تريد تماما.. وتصل إليه فهي تريد والدا قويا لابنها.. يربي ابنها كرجل حقيقي وفي كل من عرفت من رجال.. كان مشعل هو الأنسب في نظرها ولكن مشعلا لم ينتبه إليها.. أو ربما انتبه وادعى عدم الانتباه وحصر علاقته بها في العمل فقط
فاتن أخذت الأوراق بعد أن وقعها مشعل... وغادرت ولطيفة تشعر بالارتياح العميق وهي تظن أنها ربحت المعركة بينما المعركة لم تكن بدأت بعد.. بل هي على وشك الاندلاع
***************************
مركز طبي خاص/ الدوحة
أم فارس والعنود تجلسان أمام الطبيبة... أم فارس كانت شبه متأكدة أن العنود لابد حامل ونقلت إحساسها للعنود وهي تسألها باهتمام وهما في الطريق عن آخر دورة شهرية الاثنتان تشعران بتوجس سعيد مفعم بالأمل.. وخصوصا أم فارس التي نذرت حياتها لهذا الولد الوحيد.. لفارس كم هي مشتاقة لرؤية صغاره.. أحفادها بداخلها كم كبير من الحب ينتظرهم.. ينتظر وجووهم وأناملهم الصغيرة تكاد تحلم الآن بملمس هذه الأنامل الزبدية بين يديها منذ الآن تحلم بخطواتهم الأولى وأسنانهم الأولى وكلماتهم الأولى تحلم برائحة فارس فيهم.. نظرة عينيه وابتسامة الرائعة تتمنى أن يأخذوا من عبق روح والدهم وجمال أمهم.. مرجلة آل مشعل إن كانوا فتيانا.. آصالة عماتهن بالرضاعة إن كن فتيات تريدهم أن يجمعوا كل الصفات المميزة.. تريدهم الأروع
أو ... بالأحرى تريدهم كيف كانوا.. وكيف كان شكلهم حتى وإن كانوا الأبشع بين الأطفال يكفيها أنهم أبناء فارس
العنود كانت تشعر بتوجس مثير رقيق عذب قطعة من فارس تنمو في أحشائها؟!! تمازج روحيهما وخليط صفاتهما هل سيشبه فارس؟؟ أم سيشبهها؟؟ هي تريده يشبه راكان إن كان فتى وتشبه لطيفة إن كانت فتاة يا الله لا تستطيع الصبر حتى يصبح جسده الصغير بين يديها وفي أحضانها
انتزع الاثنتان من أفكارهما صوت الطبيبة الهادئ: نقص بي12 .. هو اللي مسبب الخمول واضطراب الدورة الشهرية
أم فارس شعرت بصدمة موجعة نسفت أبراج أحلامها تعلم أنهما لم يتجاوزا شهرين بعد منذ زواجهما ومازال الوقت مبكرا ولكنها كانت قد بنت أحلاما عريضة.. وانهيارها كان موجعا لها همست أم فارس بخفوت بينما العنود غارقة في صدمتها الرقيقة: نعم؟؟
الطبيبة بذات الصوت الهادئ: البي12 عندها 300 والطبيعي من 450 ل900 تبي لها كورس علاج مكثف 10 إبر كل ابرة بقوة 500 يوم ورا يوم وبعدين 4 ابرة بقوة 1000 مرة في الأسبوع وبعدين من الأفضل تأخذ ابرة بقوة 1000 مرة كل شهر بشكل دوري
أم فارس باهتمام: والنقص هذا يأثر على الحمال؟؟
ابتسمت الطبيبة: لأ إن شاء الله بس هالفيتامين أساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء والحمض النووي ومهم جدا أنه يكون في المستوى الطبيعي وقت الحمل عشان نضمن أطفال أصحاء خالين من التشوهات بإذن الله
الطبيبة استغرقت في كتابة الوصفة الطبية بينما كانت أم فارس تهمس للعنود بابتسامة وتقول لها كلام لا تقصده بحذافيره: الشهر بداله شهور.. وانتو توكم معاريس وصغار.. استانسوا الحين ولاحقين على غثاء البزران
*********************************
واشنطن دي سي بيت يوسف
باكينام تدخل البيت ويوسف يدخل قبلها يحمل حقيبتها وفي عينيه نظرة انتصار واضحة باكينام صُدمت وفُجعت ويوسف يلقي الخبر على مسامعها رتبت حقيبتها على عجل وهي تشعر بثقل المهمة على قلبها وطوال الطريق وهي تتحاشى النظر إليه أو حتى محادثته وهاهي تدخل بيته كأنها تُقاد إلى قبرها
همست وهي تتجاوز الباب بحرج حقيقي: وممكن أعرف أنّا وفيكتوريا جايين ليه؟؟ وإزاي ما يبلغونيش؟؟
يوسف بنبرة اعتيادية: شكلهم عاوزين يعملوها سربرايز
باكينام بتصميم: بس اسمعني أول ما يسافروا أنا هأرجع للسكن
يوسف بهدوء رغم التماع نظرة الخبث في عينيه: لما يسافرو يحلها الحلال
ثم أردف باهتمام: أنا ئلت لماريا تجهز لهم أوضة الضيوف اللي تحت شوفي هي عملت إيه.. وعملت إيه للعشاء عشان تباني ئدامهم إنك عارفة كل حاجة وأنا رايح المطار أجيبهم
***************************
بيت جابر بن حمد الصباح
أم حمد مريضة اليوم.. فهي باتت تمرض كثيرا الفترة الأخيرة عالية من بقيت عندها اليوم.. وعلياء ومعالي توجهتا للمدرسة
حينما رن هاتف البيت سارعت لإلتقاطه فهي وشقيقتيها ينتظران اتصالا غاليا على قلوبهن منذ فترة وكثيرا ما خاب ظنهن في المتصل حين لا يكون حمد الذي لم يتصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع الفتيات الثلاث يشعرن بحزن عميق وخوف أعمق غياب حمد جعل والديهما يكبران كثيرا.. وخطوط الهم ترسم علامات غائرة على وجهيهما وروحيهما لو حدث لوالديهما شيء وحمد غائب.. فمن لهن؟؟ إحساس ضياع يلف أرواحهن المراهقة القلقة
التقطت السماعة بتوتر وهي تهمس: الو
حين سمعت صوته الدافئ يهمس بمرح: أي وحدة في الغزلان الثلاثة أنتي؟؟ انهارت مشاعرها المثقلة وانخرطت في بكاء حاد وهي تشهق بعنف حمد شعر برعب كاسح وهو يصرخ: وش شفيش؟؟ حد منكم صار عليه شيء؟؟
عالية تشهق: لا والله كلنا طيبين.. بس اشتقنا لك.. تكفى حمد ارجع خلاص تكفى
حمد برعب: عطيني أمي أكلمها.. أبي أتطمن عليها
عالية بتوتر وصوتها يهتز: أمي تعبانة شوي ومتمددة في غرفتها
حمد بغضب مختلط بالقلق والتوتر: عالية خلصيني.. أمي وش فيها؟؟
عالية بصدق وكلماتها تنثال بوجع: والله تعبانة شوي بس..وإن شاء الله إنها طيبة أمي مشتاقة لك يا حمد.. حتى إبي مشتاق لك واجد ولا يبين وأنا وخواتي حمد حن مالنا غيرك.. لمتى وأنت مخلينا حالتنا حالة عقبك
حمد شعر أن روحه تتمزق.. هتف لها بحزم: خلاص قولي لأمي وأبي إني راجع قريب.. قريب
#أنفاس_قطر# . . .
| |
|
| |
| رواية اسى الهجران | |
|